بزوغ فجر الثورة الإسلاميّة في إيران، فتح فصلاً جديداً في النضال من أجل فلسطين، ابتداءً من الخطوة الأولى؛ أي طرد العناصر الصهيونيّة الّتي كانت ترى إيران في عصر الطاغوت إحدى قواعدها، وتسليم السفارة غير الرسميّة للكيان الصهيونيّ في طهران لممثّلي فلسطين، وقطع إمداد النفط، حتّى الأعمال الكبيرة والنشاطات السياسيّة الواسعة. هذه القرارات كلّها، أدّت إلى ظهور «جبهة المقاومة» في المنطقة كلّها، وأحيَت الأمل في القلوب بحلّ القضيّة. وبظهور جبهة المقاومة باتت العقبات أمام الكيان الصهيونيّ أصعب فأصعب، وستصبح أكثر صعوبة إن شاء الله، لكنّ مساعي حماة هذا الكيان، وعلى رأسهم أمريكا، في الدفاع عنه قد ازدادت بشدّة. ظهور القوّة المؤمنة الفتيّة والمُضحيّة من حزب الله في لبنان، وتشكيل الحركات الناهضة من حماس والجهاد الإسلاميّ داخل حدود فلسطين، أثار الاضطراب والهلع، لا بين الصهاينة فحسب، بل أيضاً بين حكّام أمريكا وحكّام الغرب، فعمدوا إلى استمالة الأتباع من داخل المنطقة وداخل المجتمع العربيّ، ووضعوا ذلك في رأس قائمة اهتماماتهم، بعد بذل كلّ ألوان الدعم الناعم واللوجستيّ لهذا الكيان الغاصب. ونتيجة هذه الأعمال الضخمة ماثلة اليوم للعيان في تصرّفات وأقوال بعض حكام الدول العربيّة وبعض الخونة من النشطاء السياسيّين والثقافيّين.
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 22/05/2020م.)