في ما يرتبط بالسيّدة الزهراء (سلام الله عليها)، لو أردنا أن نُحصي فضائلها، فهي لا تُعدّ ولا تُحصى. لو شئنا أن نُعرِّف هذه العظيمة في جملة واحدة، لقلنا: إنسان عرشيّ، إنسان كامل، كسائر المعصومين؛ هم بشر، ولكنّهم من أهل العرش. نحن «الفرشيّون» «الأرضيّون» عاجزون عن رؤية مراتبهم ومقامهم ونورانيّتهم بل نعجز حتّى عن التحديق فيها؛ تماماً كما يعجز الإنسان أمام الشمس عن النظر إليها مباشرة. هذا هو حدّ فاطمة الزهراء (سلام الله عليها). هي تُعَدّ في أبعاد الحياة كافّة كائناً وإنساناً عرشيّاً؛ سواء في العبادة والخشوع أمام الباري تعالى -وقد سمعتم عن عباداتها، ومناجاتها في الليالي، ودعائها للآخرين- أو في الإيثار والتضحية من أجل الناس؛ أي إنّ تلك التي تغرق في المعارف الإلهيّة والمعنويّة والتوجّه إلى الله، لا تغفل عن الأرض ولا عن البشر. تهب ثوب زفافها للسائل والفقير ليلة عرسها، وتظلّ ثلاثة أيّام بلا طعام وتهب إفطارها للسائل؛ هي تعتني بالناس.
(من كلام للإمامٍ الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 2025/12/03م.)









