الخطاب الثقافي التبليغي رقم (4): الرضا بما قسم الله
عن الإمام زين العابدين (ع): (اَلصَّبْرُ وَاَلرِّضَا عَنِ اَللَّهِ رَأْسُ طَاعَةِ اَللَّهِ وَمَنْ صَبَرَ وَرَضِيَ عَنِ اَللَّهِ فِيمَا قَضَى عَلَيْهِ فِيمَا أَحَبَّ أَوْ كَرِهَ لَمْ يَقْضِ اَللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ فِيمَا أَحَبَّ أَوْ كَرِهَ إِلاَّ مَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ).
للانسان رغبات في هذه الدنيا وآمال وأماني، وهو يخطط بما لديه من امكانات للوصول اليها ويسعى جادا لامتلاكها، ويكره جدا ان تنزل به الملمات والمصائب وغيرها مما لا يوافق ما يريد، وهذا حال الانسان في الدنيا لا يمكن له الخروج عن احدى الحالتين في مدة العمر الذي كتبه الله له في هذه الدنيا.
ولكن المؤمن هو من لا تختلف علاقته بالله عز وجل في كلتا الحالتين، بل يعيش حالة الرضا بما قدر الله له، وكلما زاد الانسان معرفة بالله عز وجل ازداد رضا بما اعطاه الله او حرمه فعن الامام الصادق (ع): (إن أعلم الناس بالله أرضاهم بقضاء الله عزوجل).
وهؤلاء الذين يعيشون حالة الرضا هم في درجة الصديقين فعن الامام الصادق (ع): (قال الله عز وجل: عبدي المؤمن لا أصرفه في شئ إلا جعلته خيرا له، فليرض بقضائي وليصبر على بلائي وليشكر نعمائي أكتبه يا محمد من الصديقين عندي).
واذا اردنا ان نعرف سرّ المكانة التي كانت للائمة (عليهم السلام) واختيار لهم واصطفائهم من بين العباد فهو لما كانوا عليه من الرضا رغم كلّ ما أصابهم من أذى وبلاء، ففي الرواية عن رسول الله (ص): (إذا أحبّ الله عبداً ابتلاه، فإن صبر اجتباه، وإن رضي اصطفاه).
وعلامة الرضا ترك الاعتراض والسخط باطنا وظاهرا قولا وفعلا، وهو من ثمرات المحبة ولوازمها، فمن احب الله عز وجل لم يعترض ولم يغضب على ما اصابه، بل يصل مقام الرضا الى ما روي أن عبدا من عباد الله عز وجل عاش عمرا ولم يقل لشيء كان: ليته لم يكن، ولا لشئ لم يكن: ليته كان.