بسم الله الرحمن الرحيم
انّ المقصود من السنّة ليس هو خصوص الحديث اللفظيّ، لأنّ كلّ ما ينتسب إلىٰ المعصوم
فهو حجّة، أعمّ من السكوت وعدم الردع (التقرير)، والفعل والقول، أي انّ القرآن لفظ
فقط ولكنّ سُنّة المعصومين شاملة لكلّ الأقسام الثلاثة، وإن كان اعتبار هذه الأقسام
الثلاثة ليس في مستوىٰ واحد، لأنّ بعضها كالسكوت والفعل ليس لهما ظهور إطلاقيّ أو
عموميّ، بل إنّ حجيّتهما تقتصر علىٰ القدر المتيقّن فقط، وبعضها الآخر مثل اللفظ
المنقول، الّذي هو حجّة بعد إحراز أصل الصدور وجهة الصدور1 والدلالة
الّتي يمكن الإعتماد عليها، لكنّ أكثر أخبار المعصومين(ع) هي منقولة بالمعنىٰ،
وليست منقولة باللفظ، وحيث انّه قد اُجيز هذا النحو من النقل بالمعنىٰ وإنّ مبادئه
حسّيّة أو قريبة من الحسّ، لذلك فإنّ الاُصول العقلائيّة كأصالة الإطلاق وأصالة
العموم وأصالة عدم القرينة وأصالة عدم السهو وعدم النسيان تكون جارية في مثل هذه
الروايات، كما انّ السيرة المستمرّة للعقلاء والعلماء قد جرت علىٰ تصديق اخبار
الموثّقين علىٰ الرغم من أنّ غالبها لاينقل باللفظ، خلافاً للقرآن الكريم حيث إنّه:
أوّلاً: جميع ألفاظه هي كلام الله بعينه.
وثانياً: ليس هناك أيّةَ حاجة فيه إلىٰ إجراء الاُصول العقلائيّة المذكورة
المنافية للعصمة.
وعلىٰ كلّ حال فإنّ سنّة المعصومين(ع) في أيّ قسم كانت يمكن ان تكون مفسّراً
للقرآن بعد ثبوت إعتبارها وحجيّتها.
* آية الله الشيخ جوادي آملي
1- المقصود من جهة الصدور هو الإحراز بأنّ الكلام لم يصدر تقيّة.