الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر الحراب-العدد 1033-29 ربيع الثاني 1434هـ الموافق 12 آذار 2013م
جهاد المرأة على ضوء سيرة السيدة زينب (ع)

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

بسم الله الرحمن الرحيم

جهاد المرأة على ضوء سيرة السيدة زينب عليها السلام

تصدير الموضوع:
"الجهادُ غير واجبٍ على النساء. ولكن، إذا ما حدث هجوم ضد البلاد الإسلامية، فإنّ على الجميع، نساءً ورجالاً، أن يهبّ للدفاع"1.

الهدف:
التعريف بالدور الجهادي للمرأة شرعاً وواقعاً، من خلال التاريخ، لا سيما تأريخ السيدة زينب (عليها السلام).

محاور الموضوع:
1- نظرة الإسلام إلى المرأة.
2- جهاد المرأة حسن التبعّل.
3- الجهاد واجب كفائي.
4- وحيث لم تتحقّق الكفاية.
5- تنزل المرأة إلى الميدان.
6- كربلاء وزينب (عليها السلام)

ـ نظرة الإسلام إلى المرأة

يقول الشهيد آية الله الشيخ مرتضى مطهّري (قده): "إنّ القرآن نظر إلى المرأة كما نظرت إليها الطبيعة. ومن هذه الناحية، نجد الانسجام الكامل بين أوامر القرآن وأوامر الطبيعة. المرأة في القرآن هي نفس المرأة في الطبيعة، إنّ هذين الكتابين الإلهيين، أحدهما تكويني والآخر تدويني، مع بعضهما"2.

فالقرآن يقدّم النظرة الإسلامية للمرأة، وهي التي تتوافق مع تكوينها الطبيعي، فيطلب منها الدور الذي يتوافق مع طبيعتها، ويعطيها كل الحقوق التي تمكّنها من أداء هذا الدور.

ـ جهاد المرأة حسن التبعُّل

وفدت أسماء بنت يزيد من سكن بن رافع بن امرئ القيس الأشهليّة الأنصارية على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في جماعة من النساء، فقالت: بأبي أنت وأمي، يا رسول الله؛ أنا وافدة النساء إليك. إنّ الله عزَّ وجلَّ، بعثك إلى الرجال والنساء كافّة، فآمنّا بك وبإلهك. وإنّا، معشر النساء، محصورات مقصورات، قواعد في بيوتكم، ومقضى شهواتكم، وحاملات أولادكم. وإنّكم معشر الرجال، فُضّلتم علينا بالجُمع والجماعات، وعيادة المرضى وشهود الجنائز، والحجّ بعد الحجّ، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله، عزَّ وجلَّ. وإنّ الرجل إذا خرج حاجّاً أو معتمراً، أو مجاهداً، حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا لكم أثوابكم، وربّينا لكم أولادكم. أفما نشارككم هذا الأجر والخير؟ فالتفت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أصحابه، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: هل سمعتم مقالة امرأة أحسن سؤالاً عن دينها، من هذه؟ فقالوا: بلى، يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "انصرفي يا أسماء، وأعلمي مَنْ وراءك من النساء أنّ حُسْنَ تبعُّل إحداكنّ لزوجها، وطلبها لمرضاته، واتباعها لموافقته، يعدل ما ذكرتِ للرجال". فانصرفت أسماء وهي تهلّل وتكبّر استبشاراً بما قال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 3.

ـ الجهاد واجب كفائي

يؤكّد الإسلام، من الفتاوى المختلفة للفقهاء، أنّ الجهاد العسكري والأمني، أي الجهاد في مواجهة الأعداء، إنما هو واجب كفائي. ومع تصفّح الرسائل العملية، في باب الجهاد، يتبيّن اليقين في ذلك. وقد راعى المعصومون (عليهم السلام)، من النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى علي عليه السلام والأئمة من بعده، هذا الأمر. فعندما كانت الكفاية متحقّقة في الجهاد في وجه أعداء الإسلام والولاية، لم تكن هناك أية مشاركة للنساء.

ـ وحيث لم تتحقّق الكفاية؟

لقد بيّن التاريخ مشاركات نسائية رائدة، في مواجهة الأعداء بما يتناسب مع طبيعة المرأة. وقد شاركت النساء مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مواجهة العقبات والصعاب التي اعترضت الدعوة، بدءاً من خديجة بنت خويلد التي عوقبت باعتزال النساء لها، وأنفقت في سبيل دعوته كل ثروتها وجاهها، ثم فاطمة بنت أسد عليه السلام، أمّ أمير المؤمنين عليه السلام، التي حمته ووقته بنفسها وزوجها وأبنائها، وقاست معه كل أصناف المعاناة في شِعب أبي طالب، ثم التحقت به مهاجرة ماشية حافيةً على قدميها من مكة المكرّمة إلى المدينة المنورّة، وتخطّت مختلف المخاطر، ثم سميّة أم ياسر التي كانت مع زوجها أول شهيدين في الإسلام. ثمّ النساء اللاتي بايعْنَه في العقبتين والشجرة والرضوان، ثم النساء اللاتي هجرن الأهل والديار إلى الحبشة ثم إلى المدينة، وأولئك اللاتي هاجرن إلى المدينة من مكّة، ثمّ نساء الأنصار اللواتي لم يقلّ دورهنّ عن جهاد الرجال. وهذا ما ينطبق أيضاً على ما بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى في عصرنا يقول الإمام الخميني (قده): "الآن، حيث تتواجدون في جبهات القتال، ويتواجد جنودنا، ينصرهم الله، في الأماكن الحساسة، مَنْ الذي يقوم بتوفير احتياجاتهم؟ إن النساء هنّ اللائي يقمن بإعداد الخبز لكم... إنّ النساء في صدر الإسلام كنّ يخرجن إلى الحرب، وكان معظمهنّ يعمل طوال الوقت في اسعاف المصابين ومداواة الجرحى"4.

ـ تنزل المرأة إلى الميدان

إذا لم تتوفّر الكفاية في الرجال، لتقاعس رجال الأمّة عن أداء دورهم، فإن النساء ينزلن إلى الميدان لمساعدة الرجال كنسيبة المازنية الأنصارية، التي خرجت في أحد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حاملةً قربة الماء تسقي أصحابه. وعندما تفرّق الأصحاب عنه، بعد ترك التلّة ونفاذ خالد في أصحابه ووصولهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حملت على الأعداء، تارة بالسيف، وأخرى بالفأس، حتى أصيب بدنها بجراحات كثيرة"5.

ومثل صفيّة بنت عبد المطلب، التي قامت في معركة الأحزاب بقتل من حاول التسلل إلى معسكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم للتجسس وإلقاء الفتنة وجمع المعلومات، وهو من اليهود، وبعد أن قتلته قامت برمي رأسه إلى قومه أسفل الحصن، مما ألقى الرعب في قلوبهم6. وغير ذلك الكثير من النساء في هذا المضمار.

ـ كربلاء وزينب (عليها السلام)

في كربلاء، كان دور المرأة رائداً في الجهاد، حتى في أرض الميدان، كما فعلت "أم وهب التي أقحمت ولدها، العريس، في أرض المعركة، ولم ترضَ حتى قتل بين يدي أبي عبد الله عليه السلام، وكانت خرجت تحمل معه وتقول: لن أعود حتى أموت معك"7.

وكما فعلت كل النساء المسبيّات في حفظ أزواجهنّ بعد مقتلهم، حفظ أولادهم، وفي مواكبة المسيرة الحسينية، حتى العودة إلى المدينة.

ولكن، كان لنساء كربلاء قائدة، هاجرت معه، تاركةً ديارها وأسرتها، مصطحبةً معها ولديها عون ومحمد، اللذين قتلا مع أخيها الحسين عليه السلام، والتي قدمت له جواد المنيّة، ثمّ واكبته حتى استشهد. ثم حمت العيال والأطفال. وعندما حاول الشمر قتل الإمام السجاد عليه السلام المريض، رمت بنفسها عليه وقالت: لا يُقتل حتى أُقتل دونه"8.

وكم قاست وكانت في رحلة السبي، وكم واجهت في الكوفة ومسجدها. حيث واجهت ابن زياد. ومرة أخرى حمت الإمام عندما أراد ابن زياد قتله قائلة: "حسبك يا ابن زياد، ما سفكم من دمائنا، إنك لم تُبقِ منّا أحداً، فإن عزمت على قتله فاقتلني"9.

ثم من خطبتها في مسجد دمشق الكبير في مواجهة الطاغية يزيد، ومهما قلنا، يظل قليلاً في جنب جهاد هذه العقيلة العظيمة.


1- المرأة في فكر الإمام الخميني، ص47.
2- من مقدمة كتاب "نظام حقوق المرأة في الإسلام"، ص17.
3- الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني، ج4، ص234.
4- المرأة في فكر الإمام الخميني، إصدار مركز الإمام الخميني الثقافي، ص50.
5- رياحين الشريعة في ترجمة عالمات نساء الشيعة، للعلامة الشيخ ذبيح الله محلاّتي، ج5، ص80، الإصابة، ج4، ص418.
6- أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير الجزري، ج5، ص492.
7- اللهوف في قتلى الطفوف للسيد ابن طاووس، ص44.
8- تاريخ القرماني، ص108، عنه السيدة زينب للقرشي، ص273.
9- ن.م، ص291.

16-03-2013 | 11-23 د | 3509 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net