الخطاب الثقافيّ التبليغيّ رقم (46): اللهم أظهر به العدل
إنّ الارتباط بالإمام المهديّ (عجّل الله فرجه) لا يقتصر على المشاعر العاطفيّة، ولا على الإقرار الفكريّ والعقديّ بوجوده وقضيّته المباركة فحسب، بل هو ارتباط تفاعليّ، يشمل الارتباط السلوكيّ، وذلك بالقيام بما يرضيه ويسرّه، فنجاهد حيث يجب أن نجاهد، ونبذل قصارى جهدنا وأغلى ما عندنا في سبيل حماية الدين والأمّة.
ومن معالم تقوية العلاقة وتوطيدها:
1. صلة الإمام
بأن يقدّم له هديّة بقدر استطاعته، غنيّاً كان أم فقيراً، وإنّ لذلك أثراً في قضاء حوائج المؤمن، عن الإمام الصادق (عليه السلام): «ولا تدعوا صلة آل محمّد (عليهم السلام) من أموالكم؛ من كان غنيّاً فبقدر غناه، ومن كان فقيراً فبقدر فقره، فمن أراد أن يقضي الله له أهمّ الحوائج إليه، فَليصِل آل محمّد وشيعتهم بأحوج ما يكون إليه من ماله».
وفي ما يتعلّق بالإمام المهديّ (عجّل الله فرجه)، فقد يتحقّق ذلك بإنفاق شيءٍ ممّا نستطيعه في وجوه الخير والصلاح ممّا يرضاه (عليه السلام)، وأن يكون ذلك بالنيّة عنه، وكأنّنا نهديه بذلك ثواب ما نقدّمه للمؤمنين أو ثواب وجوه الخير.
2. إظهار الحبّ والمودّة
من وجوه الارتباط الضروريّة واللازمة، الارتباط القلبيّ والمعنويّ، قال تعالى: ﴿قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾. وإنّ هذا الارتباط المعنويّ يؤدّي إلى تقويم مسلك الإنسان، وضبط جوارحه عن اقتراف المحرّمات، لكن شريطة أن يكون هذا الحبّ فعليّاً وواقعيّاً.
3. تجديد البيعة
لقد ورد ذلك في دعاء العهد عن الإمام الصادق (عليه السلام)، ليكون ذلك بيعةً متجدّدةً في كلّ يوم، ما يجعل المرء في حال من الذكر الدائم لإمام زمانه: «اللّهُمَّ إِنِّي أُجَدِّدُ لَهُ فِي صَبيحةِ يَوْمِي هذا وَما عِشْتُ مِنْ أيّامِي عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً لَهُ فِي عُنُقِي، لا أَحُولُ عَنْها وَلا أَزُولُ أَبَداً...».
4. الدعاء له
وقد ورد العديد من الأدعية المخصّصة للإمام، كدعاء الحجّة المعروف، وما جاء في توقيع الناحية المقدّسة: «اللهمَّ أعزَّه مِن شرِّ كلِّ طاغٍ وباغٍ، ومِن شرِّ جميعِ خلقِك، واحفظهُ مِن بينِ يديهِ ومِن خلفِه، وعَن يمينِه وعَن شمالِه، واحرُسه، وامنَعهُ أن يُوصَلَ إليهِ بسوءٍ، واحفَظ فيهِ رسولكَ وآلَ رسولِك، وأظهِر بهِ العدلَ، وأيّدهُ بالنّصرِ».
وكذلك الدعاء بتعجيل بالفرج، إذ ورد عنه (عجّل الله فرجه): «وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج؛ فإنّ ذلك فرجُكم».