للإمام الخميني رسالة
بماذا كنت تتوضا عندما كنت تنوي السكون واللُقیّا؟
أين كنت تسجد عندما كنت تحلق بالروح عالياً، وأين كنت تضع جبهتك؟
ماذا قرأت أول عروجك؟
هل تَلوْتَ سورةَ الرحمن؟
وهل ذرفتَ عبرات الرهبة واقشعرَّ رداء السفر بعدها؟
هل استقر بك المقام أم لازلت في ارتقاء؟
حدثنا..
هل ذلك المضيء في ليالِ اكتمال القمر محرابك؟
هل التقيت بأنسام الجنان، وألقيت عليهم السلام؟
مولاي، قدّس الله روحك.
اشتقتُ يدك الطاهرة تلوح لنا بها من هناك، وتمسح بها على أيام باتت كالحة بعد غيابك.
بعدك طعم الزمان مالح بأمواج عاتية، تشتاقك الأيام كما أنا.
نقلق على أمّة قاتلتك فربحتَ أنت، وخَسِرَتْ هي أمام سلطان صبرك، وطُهر قلبك،
ولازالت في مكرها وخبثها.
مولاي قدّس الله ترابك.
صدقني ما يئسنا..
فلا زلنا نرتوي من ينبوعٍ حفرتَه أنت بيننا، يغدق علينا من فيض الله أنواراً
وأمطاراً من بركات.
شددتَ به ظهرنا وعزمنا.
نملأ منه قرَباً، تسعفنا ونسكب منها ريحاناً طيباً على قلوب المشتتیّن.
ونعلّم الكون منها دروساً في الحرية.