[بخصوص] البُعد المعاصِر للقضيّة؛ أي الوحدة والارتباط بين الحوزة والجامعة. هنا أيضًا، المسألة مسألة بناءٍ وإبلاغ. ارتباط منظومة الطلبة الجامعيِّين الهائلة بعلماء الدين، وبالشباب العاملين في طريق المعرفة الدينيّة والتبليغ الدينيّ، وهو الأمر المنشود والمطلوب في هذه المناسبة؛ أي إنّ المناسبة من أجله. هذا هو معنى الوحدة بين الحوزة والجامعة. وإلّا ليس المراد الوحدة العينيّة والخارجيّة، فهذا ليس له معنى. الحوزة هي حوزة، والجامعة هي جامعة. الوحدة والارتباط الحقيقيّ بين مجموعتَين مؤثِّرتَين ومهمّتَين، عملت السياسات -إلى أن أعلن إمامنا العزيز عن هذه الوحدة- على إبعادهما وفصلهما بعضهما عن بعض؛ تبقى الجامعة بعيدةً عن الإسلام، وتبتعد الحوزة عن التطوّرات العالميّة والتقدُّم العلميّ؛ ولتبقيا بعيدتَين بعضهما عن بعض، فلا يساعد هذان الجناحان بعضهما بعضًا، ولا ينسّقان معًا. هذه القضيّة تعود إلى مسألة التبليغ، وهنا تبرز أهمّيّة التبليغ. حينما ندرس، إنّما نفعل ذلك من أجل أن نستطيعَ إبلاغَ الرسالة الإلهيّة، سواءٌ على صعيد المعارف الإلهيّة، أو على صعيد الأحكام الدينيّة، أو على مستوى الأخلاق الإلهيّة.
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 13/12/2009م)