التبليغ، وهو في الحقيقة، المهمّة الأصليّة والجوهريّة لي ولكم... لاحِظوا أنّ التبليغ في العالم اليوم، احتلّ دورًا كبيرًا، وقد كان الأمر كذلك دومًا. لم تكن هذه الوسائل من قبل، ولم تكن هذه الاتّصالات القريبة. نحن المعمّمون لنا ميزة التبليغ القريب [المباشر]، وجهًا لوجه. هذه عمليّة نادرة، لا يحلّ محلّها أيّ شيء؛ صعود المنابر والتحدّث إلى الناس. هذا الأسلوب، من جهات عدّة، أنجح من أساليب التبليغ كلّها. وتلك الجهات الفنّيّة وغيرها ضروريّة أيضًا في مواضعها، لكن لهذا الأسلوب تأثير خاصّ، وهو يملأ فراغًا لا تملؤه سائر الأساليب والأجهزة التبليغيّة. إذًا، التبليغ مهمّ، وهو اليوم أداة أساسيّة. ولدينا أحد الأساليب المؤثّرة في التبليغ.
نريد أن نقول: إنّ التبليغ يجب أن يخلق تيّارًا، ويصنع خطابًا، ويخلق أجواءً. الخطاب يعني مفهوماً ومعرفةً شاملة، في برهة من الزمن، داخل مجتمع معيّن. فإذا ما حصل هذا، كان خطابًا للمجتمع. ومثل هذا الشيء لن يحصل بالأعمال المتفرّقة غير المبرمَجة، إنّما هو مهمّة تحتاج إلى برمجة وعمل فعّال، وهو أشبه بالنفخ المستمرّ في آلة ضغط، بإمكانها إيصال الماء أو الهواء أو سبب الحياة، إلى نقاط مقصودة مختلفة. ينبغي النفخ باستمرار؛ ليبقى هذا الاشتعال، ولا ينطفئ. يجب أن لا تتوقّف هذه العمليّة بأيّ شكل، وهي بحاجة إلى برمجة.
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 13/12/2009م)