الخطاب الثقافي التبليغي رقم (٣): حلالا طيبا
قال تعالى: ﴿وَكُلُوا مِمّٰا رَزَقَكُمُ اَللّٰهُ حَلاٰلاً طَيِّب﴾
لقد جعل الله عز وجل ما في هذه الارض لعباده وكرّمهم بأن احل لهم ما فيها، وحثهم على الاستفادة من نعمه التي أنزلها عليهم، ولكن قرن ذلك بالنهي عما حرمه، وليس ذلك الا لما فيه من ضرر يلحق بهذا الانسان، وقد وصف ما يقوم به بعض الناس من ترك السبل الحلال والذهاب الى المحرمات بانه من خطوات الشيطان، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾
.لقد ورد لسان التحذير من اعتماد الاساليب المنهي عنها كالغش والغبن واستغلال حاجات الناس لا سيما خلال الازمات التي تعصف بهم فيعمد الى الاحتكار وزيادة الاسعار بما فيه زيادة الحق واستغلال اضطرار الناس ليأخذ مهم أكثر مما يستحق، فعاقبة هذا الفعل في ما ورد في الرواية عن الإمام الباقر (عليه السلام): ليس من نفس إلا وقد فرض الله لها رزقها حلالا يأتيها في عافية وعرض لها بالحرام من وجه آخر، فإن هي تناولت من الحرام شيئا قاصها به من الحلال الذي فرض الله لها وعند الله سواهما فضل كبير).
ولذلك على الانسان ان يعيش حالة الخوف دائما من الله عز وجل ويترك اي امر حرمه الله ومنع منه والله عز وجل يكفل له تعويض ذلك، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "لا يقدر رجل على حرام، ثم يدعه، ليس به إلا مخافة الله، إلا أبدله الله في عاجل الدنيا قبل الآخرة ما هو خير له من ذلك".
ولما كان شكر النعمة لازما للعبد لقوله تعالى: ﴿فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾، فإن من وجوه الشكر ان يعطي غيره مما انعم الله به عليه ولو كان ذلك بثمنه دون ان يزيد عليه مستغلا حاجة الخلق اليه.