من الأمور المهمّة جدّاً، أنْ يشعر الشعب أنّه قادرٌ على الانتصار على العقبات. نعم، نحن نقرأ في الروايات والآيات عن التوكّل على الله، ﴿وَمَن يَتَوَكَّل عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾[1] وأمثالها، نقرؤها ونقولها ونعتقد بها أيضاً. ولكن، أن يشاهد الإنسانُ عمليّاً حالةَ ﴿وَمَن يَتَوَكَّل عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾، فهذا يختلف كثيراً عن مجرّد القول والاعتقاد.
النبيّ إبراهيم، بكلّ ما يتمتّع به من عظمة، يقول لله -تعالى-: أريد رؤية إحياء الموتى، فيقول له الله: ﴿أوَلَم تُؤمِن﴾؟ فيجيب: ﴿قالَ بَلى ولكِن لِيَطمَئِنَّ قَلبِي﴾[2]. هذه السكينة القلبيّة واطمئنان القلب والإيمان من أعماق الإنسان وروحه بحقيقة من الحقائق، حالةٌ على جانبٍ كبيرٍ من الأهمّيّة، وهذا ما أظهرته الحرب وأثبتته لنا. نحن الآن نستطيع أن ندّعي، وبكلّ قوّة، أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة تستطيع أن تواجه كلّ التحدّيات التي تُوضَع في طريقها، وأن تنتصر عليها جميعاً؛ لأنّنا جرّبنا هذا الشيء، لقد جرّبنا هذا الأمر: ﴿وَلا تَهِنُوا ولا تَحزَنُوا واَنتُمُ الاَعلَونَ إنْ كٌنْتُمْ مؤمِنِين﴾[3].
إذا كان هناك إيمان في القلب والعمل، سوف تتذلّل الجبال أمام مجتمع ومجموعة أو إنسان قويّ، ولن تكون لديها قدرة على المقاومة. وهذه إحدى فوائد الحرب بالنسبة إلينا. حسناً، هذه حقائق وواقع.
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 24/05/2017م.)
[1] سورة الطلاق، الآية 3.
[2] سورة البقرة، الآية 260.
[3] سورة آل عمران، الآية 139.