الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1648 22 جمادى الثانية 1446 هـ - الموافق 24 كانون الأول 2024 م

اغتنموا أيّام الله

بابُ المعروفِكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من النساء من أرجاء البلادكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع مدّاحي أهل البيت (عليهم السلام) وشعرائهم، في ذكرى ولادة السيّدة فاطمة الزّهراء (سلام الله عليها)الصبر في العمل مراقبات

العدد 1647 15 جمادى الثانية 1446 هـ - الموافق 17 كانون الأول 2024 م

السيّدة الزهراء (عليها السلام) نصيرة الحقّ

وَهِيَ الْحَوْرَاءُ الْإِنْسِيَّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع مختلف فئات الشعب بشأن التطوّرات في المنطقةانتظار الفرج
من نحن

 
 

 

التصنيفات
الخطاب الثقافي التبليغي رقم (44) : لماذا يعتبر الصبر رأس الإيمان؟
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

الخطاب الثقافي التبليغي رقم (44) : لماذا يعتبر الصبر رأس الإيمان؟

ورد في الحديث عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام): الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد، كذلك إذا ذهب الصبر ذهب الايمان. الكافي، ج 2، ص 87.

تطرح هذه الرواية، التي وردت بصيغ متعددة في مواضع أخرى، سؤالاً جوهرياً هو: ما هي الأهمية التي يحملها الصبر حتى اعتبره الإمام (عليه السلام) رأس الإيمان، أو بمنزلة الرأس من الجسد. ومن المعلوم ما هو موقع الرأس من الجسد في الفهم المتعارف لدى جميع الناس. فالجسد لا قيمة له من دون الرأس، والرأس يقع موقع الضابط الأساسي لكل نشاطات البدن، ومن خلاله يمكن للبدن أن يؤدي وظائفه المختلفة وأن يستمر في ذلك بشكل منتظم.

ومن خلال التوضيح المتقدم لموقع الرأس من الجسد، يمكن فهم قيمة الصبر وأهميته بالنسبة للإيمان. وكأن الإيمان لا يمكن أن يؤدي دوره في حياة الإنسان المؤمن من دون عامل الصبر فيه. فالإيمان يعني أن الإنسان يحمل منظومة اعتقادية كاملة، وهذه المنظومة توجهه نحو سلوكيات إيمانية عديدة خلال مسيرة حياته. فمن خلال الإيمان يتوجه الإنسان ليكون مجاهداً ومضحياً ومُنفقاً وساعياً للخير ومنجزاً للأعمال اليومية وملقياً للكلمة الطيبة ومساعداً للآخرين ومواجهاً للصعاب والتحديات ومتحملاً للمسؤوليات.. إلخ.

وستلاحظ أن العنصر المشترك الذي تحتاجه كل هذه المذكورات هو الصبر. فمن دون الصبر لا يمكن أن يسير المؤمن في خط الجهاد الشاق والذي يُعرف بأنه طريق ذات الشوكة، ومن دونه (أي الصبر) لا يمكن الثبات في طريق الجهاد والكفاح حتى تحقيق النصر المبين على الأعداء. ومن دون الصبر لا يمكن للمؤمن أن يبقى ساعيا في عمل الخير أو أن ينجز الأعمال الحسنة أو أن يتحمل المسؤوليات العديدة في حياته، لكون هذه الأفعال تحتاج إلى جهد وإلى متابعة واستمرار وكل ذلك يقتضي الصبر. ومن دون الصبر لا يمكن للمؤمن أن يدفع بالتي هي أحسن دائماً أو أن يتجاوز ويسامح ويعفو أو أن يمتنع عن المعاصي بشكل مستمر، إلى غير ذلك من الأفعال والتروك التي هي مقتضى حالته الإيمانية.

ونضيف أيضاً أنه من خلال الصبر يستطيع المؤمن أن يعيش ردحاً من العمر في هذه الدنيا إلى أن يرحل إلى الآخرة مع زاد عظيم من التقوى والأعمال الحسنة. فالصبر وكأنه وقود مركب النجاة للمؤمن في الدنيا ليصل في نهاية المطاف إلى السعادة في الآخرة.

ولهذا ورد في الحديث عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: الجنة محفوفة بالمكاره والصبر، فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة وجهنم محفوفة باللذات والشهوات فمن أعطى نفسه لذتها وشهوتها دخل النار. الكافي، ج 2، ص 89.

بعد الذي تقدم، ومع إدراك أهمية الصبر في تحقيق الأعمال الحسنة في الدنيا وفي وصول الإنسان إلى النجاة في الآخرة صار واضحاً لماذا يعتبر الصبر بمنزلة الرأس من الإيمان.
 

26-11-2024 | 16-28 د | 104 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net