الخطاب الثقافي التبليغي رقم (5): أحبّ السبل إلى الله
عن أمير المؤمنين (ع): (مِنْ أَحَبِّ اَلسُّبُلِ إِلَى اَللَّهِ جُرْعَتَانِ جُرْعَةُ غَيْظٍ تَرُدُّهَا بِحِلْمٍ وَ جُرْعَةُ حُزْنٍ تَرُدُّهَا بِصَبْرٍ).
من أهم التعاليم التربوية التي تلقيناها من اهل بيت العصمة والطهارة، ان يحسب الانسان كل ما يقع عليه في سبيل الله، يقول أحد علماء الأخلاق: (ولا ريب في إمكان تصحيح النية في كل مباح، بحيث يترتب عليه الثواب، بل يمكن تصحيح النية في كل نقصان مالي وعرضي، فإن من تلف له مال، فإن قال: هو في سبيل الله، كان له أجرا).
وتجليات النية والاخلاص لله عز وجل:
1- القتال: فالمجاهد الذي يكون في الخط الأمامي مدافعا عن الوطن والمال والعرض، قال تعالى: (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين).
2- الانفاق: فالعطاء وبذل ما تملك لاهل الحاجة اجعل النية فيه في سبيل الله، قال تعالى: (وأنفقوا في سبيل الله)
والنية هي روح الأعمال، أي الأساس والله عز وجل يعطي من الجزاء بحسبها، بل الجزاء يكون حقيقة عليها، فإن كانت خالصة لوجه الله - تعالى - كانت ممدوحة، وكان جزاؤها خيرا وثواب، وأن كانت مشوبة بالأغراض الدنيوية كانت مذمومة، وكان جزاؤها شرا وعقابا.
وقال رسول الله (ص): (أنما الأعمال بالنيات، ولكل امرئ ما نوى)، فتقييم العمل وتحديد درجة الثواب عليه مرتبط بالنية، وفي الرواية عن أمير المؤمنين (ع): (إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُدْخِلُ بِصِدْقِ اَلنِّيَّةِ وَ اَلسَّرِيرَةِ اَلصَّالِحَةِ عَالَماً جَمّاً مِنْ عِبَادِهِ اَلْجَنَّةَ).
وفي الرواية ان الانسان قد يأتي بعمل فلا يعطيه الله عليه ثوابا لعدم اخلاص النية، ويعطيه على نيته حتى لو لم يأت به، فعن رسول الله: (إن العبد ليعمل أعمالا حسنة فتصعد بها الملائكة في صحف مختتمة، فتلقى بين يدي الله - تعالى -، فيقول: ألقوا هذه الصحيفة، فإنه لم يرد بما فيها وجهي، ثم ينادي الملائكة: اكتبوا له كذا وكذا، فيقولون: يا ربنا! إنه لم يعمل شيئا من ذلك، فيقول الله - تعالى -: إنه نواه)