كلمة الإمام الخامنئي دام ظله في عوائل شهداء منى 7/9/2016 م[1]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين.
لقاءُ هذه السنة؛ مصيبة وذكرى أليمة
نرحّب أوّلًا أجمل ترحيب بعوائل الشهداء المظلومين الأعزاء، شهداء منى
والمسجد الحرام في العام الماضي. نحن لدينا في كل سنة وقبل موسم الحج، لقاء عام
شبيه بهذا اللقاء مع العاملين في شؤون الحج، بعض المدراء وبعض الحجّاج المحترمين؛
تلك اللقاءات كانت جلسات فرح وسرور؛ حيث كان جمع من شعبنا من المؤمنين المخلصين
الشباب والكهول من كلّ أنحاء البلاد يستعدّون للذهاب إلى الحج، وكان الإنسان يفتخر
بهذا، يشعر بالفرح لأنّ هؤلاء ينطلقون لأداء فريضة الحج مع جموع المسلمين الآخرين
في البلدان الأخرى؛ لكن هذا العام وللأسف فإنّ لقاءنا ليس جلسة سرور، إنما جلسة حزن
ومصيبة وذكرى حادثة مفجعة وقعت السنة الماضية. إنّ مسألة فقدان واستشهاد أعزائنا
هؤلاء في منى هي مسألة شديدة الأهمية.
حين قلنا إنّ هذه الحادثة ينبغي ألا تُنسى، فليس بسبب خسارتنا هؤلاء الأعزاء فقط.
إنّ هذه الحادثة مهمة ذات أبعاد متعددة، إنها حادثة مليئة بالدروس والعبر من
الناحية السياسية وكذلك من الناحية الاجتماعية والأخلاقية والدينية. حسنًا، بالنسبة
إلينا نحن الشعب الإيراني وحتمًا بالنسبة لأهالي هؤلاء الشهداء من سائر الدول
الأخرى، فهي حادثة حزينة؛ هذا الحزن طبيعي ولا إرادي، قلوبنا مليئة بالحزن والغمّ.
لم يمحُ مرور الزمن أهمية هذه الحادثة وحزنها من صدورنا وقلوبنا. إننا حزينون
بسببها؛ فقد قضى أعزاؤنا في منى وكذلك في المسجد الحرام نحبهم وهم في حالة العبادة،
رحلوا عن الدنيا بشفاه عطشى وتحمّلوا حرارة الشمس اللاهبة في آخر ساعات عمرهم؛ كلها
أشياء مؤلمة تفطّر قلوبنا ولا يمكننا أن ننساها، لكن أبعاد المسألة أوسع من هذه
الأشياء.
حادثة صعبة.. ولكن
هناك بُعدٌ؛ نظرتكم أنتم عوائل الشهداء وأقاربهم. إنني أقول لكم إنّ
فقدان أعزائكم، سواء أولئك الذين فقدوا آباءهم أو أمهاتهم أو الذين فقدوا أبناءهم
أو الذين فقدوا أزواجهم أو إخوانهم وأخواتهم هو بشكل طبيعي أمر شاقّ وحادثة صعبة.
أنا العبد حين أقيس الأمر على نفسي، أدرك عظمة وثقل حزنكم. أفهم أنّ هذا مؤلم
للقلوب؛ أهلٌ ودّعوا عزيزًا راحلًا إلى مكة بكلّ أمل وفرح وسعادة بأنه نال هذا
التوفيق، وينتظرون ليعود بفرح وسرور، ولكن يأتيهم الخبر أنه سيعود جثّةً هامدة! هذا
أمرٌ صعب جدًّا.. صعبٌ جدًّا! صعبٌ عليكم وعلى كل أبناء الشعب –أي على كلّ من أدرك
واقعًا هذه الحادثة وتلمّس وقوعها- هذه حادثة صعبة، لكن ما يمكن أن يسكّن روع
قلوبكم ويعزّيكم، أنّ أعزاءكم هؤلاء، رغم أنّ فقدانهم صعب، لكنهم يهنؤون في النعيم
الإلهي إن شاء الله. لقد كان موتًا جيّدًا. إنّ نوعية موت الإنسان ورحيله عن الدنيا
يحدّد له مصيره؛ كلنا سنرحل، لا فرق بين الشيخ والشاب والمرأة والرجل؛ كلهم
سيرحلون. غاية الأمر أنّ بعض حالات الرحيل والموت، إذا نظر إليها الإنسان بعين
الحقيقة فإنّه يفرح ويشعر بالسعادة؛ كالشهداء مثلًا، حيث إنّ كلّ الشهداء هم هكذا.
أعزاؤكم هؤلاء رحلوا عن الدنيا وهم في حالة العبادة وذكر الله، رحلوا في لباس
الإحرام بقلوب متوجهة إلى الله وفي حالة القيام بالفرائض والواجبات؛ كل هذه الأمور
هي مصدر ووسيلة للمغفرة والرحمة الإلهية وعلوّ الدرجات عند الله. فضلًا عن كل هذا،
فقد تحمّلوا المشاقّ والصعوبات؛ لعلّ بعضهم بقي حيًّا لعدة ساعات[2] في
زحمة التدافع، تحت لهيب الشمس أو داخل تلك المستوعبات الساخنة، بشفاهٍ عطشى؛ هذه
أمور تستنزل الرحمة الإلهية. نعم، أنتم في حالة مصاب وعزاء وحداد؛ أبناؤكم أو
أزواجكم أو آباؤكم وأمهاتكم وإخوانكم وأخواتكم رحلوا عنكم وفقدتموهم؛ هذا صعب ولكن
تذكروا في أي حال هم الآن. نحن هنا مبتلون؛ سواءً الابتلاء الدنيوي، حيث نتحرك وسط
دنيا ملوّثة بأنواع وأقسام عوامل الإضلال والإفساد والانحطاط للإنسان ونخطو في
طريقنا للأمام، نحن مبتلون هنا، يجب أن نذرف الدموع ونحزن على أنفسنا أكثر مما
نتألم ونحزن على أولئك الذين رحلوا نحو الرحمة الإلهية وإن شاء الله فهم منعّمون في
أحضان النعم الإلهية واللطف الإلهي. هذا باعث على سلواكم وهو عزاء لكم.
نعم، لقد رحل ابنكم الشاب أو أبوكم أو أمكم أو أزواجكم الأعزاء، هذا أمر صعب، لكن
فقيدكم في جوار النعمة الإلهية.
ونحن أيضًا سنرحل، فليرحمنا الله؛ مع كل هذه البلاءات والمشكلات. لقد خلّص الله
أعزاءكم هؤلاء من دنيا التلوّث في أحسن مكان وأفضل وضع؛ في حالة العبادة. بعض الناس
يموت في حالة الذنب والمعصية، البعض يموت مغمورًا في حياته اليومية والرتيبة؛ بعضهم
يموت وهو ناكر للجميل؛ هكذا أنواع من الموت هي حقًّا مصيبة وعزاء لأصحابها؛ لكن
البعض يموت وهو في حال الذكر الإلهي، يرحل عن الدنيا وهو متوجه إلى الله. وهذا مبعث
راحة وسلوى فؤاد لأهل هذا المتوفّى. هذا بعدٌ للمسألة.
المصيبة الكبرى: صمت العالم الإسلامي
هناك بُعدٌ آخر، وهو موقف أمّة الإسلام. لقد ثُكلت الأمة الإسلامية في
أرجائها الواسعة بهذه الحادثة. حسنًا، إنّ عدد شهدائنا في منى والمسجد الحرام يبلغ
حوالي 470 أو 480 شهيدًا، لكن الإحصاءات المتداولة تفيد بأنّ مجموع الشهداء من
البلدان المختلفة وصل لحدود السبعة آلاف شهيد! هذا عدد مرتفع جدًّا. لماذا لم تقم
الحكومات وأهالي الشهداء والشعوب في البلدان الأخرى بأي ردّ فعل تجاه هذه الحادثة؟
ما هذا البلاء الكبير الذي أصاب روح الأمة الإسلاميّة؟ هذه مصيبة كبرى. الحكومات
والسياسيون يجاملون ويسايرون الحكّام والشخصيات الرسمية في البلدان المختلفة،
أحيانًا، يكونون أسرى المال والسلطة والعلاقات السياسية وما شابه، لكن لماذا بقي
العلماء صامتين؟ لماذا لم يتكلم علماؤهم؟ لماذا سكت الناشطون السياسيون؟ لماذا لم
يكتب المثقفون مقالات ولم يعترضوا ولم ينطقوا بكلمة؟ بالتأكيد إنّ عدد شهداء
البلدان الأخرى لم يكن كعدد شهدائنا ولكن قد استشهد مئة حاج أو مئتين من بلد كمصر
أو مالي أو نيجيريا. حسنًا، إنّ زعماء الدول يراعون المعادلات السياسية ومعادلات
القوة، فلم يعترضوا، والإنسان لا يتوقع منهم الكثير، للأسف في هذه الأوضاع السائدة
للحكومات لا يمكن للإنسان أن يتوقع الكثير منها؛ لكن لماذا لم تتكلم الشخصيات
البارزة؟ لماذا سكتوا؟ إنّ هذا هو البلاء والمصيبة الكبرى للعالم الإسلامي؛ فقدان
الحساسية في مقابل حادثة بهذه العظمة في بيت الله، في جوار البيت الإلهي، يرتكب
أشخاص حادثة مخزية ومفجعة بكل وقاحة وقلة حياء؛ حتى دون أن يقدموا اعتذارًا للعالم
الإسلامي.
السعوديون وقحون وغير لائقين..
لم يقدّم الحكام السعوديون اعتذارًا كلاميًّا للعالم الإسلامي! كم هم
وقحون، كم هم عديمو الحياء! أليس هذا التقصير وسوء التدبير الذي ظهر منهم وعدم
الأهلية والكفاءة –البعض يقول إنّ عملهم كان عمدًا ومقصودًا، على كل حال وإن لم يكن
مقصودًا- أليس هذا جرم؟ فقدان التدبير وعدم الكفاءة لمجموعة حكومية وسياسية جرم؛
لماذا لم تتمكنوا من إدارة الحج؟ كيف ولماذا لم تستطيعوا المحافظة على أمن وسلامة
هؤلاء الذين هم ضيوف الرحمن وأنتم تكسبون كل هذه الأرباح من هذا الموسم وتجعلون
لأنفسكم عنوانًا ولقبًا؟ ما هو الضمان أن لا تقع أحداث مشابهة في أوقات مثل تلك
الأوقات؟ هذا سؤال كبير. يجب على العالم الإسلامي أن يأخذ بتلابيبهم ويسألهم ؛
لماذا لا يسألون؟ هذه هي مصائب العالم الإسلامي. أن تقف الجمهورية الإسلامية في
مواجهة كل هذه الجهالة والضلالة وكل هذه المادية والتساهل وأحيانًا مقابل انعدام
نخوة وغيرة الآخرين، وتقوم وحدها، فتعلن وبكل صراحة مواقفها القرآنية ومواقفها
الإسلامية المحقّة، فإنّ هذا هو الشاخص الذي ينبغي عليكم يا أبناء الشعب الإيراني
أن تفتخروا به وأنتم فعلًا تفتخرون. أنتم الذين صنعتم هذه القوة وهذه الشجاعة بحيث
تقدرون على قول الحق وتبيين الحقائق في مواجهة عالَم جاهل مظلم. الحقيقة هي أنّ
هؤلاء الذين أظهروا كل هذا المستوى من عدم الكفاءة والأهلية وفرضوا هذا الخطر
وانعدام الأمن على حجّاج العالم الإسلامي –الذين يجتمعون هناك مرة واحدة في السنة-
الحقّ والإنصاف إنّ هؤلاء غير لائقين لإدارة الحرمين الشريفين، هؤلاء ليسوا أهلًا
بخدمة الحرمين الشريفين؛ هذه هي حقيقة المسألة. وهذا ما يجب أن يُطرح في العالم
الإسلامي، يجب ترويج هذه الفكرة. هذا بعدٌ آخر للمسألة.
أدعياء حقوق الإنسان.. صمت القبور!
يوجد بعدٌ أيضًا؛ النظرة إلى العالَم المدّعي لحقوق الإنسان. حسنًا،
تلاحظون مثلًا كيف أنّ شخصًا في مكان ما يُحكم عليه بالإعدام أو السجن، فترون كيف
يعلو صراخ واستنكار أدعياء حقوق الإنسان –بالطبع هذا فقط في البلدان التي يعادونها
ويهدفون مواجهتها- يختلقون الأزمات ويثيرون الضجيج؛ لكن في هذه الحادثة، يموت بضعة
آلاف إنسان بسبب عدم كفاءة وسوء تدبير وعمل حكومة، تصمت هذه المنظّمات والهيئات
والحكومات المدّعية الدفاع عن حقوق الإنسان ويلفّها صمت القبور ولا تنطق بكلمة؛ لا
يقولون أي شيء! هذه نقطة هامة أيضًا. فلينظر أولئك الذين تهفو قلوبهم للهيئات
والمنظمات الدولية ويعلّقون آمالهم عليها ليشاهدوا هذه الحقيقة وليفهموا هذا
الواقع؛ ليروا مقدار الكذب والنفاق في هوية هذه المنظمات والمؤسسات. لقد سكتوا في
هذه القضية، لم يقولوا أي شيء. أحيانًا يتحسّسون حتى لحقوق الحيوان ويثيرون الضجيج
والأزمات، ولكن حين يقضي آلاف الناس نَحْبَهم مضرّجين بدمائهم في حادثة كهذه –ليست
حادثة عرضيّة كسقوط طائرة مثلًا، بل حادثة كان فيها أشخاص مسؤولون ويجب عليهم إدارة
هذه المراسم بشكل صحيح، فهم وكما يقال: أصحاب المنزل، هم متولّو الأمر، وكان واجبهم
المحافظة على أمن الحجاج وسلامتهم- فإنّ هؤلاء المدّعين لا يتكلمون ولا يحرّكون
ساكنًا؛ صمت مطبق!
أين لجنة تقصّي الحقائق؟
إنّ من الأعمال الواجبة والضرورية التي تقع على عاتق مسؤولي الأمة
الإسلامية ومدّعي حقوق الإنسان، أن يتمّ تشكيل لجنة لتقصّي الحقائق في هذه الواقعة؛
يجب أن يذهبوا ويوضحوا الحقيقة؛ رغم أنّ سنة كاملة قد انقضت على وقوع الحادثة ولكن
يوجد مقابلات مسجّلة وصور ووثائق ومستندات يمكن أن تكشف الحقيقة بنسبة عالية؛ لتذهب
لجنة تقصّي حقائق وتبيين حقيقة ما جرى؛ ليُعلم هل أنّ آل سعود مقصّرون في هذه
الحادثة أم لا –هم يقولون أنهم غير مقصّرين- فتتّضح وقائع المسألة؛ هل هم مقصّرون
أم غير مقصّرين. هذه السلسلة والشجرة الخبيثة الملعونة تغلق الأفواه بالأموال، عبيد
الدنيا وعبيد المال هؤلاء لا يسمحون لأحد أن يتكلم عنهم أو يعترض. لهذا من اللازم
وجود لجنة تقصي للحقائق، يجب أن تذهب إلى هناك وتعاين الأمور عن قرب، تقوم بالبحث
والتحقيق؛ مهما طال وقت عملها. هذه من جملة الأعمال التي يجب على مسؤولينا
المحترمين أن يقوموا بها ويتابعوها ويولوها الأهمية اللازمة. هذا بُعد من أبعاد
القضية.
شركاء ملطّخة أيديهم..
البعد الآخر هو أن نعلم أنه في هذه الحادثة والأحداث المشابهة، فإن
القوى الداعمة لآل سعود هي شريكة في المسؤولية. نعم، لم يكن الأمريكيون حاضرين في
حادثة منى؛ ولكن أيديهم ملطخة بدماء شهدائنا في منى أيضاً. هؤلاء الحكام سيئو
العمل، إنما يمكنهم أن يقفوا في مقابل العالم الإسلامي بهذه الوقاحة، فقط بدعم
أمريكا وحمايتها ومواكبتها، بحيث يرتكبون هذه الخطيئة الكبرى ولا يعتذرون حتى
بكلمة؛ كل هذا بسبب حماية هؤلاء لهم. ولهذا فهم شركاء في الجريمة؛ الأمر نفسه في
قضية اليمن والقضايا المتعددة في العالم الإسلامي- في أحداث سوريا والعراق
والبحرين- كل ضربة توجّه للمسلمين ، تكون أمريكا شريكة في الجريمة والجناية. إن دعم
أمريكا يُمكّن هؤلاء الوقحين وعديمي الحياء من ارتكاب الجرائم والخيانات بهذا الشكل
ويُؤدي إلى أن يطعنوا في الخلف ويُصيبوا بخنجرهم قلب الأمة الإسلامية.
إعلام خبيث! تصوير القضية نزاعًا بين السنة والشيعة
هناك نقطة هامة أخرى، وهي أن وسائل الإعلام في الحقيقة الأجهزة
الجاسوسية العربية وأمثالها، تسعى لإظهار هذه المسألة وكأنها نزاع بين المجتمعات
الإسلامية؛ خلاف بين الشيعة والسنة، بين العرب وغير العرب؛ هذا كذب محض، هذا ليس
نزاعاً بين الشيعة والسنة؛ الحجاج الذين استشهدوا في حادثة منى كان أكثرهم من أهل
السنة؛ من بلدنا كان هناك عدد من عائلات أهل السنة؛ ليست مسألة عرب وعجم؛ إن هؤلاء
لا يرحمون العرب ولا العجم؛ انظروا لجرائمهم في اليمن، أهل اليمن عرب، السوريون
والعراقيون عرب. إن عملاءهم، هذه المجموعات الإرهابية والجلادين قساة القلوب،
يرتكبون كل هذه الفجائع في العالم الإسلامي بأموالهم وسلاحهم. هذه الجرائم بحق
العرب؛ ليست المسألة نزاعاً بين العرب والعجم. إنها وسائل الإعلام الغربية الخبيثة
التي تريد تصوير الصراع وكأنه بين الشيعة والسنة أو بين العرب والعجم. إن هذا من
خبث وسائل إعلامهم وهو مخالف للواقع بشكل كامل. الحقيقة هي أن هناك مجموعة داخل
الإسلام وهي عدوة للأمة الإسلامية وتقوم بعملها حالياً؛ بعضهم يعرف ماذا يفعل
وبعضهم الآخر لا يعرف ولا يدرك.
يجب إعلان البراءة من هؤلاء وأربابهم
يجب على العالم الإسلامي أن يقف مقابل هؤلاء؛ على العالم الإسلامي أن
يُعلن البراءة من هؤلاء ومن أربابهم، وهم أمريكا وبريطانيا الخبيثة والقوى الغربية
عديمة الإيمان وقليلة الأخلاق؛ يجب أن يعلم المسلمون ماذا يفعل هؤلاء. لقد رفع
الشعب الإيراني راية الاستقلال، وأظهر عزّة الإسلام. إن شعاراتكم اليوم أيها الشعب
الإيراني ومقامكم والمستوى الذي وصلتم إليه والأعمال التي تُنجز داخل البلاد- كل هذ
التقدّم بأنواعه وهذه التحركات الشعبية العظيمة وهذا الاستقلال في مقابل أمواج
الفتنة والفساد الرائجة في الغرب- هي مصدر فخر للإسلام. هي عزّة الإسلام. لقد صنع
الشعب الإيراني هذه العزّة وسيتابع هذا الطريق إن شاء الله.
نرجو من الله تعالى أن يمنح الشعب الإيراني العزيز المزيد من الشموخ والعزة والرفعة
يوماً بعد يوم؛ وأن يزيد قوة الأمة الإسلامية وقدرتها واقتدارها. نسأله سبحانه أن
يُزيل هذه الآفات ومشاكل العالم الإسلامي إن شاء الله؛ وعلى المسؤولين المحترمين في
بلدنا؛ الذين تقع على عاتقهم واجبات ومسؤوليات تجاه هذه الحادثة العظيمة، أن
يُتابعوا القيام بهذه الواجبات؛ سواء مؤسسة الشهيد، أو الهيئات المتعلقة بالحج-
بعثة الحج ومنظمة الحج والزيارة-؛ فكما أنجزوا حتى الآن الكثير من الأعمال،
فليتابعوا هذه المسألة بمنتهى الجدية؛ كذلك المسؤولون الحكوميون ووزارة الخارجية
وغيرهم؛ توجد أعمال مطلوبة من كل منهم؛ هذه القضية قضية هامة؛ هناك مسؤوليات علينا
جميعاً. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يُعيننا كي نقوم بواجباتنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
[1] - في بداية هذا
اللقاء- الذي أقيم بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لشهادة عدد من الحجاج في حادثة
منى في 2 مهر 1394 ه ش ( 23/9/2015) وحادثة سقوط الرافعة في 20شهريور 1394 ه ش (
10/9/2015)- ألقى كل من حجة الإسلام والمسلمين السيد علي قاضي عسكر (ممثل الولي
الفقيه في أمور الحج والزيارة) وحجة الإسلام والمسلمين السيد محمد علي شهيدي محلاتي
( ممثل الولي الفقيه ورئيس مؤسسة الشهيد والمضحيين ]الجرحى والأسرى[) كلمات
بالمناسبة.
[2] - بكاء الحضور.