ذكرت صحيفة "السفير" اللبنانية في عددها الصادر، الأربعاء، أن قائد فيلق القدس في
الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني حمل رسالة شفوية عاجلة من الإمام السيد علي
الخامنئي، الى السيد حسن نصراللَّه، خلال الأيام الأولى لحرب تموز 2006م، وفيها:
"أسأل الله تعالى أن يحفظكم ويوفّقكم ويأخذ بأيديكم وينصركم إن شاء الله.توكلوا
على الله تعالى، وإن شاء الله سيذيقكم طعم النصر في الدُّنيا، ورضا ذاته المقدَّسة،
وأنا أدعو لكم بالنصر دائمًا.سلامي للأخوة فرداً فرداً. ستكون هذه الحرب قاسية، لكن
اتَّكلوا على الله، وعليكم الصمود. لدينا يقين تام بانتصار المقاومة، بل أكثر من
ذلك، هذه المقاومة ستنتصر وتتحوَّل الى قوَّة إقليمية، وما توفَّر من معطيات (خلال
الحرب) أنَّ العدو كان يعدُّ لها لتتم في أوائل الخريف، وكان الإسرائيليون بالإتفاق
مع الأميركيين سيبادرون من دون سبب أو ذريعة بالاعتماد على عنصر المفاجأة لشن هذه
الحرب.إسرائيل كان لديها خطَّة وقرار لضرب المقاومة في لبنان، وكانت تُعد لذلك،
وكانت تريد أن تفاجئكم بالحرب، وكان مخطَّطًا أن يقوم سلاح الجو الإسرائيلي بضرب
الأهداف كلَّها خلال ساعات، وبعدها ينفذ العدو عملية برية ويحتل قسمًا من الجنوب،
ويضربكم في مختلف المدن، ثمَّ يكمل عمله للقضاء على حزب الله. وما كان لهذه الحرب
أن تقف عند هذه الحدود، إنَّما هدفها تغيير المنطقة، ولكن الَّذي حصل من خلال عملية
أسر الجنديين أنَّ حزب الله، من حيث يعلم أو لا يعلم، أفقد الخطَّة الإسرائيلية
عامل المفاجأة، وأجهض مشروع الحرب المعَد لأوائل الخريف، فلقد فرضتم عليهم (إسرائيل
وأميركا) التوقيت، وما كانوا يريدون القيام به في وقت هم يختارونه، يقومون به الآن،
وهذا ما أفقد العدو عنصر المفاجأة، وهذا كان من ألطاف الله عزَّ وجل الخفية بكم".
أضاف الإمام الخامنئي في رسالته للسيد نصر الله: "الحرب لم تكن بسبب الجنديين (الصهيونيين
اللذين أسرتهما المقاومة)، إنَّما كانت جزءًا من مشروع محضَّر، ولمَّا أخذتم
الجنديين عجَّل الأميركيون والإسرائيليون في الحرب قبل أن يكملا استعدادهما عدَّةً
وعتادًا، ووجدوا أنَّهم متورّطون، وفقدوا عنصر المفاجأة، وبذلك دفع الله عنكم وعن
لبنان وعن المنطقة ما كان أكبر بكثير".