بسم الله الرحمن الرحيم
يُعدّ بحار الأنوار لشيخنا الأجلّ العلاّمة المجلسي قدس سره من أنفس وأوسع
الموسوعات الروائية لأصحابنا الكرام، لجامعيّته وسعته، وإنّه اسمٌ على مسمّىً، وإن
كان فيه الضعاف من الأحاديث، إلاّ أنّ كثرة الروايات في كلّ باب، يغنينا عن
المراجعة إلى المصنّفات الاُخرى، ولمثل هذا أكتفي بذكر الروايات المتعلّقة بالموضوع
من هذا السفر القيّم والكتاب العظيم.
1- في قوله تعالى: ﴿فَاسْألوا أهْلَ الذِّكْرِ﴾، قال علي عليه السلام: نحن أهل
الذكر.
2- في قوله تعالى: ﴿فَاسْألوا أهْلَ الذِّكْرِ﴾، قـال: آل محمّـد هم أهل الذكر.
3- في قوله تعالى: ﴿فَاسْألوا أهْلَ الذِّكْرِ﴾، أي أهل العلم بأخبار من مضى من
الاُمم، أو أهل الكتاب، أو أهل القرآن، لأنّ الذكر القرآن.
ويقرب منه ما رواه جابر ومحمّد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال: نحن أهل
الذكر، وقد سمّى الله رسوله ذكراً في قوله: ﴿ذِكْراً رَسول﴾ على أحد الوجهين.
4- في تفسير القمي، في قوله تعالى: ﴿قَدْ أنْزَلَ اللهُ إلَيْكُمْ ذِكْراً رَسول﴾،
قال: ﴿الذكر﴾ اسم رسول الله صلى الله عليه وآله، ونحن أهل الذكر.
5- عن الكلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال لي: كم لمحمد اسمٌ في القرآن؟
قال: قلت: إسمان أو ثلاث. فقال: يا كلبي، له عشرة أسماء:
﴿وَما مُحَمَّدٌ إلاّ رَسولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ﴾.
﴿وَمُبَشِّراً بِرَسول يَأتي مِنْ بَعْدي اسْمُهُ أحْمَدُ﴾.
﴿وَلَمَّـا قامَ عَبْدُ اللهِ كادوا يَكونونَ عَلَيْهِ لُبَد﴾.
﴿طه ما أنْزَلـْنا عَلَيْكَ القُرْآنَ لِتَشْقى﴾.
﴿يس وَالقُرْآنِ الحَكيمِ إنَّكَ لَمِنَ المُرْسَلينَ عَلى صِراط مُسْتَقيم﴾.
﴿نْ وَالقَلَمِ وَما يَسْطُرونَ ما أنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنون﴾.
﴿يا أ يُّها المُزَّمِّلُ﴾.
﴿يا أ يُّها المُدَّثِّرُ﴾.
﴿إنَّا أنْزَلـْنا إلَيْكُمْ ذِكْراً رَسول﴾، فالذكر اسم من أسماء محمد صلى الله
عليه وآله، ونحن أهل الذكر، فسل يا كلبي عمّـا بدا لك. قال: فاُنسبت والله القرآن
كلّه، فما حفظت منه حرفاً أسأله عنه.
6- عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزّ وجلّ: ﴿فَاسْألوا أهْلَ الذِّكْرِ إنْ
كُنْتُمْ لا تَعْلَمونَ﴾، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الذكر أنا، والأئمة
عليهم السلام أهل الذكر، وقوله عزّ وجلّ: ﴿وَإنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ
وَسَوْفَ تُسْألونَ﴾، قال أبو جعفر عليه السلام: نحن قومه ونحن المسؤولون.
7- عن شعيب قال: كنت عند الصادق عليه السلام إذ دخل عليه يونس فسأله ـ وذكر الحديث،
وهو مفصّل، فراجع ـ إلاّ أ نّه يقول في حديث شعيب عند قوله ليونس: إذا أردت العلم
الصحيح فعندنا، فنحن أهل الذكر الذي قال الله تعالى: ﴿فَاسْألوا أهْلَ الذِّكْرِ
إنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمونَ﴾.
8- عن جابر الجعفي في قوله تعالى: ﴿فَاسْألوا أهْلَ الذِّكْرِ﴾، قال: قال عليّ عليه
السلام: نحن أهل الذكر.
9- عن الإمام الرضا عليه السلام في حديث طويل في احتجاجه مع المأمون حول الآية
الشريفة: ﴿ثُمَّ أوْرَثْنا الكِتابَ الَّذينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِن﴾ أنّ
المراد هم العترة، فيستدلّ الإمام عليه السلام على ذلك بآيات من القرآن الكريم،
فقال: وأمّا التاسعة: فنحن أهل الذكر الذين قال الله عزّ وجلّ: ﴿فَاسْألوا أهْلَ
الذِّكْرِ إنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمونَ﴾، فنحن أهل الذكر، فاسألونا إن كنتم لا
تعلمون. فقالت العلماء ـ الذين كانوا مع المأمون ـ: إنّما عنى بذلك اليهود
والنصارى! فقال أبو الحسن عليه السلام: سبحان الله، وهل يجوز ذلك؟ إذاً يدعونا إلى
دينهم ويقولون: إنّه أفضل من دين الإسلام! فقال المأمون: فهل عندك في ذلك شرح بخلاف
ما قالوا يا أبا الحسن؟ فقال عليه السلام: نعم، الذكر رسول الله، ونحن أهله، وذلك
بيّنٌ في كتاب الله عزّ وجلّ حيث يقول في سورة الطلاق: ﴿فَاتَّقوا يا اُولي
الألـْبابِ الَّذينَ آمَنوا قَدْ أنْزَلَ اللهُ إلَيْكُمْ ذِكْراً رَسولا يَتْلو
عَلَيْكُمْ آياتِ اللهِ مُبَيِّنات﴾، فالذكر رسول الله صلى الله عليه وآله، ونحن
أهله، فهذه التاسعة
10- روى الشهرستاني في التفسير المسمّى بمفاتيح الأسرار عن جعفر بن محمد عليه
السلام أنّ رجلا سأله فقال: من عندنا يقولون: قوله تعالى: ﴿فَاسْألوا أهْلَ
الذِّكْرِ إنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمونَ﴾ أنّ الذكر هو التوراة، وأهل الذكر هم علماء
اليهود. فقال عليه السلام: والله إذاً يدعوننا إلى دينهم، بل نحن والله أهل الذكر
الذين أمر الله تعالى بردّ المسألة إلينا، قال: وكذا نقل عن عليّ عليه السلام أنّه
قال: نحن أهل الذكر.
11- في قوله تعالى: ﴿فَاسْألوا أهْلَ الذِّكْرِ﴾، قال الإمام الباقر عليه السلام
نحن أهل الذكر.
12- قال أبو جعفر الطوسي: سمّى الله رسوله ذكراً، قوله تعالى: ﴿قَدْ أنْزَلَ اللهُ
إلَيْكُمْ ذِكْراً رَسول﴾، فالذكر رسول الله، والأئمة أهله، وهو المروي عن الباقر
والصادق والرضا عليهم السلام
13- قال سليمان الصهرشتي: الذكر القرآن ﴿إنَّا نَحْنُ نَزَّلـْنا الذِّكْرَ﴾ وهم
حافظوه والعارفون بمعانيه، تفسير يوسف القطّان ووكيع بن الجرّاح واسماعيل السدّي
وسفيان الثوري إنّه قال الحارث: سألت أمير المؤمنين عليه السلام عن هذه الآية، قال:
والله إنّا لنحن أهل الذكر، نحن أهل العلم، نحن معدن التأويل والتنزيل.
14- عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: ﴿فَاسْألوا أهْلَ الذِّكْرِ إنْ
كُنْتُمْ لا تَعْلَمونَ﴾ من المعنون بذلك؟ قال: نحن. قلت: فأنتم المسؤولون؟ قال:
نعم. قلت: ونحن السائلون؟ قال: نعم. قلت: فعلينا أن نسألكم؟ قال: نعم. قلت: وعليكم
أن تجيبونا؟ قال: لا، ذاك إلينا، وإن شئنا فعلنا وإن شئنا تركنا، ثمّ قال: هذا
عطاؤنا فامنن او أمسك بغير حساب.
15- عن البزنطي، فيما كتب إليه الرضا عليه السلام، قال الله تبارك وتعالى:
﴿فَاسْألوا أهْلَ الذِّكْرِ إن كُنْتُم لا تَعْلَمون﴾، وقال: ﴿وَما كانَ
المُؤْمِنونَ لِيَنْفِروا كافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَة مِنْهُمْ
طائِفَةٌ لَيَتَفَقَّهوا في الدِّينِ وَلِيُنْذِروا قَوْمَهُمْ إذا رَجَعوا
إلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرونَ﴾، فقد فرضت عليكم المسألة، والردّ علينا، ولم
يفرض علينا الجواب.
16- عن الفضيل، عن أبي عبد الله عليه السلام، في قول الله تعالى: ﴿وَإنَّهُ
لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْألونَ﴾، قال: الذكر القرآن، ونحن قومه،
ونحن المسؤولون. ومثله عن أبي جعفر عليه السلام، وعن زرارة مثله.
17- عن عمر بن يزيد، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: ﴿وَإنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ
وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْألونَ﴾، قال: رسول الله صلى الله عليه وآله، وأهل بيته
الذكر، وهم المسؤولون.
قال العلاّمة في بيان ذلك: فسّر المفسّرون الذكر بالشرف، والسؤال بأ نّهم يسألون
يوم القيامة عن أداء شكر القرآن والقيام بحقّه، وعلى هذه الأخير المعنى أنّكم
تسألون عن علوم القرآن وأحكامه في الدنيا.
18- عن أبي بصير في قول الله تعالى: ﴿وَإنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ
تُسْألونَ﴾، قال: رسول الله صلى الله عليه وآله، وأهل بيته هم المسؤولون، وهم أهل
الذكر.
19- عن صفوان عن الرضا عليه السلام، في قول الله: ﴿وَإنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ
وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْألونَ﴾، قال: نحن هم.
20- بالإسناد عن الرضا عليه السلام، قال: قال الله: ﴿فَاسْألوا أهْلَ الذِّكْرِ﴾
وهم الأئمة، ﴿إن كُنْتُم لا تَعْلَمون﴾ فعليهم أن يسألوهم وليس عليهم أن يجيبوهم،
إن شاؤوا أجابوا وإن شاؤوا لم يجيبوا.
21- عن أبي بكر الحضرمي، قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام ودخل عليه الورد أخو
الكميت، فقال: جعلني الله فداك، اخترت لك سبعين مسألة وما يحضرني مسألة واحدة منها،
قال: ولا واحدة يا ورد؟ قال: بلى قد حضرني واحدة. قال: وما هي؟ قال: قول الله تبارك
وتعالى: ﴿فَاسْألوا أهْلَ الذِّكْرِ إن كُنْتُم لا تَعْلَمون﴾، قال: يا ورد، أمركم
الله تبارك وتعالى أن تسألونا، ولنا إن شئنا أجبناكم، وإن شئنا لم نجبكم.
22- عن الوشّاء، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: سمعته يقول: قال علي بن
الحسين عليه السلام: على الائمة من الفرض ما ليس على شيعتهم، وعلى شيعتنا ما ليس
علينا، أمرهم الله أن يسألونا، فقال: ﴿فَاسْألوا أهْلَ الذِّكْرِ إن كُنْتُم لا
تَعْلَمون﴾، فأمرهم أن يسألونا وليس علينا الجواب، إن شئنا أجبنا، وإن شئنا أمسكنا.
23- عن هشام بن سالم، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تعالى:
﴿فَاسْألوا أهْلَ الذِّكْرِ إن كُنْتُم لا تَعْلَمون﴾ من هم؟ قال: نحن. قال: قلت:
علينا أن نسألكم؟ قال: نعم، قلت: عليكم أن تجيبونا؟ قال: ذلك إلينا. ومثله عن ابن
أبي عمير.
24- عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام، في قول الله تعالى: ﴿فَاسْألوا أهْلَ
الذِّكْرِ إن كُنْتُم لا تَعْلَمون﴾ من هم؟ قال: نحن. قلت: فمن المأمورون بالمسألة؟
قال: أنتم. قال: قلت: فإنّا نسألك كما اُمرنا، وقد ظننت أ نّه لا يمنع عنّي إذا
أتيته من هذا الوجه. قال: فقال: إنّما اُمرتم أن تسألونا، وليس لكم علينا الجواب،
إنّما ذلك إلينا.
25- عن معلّى بن خنيس، عن أبي عبد الله عليه السلام، في قول الله عزّ وجلّ:
﴿فَاسْألوا أهْلَ الذِّكْرِ إن كُنْتُم لا تَعْلَمون﴾، قال: هم آل محمّد، فعلى
الناس أن يسألوهم، وليس عليهم أن يجيبوا، ذلك إليهم، إن شاؤوا أجابوا، وإن شاؤوا لم
يجيبوا.
26- عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قلت له: إنّ مَن عندنا يزعمون
أنّ قول الله ﴿فَاسْألوا أهْلَ الذِّكْرِ إن كُنْتُم لا تَعْلَمون﴾ أنّهم اليهود
والنصارى. قال: إذاً يدعونهم إلى دينهم، ثمّ أشار بيده إلى صدره فقال: نحن أهل
الذكر ونحن المسؤولون.
27- عن عمّـار الساباطي، عن أبي عبد الله عليه السلام، أنّه سئل عن قول الله عزّ
وجلّ: ﴿فَاسْألوا أهْلَ الذِّكْرِ إن كُنْتُم لا تَعْلَمون﴾، قال: هم آل محمّد،
وأنا منهم.
28- عن عبد الحميد، عن أبي عبد الله عليه السلام، في قول الله تعالى: ﴿فَاسْألوا
أهْلَ الذِّكْرِ إن كُنْتُم لا تَعْلَمون﴾، قال: كتاب الله الذكر، وأهله آل محمد
الذين أمر الله بسؤالهم، ولم يؤموا بسؤال الجهّال، وسمّى الله القرآن ذكراً فقال:
﴿وَأنْزَلـْنا إلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلـْنَّاسِ ما نَزَلَ إلَيْهِمْ
وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرونَ﴾.
29- عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام، في قول الله: ﴿فَاسْألوا أهْلَ
الذِّكْرِ إن كُنْتُم لا تَعْلَمون﴾، قال: الذكر القرآن، وآل رسول الله أهل الذكر،
وهم المسؤولون.
30- عن عبد الله بن عجلان، في قوله: ﴿فَاسْألوا أهْلَ الذِّكْرِ إن كُنْتُم لا
تَعْلَمون﴾، قال: رسول الله صلى الله عليه وآله، وأهل بيته من الأئمة هم أهل الذكر.
31- عن حمّـاد بن بريد، عن أبي جعفر عليه السلام، في قوله: ﴿فَاسْألوا أهْلَ
الذِّكْرِ﴾، قال: الذكر القرآن، ونحن أهله.
32- عن عبد الله بن جعفر، بسنده، وعن عبد الله بن عطا، عن أبي عبد الله عليه
السلام، قال: نحن اُولو الذكر، واُولو العلم، وعندنا الحلال والحرام.
33- عن حمزة بن محمد الطيّار، قال: عرضت على أبي عبد الله عليه السلام بعض خطب أبيه
حتّى انتهى إلى موضع، فقال: كفّ فاسكت، ثمّ قال لي: اكتب، وأملى عليَّ: إنّه لا
يسعكم فيما نزل بكم ممّـا لا تعلمون إلاّ الكفّ عنه والتشبّث فيه، وردّه إلى أئمّة
الهدى حتّى يحملوكم فيه على القصد، ويحلّوا عنكم فيه العمى، قال الله: ﴿فَاسْألوا
أهْلَ الذِّكْرِ إن كُنْتُم لا تَعْلَمون﴾.
34- عن أحمد بن محمد، قال: كتب إليَّ أبو الحسن الرضا عليه السلام: عافانا الله
وإيّاك أحسن عافيته، إنّما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا، وإذا خفنا خاف، وإذا
أمنّا أمن، قال الله: ﴿فَاسْألوا أهْلَ الذِّكْرِ إن كُنْتُم لا تَعْلَمون﴾، وقال:
﴿فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَة مِنْهُمْ طائِفَةٌ لَيَتَفَقَّهوا في الدِّينِ
وَلِيُنْذِروا قَوْمَهُمْ﴾ الآية. فقد فرضت عليكم المسألة، والردّ إلينا، ولم يفرض
علينا الجواب أو لم تنهوا عن كثرة المسائل فأبيتهم أن تنتهوا؟ إيّاكم وذاك، فإنّه
إنّما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم لأنبيائهم، قال الله: ﴿يا أ يُّها الَّذينَ
آمَنوا لا تَسْألوا عَنْ أشْياءَ إنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسؤكُمْ﴾.
35- عن أبان بن تغلب، عن جعفر بن محمد عليهما السلام، في قوله تعالى: ﴿فَاسْألوا
أهْلَ الذِّكْرِ﴾، قال: نحن.
36- في تفسير الثعلبي، قال عليّ عليه السلام في قوله: ﴿فَاسْألوا أهْلَ الذِّكْرِ﴾:
نحن أهل الذكر.
37- عن أبانة أبي العباس الفلكي، قال علي عليه السلام: ألا إنّ الذكر رسول الله صلى
الله عليه وآله، ونحن أهله، ونحن الراسخون في العلم، ونحن منار الهدى وأعلام التقى،
ولنا ضربت الأمثال.
38- ﴿الَّذينَ آمَنوا وَتَطْمَئِنُّ قُلوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ﴾، قال: ﴿الَّذينَ
آمَنو﴾ الشيعة، و﴿ذِكْرِ اللهِ﴾ أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام، ثمّ قال: ألا
بذكر الله تطمئنّ القلوب.
39- قال العلاّمة قدس سره في كتاب كشف الحقّ، روى الحافظ محمد بن موسى الشيرازي من
علماء الجمهور، واستخرجه من التفاسير الاثنى عشر عن ابن عباس في قوله تعالى:
﴿فَاسْألوا أهْلَ الذِّكْرِ﴾، قال: هو محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم
السلام، وهم أهل الذكر والعلم والعقل والبيان، وهم أهل بيت النبوّة ومعدن الرسالة
ومختلف الملائكة، والله ما سمّي المؤمن مؤمناً إلاّ كرامةً لأمير المؤمنين عليه
السلام. ورواه سفيان الثوري عن السدّي عن الحارث، انتهى.
40- عن ابن نباتة، عن أمير المؤمنين عليه السلام، في قوله عزّ وجلّ: ﴿فَاسْألوا
أهْلَ الذِّكْرِ﴾، قال: نحن أهل الذكر.
41- عن سليم بن قيس، عن علي عليه السلام، قال: قوله عزّ وجلّ: ﴿وَإنَّهُ لَذِكْرٌ
لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْألونَ﴾، فنحن قومه ونحن المسؤولون.
42- عن محمد الحلبي، قال: قوله عزّ وجلّ: ﴿وَإنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ
وَسَوْفَ تُسْألونَ﴾، فرسول الله وأهل بيته صلوات الله عليهم أهل الذكر، وهم
المسؤولون، أمر الله الناس أن يسالوهم فهم ولاة الناس وأولاهم بهم، فليس يحلّ لأحد
من الناس أن يأخذ هذا الحقّ الذي افترضه الله لهم.
43- عن صفوان، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قلت له: قوله عزّ وجلّ: ﴿وَإنَّهُ
لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْألونَ﴾ من هم؟ قال: نحن هم.
44- عن عبد الله، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عزّ وجلّ: ﴿وَإنَّهُ
لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْألونَ﴾، قال: قوله ﴿وَلِقَوْمِكَ﴾ يعني
عليّاً أمير المؤمنين عليه السلام، وسوف تسألونَ عن ولايته.
45- عن خالد بن نجيح، عن جعفر بن محمد عليه السلام، في قوله تعالى: ﴿ألا بِذِكْرِ
اللهِ تَطْـمَئِنُّ القُـلوبُ﴾، قـال: بمحمّـد صلى الله عليه وآله تطمئنّ القلـوب،
وهو ذكر الله وحجابه.
46- عن الحسين بن سعيد، بإسناده، عن أبي جعفر عليه السلام، في قوله تعالى:
﴿فَاسْألوا أهْلَ الذِّكْرِ إن كُنْتُم لا تَعْلَمون﴾، قال: نحن أهل الذكر.
47- وفي تعقيبات الصلوات، جاء في الدعاء: "... اللّهم صلِّ على محمّد وآله،
وتقبّلها منّي بأحسن قبولك، ولا تؤاخذني بنقصانها وما سها عنه قلبي منها، فتمّمه لي
برحمتك يا أرحم الراحمين، اللّهم صلّ على محمد وآل محمد، اُولي الأمر الذين أمرت
بطاعتهم، واُولي الأرحام الذين أمرت بصلتهم، وذوي القربى الذين أمرت بمودّتهم، وأهل
الذكر الذين أمرت بمسألتهم، والموالي الذين أمرت بموالاتهم ومعرفة حقّهم، وأهل
البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً"
48- عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام، أ نّه قال أمير المؤمنين عليه السلام في
خطبة له: ولئن تقمّصها ـ أي الخلافة ـ دوني الأشقيان، ونازعاني فيما ليس لهما بحقّ،
وركباها ضلالة، واعتقداها جهالة، فلبئس ما عليه وردا، ولبئس ما لأنفسهما مهّدا،
يتلاعنان في دورهما، ويتبرّأ كلّ من صاحبه، يقول لقرينه إذا التقيا: ﴿يا ليت بيني
وبينك بُعد المشرقين فبئس القرين﴾، فيجيبه الأشقى على رثوثه: يا ليتني لم أتّخذك
خليلا، لقد أضللتني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا، فأنا الذكر
الذي عنه ضلّ، والسبيل الذي عنه مال، والإيمان الذي به كفر، والقرآن الذي إيّاه
هجر، والدين الذي عنه مال، والإيمان الذي به كفر، والقرآن الذي إيّاه هجر، والدين
الذي به كرب، والصراط الذي عنه نكب... إلى تمام الخطبة المنقولة في روضة الكافي.
49- في قوله تعالى: ﴿ذِكْراً رَسول﴾، عن الرضا عليه السلام: أنّ الذكر هنا هو
الرسول، ونحن أهل الذكر.
50- عن هارون بن حمزة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: ﴿بَلْ هُوَ
آياتٌ بَيِّناتٌ في صُدورِ الَّذينَ اُوتو العِلـْمَ﴾، قال: هي الأئمة خاصّة.
نستنتج من الروايات التي مرّت وإنّها متواترة معنىً وبالإجمال، أنّ الذكر
هو القرآن الكريم والرسول الأكرم صلى الله عليه وآله، وأهل الذكر هم أهل العلم
والقرآن آل النبيّ الأطهار الأئمة الأبرار عليهم السلام فكلّهم نور واحد، ومن أصل
واحد، في بيوتهم نزل الكتاب، وبهم يعرف الصواب، فنرجع إليهم في كلّ شيء في حضورهم،
وفي عصر غيبتهم نرجع إلى من أرشدونا وأمرونا أن نرجع إليهم، وهم الفقهاء العظام
والعلماء الكرام.
وهذا هو الحقّ، وهل بعد الحقّ إلاّ الضلال؟
* السيد عادل العلوي - بتصرف