كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في ختام مراسم عزاء شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)، بتاريخ 26/01/2025م.
سلمت أيديكم[1]، وجزاكم الله خيراً، إن شاء الله، وتقبّل الله منكم هذا الجهد الذي بذلتموه في ترويج الاعتكاف. لم يكن الاعتكاف موجوداً في زماننا إطلاقاً، ولم يكن شائعاً كثيراً. في [مدينة] مشهد، لم أكن أرى أحداً يعتكف أبداً؛ لا أحد. في [مدينة] قمّ، في مسجد الإمام [الحسن العسكريّ (عليه السلام)]، في ذاك الإيوان العلويّ، ربّما كانوا يضعون مقابله ستائر بين خمسة أو سّتة من الأعمدة، وخلف كلّ ستارة كان يعتكف شخصان أو ثلاثة من الطلبة. ربّما كان مجموع المعتكفين في مدينة قمّ كلّها، وكان [الاعتكاف] يقتصر على مسجد الإمام [الحسن العسكريّ (عليه السلام)]، قرابة عشرين أو خمسة وعشرين شخصاً.
إنّ هذا العدد الكبير من الشباب والرجال والنساء واليافعين في أنحاء البلاد كلّها، وفي المساجد كلّها، هو نعمة عظيمة جدّاً. لكن اعملوا ما من شأنه أن يُبقي هذا الشابّ، الذي يأتي ويقضي ثلاثة أيّام هناك، في حالة التوجّه والتوسّل والتضرّع والتغيير التي تحدث فيه -بطبيعة الحال، الشباب يتأثّرون بسرعة- وتستمرّ وتترسّخ في نفسه؛ أي أن تثبت هذه الحالة. حسناً، نحن نجلس عند منبر الخطيب مثلاً؛ عندما نجلس هناك، يكون الوضع جيّداً ومؤثّراً، ولكن ينبغي أن يصاحبنا ذلك الموقف وتلك الروحانيّة وتلك الحالة وذلك الابتعاد عن المعصية، حتّى بعد أن نخرج، إلى أن يتأتّى لنا موقف آخر فتتعزّز تلك الحالة، بطبيعة الحال. لذلك، ينبغي الالتفات إلى هذه النقطة في برامج الاعتكاف.
[1] قبل الكلمة قدّم تقريراً مسؤول اللجنة المركزية للاعتكاف في البلاد حجة الإسلام والمسلمين السيد عليرضا تِكْيِهئِي.