الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1675 06 محرم 1447هـ - الموافق 02 تموز 2025م

الثبات الحسينيّ في وجه التشكيك

وَبَذَلْتُمْ أَنْفُسَكُمْ فِي مَرْضَاتِهِكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) المتلفزة الثالثة عقب عدوان الكيان الصهيونيّ الخبيث على البلاد وانتصار الشعب الإيرانيّكربلاء ساحة للتبيينمراقباتمراقباتعاشوراء تعلِّمناكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) المتلفزة الثانية، عقب هجوم الكيان الصهيونيّ على إيرانالأَوْفَى والأَبَرّ

العدد 1674 29 ذو الحجة 1446 هـ - الموافق 25 حزيران 2025م

الموتُ خيرٌ من ركوبِ العار

من نحن

 
 

 

التصنيفات
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) المتلفزة الثالثة عقب عدوان الكيان الصهيونيّ الخبيث على البلاد وانتصار الشعب الإيرانيّ
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) المتلفزة الثالثة عقب عدوان الكيان الصهيونيّ الخبيث على البلاد وانتصار الشعب الإيرانيّ، بتاريخ 26/06/2025م.

بسم الله الرحمن الرحيم

سلامٌ وتحيّة كبيرة للشعب الإيرانيّ العزيز والعظيم.


أودّ أوّلاً أن أُحيّي ذكرى الشهداء الأبرار في الأحداث الأخيرة؛ سواء القادة الشهداء، أو العلماء الشهداء، الذين كانوا، حقّاً وإنصافاً، ذوي قيمة نفيسة للجمهوريّة الإسلاميّة، وقد خدموها، وهم الآن يتلقَّون ثواب خدماتهم المرموقة في حضرة الباري، إن شاء الله.

أرى من اللازم أن أتوجّه بالتهنئة إلى الشعب الإيرانيّ العظيم؛ وأُقدِّم له تهنئات عدّة: الأولى هي على الانتصار على الكيان الصهيونيّ الزائف؛ فبالرغم من كلّ صخب الكيان الصهيونيّ وادّعاءاته خارت قواه تقريباً، وسُحق تحت ضربات الجمهوريّة الإسلاميّة. لم يكن يخطر في بالهم ولا في خيالهم أن يتلقَّوا مثل هذه الضربات من قِبل الجمهوريّة الإسلاميّة، لكنّ ذلك ما حصل. نشكر الله الذي أعان قوّاتنا المسلّحة، فتمكّنت من اختراق دفاعاتهم المتقدّمة والمتعدّدة الطبقات، ووضعت كثيراً من مدنهم ومناطقهم العسكريّة تحت ضغط صواريخها، وسوّتها بالأرض عبر هجومٍ قويّ باستخدام أسلحتها المتطوّرة؛ هذه من أعظم النعم الإلهيّة، وهذا يُثبت أنّ على الكيان الصهيونيّ أن يُدرك أنّ أيّ عدوان على جمهوريّة إيران الإسلاميّة سيُكلّفه ثمناً باهظاً. إنّه يفرض عليه كلفة كبيرة، وقد تحقّق ذلك بحمد الله، والمجد يعود إلى القوّات المسلّحة وشعبنا العزيز، الذي أنجب هذه القوّات، ورعاها وساندها، وأطلق يدها لإنجاز هذا العمل العظيم، وعزّزها بذلك.

التهنئة الثانية تتعلّق بانتصار إيراننا العزيزة على النظام الأميركيّ. لقد دخل النظام الأميركيّ في الحرب، حرب مباشرة؛ لأنّه شعر بأنّه إذا لم يتدخّل، فسيتمّ القضاء على الكيان الصهيونيّ بالكامل. لقد دخل الحرب لإنقاذه، لكنّه لم يحقّق أيّ مكسب من هذه الحرب. لقد هاجموا مراكزنا النوويّة، وهذا بطبيعة الحال يستوجب ملاحقة قضائيّة في محكمة دوليّة بنحوٍ مستقلّ، غير أنّهم لم يتمكّنوا من تحقيق شيء يُذكَر. ضخّم الرئيس الأميركيّ ما حدث بنحوٍ مبالغٍ فيه، واتّضح أنّه كان بحاجة إلى هذا التضخيم. كان كلّ مَن يسمع تلك التصريحات يدرك أنّ هذه الكلمات تُخفي وراءها حقيقة أخرى. لم يتمكّنوا من فعل شيء، وعجزوا عن بلوغ الهدف الذي سعَوا إليه. إنهم يضخّمون الأمور لكي يُغطّوا الحقيقة ويُبقوها طيّ الكتمان. لقد حقّقت الجمهوريّة الإسلاميّة النصر هنا أيضاً، ووجّهت بدورها صفعة قويّة إلى أميركا؛ إذْ هاجمت إحدى أهمّ قواعد أميركا في المنطقة، [أي] قاعدة «العديد»، وألحقت بها أضراراً. كما إنّ أولئك الذين حاولوا تضخيم تلك القضيّة، عملوا على التقليل من أهمّيّة هذا الأمر، وزعموا أنّ شيئاً لم يحدث، في حين أنّ ما وقع كان حدثاً عظيماً. إنّ قدرة الجمهوريّة الإسلاميّة على الوصول إلى قواعد أميركا المهمّة في المنطقة، وتمكّنها من اتّخاذ إجراء ضدّها متى ما ارتأت الوقت مناسباً، ليست بالأمر الهيّن، بل هي حدثٌ عظيم. هذا الحدث يمكن أن يتكرّر في المستقبل أيضاً، في حال ارتُكب أيّ اعتداء، وستكون الكلفة على العدوّ والمعتدي باهظة حتماً.

التهنئة الثالثة هي التهنئة باتّحاد الشعب الإيرانيّ وتلاحمه الاستثنائيّ. بحمد الله، وقف شعب يناهز تعداده التسعين مليون نسمة متماسكاً، وبصوت واحد، وكتفاً إلى كتف، وجنباً إلى جنب، من دون أيّ اختلاف في المطالب والأهداف التي يعبّرون عنها. وقفوا، ورفعوا الشعارات، وقالوا كلمتهم، وأعلنوا تأييدهم لأداء القوات المسلّحة؛ وهذا ما سيكون عليه الحال في ما بعد أيضاً. لقد أثبت الشعب الإيرانيّ عظمته، وأظهر شخصيّته البارزة والمميّزة في هذه القضيّة، كما أثبت أنّه على كلمة واحدة سواء عندما تدعو الحاجة إلى ذلك، وهذا ما تحقّق بحمد الله.

إنّ النقطة التي أودّ التطرّق إليها بوصفها نقطة رئيسيّة في كلمتي هذه، هي أنّ الرئيس الأميركيّ قال في إحدى كلماته وتصريحاته بأنّ إيران يجب أن تستسلم وترضخ، ولم يعد الكلام يدور عن التخصيب والصناعة النوويّة، بل عن استسلام إيران. لكن طبعاً، هذا الكلام أطول من قياس الرئيس الأميركيّ. إيران العظيمة، وإيران بهذا التاريخ، وإيران التي تملك هذه الثقافة، وإيران صاحبة هذه الإرادة الوطنيّة الفولاذيّة؛ إنّ مجرّد ذكر كلمة الاستسلام لبلد كهذا يثير سخرية كل مَن يعرف الشعب الإيرانيّ. مع ذلك، فضحَ تصريحه هذا حقيقةً معيّنة هي أنّ الأميركيّين منذ بدايات الثورة منهمكون بمعاداة إيران الإسلاميّة، وهم في اشتباك معها. في كلّ مرّة، لديهم ذريعة جديدة، فتارةً حقوق الإنسان، وأخرى الدفاع عن الديمقراطيّة، وحيناً حقوق المرأة، وأحياناً تخصيب اليورانيوم، وتارةً أخرى القضيّة النوويّة بحدّ ذاتها، ومرّةً قضيّة صناعة الصواريخ؛ يختلقون ذرائع مختلفة، ولكن جوهر المسألة شيء واحد فقط، وهو إخضاع إيران. لم يقل الذين سبقوهم هذا صراحةً لأنّه غير مقبول. لا يمكن لأيّ منطق بشريّ أن يقبل مطالبة شعبٍ بالاستسلام؛ ولذلك كانوا يُخْفون هذا المطلب تحت عناوين أخرى. هذا الشخص كشف المستور، وأظهر الحقيقة، وأوضح أنّ الأميركيّين لن يرضَوا بأقل من استسلام إيران؛ وهذه نقطة مهمّة، وعلى الشعب الإيرانيّ أن يعلم أنّ مواجهة أميركا هي هكذا، وأنّ الأميركيّين يرجون هذه الإهانة الكبيرة للشعب الإيرانيّ، ومثل هذا الأمر لن يحدث أبداً. لن يحدث أبداً.

الشعب الإيرانيّ شعب عظيم، وإيران بلد قويّ ومترامي الأطراف، وصاحب حضارة عريقة. ثروتنا الثقافيّة والحضاريّة تفوق بمئات المرّات ما تملكه أميركا وأمثالها. إنّ من التُرّهات التي تثير سخرية العقلاء والحكماء، هي أن يتوقّع أحد استسلام إيران لدولة أخرى. الشعب الإيرانيّ شعب عزيز، وسيبقى عزيزاً، منتصر، وسيبقى منتصراً، بتوفيق الله. نرجو أن يحفظ الله المتعالي هذا الشعب تحت ظلال لطفه دائماً بعزّة وشرف، وأن يرفع درجات الإمام [الخمينيّ] الجليل، وأن يُرضي بقيّة الله (أرواحنا فداه) عن هذا الشعب ويسعده به، ليكون عون ذلك العظيم سنداً لهذا الشعب.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

02-07-2025 | 13-16 د | 15 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net