كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء نوّاب مجلس الشورى الإسلاميّ، بتاريخ 25/05/2022م.
بسم الله الرّحمن الرّحيم[1]
والحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين، ولا سيّما بقيّة الله في الأرضين.
أشكر الله المتعالي الذي وَفّقنا لنجتمع حول بعضنا بعضاً في هذا اللقاء الودي والأخوي -بحمد الله- هذا العام بعد حرمانٍ سنتين أو ثلاثاً لقاءكم من قرب، ولنستمع لكلمات السادة المحترمين على لسان رئيس المجلس المحترم، ونحن أيضاً لنا حديث.
تتزامن هذه الأيام مع ذكرى فتح خرّمشهر. في يوم مثل الأمس، وقع هذا الحدث العظيم الذي نرى أيضاً أنه فأل خير. أرى أن من الضروري أن أتحدث عن هذه المسألة. أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، لم يكن فتح خرّمشهر مجرد فتح لمدينة أخذها منا العدو ونحن استرددناها. لم يكن هذا [فقط] -كان واحداً من تجليّات فتح خرّمشهر- بل كان فتحها تغيير معادلة مصيرية لمصلحة مناضلي الإسلام. هذه هي حقيقة القضية. كانت قد تشكّلت معادلة مُرّة. لا أنسى مرارة تلك الأيام في ذاك المركز حيث كنا في الأهواز. وُضعت لافتة في غرفة الشهيد شمران الذي كان قائد تلك التشكيلات[2]، وقد غُرست دبابيس ذات رؤوس زرقاء ورؤوس حمراء فوق هذه الخريطة: الأجزاء الزرقاء هي التي كانت في تصرّفنا، والحمراء التي قد احتلها العدو. كل يوم، وفقَ الأخبار، نغيّر هذه [الدبابيس] ونذهب ونشاهد. لا أنسى مرارة تلك الأيام عندما كنا نرى كل مرة نذهب فيها تكون قد أُضيفت بعض الأجزاء الحمراء. لقد أخذوا هذه النقطة أيضاً، وهذه المدينة، وهذه الثكنة، وهذه [المنطقة] أيضاً. في الأهواز، وصلوا إلى عشرة كيلومترات أو أحد عشر من الأهواز ومن دزفول، ووصلوا إلى جسر نادري. حتى أنهم (الأعداء) تجرّؤوا على عبور جسر نادري وعبَرَوا إلى الجانب الآخر. طبعاً كان فعلهم هذا مخالفاً للحكمة العسكرية. ثم رأوا أن هذا سيئ جداً، فعادوا إلى الخلف. كانت أياماً مُرّة، وكنا في هذا الوضع حتى ثمانية أشهر أو تسعة بعد بدء الحرب. كانت هذه المعادلة مُرّة للغاية. في وقت لاحق، مع عملية «ثامن الأئمة» (ع) التي كانت لرفع حصار آبادان، بدأت تلك المعادلة تتغير، ثم «طريق القدس» ثم «الفتح المبين» وفي النهاية «بيت المقدس» وفتح خرّمشهر. انقلبت المعادلة، أيْ إذا كان علينا حتى ذلك اليوم أن نكون قلقين باستمرار بشأن ما قد نخسره غداً، فمنذ ذلك اليوم كنا نترّصد باستمرار لنرى ما يمكن أن نحصل عليه غداً. بالطبع في العمليات التي أعقبت فتح خرّمشهر، كان [مصير] بعضها النصر، وبعضها لم يكن النصر، لكن النمط كان نمطَ التقدم والانتصار والنموّ والعزم الراسخ. هذه قضية فتح خرّمشهر، أي خرّمشهر كانت في الحقيقة رمزاً لتغيير معادلة مُرّة إلى حلوة، فقد نجا الشعب الإيراني بذلك. ربما لم يكن لدى ناس كثيرين الآن معلومات كثيرة حول وضع الحرب لكن أولئك الذين كانوا مطلعين عاشوا في قلق ومرارة وعُسْر. لقد نجا شعب إيران بهذه الخطوة.
إذن، ما منشأ هذه النجاة الوطنية؟ فتح خرّمشهر وتلك الأحداث السابقة وليدة أيّ سبب؟ هذا مهم وأريد التركيز عليه. كان السبب أشياء عدة: الجهاد، والتضحية بالنفس، والعزم الراسخ، والمبادرة [أي] البحث عن طرق مبتكرة. أيها الإخوة الأعزاء، لا أدري هل قرأتم هذه الكتابات المتعلقة بعملية «بيت المقدس»، وهي جيدة جداً للإنصاف؟ الآن قد يكون بعضكم -عدداً معدوداً- حاضرين في ذلك الوقت، ولكن معظمكم من الشباب، وقد لا تتذكرون تلك القضايا أصلاً، وربما لم يكن بعضكم موجودين في الدنيا أصلاً. اقرؤوا هذه الكتب وانظروا ماذا حدث: الأحداث، وهؤلاء الشهداء الذين استشهدوا في تلك الأحداث -قد ترد أسماؤهم في بعض الأحيان من الشهداء المشهورين وغير المشهورين- وما الأدوار التي أدّوها من قيادة مقر إلى قيادة فرقة إلى قيادة كتيبة إلى قيادة مجموعة، وماذا فعلوا، وما كان [دورهم]؟ [إنه] العزم الراسخ، أو النظرة البعيدة المدى إلى الأهداف، أيْ تجنب التفكير لليوم ويوماً بيوم. كانوا يُبصرون لأن الإمام [الخميني] (قده) أدلى بتصريحات واضحة عن هذه الحرب وبشأن هذا الحادثة العظيم، ولذلك لم تشغل الأحداث الفرعية واليومية أذهان العناصر الفعالين في هذه الحركة العظيمة وهذا الجهاد. كانوا يسعون وراء تلك الأهداف السامية، ووراء الإشارة التي أعطاها الإمام.
حسناً، قلنا الجهاد، وقلنا التضحية بالنفس، وقلنا العزم الراسخ، وما إلى ذلك. كان الروح لهذه [العوامل] كلها الإخلاص، الإخلاص لله والتوكل عليه... العمل في سبيل الله والتوكل على الله المتعالي. وفي ذلك الوقت، كان يلزم مع الإخلاص والتوكل المبادرةُ والعزم والجهاد والتضحية بالنفس، وهذه الأمور التي ذكرناها.
حسناً، أريد الآن أن أقول إن هذا لم يكن مختصاً بتلك المرحلة والحادثة، فهذا هو العامل الرئيسي في الأحداث المختلفة في البلاد التي تواجهونها كلها، وسوف أتحدث الآن أنكم ستواجهونها، فالإنسان يدخل الميدان بالتوكل وبالإخلاص، ثم يكون لديه تضحية بالنفس، ويجاهد، ويكون لديه عزم راسخ، وأن يسعى للمبادرة، وأن يبحث ويجد الطرق الجديدة. الحال كذلك في الأمور كافة. إذا كانت هذه الأشياء موجودة، فقطعاً سيليها النصر، قطعاً. انظروا الآن كم مقدار المسائل التي تواجهنا!
أريد أن أقول لكم بشأن هذه القضايا كلها التي نواجهها من القضايا الداخلية والخارجية وقضايا القوة الصلبة والقوة الناعمة: يمكن في الأحوال كلها الانتصار بالاستعانة بهذه العوامل القليلة، أيْ الجهاد في سبيل الله والعمل الجهادي، والإخلاص لله، والعزم الراسخ، والمبادرة، وما إلى ذلك. هذا تصريح القرآن. أود الآن أن أقرأ لكم آيتين: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ﴾... -طبعاً سوف أوضح معنى «أنفس» وأتحدث عنها لاحقاً- ... ﴿ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ﴾[3]. إذا كان هذا الإيمان وهذا الجهاد ونحوهما موجودان، فالأمر ليس مجرد أن الله سيرحمكم؛ لا، النصر [يعني] أن الله سوف يُهدي لكم ذلك الشيء الذي تسعون إليه. [في الآية] لا يقول في الحرب [إنما] في كل شيء. الأمر ليس مختصاً بالحرب العسكرية، بل هو كذلك في أمور الحياة جميعها.
آية أخرى من آخر آيات سورة آل عمران: ﴿رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ﴾... -الوعد الذي قطعته على أنبيائك، ما ذلك الوعد؟ طبعاً لقد كان الوعد بالانتصار على العدو- ﴿رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾ [4]. المؤمنون يدعون بهذا الدعاء، فماذا يفعل الله المتعالي؟ ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ﴾...؛ الله يستجيب هذا الدعاء ويقول لهم ﴿أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى﴾[5]؛ لن أضيّع عملكم وسعيكم، فلتعلموا [ذلك]. إذن هذه هي المبادئ والأصول لحركة مجتمع مؤمن وجماعة مؤمنة. وهي مجرّبة أيضاً. الآن ربما قد كنا قرأناها في وقت ما، ونقتنع بها تعبّداً، لكن من بعد الثورة إلى اليوم جرّبناها ورأيناها في الممارسة العملية، ورأينا أنها كذلك.
حسناً أريد أن أقول هذا: إن معظمكم من الشباب. هذا يعني أن أمامكم فرصة عظيمة. إن شاء الله، لديكم فرصة للعيش خمسين عاماً أو ستين بعد الآن. خلال هذه المدة التي أمامكم، ستجري أحداثٌ ومسائل. ستكون هناك سعادة، وسيكون هناك استياء. أربعون عاماً أو خمسون أو ستون ليست مزحة في هذه الدنيا العجيبة والغريبة. سوف تحدث لكم أحداث كثيرة وتواجهون مسائل كثيرة. أريد أن أقول لكم: استفيدوا من هذه القاعدة في هذه الأمور كلها. جاهدوا، وليكن تحرّككم جهادياً، [وليكن لديكم] عزم راسخ: «قوِّ على خدمتك جوارحي، واشدد على العزيمة جوانحي، وَهَبْ لي الجد في خشيتك»[6]. هذه ستساعدكم في تلك الأشياء كلها أمامكم وستنصركم.
حسناً، قلنا: «الجهاد والتضحية بالنفس»، وقلت: سأشرح لكم ما المقصود بـ«التضحية بالنفس». ليس [المقصود] دائماً أن تذهبوا وتُهدوا حياتكم. ثمة أماكن يكون فيها التضحية بالنفس أنْ يذهب الإنسان ويحمل روحه على كفه في ميدان الحرب، مثل «الدفاع المقدس» ومثل ما هو موجود اليوم في بعض الميادين والساحات التي تشاهدونها. لكن [ليس] على هذا النحو دائماً. التضحية بالنفس لها معنى أوسع. معنى التضحية بالنفس في حالات كثيرة اجتناب الوقوع في براثن الرغبات الوضيعة. هذه مشكلة أمثالنا. نقع أحياناً في براثن الرغبات الوضيعة ونتورّط ولا يمكننا إنقاذ أنفسنا. التضحية بالنفس تعني أن يتخلّى الإنسان عن هذه الرغبات. حسناً، هذه الرغبات الوضيعة مثل أيّ الرغبات؟ إنها طيف واسع من الرغبات.
افترضوا أن شخصاً في مجلس ما يرأس صديقه. يرأس صديقه في محفل ودي مثلاً. قيسوا الأمر من هنا حتى الجلوس على كرسي الرئاسة والصدارة على المستوى الوطني. هذه كلها رغبات، وكلها رغبات وضيعة أيضاً. ليس الأمر أن إحداهما رغبة وضيعة والأخرى شيء عظيم. كلّا، لا يوجد فرق بين الجلوس على هذا المقعد وبين الجلوس في ذلك المحفل والمجلس. إنهما رغبة الإنسان، وكلتاهما وضيعة. من أجل أداء الواجب تارةً يجلس الإنسان هناك، وتارة لا يمكن ذلك ويكون متعارضاً مع الواجب فيتخلى الإنسان عنه.
من امتلاك مال الدنيا إلى امتلاك ماء الوجه والوجاهة العامة وذلك من أجل أن نحصل على وجاهة بين الناس وعلى اسم جيد قد نفعل بعض الأفعال. هذا هو الوقوع في براثن الرغبات الوضيعة. يجب [تجنبها]. بالطبع، لا أحد يقول إن مال الدنيا سيئ، أو المنصب الحكومي أو الخدمة أو أي شيء أمر سيئ. كلّا، ليست هناك واحدة من بينها سيئة [بذاتها]. لا مال الدنيا سيئ، ولا المنصب سيئ، ولا الوجاهة الاجتماعية سيئة. كلها جيدة، ولا إشكال في السعي وراءها وطلبها من الله. أدعيتنا مليئة بطلب هذه الأشياء. النقاش هو أنه عندما يقع واجبٌ ما على عاتق الإنسان، وتقف إحدى تلك الرغبات في طريق ذاك الواجب. هناك هو المكان الذي يجب الدوس فيه على رغبة النفس هذه. هذا ما تعنيه «التضحية بالنفس».
حسناً، كانت هذه هي النقاط التي حدثناكم عنها، أيها الإخوة الأعزاء. بالطبع، أنا نفسي مخاطب بهذا الكلام أكثر من جميعكم. يعني: أنا محتاج هذه النصيحة أكثر منكم، ونتمنى أن يجعل الله المتعالي هذه النصيحة التي نقدمها إلى إخوتنا تنفذ إلى قلوبنا.
أما عن المجلس... فحسناً، مجلس الشورى الإسلامي من الركائز الأساسية لإدارة البلاد. إحدى الركائز الأساسية لإدارة البلاد هي مجلس الشورى الإسلامي. من بين العناصر الأساسية والرئيسية في إدارة البلاد وهذه الركائز المهمة مجلس الشورى الإسلامي. حتى إذا صرتم نواباً وانتخبتم من مدينة بعيدة وقليلة السكان وأتيتم إلى المجلس، يجب أن تنظروا إليه بهذه العين. إنكم في موقعية كهذه: موقع إدارة البلاد، وإحدى الركائز المهمة والمراتب لهذه الإدارة.
إن إدارة البلاد ظاهرة متعددة الأضلاع، وأحد أضلاعها مجلس الشورى الإسلامي. لديها أضلاع أخرى أيضاً -الآن افرضوا مثلاً السلطات الثلاث أو القوات المسلحة وأمثالها- لكنّ ضلعاً مهماً هو مجلس الشورى الإسلامي. أهميته بهذا القدر، أي يجب النظر إلى المجلس بهذه النظرة. سواء من خارج المجلس أو من داخله، يجب النظر إلى المجلس بهذه النظرة.
حسناً، إدارة البلاد -أنتم جزء من أجزائه الإدارية- مَهمة شاقة ومعقدة وصعبة ومُهمة للغاية [في] بلد بموقعية إيران العزيزة. ماذا تعني موقعية إيران العزيزة؟ أي وُسع البلد وعدد سكانه وجغرافيته وتاريخه ومناخه المختلف والمتنوع. هذه خصائص بلدنا وهي التي تجعل من إيران العزيزة واحدة من الدول المهمة والاستثنائية في العالم. هذه حقيقة الأمر. وأنتم سوف تديرون بلداً مثل هذا.
بالطبع إدارة البلاد مَهمة صعبة. تزداد هذه الصعوبة خاصة في خضم بعض الأوضاع والأحوال التي تحدث في العالم كهذه الأوضاع والأحوال اليوم. هناك ظروف في العالم اليوم وأوضاع وأحوال تجعل إدارة البلاد صعبة، ليس لدينا فقط إنما لجميع البلدان. ما هذه الأوضاع والأحوال؟ الآن سأقول أجزاءها المهمة، فعلى سبيل المثال: التنافس العدائي بين القوى بعضها مع بعض. مثلاً القوى النووية تحدّق في عيون بعضها بعضاً وتهدد بعضها بعضاً. هذا أمر مهم، فهو يجعل العالم في وضعية حساسة للغاية.
[أيضاً] وجود تحركات عسكرية في نقطة حساسة من العالم. تعلمون أنّ أوروبا واحدة من أكثر المناطق خصبة بالحرب في العالم. طبعاً وفق أبحاثي التي قد لا تكون كاملة أنا لا أعرف أيّ نقطة في العالم بحجم أوروبا، أي بعرض أوروبا وطولها، حدثت فيها حروب بقدر ما حدثت في أوروبا، في أيّ مكان في العالم. أوروبا نقطة خصبة بالحرب أصلاً. حسناً، فآخر اثنتين منها كانتا الحربين العالميتين التي وقعتا في أوروبا، [أيْ] نشأتا من هناك، وشُغل العالم بهما، وقُضي على عشرات الملايين من البشر. قبل ذلك كانت الحروب المختلفة بين ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وآخرين [تحدث] دوماً. إذن، هي نقطة مهمة خصبة بالحرب في العالم. لقد اندلعت حرب الآن في هذه النقطة الخصبة بالحرب. حسناً، وهذا يجعل هذا العالم حساساً، فهذه نقطة مهمة جداً:
التهديدات العسكرية المتزايدة.
[كذلك] الأمراض المُعدية. هذه من الأشياء غير المسبوقة جداً أو غير المسبوقة أصلاً في العالم، إذْ ينتشر الآن مرض في العالم كله على هذا النحو، فلا توجد أيّ نقطة من العالم خالية من هذا المرض. هذه أيضاً نقطة مهمة.
أو [مثلاً] التهديدات الغذائية على مستوى العالم. تارة يحدث قحط في أفريقيا أو نقطة ما من العالم فيكون هناك نقص في الغذاء وتهديد غذائي. لكن المسألة اليوم ليست على هذا النحو؛ هناك تهديد غذائي في أنحاء العالم كافة. لاحظوا، إن ظروف العالم اليوم ظروف استثنائية وخاصة، فقلّما يحدث وضع في العالم مثل وضع اليوم. بالطبع، في مثل هذه الظروف، تصير إدارة البلدان -البلدان جميعاً- أكثر صعوبة وتعقيداً.
طبعاً لدينا قضية أخرى أيضاً: بالإضافة إلى الدول الأخرى إيران الإسلامية لديها قضية أخرى هي أننا أدخلنا مقولة جديدة في النقاشات العالمية. السيادة الشعبية الدينية، السيادة الشعبية الإسلامية؛ هذه مقولة جديدة. نحن أدرجناها في المناقشات والأدبيات السياسية العالمية. هي في الظاهر مقولة وكلمة لكن ما باطنها؟ إن باطنها هو ذاك الشيء يثير العداء والخصومة من القوى العظمى في العالم ضد هذه الأدبيات وهذا المصطلح وهذه الحقيقة وهذه الظاهرة. هذا يعني أن هذه الحركة في الجمهورية الإسلامية استطاعت أن تربك الجدول المعدّ لدى نظام الهيمنة. لقد أعدّ نظام الهيمنة جدولاً محدداً من أجل إدارة العالم. وشرحت معنى نظام الهيمنة مرات عدة، أي تقسيم العالم إلى مهيمِن وقابل للهيمنة. لا يوجد فيه حد وسط.
أن يكون هناك جماعة مهيمنة حتماً، وجماعة قابلة للهيمنة، هذا هو نظام الهيمنة. كانوا قد أعدّوا جدولاً للعالم، في يوم من الأيام على شكل الاستعمار، ويوم على شكل الاستعمار الحديث، ويوم آخر على شكل الاستعمار ما بعد الحديث [أيْ] بعد الاستعمار الحديث. لقد أعدّوا سياسةً وجدول منظّماً للعالم، وهذه المقولة الجديدة للجمهورية الإسلامية جاءت وأربكت هذا الجدول، وعرقلت تنظيمه. لذا هم يواجهونها ويجابهونها.
حسناً إنكم نواب المجلس ومعلوماتكم كثيرة. تعرفون مقدار القواعد المعلوماتية والإنترنتية والتلفزيونية والفضائية وما إلى ذلك، ومقدار الأموال التي تُنفق ضد الجمهورية الإسلامية ليلاً ونهاراً، ومقدار الأشخاص والعقول الذين يجلسون في «غرف الأفكار» -وفق تعبيرهم- ويحيكون الأفكار ضد الجمهورية الإسلامية. إنها على هذا النحو. طبعاً الجمهورية الإسلامية صدرها فارع وهامتها مرفوعة، وهي تخطو خطوات طويلة وتتقدم. وهم لم ينجحوا. حسناً، إذن، إدارة البلاد ليست سهلة. أنتم مشتركون في مثل هذه الإدارة. هذا ما أريد قوله. وهذا يوجب على أجزاء الإدارة أن يضاعفوا انتباههم. أنتم مديرون ولا بد أن تعرفوا ما تفعلون. الحكومة كذلك، والسلطة القضائية كذلك، والأجهزة المختلفة الأخرى كذلك. على أي شخص له دور في هذه الإدارة أن يعرف ما العمل العظيم والمهم الذي يؤديه.
حسناً، أولاً يجب أن نكون على دراية بقدراتنا، وثانياً أن نعرف نقاط ضعفنا بدقة، وأن نعرف كلّاً من قدراتنا ونقاط ضعفنا أيضاً. بالتعبير الفارسي الرائج: أن نكتشف في أنفسنا «عين إسفنديار»[7] لنرى أيّ موضع فينا ضعيف فنكون متنبّهين. بالإضافة إلى ذلك ينبغي أن نسعى ألّا نرتكب خطأ واشتباهاً. العدو يعقد الأمل على أخطائنا أكثر من قدراته. [حين] نرتكب خطأ، نحن «ندير خاصرتنا للعدو» وفق تعبير العسكريين. فأنتم تقفون أمام العدو. إذا غفلتم، التفَّ العدو عليكم وهاجمكم من الخاصرة، فلا يمكنكم فعل أيّ شيء. من الأعمال التي يحرص القادة العسكريون على تجنبها في ساحة المعركة ألا يديروا الخاصرة للعدو. احذروا من إدارة الخاصرة له. حسناً، كان هذا [حديثي] في ما يتعلق بالقضايا العامة للمجلس.
قلنا: «المجلس ثوري»! بعض الأشخاص لم يعجبهم لكننا قلنا الحقيقة. الآن بعض الأشخاص يعجبهم، وبعضهم الآخر لا يعجبهم، فلا حرج. الحقيقة كانت أن هذا المجلس تشكّل بشعارات الثورة. نظرَ الناس واختاروا خيارات كانت حركتها وتوجهها وشعارها وكلامها كلامَ الثورة. لذا الناس يؤيدون هذا التوجه نفسه والحركة عينها التي رفعتم شعارها وتحدثتم بها، أنتم العناصر الثورية في مدينتكم ومنطقتكم. في النتيجة، هذا ما يعنيه المجلس الثوري. إن شعارات الثورة في مصلحة الوطن، على عكس أولئك الذين يريدون أن يصوّروا أن الثورة هي مأزق للبلاد، إنما بالعكس الثورة والشعارات والمُثل الثورية -بالطبع لم نصل إلى المُثل بعد لكن الاهتمام بهذه المُثُل والتقدم نحوها هو العلاج لآلام البلاد- ليست مأزقاً. إنها رفع للمأزق. هكذا هي الثورة. حسناً، بالطبع الآن ثمة شخص ما يقول رأيه في الفضاء المجازي وبعض الصحف وبعض الكتابات، ولا إشكال في أن يقول، لكن حقيقة القضية هي أن الحركة كانت ثورية، والمجلس ثوري أيضاً.
أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، طبعاً النقطة الأساسية هي البقاء ثورياً. انظروا، هذا الاجتماع وديّ وخاص وأخوي. لا يزال أمام عيني تماماً أنه كان ثمة أشخاص عام 1979م مثلاً -عندما كنت عضواً في مجلس الثورة ولم أكن رئيساً بعد في ذلك الوقت- يأتون إلينا نحن أبناءَ الثورة بالسوابق النضالية الفلانية ويجلسون ويقولون كلاماً حاداً وحاراً ونارياً، فكانت عيوننا تتسمّر: ما هؤلاء الأشخاص! أيْ على حد تعبير أتباع الأجانب: «سوبر»[8] ثوري. ثم تراجعوا ولم يبقوا ثوريين. لم يتمكن أولئك الأشخاص أنفسهم من مواصلة النهج بهذه الطريقة في التعامل، وبأسلوب النظرة هذا، ولم يتحمّلوا. انظروا! حقيقة القضية أنهم لم يستطيعوا التحمّل. إن شخصاً ما يريد تصوير أننا نظرنا ورأينا أن هذا الاختيار أفضل من ذلك. كلا، ليس الأمر بهذا الكلام. إن السير في هذا النهج والبقاء عليه يتطلب التحمل. هم لم يتحمّلوا. إذا لم تخطئ ذاكرتي، قال الإمام [الخميني] (رض) بشأن سورة هود وهذه الآية الشريفة: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ﴾[9]. فلتستقم ولتثبت في هذا الطريق، أنت والذين ساروا معك نحو الله، وليثبوا هم أيضاً. أظن أن [كلامه] كان على هذا النحو -لم يتسنَّ لي أن أراجعه- إذ قال [الإمام الخميني]: قال الرسول (ص): «شيّبتني سورة هود»[10]. هذه الآية هي التي شيّبت ذاك الجليل (ص). إنها صعبة إلى هذا الحد! ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾؛ اثبتْ، ابقَ، واصل الطريق. حسناً، لاحظوا الأصعب من كون المرء ثورياً وأن يكون لديه توجّه ثوري هو البقاء ثورياً، سواء أكان فرداً أم مجموعة أم المجلس كله.
إذن الآن، ما معنى «ثوري»؟ عرضتُ مؤشرات عدة للنائب الثوري. والحمد لله، أنتم موفقون، وقد وفقكم الله المتعالي، فأنتم في المجلس وتؤدون الآن أعمالاً جيدة. ولقد استمعتُ أيضاً لتقرير السيد قاليباف. طبعاً في الخارج تفرّجنا على هذا المعرض والصور التي توضح هذا التقرير[11]، وكذلك التقارير التي وصلتني سابقاً، وهذه الأشياء نفسها التي ذكرها جنابه في التقارير. بحمد الله، إنكم تعملون لكن في الوقت نفسه التذكير جيد. لنعرف ماذا نفعل إذا أردنا أن نظلّ نواباً ثوريين. لقد دونت بعض النقاط هنا.
أولها العيش البسيط. تجنّب الوقوع في أسر التجمّلات ونمط الأعيان وما إلى ذلك. كان لديكم نوع من الحياة قبل مجيئكم إلى المجلس، والآن بعدما أتيتم، يجب ألا تظنوا إذْ إننا نواب فيجب مثلاً أن نعيش على هذا النحو. كلا، العيش البسيط. استمروا في حياتكم العادية نفسها التي كانت لديكم.
إحداها حفظ الأمانة. حفظ الأمانة مهم جداً. هذه الآية التي قرأها قارئنا العزيز هنا: ﴿إنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ﴾[12]. الإنسان قبلَ الأمانة، الأمانة الإلهية. جزء من هذه الأمانة الإلهية هو ما في أيديكم الآن. جزء من تلك الأمانة هو ما في تصرّفكم الآن! عليكم أن تحفظوا هذه الأمانة بطريقة صحيحة.
قضية أخرى هي تقبّل المسؤولية. القانون الذي تقرونه... إذا كان في نظركم أن هذا القانون جيد وكان يجب إقراره، فقفوا بحزم وقولوا: نعم، أنا الذي أقررته، نعم، نحن الذين أقررناه. لا ينبغي أن الأمر [يصير] على نحو نقول فيه إننا سنقر هذا القانون، ونعلم أيضاً أن «مجلس صيانة الدستور» سيرفضه، فلندع المسؤولية تقع على عاتق «مجلس صيانة الدستور». نعلم أن هذا القانون غير عملي، فبعض القوانين [على هذا النحو]. انظروا! أنا نفسي كنت نائباً في المجلس وأعرف المجلس من الداخل. أحياناً يعرف المرء أن هذا القانون لا يمكن للحكومة تطبيقه بإمكاناتها هذه وفي ظروفها هذه، فيقول: حسناً، أنا أقرّه، ولأدعه لا ينفذه، والناس يتهمونه هو، ويرونه المسؤول عن عدم التنفيذ. كلا، هذا غير صائب. لا بد أن تتمتعوا بتقبّل المسؤولية.
أمر آخر من المؤشرات هو أن تكون شعبياً. ماذا يعني أن تكون شعبياً؟ أن تكون شعبياً يعني الاختلاط مع الناس العاديين، والجلوس مع الناس، وأن يكون لديك أذن صاغية لكلام الناس وكذلك أن يكون لديك بيان واضح من أجل تنوير أذهان الناس. أن نذهب إلى مجموعة من الناس لديهم مراد ما ومطلب ما، فنصغي إلى كلامهم ثم نقول: «نعم، الحق معكم مئة بالمئة، وأولئك الذين لا يستمعون ولا يتصرفون هم كذا وكذا»... كلا، [لا يكفي]. في أوقات، تكون هناك عقدة في أذهان الناس، وأنتم ينبغي لكم أن تفكّوا هذه العقدة. و«جهاد التبيين» الذي تحدثنا عنه[13] يشمل هذه الحالات. هناك مشكلات. لنفترض أن فئة معينة لديها مطلب ما. حسناً، فأنتم نواب المجلس ومطلعون على مصاريف البلاد ومداخيلها، وتعلمون أن هذا [المطلب] غير عملي. فعندما تعلمون أنه غير عملي، لا تنتظروا مثلاً أن يقول الممثل التنفيذي الفلاني أو القضائي، أن يأتي ويقول إننا لا نستطيع. كلا، قولوا: ليس ممكناً. أيْ أن يكون لديكم أذن لسماع ما يقوله الناس، ولسان لتنوير أذهان الناس أيضاً.
قد يكون في الجمع الذي أمامكم شخصان أو ثلاثة أو عشرة يقولون أيضاً: اُغرب يا هذا! هذا أيضاً [لم يفعل شيئاً]! ينبغي لكم أن [تؤدوا واجبكم]. هذا ما يعنيه أن تكون شعبياً. إننا نقول «شعبياً» ليس حصراً أننا نردد باستمرار شعار الوقوف إلى جانب الناس مثلاً. كلا، ينبغي لنا مساعدة الناس. «المساعدة» هي الاستماع لكلامهم، وأيضاً تحقيق مطالبهم إذا أمكن، وتنوير أذهانهم في حال وجود مشكلاتٍ وعجْزٍ.
[أيضاً] السعي إلى حل المشكلات الأساسية للبلاد. انظروا إلى القضايا الأساسية حقاً وتابعوها، وسأقولها بتعبير أفضل: في قضايا البلاد، هناك قضايا رئيسية وأخرى فرعية. ما دامت القضايا الرئيسية أمامنا، فلن يأتي دور الثانوية. لا يجوز الخوض في القضايا الفرعية ولدينا الرئيسية أمام أعيننا. اسعوا وراء حل المشكلات الأساسية والقضايا الرئيسية. صنّفوا الموضوعات إلى رئيسية وفرعية.
[كذلك] التجنّب الجاد للتمييز والفساد. عليكم اجتنابهما! نقول أحياناً: المعارضة الجادّة للفساد. حسناً، نعم الكل يعارضه، ونحن أيضاً نعارضه. لكن أحياناً تكون هذه المعارضة للفساد والتمييز تجاه الآخرين. يجب أن نراقب أنفسنا وأن نكون جادّين سواء في التمييز والفساد لدى زيد وعمرو، أو التمييز والفساد في أنفسنا.
[أيضاً] التعاون الصادق مع المعنيين الآخرين في إدارة البلاد. إحدى مشكلات البلاد كانت غياب التنسيق، غياب التنسيق بين مسؤولي السلطات الثلاث وجسم هذه السلطات. الآن، أحياناً يكون المسؤولون أصدقاء مع بعضهم بعضاً ويجلسون معاً ويتفقون [لكن] لا يحدث التوافق بين جسم السلطات. هذا يخلق مشكلات في إدارة البلاد. إنها تجربتنا لسنوات عدة. يجب أن يكون هناك تعاون بإخلاص، وألا يكون هناك تعطيل، وألا يكون هناك معارضة لا معنى لها. [لا بدّ] من التعاون بإخلاص مع الحكومة والجهاز القضائي والآخرين ومع أي شخص معنيٍّ بأي حال، وذلك من أجل النهوض بالأعمال اللازمة للبلاد. بالطبع، إذا رأى المرء خطأ في الجانب الآخر، يجب ذكره صراحة، لكن [ينبغي] التعاون حيث يوجد بالفعل مجال لذلك.
إحدى سمات النائب الثوري أنه على ارتباط مع عموم الشعب والناس عامّة لكنه ليس شعبوياً. أقول لكم ألا تأسركم الأجواء وتتحمّسوا إطلاقاً. كان السبب في بعض مشكلاتنا هذه السنوات أننا قد أسرتنا الأجواء وتحمسنا. لنفترض أننا نجلس في اجتماع، أي كان كبار المسؤولين في البلاد -هذه أمور حدثت وقد اعترضت عليهم في ذاك الوقت- يجلسون في اجتماع، وعلى سبيل المثال كان أساتذة الجامعة حاضرين هناك أيضاً، وأحدهم قال شيئاً، ثم أتى شخص آخر وقدّم فوراً تنازلاً كبيراً -لم يكن فيه مصلحة أيضاً- في خطابه أمام المجموعة الحاضرة في الاجتماع هناك. هذه حماسة لا فائدة منها. إنّها مضرّة. الوقوف إلى جانب الناس مختلف عن الشعبوية والحماسة والتأثر بالصخب والضجيج. كلا! كانت هذه من أهم سمات الإمام [الخميني] (رض). إذا كان لديه رأي والجميع اختلفوا معه وكان يعتقد أن هذا الرأي إلهي وشرعي وصحيح، يقف ويقول: حتى لو وقف العالم كلّه ضدّي، فليكن. القرآن يعطي أيضاً الأمر نفسه للنبي (ص): ﴿وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾[14]. وقد تكرّر هذا الأمر مرات عدة في القرآن. النائب الثوري هو من لا تأسره الأجواء ويتحمّس. أنتم أقررتم قانوناً وتعتقدون أنه صحيح أيضاً، فعارضه بعض الأشخاص... طبعاً إنّ طبيعة العمل أن تنظروا وتروا هل لدى هؤلاء المعارضين منطق صحيح أم لا. إذا كان لديهم منطق صحيح، تقبلون بالطبع، وإذا لم يكن لديهم، فقولوا: نعم، أنا أقررت هذا القانون وسأدافع عنه. يجب ألّا يخضعكم أنّهم يُثيرون الضجّة في المواقع والفضاء المجازي وأمثال ذلك ضدنا وضد المجلس وهذه المجموعة وهذا القانون. هذه إحدى خصائص النائب الثوري.
التزام الدستور... من أهم القضايا في عمل المجلس التزام الدستور. لا بدّ من الالتزام حتماً في تلك الحالات التي يحدّد فيها الدستور واجباً ما. لا ينبغي انتهاك هذا الدستور حتى لو بصورة طفيفة. بالطبع إن مسألة التطابق مع الدستور في عهدة «مجلس صيانة الدستور» لكن يمكنكم أيضاً [البحث] في بعض الأحيان، وهناك أمثلة على ذلك أيضاً. هذه بعض علامات النائب الثوري، ونحن مخلصون للنواب الثوريين ومريدون لكم.
من الأشياء التي تدل على أن النائب ليس ثورياً خطابات الاحتجاج الحماسيّة بين فقرات [جدول أعمال المجلس]. هذه الخطابات التي يلقيها السادة، وأن يقف شخص هناك للاحتجاج، ذلك ليس علامة على أنه ثورياً إطلاقاً. إن علامات الثورية هي تلك التي أشرنا إليها وأشياء من هذا القبيل. الاحتجاج والغضب وما إلى ذلك ليست علامات على الثورية.
طبعاً، قام هذا المجلس على أعمال قيّمة خلال العامين الماضيين. هذه الأعمال نفسها التي ذكرها السيد قاليباف -رئيس مجلس الشورى الإسلامي المحترم- قيّمة للغاية. طبعاً، نحن على اطلاع مفصل حول بعضها، وعلى اطلاع إجمالي حول بعضها الآخر، ولكن ليس بالتفصيل، وهناك أيضاً في هذا الممر قد وضعوا شرحاً لكل واحد منها على ورقة، وقد ألقيت نظرةً عليها. إنها قيّمة للغاية لكن لدي بعض التوصيات بشأن القضايا التشريعية، سأشير إليها.
إحدى التوصيات هي التشريع برؤية شاملة وطويلة الأمد، فأن نتطرق فوراً إلى أي حدث يجري، صغير أو متوسط، ونضع قانوناً له والحكومة لا تمتلك مقترحاً -يجب أن نقدّم مقترحاً وسوف أتحدث أيضاً عن مشاريع القانون والمقترحات- هذا سيؤدي إلى تجمّع القوانين وتراكمها، وستحدث فيها مثل هذه المشكلات القانونية، وسنحتاج إلى تنقيح القوانين، وقد نفذتم أعمالاً جيّدة في هذين العامين في مجال تنقيح القوانين. تراكم القوانين ليس أمراً مناسباً. عندما يريد المجلس سن قانون، يجب أن يسنه من منظور بعيد المدى ووفق نظرة شاملة، فليست كل قضية جزئية صغيرة تستحق التشريع. هذه إحداها.
قضية أخرى [هي أنه] يجب إعطاء الأهمية للقوانين يأتي من قلب السياسات العامة. وفقاً للدستور لا بدّ من إبلاغ السياسات العامة لرؤساء السلطات الثلاث، أي للسلطات الثلاث. تُبلغ هذه السياسات العامة للنظام الإسلامي للحكومة والمجلس والسلطة القضائية، ولكل منها مسؤوليات تجاهها. من واجب المجلس التشريع وفقاً لهذه السياسات، لا أن يعارضها. حسناً، هذا مهم للغاية. عليكم الانتباه إلى هذا. هنا أود القول إنّه قد تم إعلان السياسات العامّة للانتخابات مثلاً -أعتقد أن السيد قاليباف ذكرها أيضاً- منذ خمس سنوات أو ست[15]، [لكن] لم يتمّ إعداد قانون لها. يجب فعل ذلك... أو السياسات العامّة للتشريع[16] التي لها سياسات أيضاً وتمت دراسة هذه السياسات والعمل عليها والتفكير فيها. هذه أيضاً قد تم إبلاغها قبل سنتين أو ثلاث على ما أعتقد ولكن لم يصدر أي قانون على أساسها حتى الآن. هذه واحدة من توصياتنا أيضاً.
توصية أخرى هي قضية المقترحات ومشاريع القوانين. حسناً، عندما تشعرون بفراغ ما، أي الحكومة لم تقدّم مقترحاً أو لا تملك ولا تقدم، كما حدث ذات مرة عندما تم تشكيل المجلس قبل بضع سنوات، فقد جاؤوا إليّ واشتكوا، وقالوا إن الحكومة لا تقدم إلينا أي مشروع قانون إطلاقاً، ولم يصلنا أيّ مقترح في خمسة أشهر أو ستة... حسناً، هذا من مسؤوليات المجلس، فعندما تكون هناك مسألة ضرورية ولا يوجد مقترح من الحكومة، على المجلس إعداد مشروع قانون، فهذا من حقوقه. إن إعداد مشاريع القوانين من حقوق المجلس وواجباته أيضاً، طبعاً بالشروط المذكورة في الدستور، ولكن غاية كلامي ألا تسمحوا لهذه المقترحات أن تزداد وأن تعدّ وتقدّم مقترحات مشاريع أكثر، فهذا خطأ. طبعاً، سمعت وأبلغوني -لم يتسنَّ لي أن أسأل السيد قاليباف- أنه في هذا المجلس بالذات تمّ إعداد وتقديم مقترحات ومشاريع قوانين أكثر من المجالس السابقة. هذا العمل غير مناسب. عندما تعدّ مشروع قانون، فيتم إقراره ويُرسل إلى الحكومة على سبيل المثال، وتقول الحكومة إنني لا أستطيع تنفيذ هذا المقترح، ولا يمكنها ذلك لأي سبب من الأسباب، [في هذه الحالة] تضيع المسؤولية، ولا يعرف المرء هل يسأل الحكومة عن سبب تمنعها عن تنفيذ هذا القانون، أو يسأل المجلس عن سبب إصدار هذا القانون الذي لم يكن عملياً. الأمر كذلك إذ تضيع المسؤولية.
أو [مثلاً] تراكم المقترحات. تتمثل إحدى مشكلات هذه المقترحات في أن المجالس الجديدة التي تم تشكيلها غالبًا تضع جانباً المقترحات المتبقية من المجلس السابق. حتّى مقترحات القوانين المعجّلة، مقترح القانون المعجّل، أو حتى مقترح القانون المعجّل المكرر يضعونها جانباً! أي المجلس الجديد الذي تم تشكيله يضع جانباً مشاريع القوانين التي جلس فيها البرلمان السابق وفكّر فيها وعمل عليها ووافق عليها أو كان في طور الموافقة عليها، فيضيع كل هذا الجهد والفكر والوقت. عندما تزداد مشاريع القوانين، تصير دراستها صعبة أيضاً. يكون أمراً صعباً جدّاً عندما تريدون أن تدرسوا بدقّة هذه المقترحات كافّة. هذه نقطة أيضاً.
إحدى القضايا هي مسألة الميزانية التي ذكرها السيد قاليباف للتو. لا، للإنصاف لم يتم إصلاح الموازنة، أي لم يتم إصلاح مشكلة التركيب الخطأ للموازنة، لأنّ جزءاً منها مرتبط بالحكومة وجزءاً آخر بالمجلس. بالطبع عليّ أن أقول هذا أكثر للمسؤولين في الحكومة وقد قلته وسأكرره، إن شاء الله. لكن لديكم أيضاً دورٌ لأخذه. إن أحد الأشياء التي يمكن للمجلس عملها بشأن الميزانية هو منع زيادة العجز في الموازنة، أي المصاريف التي تُحدد دون حساب دقيق للدخل المعادل ويكون واضحاً أن هذا الدخل وهذا المصدر موجودان. في بعض الأحيان، يكون الحال أن موارد الميزانية هي موارد خيالية وليست حقيقية. حسناً، في مقابل الموارد الخيالية هناك تكاليف حقيقية، وهذا يزيد عجز الموازنة. عجز الموازنة هو أمّ الخبائث. يعود عدد من مشكلاتنا الاقتصادية الكبرى إلى عجز الميزانية. هذه نقطة أيضاً.
تتمثل إحدى القضايا في تعزيز بنية الخبرات في المجلس. لقد تحدثت عن مركز الأبحاث منذ عامين أو ثلاثة وأثنيت عليه[17]. مركز الأبحاث مهم جدّاً. اعملوا على تقوية مركز أبحاث المجلس قدر استطاعتكم، وهذا يعني أنه يجب تنفيذ أعمال مدروسة بدقّة، سواء في مركز أبحاث المجلس أو اللجان التخصّصية، أي يجب تعزيز بنية الخبرات في المجلس. هذه واحدة من أهم القضايا. أنا لا أتذكر الكثير الآن لكن التقارير التي وصلت إلى أيدينا أخيراً من مركز أبحاث [المجلس] ليست مشجعة كثيراً.
هناك قضية مهمة هي الخطة السابعة [للتنمية] التي يتعين عليكم إعدادها. تحدّد الخطة السابعة مهمات البلاد للسنوات الخمس المقبلة. الخطة السابعة قد تأخرت سنّة، أي كان ينبغي أن ينتهي [إعدادها] العام الماضي، لكن لم يحدث ذلك. في «الخطط الخمسية» وبالتعبير الرائج «خطط التنمية» -أنا العبدَ لست موافقاً كثيراً على كلمة التنمية هذه لكنها في النهاية رائجةً- يكون الكلام في الكليات بلا فائدة. في بعض الأحيان، يكون هناك كلامٌ في كلّيات برامج التنمية إذ يمكن تضمين أي عمل وبأي ذوق داخلها، وهذا لا فائدة منه. يجب أن يوضح البرنامج الطريق بصورة ساطعة، ويوضع أمام الأجهزة التنفيذية في البلاد، وأمام المعنيين جميعاً في البلاد. في رأينا السبيل إلى ذلك أيضاً هو إعداد الخطة التنموية السابعة بناءً على «محورية المشكلة»، أي أحد الأمور المهمة في الخطة السابعة هو إعداد الخطة التنموية السابعة بناءً على «محورية المشكلة».
بالطبع هذا أيضاً من واجبات الحكومة، أي على الحكومة الانتباه إلى ذلك، وسوف نذكّر [المسؤولين] الحكوميين، إن شاء الله. وأنتم التفتوا أيضاً. لنفترض مثلاً مسألة المناجم. حسناً، نحن متأخرون كثيراً في قضية المناجم، وإحدى مشكلاتنا الرئيسية قضية المناجم. هذه المناجم القيّمة كلها في هذا البلد وهو محرومٌ عائداتها ومنافعها، لا أقول بنسبة 100% بل 90%. لا تزال بعض المناجم متروكة، وبعضها تخرج من أيدينا دون أيّ قيمة مضافة. تذهب إلى الخارج دون العمل على منتج التعدين هذا. حسناً، الآن في ما يخص المناجم -إنها إحدى القضايا في البلاد- أعدّوا وثيقة، وثيقةً مرتبطة بالمناجم على سبيل المثال، وثيقة تخص الصناعات. السادة الصناعيون في البلاد الذين اجتمعوا هنا[18]، قلت لهم: ما الوثيقة الصناعية في البلاد؟ ماذا نريد أن نفعل بشأن الصناعة في السنوات القليلة المقبلة؟ أين هذه الوثيقة العامة التي توضح ما إستراتيجيتنا للصناعة؟ ليس لدينا مثل هذه الوثيقة. في الزراعة الأمر كذلك. يجب إعداد هذه الوثائق وفقاً لإمكانات البلاد، ووفقاً لمختلف القضايا، كقضايا تنظيم الأراضي، فعندما لا يُلتفت إلى تنظيم الأراضي، نبني على سبيل المثال مصنعاً في مكان لا ينبغي أن يكون فيه، أو نزرع في ذاك المكان حيث لا ينبغي أن نزرع فيه. هكذا الحال. [حينئذ] يكون وضع مناجمنا على ذاك النحو. لذلك إن إحدى الطرق المفيدة جدّاً في الخطة الخمسية هي «محورية المشكلة» لتكون الوثيقة معدّة علمياً وتراعي قضية تنظيم الأراضي بناءً على إمكانات البلاد.
من توصياتنا الأخرى قضيّة التبيين الإعلامي. قد تقولون: الإعلام الوطني [موجود]. حسناً، هناك واجبٌ على الإعلام الوطني أحياناً يفعله، وأحياناً لا، لكن عليكم واجبٌ أيضاً. أنتم تعدّون قانوناً وتعملون عليه وتدرسونه وتقرّونه بضجّة وجلبة لكنّكم لا توضحون للناس ماهيّة هذا القانون ولماذا تمّ إقراره. حسناً، عندما لا تشرحون [للناس]، تُتاح لبعض الأشخاص فرصة إثارة الأجواء ضد هذا القانون وإثارة الضجيج، ويجعلونكم تندمون على إقراره. هكذا الحال. لذلك إن التبيين الإعلامي للقوانين من الأمور الواجب عليكم فعلها، أنتم في المجلس.
هناك قضية أخرى تهمني هي ديوان المحاسبة الذي صار -بحمد الله- نشيطاً وفعّالاً وجيداً في السنوات الأخيرة. فتقارير صرف الموازنة هذه تُجرى في الوقت المحدد وبسرعة كبيرة وأسلوب جيّد. هذا جيّد جداً، ويجري معه تفحّص الشركات الحكومية، ويجب أن يستمر. الآن بعض الشركات الحكومية هي محطّ تفحص وتدقيق لدى ديوان المحاسبة، فإذا تم تعميم ذلك ليشمل الشركات الحكومية كافة -بالطبع هذه مجرّد فكرة أطرحها وتجب دراستها- واستطعتم فعل ذلك، فستكون إحدى المزايا العظيمة لمجلسكم، في رأيي.
أودّ أن أقدّم توصية أكيدة أيضاً. الآن حينما كنا ندخل قال لي السيّد قاليباف إنّه في إحدى هذه السنوات قلت شيئاً عن تدخل النواب في التعيينات وما شابهها[19]، ما أزعج بعض زملائنا. أنا لا أريد إزعاجكم إطلاقاً ولا أقبل ذلك، بل أحبّكم كثيراً وأريد مصلحتكم. حقّاً ينبغي ألّا تتدخّلوا في التعيينات. نعم، قال إنّ بعض الأصدقاء لم يعجبهم ذلك. كلا! لنفترض أنكم عندما تقترحون المدير العام الفلاني، أو القائم-مقام الفلاني أو حتى المحافظ وأمثالهم على ذاك الوزير المعني، أو ربما تضغطون، لا سمح الله؛ هذا يؤدي إلى الجهل بالشخص الذي تنبغي محاسبته إذا كان أداء المسؤول سيّئاً. فلا يعرف الناس ولا السلطة القضائية هل نحاسب ذاك الوزير: لماذا عيّنت هذا الشخص، أو النائب: لماذا مارست الضغط [لتعيينه]. لماذا تفعلون ذلك؟ من القضايا المهمة في الدستور «تفكيك السلطات». وهذا يعني أن تتركوه يؤدي عمله، وأنتم أدّوا عملكم. [إذا] كانت هناك مشكلة، اطرح المشكلة على النحو اللازم والمناسب. بالطبع، كانت هذه توصيتي الدائمة [للمسؤولين] الحكوميين، ولطالما أوصيتهم ذلك من قبل، وأوصيهم الآن بالاستفادة من آراء النواب. النائب ابن هذه المدينة وممثل أهلها. أي يعرف هذا المكان والقضايا هنا [ولذلك] إنّ التشاور مع النائب مغتنَم، وعليهم فعل ذلك، وأنتم عليكم أن تفعلوا كذلك في المقابل. في رأيي هذا مهم.
إحدى القضايا هي «ماء وجه» الأفراد. احرصوا على «ماء وجه» الأفراد. أحياناً يرى المرء أنه في خطاب أو كلام في المجلس -يختلف منبر المجلس عن الموقع الإلكتروني الفلاني والفضاء المجازي مثلاً، فهذا مركز مهم ومسؤول- يُقال من على هذا المنبر شيء لم يثبت عن شخص ما! حسناً إن وزر هذا [العمل] ووباله لا يمكن محوهما. كيف تريدون التخلص من هذا الوزر والوبال؟ إذا ثبت بعد ذلك لكم أنّ هذا الكلام كان خطأ مثلاً، فكيف يمكن للمرء أن يعوض ذلك؟ هذا صعب جداً. طبعاً قد يمكن تعويضه لكنه صعب جداً. احرصوا على ألا يحدث هذا.
أيّها الإخوة والأخوات الأعزاء، آخر كلامي: أنتم مسؤولون، وكلّما كان الإنسان أكثر مسؤولية، يجب أن يكون تضرّعه وتوسّله إلى الله أكبر. لا تنسوا العبادة والدعاء والتوسّل إلى الله وتلاوة القرآن، فهذه من الأمور الواجبة والضرورية، وسوف تساعدكم وتبيّض وجوهكم أمام الله المتعالي وأمام عباد الله. اطلبوا العون من الله المتعالي، وتوسّلوا إليه، واجعلوا أئمّة الهدى (ع) شفعاءكم. اسألوا واطلبوا من الله المتعالي عن طريق الأئمة (ع)، فسيمنّ الله المتعالي عليكم بالبركة. هذا العمل سيزيد بركة عملكم. أسأل الله المتعالي أن يمنّ عليكم جميعاً بالتوفيق.
إلهي، بحق محمد وآل محمد، عرّفنا إلى واجباتنا. اجعلنا نقوم على واجباتنا. إلهي، اجعل هذه الكلمات التي قلناها وسمعناها، وهذا القول والسمع، اجعله من أجلك وفي سبيلك، واجعل هذا وسيلة لتقدم عملنا. إلهي، احشر الروح المطهرة للإمام [الخميني] العظيم والأرواح المطهرة للشهداء الأعزاء، والروح المطهرة لهذا الشهيد [صياد خدايي] (رض) من أهل [مدينة] ميانه الذي استشهد قبل أمس[20]، احشرهم مع النبي (ص) وارفع درجاتهم يوماً بعد يوم.
والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
[1] في بداية هذا اللقاء، قدم تقريراً الدكتور محمد باقر قاليباف (رئيس مجلس الشورى الإسلامي).
[2] مقر الحروب غير المنظمة (حرب العصابات).
[3] سورة الصف، الآيات 10-13.
[4] سورة آل عمران، الآية 194.
[5] سورة آل عمران، الآية 195.
[6] الشيخ الطوسيّ، مصباح المتهجد وسلاح المتعبد، ج2، ص844 (دعاء «كميل»).
[7] إشارة إلى قصة رستم وإسفنديار في الشاهنامه، إذ كانت نقطة الضعف الوحيدة لإسفنديار في عينيه (كناية عن نقطة الضعف).
[8] Super: خارق.
[9] سورة هود، الآية 112.
[10] العلامة الطباطبائيّ، الميزان في تفسير القرآن، ج6، ص338.
[11] أُقيم معرض لأعمال نواب الدورة الحادية عشرة لمجلس الشورى الإسلامي وأنشطتهم في ممر مدخل حسينية الإمام الخميني (قده).
[12] سورة الأحزاب، الآية 72.
[13] من جملتها كلمته في لقاء المدّاحين بمناسبة الذكرى لولادة السيدة الزهراء (ع)، بتاريخ 23/01/2022م.
[14] سورة الأنعام، الآية 116.
[15] بتاريخ 15/10/2016م.
[16] بتاريخ 28/09/2019م.
[17] من جملتها كلمته في لقاء متلفز مع أعضاء مجلس الشورى الإسلامي، بتاريخ 12/07/2020م.
[18] في إشارة إلى لقائه مع المنتجين والناشطين الاقتصاديين، بتاريخ 30/01/2022م.
[19] خلال كلمته في لقاء متلفز مع أعضاء مجلس الشورى الإسلامي، بتاريخ 27/05/2021م.
[20] استشهد العقيد في «حرس الثورة الإسلامية» حسن صياد خدايي بخمس رصاصات أمام منزله في طهران مساء الأحد بتاريخ 22/05/2022م على يد عناصر إرهابية معادية للثورة وتابعة للاستكبار العالمي.