باسمه تعالى
قال الإمام الصادق عليه السلام لإسحاق: (خف الله كأنك تراه فإن كنت لا تراه فإنه يراك، فإن كنت ترى أنه لا يراك فقد كفرت، وإن كنت تعلم أنه يراك ثم استترت عن المخلوقين بالمعاصي وبرزت له بها فقد جعلته في حد أهون الناظرين إليك).1
1- الخوف شيمة المؤمنين:
الخوف من الله تعالى نوع من الخضوع والخشية والتألّم أمام عظمة الله تعالى، وهو من خصائص المؤمنين وسمات المتقين، قال الإمام علي عليه السلام: (الخشية من عذاب الله شيمة المتقين)2، وقال عليه السلام: (إن الله إذا جمع الناس نادى فيهم منادٍ أيها الناس إن أقربكم اليوم من الله أشدكم منه خوفاً)3.
2- تربية النفس على الخوف:
يجب أن يربي المؤمن نفسه على الخوف من الله تعالى ليكون باعثاً له على الطاعة ومنفّراً له من الذنب والمعصية، قال الإمام علي عليه السلام: (أوصيك بخشية الله في سرّ أمرك وعلانيتك)4. وقال الإمام الصادق عليه السلام: (ينبغي للمؤمن أن يخاف الله خوفاً كأنه يشرف على النار...)5.
وينبغي أن يتّسم بالقصد والاعتدال فلا إفراط ولا تفريط في الخوف، لأن الإفراط يؤذي النفس ويجعلها في حالة اليأس من الرجاء والأمل، والتفريط باعث على الإهمال والتقصير والتمرّد على طاعة الله تعالى، قال الإمام علي عليه السلام: (خير الأعمال اعتدال الرجاء والخوف)6.
3- الخوف بقدر معرفة الله تعالى:
فكلما ازداد علم المرء بأسرار الحياة ونواميس الكون وعظمة الخالق، كلما زاد خشوعه نتيجة معرفته هذه، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (من كان بالله أعرف كان من الله أخوف)7. ومثله ما عن الإمام علي عليه السلام: (أعلم الناس بالله سبحانه أخوفهم منه)8.
4- المؤمن بين مخافتين:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (ألا إن المؤمن يعمل بين مخافتين: بين أجل قد مضى لا يدري ما الله قاضٍ فيه، فليأخذ العبد المؤمن من نفسه لنفسه ومن دنياه لآخرته، وفي الشيبة قبل الكبر، وفي الحياة قبل الممات فوالذي نفس محمد بيده، ما بعد الدنيا من مستعتب، وما بعدها من دار إلا الجنة أو النار)9. وقال الإمام الصادق عليه السلام: (المؤمن بين مخافتين: ذنب قد مضى لا يدري ما صنع الله فيه، وعمر قد بقي لا يدري ما يكتسب من المهالك، فهو لا يصبح إلا خائفاً ولا يصلحه إلا الخوف)10.
1- بحار الأنوار، ج 70.
2- غرر الحكم 1757.
3- بحار الأنوار ج 78.
4- بحار الأنوار، ج 42.
5- نور الثقلين، 4 - 54.
6- غرر الحكم، 5055.
7- بحار الانوار، ج 70.
8- غرر الحكم، 3121.
9- الكافي، ج 2، 70.
10- الكافي، ج 2، 70.