الحياة ليست للهو:
قال تعالى: ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ﴾.
وقال أيضا: ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾.
إن الآيتين السالفتين تبينان حقيقة تعامل الإنسان مع نعمة الحياة الدنيا حيث يصاب الإنسان بالغفلة عن حقيقتها وعن غاياتها وأهدافها فيستغرق بما ينافي الحكمة ليضيع بالتالي الفرص ويهدر الطاقات.
والآية الثانية وهي من سورة الجمعة تصف حالا على مستوى عال من القبح بل السفه حيث يصل الأمر بالبعض أن يفضل الكسب بالتجارة أو لحظة اللهو التي تعرض على صلاة هي بإمامة خاتم الأنبياء والرسل.
وقد حذر أمير المؤمنين علي عليه السلام من إضاعة العمر في اللهو بقوله: "أيها الناس اتقوا الله فما خلق امرؤ عبثا فيلهو ولا ترك سدى فيلغو".
ولذا فمقتضى الحكمة عنده عليه السلام هي: " اهجر اللهو فانك لم تخلق عبثا ولن تترك سدى فتلهو".
آثار اللهو:
تعال معي لنرصد ما ورد في تراث أئمة الهدى من آثار اللهو.
الحمق فعن علي عليه السلام : " اللهو قوت الحماقة كأنه ينمي الحماقة".
الجهل فعنه عليه السلام : " اللهو ثمار الجهل" وهو محصل الجهل ونتيجته ولذا كان بنظره المقدس " أفضل العقل مجانبة اللهو" ، وكان الأثر" من كثر لهوه قل عقله".
الاغترار فعن الإمام علي عليه السلام : " لا تغرنّك العاجلة بزور الملاهي فان اللهو ينقطع ويلزمك ما اكتسبته من المآثم".
ضياع العمر فعنه عليه السلام : " شر ما ضيع العمر اللعب".
سلب الإرادة فعنه عليه السلام : " اللهو يفسد عزائم الجسد".
غضب الرحمان فعنه عليه السلام : " اللهو يسخط الرحمان ويرضي الشيطان وينسي القرآن".
مفسدة للإيمان فعنه عليه السلام : " مجالس اللهو تفسد الإيمان".
قساوة القلب فعن الإمام الصادق عليه السلام: " فان الملاهي تورث قساوة القلب وتورث النفاق".
الفشل وعدم النجاح فعنه عليه السلام : " ابعد الناس عن النجاح المستهتر باللهو" و أيضا" " لا يفلح من وله باللعب واستهتر باللهو والطرب".
المؤمن لا يلهو:
إن صفة الإيمان تعني أن الإنسان قد فهم ودرس نفسه والكون والحياة وبالتالي فأولى الصفات اللازمة له أن يكون متحليا بالجد والعزم لا أن يكون مشتغلا باللهو والزخرف فعن الإمام علي عليه السلام : "المؤمن يعاف اللهو ويألف الجد".
ومن كان كذلك لا يترك وقتا للفراغ لا يملؤه بما يفيد ففي وصفه عليه السلام للمؤمن بقوله عليه السلام : "مشغول وقته" ولذا ترى الأنبياء والأئمة جديين حتى في طفولتهم ويكفي دلالة على ذلك القصة التي رويت عن يحي بن زكريا عليه السلام وكذلك روي مثلها عن الإمام الرضا: "ان الصبيان قالوا ليحي اذهب بنا لنلعب ؟ فقال لهم : ما للعب خلقنا، فانزل الله فيه: ﴿وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا﴾
اللاهي لا أمل له:
إن الإنسان إذا لم يعرف قيمة عمره وبذّّره سفهاً فيما لا ينفع ولا يبقى فانه سيخرج من هذه الدنيا مفلساً يصفق كفاً بكف على ما فرط فإذا انكشفت له بالموت الحقائق التي غفل عنها سيأكله إضافة الم نزع الروح الأسف على ما فرط ويعقبه يأس من الآخرة فعن الإمام علي عليه السلام : " لا تفني عمرك في الملاهي فتخرج من الدنيا بلا أمل ".