يمارس الأعداء شتّى صنوف الأعمال وأشكالها. يعملون على مختلف الأصعدة والمستويات. وأظنّ أنّ المستهدَف الرئيس اليوم، بمؤامرات الأعداء، هم الخواصّ. الخواصّ هم المستهدَفون راهناً، مِن قِبل الأعداء. يجتمع الأعداء، ويخطّطون لتغيير أذهان الخواصّ؛ من أجل أن يستطيعوا جرَّ الجماهير للاتّجاه الذي يريدون؛ فالخواصّ لهم تأثيرهم، وكلمتهم لها نفوذها في عامّة الناس. أخال أنّ من الواجبات الرئيسيّة التي تقع حاليّاً على عواتقنا، نحن وإيّاكم، هي أن نعزّز بصيرتنا بخصوص القضايا المختلفة، ونتمكّن، إن شاء الله، من مضاعفة بصيرةِ مخاطِبينا ومستمِعينا.
إنّ الثورة الإسلاميّة قويّة الجذور جدّاً، وأركانها متينة للغاية، والله تعالى سندنا وعمادنا. وكما رويتُ مراراً عن الإمام الراحل (رضوان الله عليه)، حيث قال لي: لقد رأيتُ منذ بداية دخولي في هذه القضيّة، وشعرتُ أنّ يد القدرة هي التي تدبّر الأمور. وهذه هي الحقيقة. هذا ما قاله هو لي. يرى الإنسان يد القدرة الإلهيّة هذه. طبعاً، يد القدرة الإلهيّة ليست لها قرابة أو صلة رحم بنا: «مَن كان لله، كان اللهُ له»، ﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ﴾[1]، ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ﴾[2]. يجب أن نكون في خدمة هذا الدرب بإخلاص، ونأتي بما عندنا إلى الساحة، ونقدّمه في هذا السبيل. علينا تقديم مساعينا وأعمالنا في هذا السبيل، وسوف يمنّ الله تعالى بفضله ولطفه. وقد حصل هذا اليوم، حيث تفضّل الله تعالى وأعاد كيد الأعداء إلى نحورهم. عادت سهامهم إلى نحورهم، ولم يجنوا شيئاً من المؤامرة التي دبّروها.
لا شكّ في أنّ اضطرابات ما بعد الثورة، مدبَّرة، في نظر الخبراء والواعين. هذا ما يستنبطه المرء حينما يتحاور مع أيٍّ من أصحاب الفهم والوعي بقضايا البلاد والقضايا العالميّة. قلتُ له[3] هذا قبل أمس: قلتُ له: إنّ هذه الأمور مدبَّرة، فقال: بلا شكّ. أي إنّ الجميع يفهمون ذلك، ويُدركون أنّ هذه الأمور مدبَّرة، وليست فجائيّة؛ لنقول: إنّها حصلَت من تلقاء نفسها، كأن يقوم شخص ويتحدّث بشيءٍ من دون مقدّمات. لا، إنّما كان هذا الأمر مدروساً ومدبَّراً وموجَّهاً من مركزٍ معيَّن. لكنّهم أخفقوا على كلّ حال، وسوف يستمرّ إخفاقهم هذا، إن شاء الله، لكنّهم يواصلون التآمر.
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 24/09/2009م.)
[1] سورة محمّد، الآية 7.
[2] سورة الحجّ، الآية 40.
[3] المقصود: الشيخ هاشمي رفسنجانيّ.