الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

التصنيفات
السهرة الحادية عشر : عدم التشدد
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

عن علي عليه السلام : لا يكونن أهلك أشقى الناس بك .

عدم التشدد في المباحات

علينا أن لا نتشدد في المباحات، فإننا إذا لم نكن متشددين في الأعمال والأقوال المباحة، نستطيع التقليل من الأعمال التي تحسب على المكروهات.

أحياناً، لا نتصعب أيضاً في المكروهات، لنتمكن من الحد من عمل المحرمات، وإذا ما حصل الإنسان على إجازة في بعض الأمور من الشارع المقدس، وقبلها العقل، ولم تكن هذه الأمور منافية للعرف الذي يلتزمه المسلمون، ويأتي من يمنع هذا الشخص من إنجاز هذا العمل بحجة أن آباءه لم يكونوا يعملون ذلك، فستظهر آثار سلبية تجر إلى تظاهر الزوجة والأبناء بالمكروهات.

وإذا حاولنا في بعض الموارد الاستثنائية والضرورية أن نمنع أزواجنا وأبناءنا من عمل المكروهات لا نحصل على نتيجة جيدة، وقد يأتينا الجواب سلباً لا إيجاباً.

نتيجة التشدد في المكروهات

علينا أن لا ننسى في محضر إسداء النصح لأسرنا وبيان المفاسد والمصالح الإنسانية لهم، إصرارنا وتأكيدنا لترك المكروهات والعمل فقط بالمباحات. ولكن في مقام العمل لا ينبغي أن يكون كذلك لما له من آثار سلبية على الأسرة.

فعلينا ألا نعامل الزوجة بفظاظة عندما تعمل عملاً مكروهاً، لأنه من الممكن أن تبعثها شدتنا على العناد، فلا نحصل عندئذ على أية نتيجة إيجابية.

إن بعض ميول الزوجة وطلباتها التي يمكن إشباعها داخل المنزل، تقف حائلاً دون وقوع سلسلة من المفاسد الاجتماعية خارج المنزل، لذا أوصي بأن لا تكونوا جافين مع أبنائكم وزوجاتكم، وأن تترفعوا عن ممارسة التصعب والتشدد والتحجج، وكونوا متقين في ذلك.

التشدد في الواجبات

غالباً ما يكون التشدد غير مطابق لما يريد الشرع المقدس والعقل والعرف، فعلينا أن نتشدد في المواضع التي يتشدد بها الله سبحانه وتعالى؛ في الواجبات "مثلاً"، ولا نعني التشدد في الأمور الواجبة هنا الخشونة والحدة، بل نعني الجدية والإحكام في الأمور الواجبة، وكذا في المحرمات.

وبناءً على هذا، فالجد والإحكام يكون لازماً في حالات التحجب خارج المنزل، وخصوصاً أسر الحرس الثوري باعتبارهم مثالاً وقدوة.

نظر الشرع المقدس بالتشدد في المباحات

التشدد في المباحات وفي المكروهات أحياناً عمل غير صحيح؛ فعلى سبيل المثال إجبار الزوجة على البقاء في المنزل وعدم السماح لها بالذهاب إلى دار أبيها وأمها ومعارفها، لذا، عليكم أعزائي أن لا تكونوا متصلبين في الأمر المباح، ولا تخطوا خطوة غير شرعية.

عليكم أن تضعوا في أذهانكم أنكم لن تتمكنوا من النصح والوعظ بالتشدد والحدة ولن تستطيعوا بذلك أن تحكموا سيطرتكم على المرأة.

التشدد نوع من أنواع "التفريط" في الأعمال، و"الإفراط" و"التفريط" يبعثنان على ضرر الفرد والجماعة.

وأما الذي يرتضيه الإسلام فهو الاعتدال في الأمور.

فالتشدد في المباحات ليس من الشرع المقدس بشيء، ولا ينبغي لنا بدون حجة أن نتشدد مع الزوجة والأولاد في هذه الأمور.

عدم التشدد في الأمور المادية

المصداق الثالث الذي يرتبط بالتشدد في المحيط الأسري مرتبط بالأمور الاقتصادية، فإذا سعى الرجل أن يرفه عن أسرته مادياً يحظى حتماً بالأجر والثواب.
وهناك روايات كثيرة تؤكد هذا المعنى منها: "الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله".

وكذلك نقرأ في الروايات ما مضمونه، إذا ما ذهب الرجل إلى السوق واشترى شيئاً لزوجته وأولاده لإدخال السرور على قلوبهم، سره الله سبحانه وتعالى ورضي عنه.

وأسوأ الناس رجل مقتدر قتر على زوجته وأبنائه، لذا جاء في الروايات عن النبي ما مضمونه: إن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم صلى على جنازة رجل صرف أمواله كلها في سبيل الله، ولكن حين أخبر بأن هذا المسجى بين يديه أعطى كل أمواله في سبيل الله في الوقت الذي جوع فيه زوجته وأطفاله، فحزن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حزناً شديداً وقال: لو علمت ذلك، ما أقمت الصلاة عليه.

أهمية رفاه الأسرة

ترفيه الأسرة خير من أداء "الصدقة" و"النفقة"؛ وكما قيل: المصباح الذي يضيء المنزل يحرم إهداؤه إلى المسجد.

هذا الكلام جاء في موضعه، وأساسه تعاليم الإسلام؛ ولا يخفى القول أن بعض المصاريف ليست في موقعها وأحياناً غير لازمة. وعلى سبيل المثال: يصرف رجل مقداراً كبيراً من النقود على وليمة بشكل يجوع معها زوجته وأبناءه لياليَ طوالاً.

وحيناً آخر يسرف في الإنفاق خارج محيط الأسرة، ولكنه يبخل على أسرته.

وهذه الممارسة غير محمودة، وإذا لم تكن حراماً، فإنها على طرف حد الحرمة.

كذلك، يهتم بعض الرجال بغذائه ولباسه بشكل كبير ولكنه يقتر على أسرته ويحاسبهم على الصغيرة والكبيرة من الأمور المادية. مبتعدين بذلك عن صفات الشهامة والرجولة.
حاولوا دائماً أن تقدموا أسركم على أنفسكم، اسعوا في ترفيههم، ولا تضيقوا عليهم أبداً في المادة، وادخلوا السرور والفرح عليهم.

ويجب أن يراعى هذا في الغذاء أيضاً فلا تتناولوا الغذاء خارج البيت وحدكم قدر المستطاع وحبذا اصطحاب أسركم إذا رغبتم في ذلك.

مما تقدم نحصل على حالتين تساهم في غل اليد وضيقها عن خدمة الأسرة.

وهاتان الحالتان مرفوضتان شرعاً وعقلاً
1 ـ التشدد والتصعب في المباحات.
2 ـ ممارسة البخل.

العفو والصفح

لقد أمرنا الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز بالعفو والصفح.
﴿... وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيم1.

"العفو" حالة تتجلى عند الإنسان مع رؤية عيوب الآخرين، والخروج على هذه الرؤية والمتابعة للعيوب؛ ولكن إذا ما كان الفرد يتمتع بصفة "الصفح" معنى ذلك أنه يمتلك "رحابة صدر" معها يتغاضى عن أخطاء ونقائض وسيئات الآخرين.

حسن الخلق

ليس من حق الرجل أن يعامل زوجته بشدة وحدة في حالة بروز الخلافات والمشاكل حتى ولو لم يكن له يد في بروز هذه المشكلات، إذ ليس من حق الزوج أو الزوجة على السواء الاخلال بقانون الأسرة وتفتيت نظام أول مدرسة لتعليم وتربية الأولاد.

ونقرأ في تاريخ الإسلام كيف أن الرسول محمداً صلى الله عليه وآله وسلم شارك في دفن أحد أصحابه وكيفية مواراته بالتراب بيديه الطاهرتين في حين وقفت أم المتوفي على الجسد فتخاطبه قائلة: لن أبكي لأجلك، ولماذا البكاء عليك؟ وبيد رسول الله أنزلت إلى القبر؛ فأي سعادة هي التي حباك الله بها حين جعل رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ينزلك إلى مثواك.

وحين انصرفت أمه، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووجهه صوب أصحابه؛ لقد اعتصر القبر فلاناً حتى هشم أضلاعه.
فقال أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وكيف ذاك يا رسول الله؟ أو لم يكن من الصالحين؟
فأجابهم صلى الله عليه وآله وسلم: نعم، هو كذلك، ولكنه كان يسيء الخلق مع أهله.

وإذا ما كان الإنسان مسلطاً على عقله، غير سريع الغضب ممتازاً برحابة الصدر، فلن يكون هناك خلافات أسرية غير قابلة للحل، علاوة على الراحة التي سيحظى بها في أول ليلةٍ في القبر، إضافة إلى تجاوز الله تبارك وتعالى عن خطيئته يوم يقوم الاشهاد.

حسن الظن

تحظى مسألة حسن الظن بأولوية التفكير الجاد في المجتمع والأسرة إذ يجب التفكير والحكم على المسائل والقضايا بعقل يخالطه حسن الظن، لأن العيش في الخيال وإساءة الظن بالآخرين يسبب عقداً كثيرة تجر إلى الانطواء والأمراض العصبية والاغتياب، وإشاعة قضايا ما أنزل الله بها من سلطان.

وفي يوم القيامة يحشر الذين يسيئون الظن بالآخرين على هيئة الذباب، لأنهم كانوا في الدنيا يلوثون المجتمع ويعيبون على الناس وينتقصون منهم حالهم حال الذباب الذي يلوث الغذاء والهواء.

فالإنسان جدير أن يرى كمالات وألطاف الآخرين ويتجاوز عن نقاط الضعف والأخطاء التي يمكن أن يمارسوها.

وفي قصة عن نبي الله عيسى عليه السلام أنه كان ماراً على قريةٍ برفقة أصحابه، وفي الطريق شاهدوا معزاةً ميتة تثير على الانتقاد، وقتها بدأ أصحاب النبي عليه السلام بالتعرض للمعايب التي كانت فيها أما عيسى عليه السلام فقد قال: "اعجب لأسنان هذه الميتة كم هي بيضاء ناصعة".

وفعلى نبي الله عيسى عليه السلام هذا يعلمنا كيف نسدل الستار على عيوب الآخرين ويدلنا على أنه حتى الميتة فيها نقاط مدح إيجابية.


1-  سورة النور، الآية: 21

16-04-2010 | 08-27 د | 1881 قراءة

الإسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
لوحة المفاتيح العربية
رمز التأكيد


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net