بسم الله الرحمن الرحيم
ركز الشارع المقدس على جانب العلاقات الإجتماعية بين البشر، ولم يهملها في أدق
تفاصيلها، فهذه الحيثية عند الإنسان مما يترتب عليها مشاكل عظيمة فيما لو أهملت ولم
تنظّم، بل يترتب أزمات عميقة إذا لم تكن القوانين والآداب التي تحكمها وتنظمها
قوانين صحيحة ودقيقة ناظرة إلى كل الأبعاد وسابرة لأعماق التركيب الخلقي للإنسان
وكيفية تفاعله مع نفسه ومحيطه.. ومن هنا كان من أهم الجوانب الاجتماعية التي ينبغي
أن تنظم ويُعمل على تنميتها وتكميلها جانب العلاقة بين المؤمنين. وسنقتصر في
الفقرات الآتية على النصوص التي تبين طبيعة نفس العلاقة بين المؤمنين وكيف ينبغي
لها أن تكون، فلنتأمل بها ولنشرع بداية بكتاب الله العزيز:
قال تعالى: (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون)1
.
قال الإمام علي (عليه السلام): رب أخ لم تلده أمك2.
قال الإمام العسكري (عليه السلام) - فيما كتب إلى أهل قم وآبه، يقول العالم سلام
الله عليه إذ يقول: المؤمن أخو المؤمن لامه وأبيه3.
قال الإمام الصادق (عليه السلام): إنما المؤمنون إخوة بنو أب وأم، وإذا ضرب على
رجل منهم عرق سهر له الآخرون4.
وعنه (عليه السلام): المؤمن أخو المؤمن، عينه ودليله، لا يخونه، ولا يظلمه، ولا
يغشه، ولا يعده عدة فيخلفه5.
وعنه (عليه السلام): المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد، إن اشتكى شيئا منه وجد
ألم ذلك في سائر جسده، وأرواحهما من روح واحدة6.
وعنه (عليه السلام): لكل شئ شئ يستريح إليه، وإن المؤمن يستريح إلى أخيه المؤمن
كما يستريح الطير إلى شكله7.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن المؤمن ليسكن إلى المؤمن كما يسكن قلب
الظمآن إلى الماء البارد8.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: يا كميل! المؤمنون إخوة، ولا شئ آثر عند كل أخ من
أخيه9.
وعن صلى الله عليه وآله: المؤمنون إخوة، تتكافى دماؤهم، وهم يد على من سواهم،
يسعى بذمتهم أدناهم10.
1- الحجرات: 10.
2- غرر الحكم: 5351.
3- المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 425.
4- الكافي: 2 / 165 / 1 وص 166 / 3.
5- الكافي: 2 / 165 / 1 وص 166 / 3.
6- الكافي: 2 / 166 / 4.
7- البحار: 74 / 234.
8- النوادر للراوندي: 8.
9- البحار: 77 / 269.
10- أمالي المفيد: 187 / 13.