الخطاب الثقافي التبليغي رقم (11): ثمار حسن الظن بالله
ورد في الحديث عن الإمام الباقر (عليه السلام)، قال: وجدنا في كتاب علي (عليه السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال وهو على منبره: (والذي لا إله إلا هو، ما أعطي مؤمن قط خير الدنيا والآخرة إلا بحسن ظنه بالله… والذي لا إله إلا هو لا يحسن ظن عبد مؤمن بالله إلا كان الله عند ظن عبده المؤمن، لأن الله كريم، بيده الخيرات يستحيي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظن ثم يخلف ظنه ورجاءه، فأحسنوا بالله الظن وارغبوا إليه).
هذا الحديث الصادر عن الدوحة النبوية متوائم تماماً مع عقيدة التوحيد التي نادى بها الأنبياء (عليهم السلام) على مر الزمان.فالإيمان بالتوحيد معناه الإيمان بالإله الواحد ذي القدرة المطلقة والتأثير المطلق، الذي لا ينازعه في ملكه وفي تصرفه في عالم الخلق أحد.والإيمان بالتوحيد معناه أن كل كمال متوفر في عالم الخلق هو رشحة من فيض الإله ومدده اللامتناهي.
وبناء على ما سبق يمكن فهم لماذا ينبغي على المؤمن أن يحسن ظنه بالله وبعطائه وإحسانه.فهو تعالى الذي بيده الخير وهو الغني بالذات المستغني عن كل ما سواه، وهو الذي يعطي ويمنع ويغني ويفقر ويحيي ويميت ويعز ويذل.
وبحسب الفهم المتقدم لعقيدة التوحيد يتضح لماذا علينا في أوقات المحن والابتلاءات وفي الأوقات الصعبة مثل أوقات الحروب أن نحسن الظن بالله عز وجل.فحسن الظن هذا هو من جهة سيكون متوافقاً منسجماً مع عقيدة التوحيد التي نؤمن بها، ومن جهة أخرى، وكما يذكر الحديث، فإن حسن الظن سيترتب عنه آثار مهمة على حياتنا، وقد جمعتها الرواية بقول: "خير الدنيا والآخرة".فالذي يحسن ظنه بالله عز وجل فإن الله يمده ويعطيه ويخفف عنه وينصره على القوم الكافرين.
وبتطبيق الذي تقدم على واقعنا الحالي نخلص إلى لزوم أن نحسن الظن بالله على كل حال، وأن ننتظر الخير منه تعالى.وعلينا أن نرفع أيدينا بالدعاء وقلوبنا يملؤها الثقة بعونه تعالى وخيره وعطائه.وحينئذ، الله عز وجل، الذي بيده الخيرات، يستحيي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظن ثم يخلف ظنه ورجاءه.