كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في التعزية بشهادة رئيس المجلس التنفيذيّ لحزب الله في لبنان، سماحة السيّد هاشم صفيّ الدين (رضوانُ الله عليه)، بتاريخ 24/10/2024م.
بسم الله الرحمن الرحيم
أيّها الشباب الأعزّاء في جبهة المقاومة!
لقد التحق السيّد المجاهد الشجاع والمضحّي، سماحة السيّد هاشم صفيّ الدين (رضوان الله عليه)، بصفوف شهداء المقاومة، فازدانت سماء الجهاد في سبيل القدس الشريف بنجمٍ ساطعٍ جديد. كان سماحته من أبرز الشخصيّات العظيمة في حزب الله، وكان الناصر والرفيق الدائم لسماحة السيّد حسن نصر الله. بفضل حكمة وشجاعة قادة مثل سماحته، استطاع حزب الله أن يصون لبنان من خطر التقسيم والانهيار مجدّداً، وأن يحبط تهديد الكيان الغاصب الذي كان جيشه الشقيّ والظالم يسحق الأرض بأقدامه وصولاً إلى بيروت أحياناً. إنّ شهامة سماحته وتضحيته، هو وسائر القادة والمجاهدين في محور نصر الله، أزالت خطر غصب جنوب الليطاني وصور وغيرها من مدن تلك المنطقة، واحتلالها، وضمّها إلى فلسطين المغصوبة والمحتلّة، وجعلت أرواح حزب الله وممتلكاتهم وسمعتهم القيّمة تخوض الميدان في سبيل الحفاظ على سيادة أراضي ذاك البلد، وأفشلت الكيان الصهيونيّ المعتدي والمجرم.
برغم أنّ ظاهر الأمر اليوم هو غياب قادة من أمثال نصر الله وصفيّ الدين في هذه النشأة، إلّا أنّ أرواحهم وقيادتهم لا تزال حاضرة في الميدان، وتدافع عن لبنان وشعبه الأعزل. لا يزال حزب الله اليوم أقوى مدافعٍ عن لبنان، وأصلب درع يتصدّى لأطماع الكيان الصهيونيّ الذي يسعى منذ زمن بعيد إلى تقسيم لبنان. يحاول العدوّ إنكار الدور الفدائيّ لحزب الله من أجل لبنان، لكن يجب على الحريصين ألّا يسمحوا بأن تبلغ المسامع هذه العبارات الباطلة التي تصرخ بها حناجرهم.
حزب الله حيّ ومتعاظم، ويؤدّي دوره التاريخيّ، والجمهوريّة الإسلاميّة ستواصل -كما جرت عادتها- دعم مجاهدي القدس والمقاومين في وجه احتلال العصابة المجرمة الغاصبة لفلسطين، بإذن الله.
إنّني أقدّم التهنئة والتعزية بشهادة سماحة سيّدنا العزيز صفيّ الدين إلى عائلته الكريمة وذويه ورفاق نضاله في جميع جبهات المقاومة.
والسلام على عباد الله الصالحين.
السيّد عليّ الخامنئيّ
24/10/2024م.