بسم الله الرحمن الرحيم
1. أبوه الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) سادس أئمة أهل البيت (عليهم السلام)،
وأستاذ أئمة المذاهب الإسلامية. وأمه حميدة المُصَفَّاة البربرية، ويبدو أنها كانت
سمراء فانتقلت منها السمرة إلى الإمام (عليه السلام).
2. في الخامسة من عمره الشريف أجلسه والده الإمام الصادق (عليه السلام)، فتحدث
لأحبار اليهود عن معجزات النبي (صلى الله عليه وآله).
3. كان صبياً فسأله أبو حنيفة عن الجبر والاختيار، فأجابه جواباً علمياً مقنعاً.
4. عرَّفه الإمام الصادق (عليه السلام) إلى أصحابه في حياته، وأنه الإمام بعده.
5. في العشرين من عمره استشهد أبوه الإمام الصادق (عليه السلام) واستقل بالإمامة
وعاش بعد أبيه خمساً وثلاثين سنة، إلى أن استشهد سنة 183 في سجن هارون.
6. في الحادية وعشرين من عمره كان في العراق وجاء إلى الحج، فرآه شقيق البلخي سنة
149، وربما كان المنصور أحضره إلى العراق، أو كان في زيارة إلى المؤمنين بالكوفة،
أو في زيارة قبر جده أمير المؤمنين وجده الحسين (عليهم السلام).
7. عاصر المنصور العباسي وجلس مكانه مرة لاستقبال المهنئين بعيد النوروز.
8. عاصر حكم المهدي بن المنصور عشر سنوات، وأحضره مرة إلى بغداد ليسأله عن قوم ثمود
ومدائن صالح، ثم حبسه، فرأى مناماً مرعباً فأطلقه.
9. عاصر موسى الهادي، وفي عهده كانت ثورة صاحب فخ واتهم الخليفة الإمام (عليه
السلام) بأنه هو الآمر بالثورة، وقرر قتله، لكن أمه الخيزران قتلته قبل ذلك.
10. عاصر هارون المسمى بالرشيد ثلاث عشرة سنة، وكتب إلى الخيزران يعزيها بموت ولدها
المهدي، ويهنيها بحكم ولدها هارون!
11. أحضره هارون إلى بغداد في سنة توليه الخلافة، وقد يكون فرض عليه الإقامة
الجبرية فيها، ثم حبسه فرأى آياته وأطلقه وأعطاه ثلاثين ألف درهم.
12. حبسه هارون في سنة 179 في سجن البصرة لمدة سنة، ثم نقله إلى بغداد وأبقاه أربع
سنوات في الإقامة الجبرية والسجون، إلى أن قتله بالسم سنة 183.
13. وردت الرواية بأنه كان في الشام فترة، والتقى ببعض علماء النصارى، ولعله كان
غيَّب نفسه في زمن المنصور أو المهدي العباسي قبل أن يحبسه.
14. عاش في بغداد فترات في وضع الإقامة الجبرية، وكان له مجالس مع هارون ووزرائه
وغيرهم، وفي هذه المدة رأى بشراً الحافي، وقد وصفت الرواية بيته المتواضع الذي كان
يعيش فيه في بغداد، وهو يختلف عن بيته في المدينة.
15. روت المصادر له (عليه السلام) عدة أحاديث ومناظرات مع هارون الرشيد، كانت في
فترات إحضاره وحبسه وإقامته الجبرية.
16. قيل إنه (عليه السلام) حبس في واسط سنة، ولم نجد ذلك في المصادر التي بأيدينا.
17. أبرز برنامج في حياة الإمام (عليه السلام) العبادة وسجداته الطويلة، وكان يشكر
ربه في السجن على أنه فرغه لعبادته.
18. روي عنه الكثير من العلم، من ذلك مسائل علي بن جعفر، وكتاب الحلال والحرام،
ورسالة في العقل لهشام بن الحكم. ومئات الروايات في مسائل من عقائد الإسلام وأحكامه.
وكل أحاديث متميزة كأحاديث آبائه الأئمة (عليهم السلام).
19. كان يدير شيعته في العالم، وفيهم شخصيات كبيرة كعلي بن يقطين وزير المهدي
وهارون، والحسن بن راشد، وجعفر بن محمد بن الأشعث من وزراء هارون أيضاً، وهشام بن
الحكم، ومحمد بن أبي عمير، من كبار الشخصيات. وكان يحترمه كبار علماء عصره من السنة
ويرجعون إليه أحياناً. وكان الطالبيون يحترمونه ويقدسونه، حتى أن الخليفة المهدي
كان يعتقد أنه كان وراء ثورة فخ.
20. تميزت حياته بكثرة المعجزات من صغره (عليه السلام)، وأكثرها إخبار بمغيبات عن
أشخاص وأحداث، فكانت تقع كما أخبر (عليه السلام)، وكان يجاهر بذلك ويخبر هارون
ووزيره يحيى بن خالد وغيرهم، وفي آخر سجن له زاره يحيى البرمكي فقال له: « أبلغه
عني يقول لك موسى بن جعفر: رسولي يأتيك يوم الجمعة فيخبرك بما ترى، وستعلم غداً إذا
جاثيتك بين يدي الله من الظالم والمعتدي على صاحبه والسلام! فخرج يحيى من عنده
واحمرت عيناه من البكاء حتى دخل على هارون فأخبره بقصته وما رد عليه، فقال هارون:
إن لم يدع النبوة بعد أيام فما أحسن حالنا! فلما كان يوم الجمعة توفي (عليه السلام)
». (الغيبة للطوسي / 24).
21. ما أن دفن الإمام (عليه السلام) حتى صار قبره الشريف مزاراً ومشهداً، وتوافد
أولياؤه من الشيعة وكذلك كبار علماء السنة وأئمة المذاهب، لزيارته والصلاة عنده
والتوسل به إلى الله تعالى، وعرف (عليه السلام) بعد وفاته باسم: باب الحوائج.
* الشيخ علي الكوراني العاملي- بتصرّف يسير