بسم الله الرحمن الرحيم
محاور الموضوع
1- تمهيد في كون الجمهورية الإسلامية قدوة حسنة
2- بعض من إلهامات واستفادات وإضاءات الثورة الإسلامية
أـ الإيمان بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه واله وأهل بيته الدافع الإلهي
ب ـ القيم المعنوية
ج ـ حرية سيادة استقلال عدم التبعية للقوى الأجنبية
د ـ الاعتماد على الذات
هـ ـ إحياء الهوية الإسلامية الافتخار بالإسلام
و ـ الصبر والتحمل الإرادة القوية
الهدف
إظهار دور الجمهورية الإسلامية في منعة وعزة الأمة الإسلامية
تصدير الموضوع
يقول الإمام الخميني قدس سره في وصيته إلى الشعوب الإسلامية: "
وأما وصيتي إلى الشعوب الإسلامية: اجعلوا حكومة الجمهورية الإسلامية وشعب ايران
المجاهد قدوة لكم ".
تمهيد
في واقعنا المعاصر لدينا قدوة مجتمعية تصلح للاقتداء بها ألا وهي الجمهورية
الإسلامية الإيرانية. وقد دعانا الإمام الخميني قدس سره في وصيته إلى الاقتداء بها
قائلا: " وأما وصيتي إلى الشعوب الإسلامية: اجعلوا حكومة
الجمهورية الإسلامية وشعب ايران المجاهد قدوة لكم ".
ونحن ذاكرون لكم بعض الأمور المضيئة التي تتصف بها الجمهورية الإسلامية عسى ان تكون
لنا أسوة حسنة نستفيد منها كنموذج واقعي مجرب، يساعدنا كما يساعد الأمّة الإسلامية
بل المستضعفين في العالم لكي يكسبوا العزة والمنعة والقوة والارتقاء والتكامل
والهيبة.
بعض من إلهامات واستفادات وإضاءات الثورة الإسلامية
1- الإيمان بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه واله وأهل
بيته الدافع الالهي
إن عقيدة – الفرد او المجتمع – هي الركيزة الأساسية والبنية التحتية والمنطلق الى
العمل،فاذا كانت العقيدة واقعية وصحيحة وراسخة انتجت مجتمعاً مفلحاً قوياً عاملاً
نشيطاً متكاملاً ساعياً إلى العزة والمنعة والنصر. والمجتمع الذي لا عقيدة له أو
لديه عقيدة لا واقعية لها فإنه يخبط خبط عشواء ويمشي في الظلمات على غير هدى فانه
عاجلاً أم آجلاً سيسقط ويموت ويفنى.
ومن هنا نرى أن رسول الله قال لقومه الذين كانوا على عقيدة لا واقعية لها عقيدة
الشرك : "قولوا لا اله إلًا الله تفلحوا "ولما
قالوها أفلحوا.
وهكذا كان مع إيران جاء إليها الإمام الخميني ق وأرشدها إلى كلمة التوحيد - والتي
لها توابعها بالطبع وهي الإيمان بالأنبياء واليوم الآخر والإيمان برسول الله صلى
الله عليه واله واله من بعده قادة والإيمان بولاية الفقيه امتدادا لخط الأنبياء
والأئمة – ولما قالوها أفلحوا.
وقد أكّد الإمام في وصيته على ضرورة بقاء الدافع الإلهي للثورة قائلاً: "
لا شك في أن سرّ بقاء الثورة الإسلامية هو نفس سرّ النصر، ويعرف الشعب سرّ النصر
وستقرأ الأجيال الآتية أن ركنيه الأصليين هما الدافع الإلهي والهدف السامي للحكومة
الإسلامية، واجتماع الشعب في جميع أنحاء البلاد مع وحدة الكلمة من أجل ذلك الدافع
وذلك الهدف. إنني أوصي جميع الأجيال الحاضر منها والآتي. .. إذا أردتم أن ينتصر
الإسلام وحكومة الله وأن تقطع يد المستعمرين والمستغلين الداخليين والخارجيين عن
بلدكم فلا تضيعوا هذا الدافع الإلهي الذي أوصى الله به في القرآن الكريم".
فيجب حتى يكون العمل خالصاً أن يكون إلهياً محضاً، فيراد به وجه الله سبحانه من
البداية مروراً بكل مراحله وحتى النهاية وعندها تشمل الرحمة الإلهية هذا العمل وهذه
النهضة.
2- القيم المعنوية
إن الأثر الذي تركته الثورة الإسلامية لم يقتصر على داخل إيران فقط، بل امتد ليشمل
البشرية جمعاء والأمة الإسلامية على وجه الخصوص. نعني بذلك أن للثورة الإسلامية
رسالة ومبدأ ومنطقاً ونهجاً واضحاً هو بمرأى من الشعوب، فإذا ارتضت الشعوب هذه
الرسالة وهذا النهج فلها أن تختارهما. وليست بصدد فرض رسالة الثورة على أحد. فالبعد
العالمي والدولي للثورة إنما هو القيم المعنوية التي حملتها الثورة الإسلامية إلى
العالم الغارق في متاهات المادية.
لقد سعى زعماء المادية وشبكاتها الأخطبوطية منذ قرنين إلى جر العالم باتجاه المادية
وبذلك أغرقوا الشعوب في مستنقع المادية الآسن.
إن العالم اليوم في مسيرته التي اختطتها له القوى العظمى يفتقد إلى القيم المعنوية.
والسبب في ما نراه في الكثير من الدول، حيث الضياع والتبرم من الحياة لدى الشباب،
وازدياد حالات الانتحار، وتلاشي الأسر؛ يعود بالأساس إلى انعدام القيم المعنوية،
فالقيم المعنوية هي الغذاء الروحي للبشرية. فهل من المعقول أن بمقدور الإنسانية أن
تعيش حياة هانئة بدون القيم المعنوية لفترة طويلة؟
إن سبب الأزمات وحالات القلق وعدم الاستقرار التي يشهدها العالم المادي هو إلغاء
القيم المعنوية من حياة الناس، والذي قاد عملية الإلغاء هذه هو القوى العظمى. ومن
هنا نقول إن رسالة الثورة الإسلامية هي ما تحمله من القيم المعنوية والأخلاقية
والارتباط بالله عز وجل، وجعل الارتباط بالله عنصراً أساسياً في حياة البشرية. فكل
مكان وصل إليه اسم ورسالة الثورة واسم الإمام الخميني كان إلى جانبه تبشير بالقيم
المعنوية.
إن الأثر الذي تركته الثورة الإسلامية في العالم هو القيم المعنوية التي هي رسالة
الثورة ورسالة الإمام الخميني الأولى،ذلك الرجل العارف الفقيه، العالم بدين الله،
المتعبد، القائم بالليل المتهجد بالأسحار.
3- حرية سيادة استقلال عدم التبعية للقوى الأجنبية
لقد أكد الاسلام على حرية الانسان وضرورة عدم خضوعه الا لله وهذا من معطيات عقيدة
التوحيد.عن الامام علي عليه السلام: "
لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرا "1.
ومن الاهداف التي سعت الثورة الاسلامية لتحقيقها هو إقامة نظام مستقل في شتى
جوانبه؛ لأن التبعية للقوى الأجنبية هي الطامة الكبرى بالنسبة للشعب وللدولة معا
ويترتب عليها جملة من المفاسد والمضار. فإذا فقد الشعب استقلاله وارتبط بدولة
أجنبية فإن جميع طاقاته وموارده الطبيعية والبشرية ستستنزف وتكرس لصالح تلك الدولة،
وهذا لا يخدم البلد قطعاً، وستكون الطاقات المخلصة والمؤمنة بمنأى عن مراكز صنع
القرار، بل وقد يقوم النظام العميل بتصفية وإنهاء تلك الطاقات الخيرة.
كما أن طبيعة العلاقات التي تربط ذلك البلد بغيره من البلدان تحدد من قبل الدولة
الأجنبية المسيطرة على مقدرات البلد، أضف إلى ذلك أن مثل هذا البلد الخاضع لهيمنة
دولة أجنبية سيتطبع بالآداب والأخلاق والعادات والديانة التي ترتضيها القوة
المهيمنة.
ومن الطبيعي في مثل هذا البلد أن تكون هناك عملية تجاهل واستبعاد لآراء وإرادة
الشعب؛ فلا يوجد أي دور للشعب في مثل هذا النظام. وأي شقاء وأي تعاسة أكبر من هذه
التعاسة وهذا الشقاء الذي يصيب شعبا كهذا؟!
يقول الامام الخميني قدسره: "ما دامت أيدينا ممدودة نحو الشرق والغرب فنحن تابعون،
فإذا أردنا أن نكون مستقلين غير تابعين لأحد وجب علينا أولا: أن ندرك أن لنا
شخصيتنا وأننا نستطيع أن نفعل شيئا". "إن جميع الثورات
التي حدثت كانت ترتبط إما بالشرق أو بالغرب، وجميعها واجهت أثناء الطريق مشكلات
كبيرة جداً، لكن ثورة إيران ثورة بدون أي تبعية. . إلا تبعية واحدة لمبدأ الوحي
والله تبارك وتعالى".
4- الاعتماد على الذات
يقول الإمام قدس سره في وصيته: "أنا أوصي الشعب العزيز من منطلق الحرقة والخدمة،
بأنكم تخلصتم الآن إلى حد لافت جدا من كثير من هذه المصائد، وقد هب الجيل الحاضر
المحروم إلى العمل والإبداع، ورأينا أن كثيرا من المعامل والوسائل المتطورة
كالطائرات وغيرها التي لم يكن يظن أن المتخصصين الإيرانيين يمكنهم تشغيلها أو
التعامل معها. .. وكنا من قبل نمد أيدينا إلى الشرق والغرب ليأتي خبراؤهم لتشغيلها،
رأينا كيف أن الحصار الاقتصادي والحرب المفروضة جعلت شبابنا يصنعون القطع التي دعت
الحاجة إليها وبكلفة أقل. وكيف تمت عبر شبابنا تلبية هذه الحاجة، وأثبتوا أننا إذا
أردنا فإننا قادرون. فيجب أن تراقبوا بوعي ويقظة كي لا يجركم الساسة المتلاعبون
المرتبطون بالغرب والشرق وبوساوسهم الشيطانية نحو هؤلاء الناهبين الدوليين. وانهضوا
بإرادة وتصميم وفاعلية ومثابرة لرفع أنواع التبعية، واعلموا أن العنصر الآري أو
العربي لا يقل عن العنصر الأوروبي والأمريكي والروسي، وإذا وجد العنصر الاري أو
العربي هويته الذاتية وأبعد اليأس عنه ولم يكن له مطمع بغير نفسه. .. فإنه قادر على
المدى البعيد على كل فعل، وصناعة كل شيء. .. وما وصل إليه الناس المشابهون لهؤلاء،
فأنتم ستصلون إليه بشرط الاتكال على الله والاعتماد على النفس وقطع التبعية
للآخرين، وتحمل الصعوبات من أجل الوصول إلى الحياة الشريفة والخروج من سلطة
الأجانب.
ويجب على الدول والمسؤولين، إن في الجيل الحاضر أو الأجيال القادمة، أن يقدروا
متخصصيهم ويشجعوهم على العمل، بالمساعدة المادية والمعنوية، وأن يحولوا دون استيراد
البضائع الاستهلاكية المدمرة، ويتكيفوا مع الموجود عندهم إلى أن يصنعوا كل شيء.
وأطلب من الشباب، البنات والبنين، أن يجعلوا الاستقلال والحرية والقيم الإنسانية
ولو مع تحمل المشقة والألم فداء للكماليات والاختلاط وأنواع التحلل والحضور في
مراكز الفحشاء التي تقدم لكم من قبل الغرب وعملائه الذين لا وطن لهم. فإن هؤلاء كما
أثبتت التجربة لا يفكرون بغير إفسادكم وغفلتكم عن مصير بلدكم، وابتلاع ذخائركم
وجركم إلى قيد الاستعمار وعار التبعية، وجعل شعبكم وبلدكم مستهلكين. إنهم يريدون
بهذه الأساليب وأمثالها إبقاءكم متخلفين، وعلى حد تعبيرهم نصف متوحشين".
ولقد عمل الشعب الايراني بوصية الامام وها هو يضرب المثل في سرعة التقدم والتطور
اعتمادا على الله اولا وعلى القدرات الذاتية ثانيا،فالثقة بالنفس من اهم عوامل
النجاح والفلاح والتقدم.
5- إحياء الهوية الإسلامية الافتخار بالاسلام
إن الرسالة الكبرى للثورة الإسلامية إلى الأمة الإسلامية هي الحفاظ على الهوية
الإسلامية والعودة إلى الإسلام ورفد الصحوة الإسلامية. وقد أدت الثورة هذه الرسالة
ببركة القيادة الربانية للإمام الخميني، فهو الذي اختط هذه المسيرة، وهو المعلم
الأول والمرشد الأكبر.
لقد استطاع الأعداء قبل الثورة أن يسلخوا المسلمين عن هويتهم الإسلامية وأن يبعدوهم
عن تراثهم ودينهم، فكان المسلم يخجل من قول أنا مسلم، كما عملت الحكومات والدول غير
الإسلامية والدول المناهضة للإسلام على خلق أجواء وظروف خاصة جعلت جيل الشباب
يجهلون الإسلام ويعتبرونه دينا يخص الأجيال السابقة فقط، فلا يعدو أن يكون تراثا
ليس أكثر، فكانوا يقولون: إن الإسلام قد مات وانتهى دوره.
وفي الدول التي يصطلح عليها بالمتحضرة أيضا لا يجرؤ المسلمون على التصريح بهويتهم
الإسلامية؛ بسبب الأجواء والظروف المشحونة بالعداء للإسلام التي يعيشونها هناك.
فتراهم إما يتركون الإسلام بالمرة، أو أنهم يعملون خفية بتعاليم الإسلام وأوامره.
وأما الدول الإسلامية فهي الأخرى لم تكن بأحسن حال من غيرها. ففي أحد المؤتمرات
العالمية كان رئيس إحدى البلدان الإسلامية يخجل من أن يبدأ كلمته ب "بسم الله
الرحمن الرحيم". إنهم يعدون ذلك عيبا ورجعية ويستحون من الإسلام ومن المظاهر
الإسلامية. . وفي إيران أيضا كان الوضع على هذا المنوال.
إن الرسالة الكبرى التي حملتها الثورة الاسلامية، هي إحياء الهوية الإسلامية للشعوب
المسلمة. واليوم فإن المسلمين في كل من أوروبا وآسيا وأمريكا يفتخرون بانتمائهم إلى
الإسلام وبحملهم الهوية الإسلامية. ففي قلب أوروبا تعلن البنات المحجبات عن
اعتزازهن بهويتهن الإسلامية وعن فخرهن لكونهن مسلمات، ويعلن عن إصرارهن على دخول
المدراس والجامعات بحجابهن الإسلامي.
اليوم نرى أن رؤساء الدول الإسلامية أخذوا يتظاهرون بالإسلام؛ نتيجة الإقبال الشديد
لشعوبهم على الإسلام، فهم مضطرون للتظاهر بالإسلام والتشدق به.
وإننا اليوم نجد أيضا رؤساء الدول الاستكبارية ومن أجل كسب ود المسلمين يقولون: نحن
لسنا في خلاف مع الإسلام، بل نحن نتفق مع الإسلام.
6- الصبر والتحمل الارادة القوية
ان الشعب الايراني قدوة مهمة للشعوب في مجال الصبر والتحمل وقوة الارادة،فان ما
تحمله هذا الشعب على مدى سني الثورة
لو مر على شعب اخر _ لا يحمل ايمان ومبادىء هذا الشعب _ فانه سيسقط.
فلقد أثبتت الثورة قدرتها على الصبر والتحمل والخروج من الأزمات والصعوبات والمشاكل
والتحديات.بدأً من اسقاط الشاه عنوان - الفرعونية الملوكية – الذي ارتكب بحق الشعب
المظلوم ابشع الجرائم،قدم خلالها الشعب الكثير من الشهداء والجرحى.
الى ما بعد اسقاط الشاه - أي في بداية انتصار الثورة – حيث كانت إيران تعتبر دولة
ضعيفة بالمقاييس العادية إذا ما قورنت بباقي دول المنطقة الأخرى بسبب المشاكل
السياسية والأمنية والاقتصادية التي كانت تواجه حكومة الثورة. ولا شك في أن هذا
الضعف هو الذي أغرى النظام العراقي وبتحريض أميركي ودعم إقليمي إلى شن حرب عسكرية
مباغتة دامت ثماني سنوات ايضا ارتكب فيه الفرعون الاخر ابشع الجرائم والمجازر ،وقدم
خلالها هذا الشعب الصبور والمضحي الكثير الكثير من الشهداء والجرحى والمعاقين
والارامل والايتام والدمار والخسائر الاقتصادية المضنية.
ولا يزال هذا الشعب القدوة يصبر على الحصار الاقتصادي المفروض عليه منذ سنين ولا
يزال يشتد هذا الحصار ولكن هذا الشعب لا يظل مصرا على الثبات والصبر في سبيل
مبادئه.
وليس غريبا على هذا الشعب صبره فان قدوته رسول الله صلى الله عليه واله واهل البيت
عليه السلام وسيد الشهداء ابي عبد الله الحسين شهيد كربلاء.
وها هو قائد هذا الشعب الامام الخميني يقول لشعبه إثر مجزرة من مجازر الشاه: "لا
تقلقوا ولا تضطربوا، وأبعدوا الخوف عن انفسكم، فأنتم اتباع ائمة صبروا واستقاموا في
النكبات والمصائب، وما نعانيه اليوم ليس شيئاً بالقياس الى ما عانوه! لقد عاش
ائمتنا العظام أحداثاً مثل يوم عاشوراء وليلة الحادي عشر من محرم، وتحملوا اشد
المصائب في سبيل دين الله. فماذا تقولون انتم اليوم؟ ومم تخافون؟ ولأي شئ مضطربون؟
فمن يدّعي أنه من اتباع الامام امير المؤمنين والامام الحسين، عيب عليه أن يتلاشى
نفسه أمام ممارسات وفضائح النظام الحاكم هذا". فعلينا اليوم أن نستعد
لكل الملمات في مواجهة الاخطار التي تستهدف الاسلام والمسلمين، حتى نستطيع قطع أيدي
الخائنين للاسلام، ونحول دون اهدافهم ومطامعهم.
وها هو الامام ق يؤكد دور عاشوراء الحسين في الصبر والارادة والصمود والانتصار
قائلا: "ان كل ما لدينا من عاشوراء".
خاتمة
ان الجمهورية الاسلامية الايرانية بما تحمل من ايمان بالله ورسله والرسول محمد واله
وولاية الفقيه الزاهد العالم الحكيم البصير بامور الدنيا والدين الامين على الدماء
والاعراض والاموال المخالف لهواه والطائع لمولاه.
وبما تحمل من قيم معنوية راقية،ومن حرية وسيادة واستقلال وعدم تبعية للاجنبي،ومن
اعتماد على الذات وثقة بالنفس،وصبر وتحمل وقوة ارادة ،وبما تتحمله من دور في احياء
الهوية الاسلامية والدفاع عن الاسلام،كل ذلك يخولها ان تكون قدوة حسنة للشعوب
الاسلامية،ولأجل هذا استعداها اعداء الاسلام.
ان الشجرة المثمرة هي التي ترشق بالحجارة،وهكذا هي الجمهورية الاسلامية باعتبارها
شجرة مثمرة ها هي ترشق بشتى التهم الباطلة من قبل الاستكبار والاستعمار الجديد ومن
قبل الملوكية الفرعونية ومن قبل المتعصبين التكفيريين ومن قبل اعلامهم جميعا.
لقد شعر هؤلاء بخطورة الجمهورية الاسلامية على مصالحهم لأنها قدوة وعزة وقوة ومنعة
للامة الاسلامية،فهم يعتبرون - وهذا صحيح
ان اضعاف الجمهورية الاسلامية اضعاف للامة جمعاء، لذلك يسعون بشتى السبل لاضعافها
والحد من قوتها. ولكن يابى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون.
ان مسؤولية الامة الاسلامية بل كل المستضعفين في العالم مسؤوليتهم الحفاظ على
قدوتهم وقوتهم ومنعتهم وعزتهم بالحفاظ على الجمهورية الاسلامية المخلصة المتفانية
في سبيل الله في سبيلهم،ونحن في لبنان والاخوة في فلسطين مدعوون اكثر من غيرنا
للحفاظ على هذه النعمة الالهية.
نهج البلاغة: الكتاب 31،غرر الحكم: 10371.