في الحوادث المختلفة أيضًا، من الممكن للإنسان أن يتحلّى بالبصيرة أو يفقد البصيرة. هذه البصيرة بأيّ معنى؟ ما معنى أن يحصل على البصيرة؟ كيف يمكن أن يجدها؟ هذه البصيرة الواردة في الروايات والتي تمّ التأكيد عليها أيضًا في كلمات أمير المؤمنين (عليه السلام)، تعني أن يتدبّر الإنسان في الحوادث التي تجري من حوله والحوادث التي تجري معه وترتبط به، يتدبّر ويسعى، كي لا يمرّ على الحوادث مرور الكرام وبشكل سطحيّ كالعوام، وبتعبير أمير المؤمنين (عليه السلام أن يعتبر: «رَحِمَ اللَّه امْرَأً تَفَكَّرَ فَاعْتَبَرَ»[1]، يفكّر، وعلى أساس هذا الفكر يعتبر ويأخذ العِبر؛ أي إنّه يزن المسائل بالتدبّر «وَاعْتَبَرَ فَأَبْصَرَ»، بهذا الميزان يجد البصيرة. النظر الصحيح إلى الحوادث والتدبّر فيها يوجد البصيرة عند الإنسان؛ أي إنّه يوجد قدرة على الرؤية والتبصّر لدى الإنسان ويفتح عينيه على الحقيقة.
يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) في موضع آخر: «فَإِنَّمَا الْبَصِيرُ مَنْ سَمِعَ فَتَفَكَّرَ، ونَظَرَ فَأَبْصَرَ»[2]. البصير هو الذي يسمع، لا يغلق أذنيه، وعندما يرى يفكّر، لا يمكن للإنسان أن يقبل بأمر أو يرفضه بمجرّد سماعه، ينبغي التفكّر: «البصيرُ منْ سمعَ فتفكّرَ، ونظرَ فأبصرَ»، ينظر ولا يغلق عينيه.
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 26/10/2010م)
[1] السيّد الرضيّ، نهج البلاغة، ص149، الخطبة 103.
[2] المصدر نفسه، ص213، الخطبة 153.