كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع الأعضاء في الهيئة المشرفة على إقامة "المؤتمر الوطنيّ لتكريم أربعة آلاف شهيد من محافظة يزد" بتاريخ 15/03/2021م
ينبغي حفظ ذكريات والدِي الشهداء، لأنها تصوّر لنا الجو الداخلي للعائلة التي قدّمت الشهيد
بسم الله الرحمن الرحيم[1]
والحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد وآله الطاهرين، ولا سيّما بقيّة الله في الأرضين.
أهلاً وسهلاً بكم! حيثما تحضر ذكرى الشهداء وتُطرح أسماؤهم، يكون ذلك حلواً ومحبوباً لمن هم محرومون مثلنا الفيوضاتِ الجليلةَ المُنزلةَ عليهم. أسأل الله أن يوفقكم، إن شاء الله.
تقدير المبادرات الماديّة والمعنويّة المشوّقة لتكريم شهداء المحافظة
لقد أدّيتم عملاً جيداً للغاية في تنظيم هذا الاحتفال التكريمي بهذه الطريقة وبهذه الفلسفة والأساس الذي عبّر عنه السّادة. لذلك، أتقدّم بخالص الشكر إلى كل من شارك في إقامة هذا الاحتفال التكريمي، وكل من ساهم في هذا العمل، خاصة أن ما بدأتموه وفعلتموه ترافق مع مبادرات مشوّقة وجميلة للغاية. لقد طرحتم موضوع «الخدمات الأربعون» نيابة عن الأرواح الطيبة لأربعة آلاف شهيد، ونشرتم ذلك على نطاق المحافظة. هذا العمل جميلٌ جداً وذو مضمون ومفيد، وقد شرح السيد ناصري[2] تفاصيل هذه «الخدمات الأربعون». ولكي تصل هذه الرسالة وتنعكس على الجو العام في البلاد، سأشير إليها أيضاً.
تلك «الخدمات الأربعون» تشمل أنواع الخدمات وأشكالها جميعاً: من غرس 4000 شتلة، إلى إعداد جهاز العروس، جهاز كامل، إلى ترتيب الأمور للزواج السهل، إلى تسمية المواليد -هذه من أهم القضايا التي لا يلتفت إليها كثيرون حالياً، فمن أهم القضايا الثقافية في البلاد تسمية المواليد، وهناك تحرّك خطأ في هذا الصدد، في حين أنكم وقفتم بالفعل ضد هذا التحرك- إلى العلاج المجاني، إلى حزم الإعاشة، إلى الحزم الثقافية، إلى أربعة آلاف ختمة للقرآن. أي كل شيء، من الأمور المادية الملموسة والمادية المتعلقة بصلب الحياة إلى الأمور الروحية والعروج المعنوي، مثل زيارة عاشوراء وختم القرآن وما إلى ذلك. إنها مبادرة بارزة جداً! اليزديّون هم أهل الإبداع، وهذه من أهم الإبداعات التي قمتم عليها في هذا المجال ومن أجملها.
سوابق لإبداعات اليزديّين في زمن الحرب
كذلك في الجبهة، في الجبهة، رأى الجميع إبداعات اليزديّين. رأيت بعضها وسمعت عن بعضها أيضاً. فعلى سبيل المثال، استخدموا فنّ حفر القناة اليزدي وأنشؤوا قنوات تحت الأرض لتلبية احتياجات المجاهدين، أو مثلاً استفادوا من ربّات البيوت النشيطات داخل يزد لمشغَل الخياطة. تمّ إنشاء مشاغل خياطة واسعة في يزد، أولاً في مركز واحد، ثم جرى توسيعها، وقد شجّع على ذلك المرحوم الشهيد صدوقي (رض)[3] وقام على تقديره، فصار من الرائج عندهم أن يعدوا الملابس للمجاهدين ويرسلوها إلى الجبهة. أو في الثكنات أو معسكر لواء «الغدير» حيث زرته. لقد بنوا حمّاماً داخل المعسكر وذهبت إلى ذلك الحمّام. كان مثل حمّامات المدينة الجيدة جداً بأكثر من دشّ للماء ومدخل للحمام ومكان لتبديل الملابس... كانت أعمالاً إبداعية، أي أشياء لا يراها المرء في أمكنة أخرى. وبالطبع، العمل العسكري وكسر الخطوط وهذه الأمور... محفوظة [في مكانها]. هؤلاء هم اليزديّون. أيضاً قبل الثورة الإسلامية، قبل الثورة بوقت قصير، تلك المرثية الشهيرة التي أُنشدت في يزد حصلنا عليها في مشهد وسمعناها، واحدة أنشدها الجهرميّون، وواحدة أنشدها اليزديّون. لقد أدخلوا المفاهيم والقضايا الثورية في مرثيات اللّطم وخلقوا انتشاراً عظيماً. كان عملاً عظيماً.
الحقّ الكبير لليزديّين في رقبة الثّورة الإسلاميّة
اليزديّون أيضاً لهم حقّ كبير في رقبة الثورة الإسلامية هو قضية «العاشر من فروردين»[4] التي أشار إليها السّادة. جاءت «العاشر من فروردين» في ظروف حساسة، فقد وقعت مجزرة في تبريز وقُمعت حركة الناس. بالطبع، كانت انتفاضة تبريز انتفاضة غير عادية، وفي مثل هذه الظروف، عقد اليزديّون اجتماع الأربعين وشارك فيه المرحوم الشهيد صدوقي نفسه. طبعاً كان المرحوم السيد فلسفي[5] الذي لم يعتلِ المنبر، أيضاً لكنّه لم يعتلِ المنبر، السيد راشد[6] اعتلى المنبر وآخرون، ووقعت تلك الأحداث المؤلمة، لكن الباعثة على البهجة بجانب ما، وقد كانت تدلّ على العظمة لحركة أهالي يزد. هذه أشياء مهمة.
الدّور البارز للشّهيد صدوقي في قيادة أهالي يزد
طبعاً لا ينبغي نسيان دور الشهيد صدوقي في هذا الصدد. لم يكن الشهيد صدوقي مجرد عالم دين ناشط بل قائداً. رأيت هذا من كثب في يزد، في الأشهر نفسها تقريباً في [شهرَي] مهر وآبان، عندما كنت عائداً من المنفى، وقد أتيت من جيرُفت ووصلت إلى يزد، حيث مكثت هناك بضعة أيام في منزل السيد صدوقي. رأيت ما كان يفعله. لقد كان يقود الحركة الشعبية بالمعنى الحقيقي للكلمة، يترأسها ويتخذ القرارات لحظة بلحظة. لقد كنت شاهداً [على ذلك] من كثب في منزله. بالطبع، لقد سمعت من قبل، عندما كنا في المنفى، إيرانشهر أو في جيرُفت، حيث يأتي اليزديّون ويذهبون بسبب السيد راشد الذي كان معنا هناك، ويخبرون عن وضع السيد الشهيد صدوقي. لكن ما رأيته كان حيث يقود [الحركة] في يزد بالمعنى الحقيقي للكلمة. هذا دوره الرائع. بالطبع، استمرت هذه الحال أثناء الحرب إلى نهاية حياته. يأتي إلى الجبهة، يحضر... ويشجّع على ذلك. ومن بعده أيضاً المرحوم السيد خاتمي (رض)[7] الذي لديه أيضاً سلامة النفس نفسها التي لدى [صدوقي]، ومع تلك الحقيقة التي فيه، إذ كنت أراه من قرب وآنس به جداً. كنت أعرفه. هو أيضاً كان استمراراً لذلك الطريق. أسأل الله أن يرفع درجاتهم، إن شاء الله.
الفلسفة في إقامة التكريم لذكرى الشهداء: سماع رسالة الشّهداء
إنّ ذكرى الشّهداء، يا أعزائي، هي من أجل سماع رسالة الشهيد. للشهداء رسالة لنا، هذه الرسالة موجودة في القرآن. نحتاج إلى سماع رسالة الشّهداء في الأحداث اليومية للحياة، ومختلف وسائل الترفيه الضرورية وغير الضرورية التي تحيط بنا، وكذلك الأشياء الجذابة المختلفة التي تجرّنا إلى هنا وهناك. نحن بحاجة إلى الاستماع لرسائل الشّهداء، ويمكن لهذه المؤتمرات والاحتفالات التكريمية أن تحمل لنا رسالة الشهيد.
رسالة الشّهداء
1- تبيان المقام العظيم للشّهداء
إن للشهيد رسائل متعددة. وما ينقله لنا القرآن من القول الصادق لحضرة الحق - جلّ جلاله -: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ}[8] نقطة مهمة، فهؤلاء أحياء. عالم البرزخ فيه كثيرٌ من الأحياء. وإذا كانت حياة الشّهداء من قبيل حياة الآخرين، لم يكن من الضروري أن يقول {أَحْيَاءٌ}، وبهذا، يتضح أن هذه الحياة خاصة. هي نوع من الحياة المختصة بالشّهداء. {أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}[9]؛ هم في محضر حضرة الحق المتعالي، ويصل إليهم الرزق الإلهي باستمرار. حسناً، هذه النقطة الأولى. المقام العظيم للشهداء ردّ على المنافقين. المنافقون في الآيات نفسها، قبل هذه الآية في سورة «آل عمران»، كانوا يقولون إنهم {قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا}[10]، ولو لم يذهبوا إلى ساحة المعركة، لكان هؤلاء الشباب على قيد الحياة. الآن نسمع أيضاً أنه في بعض الأحيان إذا لم يُفعل ذلك الشيء، لكان الشخص الفلاني على قيد الحياة. القرآن يقول: ليس كما تظنّون؛ {قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ}[11]. إذا كنتم ترون المكوث وسيلة للبقاء قيد الحياة، حسناً، لا تموتوا! أنتم جالسون هنا فافعلوا شيئاً كي لا يأتيكم الموت. ثم يقول إن هؤلاء أحياء، هؤلاء ليسوا أمواتاً، إنهم لم يموتوا أصلاً. تغيّرَ مفهوم الحيّ والميت في هذه الآية؛ إنهم ليسوا أمواتاً أصلاً. أنتم تتخيلون! هؤلاء جثامينهم مدفونة تحت الأرض، وتخالون أنهم أموات، لكنهم ليسوا أمواتاً؛ إنهم أحياء، وهذه حياة برزخية لهم.
2- شمول النّعمة والفضل الإلهيّين على الشّهداء
وهذه نقطة أخرى: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}[12]. ما أنعم الله - تعالى - عليهم من فضله ورحمته أكثر من الاستحقاق. الفضل يعني تلك الزيادة التي يمنحها الله - تعالى -. أنتم تؤدون عملاً وقد حدد الله له ثواباً. هذا الثواب مقابل ذلك العمل. الفضل هو، إضافة إلى ذلك الثواب، أنه يكافئكم بشيء آخر أيضاً.
3- سعادة الشّهداء على مُتّبعيهم بسبب المصير الذي ينتظرهم
وبعد ذلك الرسالة التالية: {وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}[13]؛ إنهم مستبشرون. «المستبشر» تقال للشخص الذي يتلقى بشارة ويصير سعيداً وفرحاً. هذا هو المستبشر. يقولون إننا من أجلكم - أنتم الذين لم تلحقوا بنا ولكنكم على طريقنا وحركتكم نحو هدفنا - فرحون وسعيدون بالمصير الذي ينتظركم. ما ذلك المصير؟ {أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}. اعلموا أنْ لا خوف ولا حزن عليكم في المستقبل، أنتم الذين تتحركون في طريقنا؛ هكذا هي [القضية]. التفتوا! هذه رسالة مهمة جداً. هذه هي رسالة الشهيد لنا. {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ}[14]؛ سوف يعطيكم الله نعمة وفضلاً. {وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ}[15]؛ هذه الحركة التي تفعلونها لها أجر عند الله ولن يضيّع الله هذا الأجر. إنهم يخبروننا، إنهم يقوّوننا ويحفزوننا ويشجعوننا في هذه الحركة لنجعلها مُحكمة أكثر، وأقوى، وأكثر استدامة واستمرارية. حسناً، لقد قمتم الآن على حركات مؤمنة، وعلى أربعة آلاف، أربعمئة، أربعين عملاً مهماً. هذه هي الأشياء التي تجعل الشّهداء سعيدين. إنهم مستبشرون بحركتكم، وبشارة أفعالكم، ستجعلهم سعيدين وفرحين ومستبشرين.
حسناً، هذه هي رسالة الشّهداء لي ولكم لكي نعرفها ونرعى الحركة ولا نفرط بها، ونستمر في الطريق. هذه الحركة، ورسالة الشّهداء، النقطةُ المقابلة للرسالة التي يبعثها الدنيويّون ويوسوس لنا بها الموسوسون: ما الفائدة، يا سيدي؟ لماذا؟ ماذا تفعلون؟ لماذا تذهبون؟ بالضبط! النقطة المقابلة لها هي رسالة هؤلاء الشّهداء الأعزاء.
الثّناء على الذّوق الجيّد في صناعة الكتب حول الشّهداء
حسناً، لقد رأيت هذه الكتب التي وضعتموها هنا، وفي الحقيقة، لم يتّسع المجال للاطلاع عليها في هذه الفرصة، ولكن إنصافاً عناوين الكتب التي نظرت إليها بعفوية، خاصة من شكل الكتاب، قد أعجبتني، وهي جيّدة جداً. وضعوا صورة الشهيد على الكتاب وكان هناك كتب كثيرة وصور جميلة جدّاً تمّ تثبيتها هنا. هذه كلّها أعمال مبتكرة وجيّدة، وهناك أعمال أخرى يجري تنفيذها الآن، وقد ذكرها السّادة.
التّبيان لهدف الشّهداء من الذّهاب إلى ساحة المعركة:
الدّفاع عن الثّورة الإسلاميّة والإمام الخميني والدّين
التفتوا حتماً إلى نقطة في جُملة أعمالكم وهي دوافع الشّهداء وأهدافهم. لماذا ذهب الشّهداء إلى ساحة المعركة التي أدّت إلى استشهادهم هناك؟ هذا مهم. حسناً، من وجهة نظري ومن وجهة نظركم، قد يكون من الواضح أن دافعهم الثورة، ونُصرة الإمام [الخميني]، وإبقاء الحركة العظيمة للجمهورية الإسلامية التي أراد العدو تدميرها وإسكاتها حيّة. ولكن هناك وسوسة في هذا المجال، فهم يصنعون المغالطات ويتكلّمون من أجل إنكار ذلك. [في المقابل،] عزِّزوا هذا. كان هدفهم دعم الثورة ونصرة الإمام ونصرة الدين. التفتوا في هذه الوصايا، في كثير من تلك الوصايا، ذُكر الاسم المبارك للإمام، قضية الحجاب، قضية الثورة. إن دوافعهم وأهدافهم أن تتحقق أهداف الثورة الإسلامية في الوطن والمجتمع. هذا هدفهم. كانوا يذهبون لإنجاز هذا العمل. فالعدو جاء ليقضي على نهج الثورة ويسقط نظام الجمهورية الإسلامية القائم على هذه الثورة، وهم يذهبون ويقفون بأنفسهم أمام هذا العدو ويصدّونه. قد فعلوا هذا الأمر واستشهدوا. هذه نقطة.
تعريف الشّهداء جميعاً وإبرازهم في أعين الشّباب
النقطة الثانية هي أن نقدّم وجوه هؤلاء الشّهداء الذين يبعثون على الفخر إلى الشباب. حسناً، لقد رأيت أن هناك الآن أسماء شهداء عظيمين وبارزين. [لكن] لا تكتفوا بهذا. كما أبلغوني أن هناك ألف طالب شهيد بين شهداء يزد، أي بين هؤلاء الشهداء الأربعة آلاف هناك ألف من الطلاب. هذا مهم جداً. كما أبلغوني أن المتوسط لعمر الشهداء في يزد هو ثلاث وعشرون سنة، أي نحو النصف لم يتجاوزوا العشرين. أصغر الشهداء في «الدفاع المقدس» هو من يزد. طفل في الثانية عشرة، في الثانية عشرة أو الثالثة عشرة. هذه أمور مهمة، أبرِزوها وأشيروا إليها. ألف طالب شهيد! يجب أن يُدرك طالب اليوم ما فعله الجيل السابق في مثل هذه المرحلة وذلك الوقت، أي إنجاز عظيم! أي عمل رفيع! هذه أمور مهمة تجب مراعاتها.
الحفاظ على الشباب من وسوسة العدو
على سبيل المثال، لاحظوا العدو! كلّما أردّد كلمة العدو ينزعج بعضهم: لماذا يُكرّر فلان [تعبير] العدو، نعم، يجب التأكيد [حتى] لا ينسى الناس أن عدوهم يكمن لهم. إنه يعمل باستمرار على إحباط الشباب وحرفهم، وأن يثنيهم عن الطريق، أولئك غير الملتزمين بإغراقهم بالفساد، وأولئك الملتزمين بحرفهم عن خط ثورتهم. العدو يخطط باستمرار. تُرسل إلينا [تقارير] عن غالبية برامج العدو، ربما ليس كلها، ولكن يتم الإبلاغ عن غالبيتها، ونحن ندرك ذلك، ونكون على اطلاع. في المقابل، يجب أن تحاولوا الحفاظ على شبابكم، ويمكنكم ذلك. لا تدعوا وساوس العدو تؤثر في الشباب وتكون قادرة على تثبيطهم وتجنيدهم في نهاية المطاف.
تدوين الذّكريات لوالدِي الشّهداء وأزواجهم من أجل توضيح الجوّ العائلي
نقطة أخرى هي موضوع الذكريات لآباء ولأمهات الشّهداء. طبعاً كثيرون من آباء الشهداء في الحرب المفروضة و«الدفاع المقدس» وأمهاتهم قد رحلوا، للأسف، قبل أن تدوّن ذكرياتهم. لكن بعضهم لا يزالون على قيد الحياة، بحمد لله، الأب أو الأم، خاصة الوالدين، بالطبع، ذكريات الأزواج مهمة جدّاً ويجب أن تؤخذ، ولحسن الحظ، كثيرات منهن على قيد الحياة. لكن ذكريات والدِي الشّهداء مهمّة لأنها تصوّر الجو الداخلي لتربية الشهيد في العائلة، بالنسبة إلينا. هذه العائلة التي لديها ثلاثة، الآن هناك بضعة كتب عن [عائلات لديها] شهيدان وثلاثة، هذه العائلة التي استشهد فيها ثلاثة شبان، استشهد أحدهم أولاً، ثم استشهد التوأمان في يوم واحد، قد جاء هذان التوأمان في اليوم نفسه إلى الدنيا، واستشهدا في يوم واحد. ما الذي كانت تفعله هذه العائلة؟ كيف تمّت إدارتها؟ ما الذي فعله الوالدان لخلق مثل هذا الحافز والحركة والحماسة لدى هؤلاء الشباب حتى ينهضوا ويذهبوا إلى الجبهة! هذا مهم، ويجب الالتفات إليه، ذكريات الوالدين، بالطبع، ذكريات الأزواج أيضاً مهمة جداً. إن خصائص الأسرة والجوّ الأسري من بين الأشياء التي يجب حفظها. لا بدّ من تسجيل هذه [الأمور].
مضاعفة الجهود في طريق الحقّ
للأسف، يوجد اليوم من يعيش بأمن وحرية في ظل الجمهورية الإسلامية وببركة الجهاد لهؤلاء الشّهداء وأمثالهم والمجاهدين والمضحين، يعيشون بأمن وحريّة، [لكن] يعملون ويتحركون مئة وثمانين درجة ضد رغباتهم (الشّهداء) وأهداف الثورة. يجب أن يوضحوا لهم أيّ جواب سيقدّمون إلى هذه الدماء الطاهرة! أنتم، في المقابل، ضاعفوا جهودكم في طريق الحق، في الطريق الصحيح، على نهج الثورة.
نسأل الله أن يَرضى عنكم، وأن يُرضي عنكم قلب ولي العصر المقدس، إن شاء الله، ويشملكم دعاء ولي العصر - أرواحنا فداه - وأن ترضى عنكم الأرواح الطيّبة لهؤلاء الشّهداء وتدعو لكم، بإذن الله. وللأعمال العظيمة والمهمة أمامنا ويجب علينا أداؤها، نسأل الله أن تكون التّوفيقات الإلهية في هذه الأعمال من نصيبكم جميعاً. أبلغوا سلامي إلى أهالي يزد الأعزاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
[1] في بداية اللقاء، قدّم كل من السّادة: حجّة الإسلام والمسلمين محمد رضا ناصري زاده (ممثل الولي والفقيه وإمام الجمعة في يزد)، والسيد محمد علي طالبي (محافظ يزد)، والعميد رضا بورشمسي (قائد فيلق «الغدير» في يزد، وأمين سرّ المؤتمر) تقاريرهم.
[2] حجّة الإسلام والمسلمين محمد رضا ناصري زاده (ممثّل الولي والفقيه وإمام الجمعة في يزد).
[3] الشهيد آية الله الشيخ محمد صدوقي (ممثل الوليّ الفقيه وإمام جمعة يزد وثالث شهداء المحراب)، وقد استشهد على يد المنافقين في 02/07/1982 بعد إقامة صلاة الجمعة.
[4] في 30/03/1978، أقام أهالي يزد مراسم الأربعين لذكرى شهداء تبريز بدعوة من آية الله صدوقي، وعقب المراسم نظّموا مظاهرات تواجهت مع قوات نظام الشاه، ما أسفر عن استشهاد وجرح عدد كبير.
[5] حجّة الإسلام محمّد تقي فلسفي.
[6] حجّة الإسلام محمّد كاظم راشد اليزدي.
[7] آية الله السيّد روح الله خاتمي (ممثل الوليّ الفقيه في المحافظة وإمام الجمعة في يزد).
[8] سورة آل عمران، الآية 169.
[9] سورة آل عمران، الآية 169.
[10] سورة آل عمران، الآية 168.
[11] سورة آل عمران، الآية 168.
[12] سورة آل عمران، الآية 170.
[13] سورة آل عمران، الآية 170.
[14] سورة آل عمران، الآية 171.
[15] سورة آل عمران، الآية 171.