الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
أهلُ المعروفِ

العدد 1668 16 ذو القعدة 1446 هـ - الموافق 14 أيار 2025م

ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع القيّمين على شؤون الحجّكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع جمعٍ من العُمّالإعداد المجاهدين الثقافيّينموجِباتُ القُربمراقباتفَاقْوَ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِمراقباتمُؤَاخَاةُ اَلْأَتْقِيَاءِ
من نحن

 
 

 

التصنيفات
الخطاب الثقافي التبليغي رقم (40): رأس الحكمة مداراة الناس
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

الخطاب الثقافي التبليغي رقم (40): رأس الحكمة مداراة الناس

عن رسول الله (ص): «رَأْسُ الْعَقْلِ بَعْدَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ مُدَارَاةُ النَّاسِ فِي غَيْرِ تَرْكِ حَقٍّ‏».

المداراة ملاينة الناس وحُسن صحبتهم واحتمالهم؛ لئلّا ينفروا عنك. وتكون المداراة في حُسن الخُلق وحُسن المعاشرة مع الناس، وقد ورد الكثير من الروايات التي تشير إلى أهمّيّتها وقيمتها في الإسلام، عن رسول الله (ص): «أمَرَني ربّي بمداراة الناس كما أمَرَني بأداء الفرائض»، وقد عدّها أمير المؤمنين (ع) رأس الحكمة ونصف العقل: «رَأْسُ الْحِكْمَةِ مُدَارَاةُ النَّاسِ»، «مداراة النّاس نصف العقل».

ومما يبيّن أهمّيّة هذه القيمة الاجتماعية أيضاً وعلوّ قيمتها، أنّ الله سبحانه منح المُداري أجر الشهيد، عن رسول الله (ص): «مَنْ عَاشَ مُدَارِيًا مَاتَ شَهِيدًا»، وغير ذلك الكثير من الروايات.

وثمّة فرقٌ بين المداراة والمداهنة، فالمُداراةُ صِفةُ مَدحٍ، والمُداهَنةُ صِفةُ ذَمٍّ، والمُداري يتلَطَّفُ بصاحِبِه حتّى يستخرِجَ منه الحَقَّ، أو يَرُدَّه عن الباطِلِ، والمداهِنُ يتلطَّفُ به ليُقِرَّه على باطِلِه، ويترُكَه على هواه...

وتوجد الكثير من المواضع التي ينبغي للمؤمن تحقيق هذه القيمة الاجتماعيّة فيها، فضلاً عن عموم الناس، فالمداراة تكون:

1. في الدَّعوةِ إلى اللهِ: قال تعالى لموسى وهارونَ (ع): ﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾.

2. مع الوالِدَينِ: قال تعالى: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفً﴾.

3. مع الزوجة: عن الإمام الصادق (ع): «قال رسول الله (ص): إِنَّمَا مَثَلُ الْمَرْأَةِ مَثَلُ الضِّلْعِ الْمُعْوَجِّ، إِنْ تَرَكْتَهُ انْتَفَعْتَ بِهِ، وَإِنْ أَقَمْتَهُ كَسَرْتَهُ».

وقد تجسّدت هذه الصفة في شخصيّات المعصومين (ع) والأولياء والصالحين، فهذا الرسول الأعظم (ص) كان قمّةً في الصبر وتحمّل الناس ومداراتهم على اختلاف قبائلهم ومناطقهم ومستوياتهم الفكريّة والاجتماعيّة...

وكذا كان الأئمّة الأطهار (ع)، فعن سفيان بن عُيينة، قال: قلت للزهريّ: لقيتَ عليّ بن الحسين (ع)؟ قال: نعم، لقيته، وما لقيتُ أحداً أفضل منه. والله، ما علمتُ له صديقاً في السرّ ولا عدوّاً في العلانية، فقيل له: وكيف ذلك؟ قال: لأني لم أرَ أحداً -وإن كان يحبّه- إلّا وهو لشدّة معرفته بفضله يحسده، ولا رأيت أحداً -وإن كان يبغضه- إلّا وهو لشدّة مداراته له يُداريه.

19-11-2024 | 14-14 د | 169 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net