الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتيجب أن نكون من أهل البصائر ومن الصابرين كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء القيّمين على مؤتمر إحياء ذكرى شهداء محافظة أصفهانفَمَا وَهَنُوا وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا

العدد 1646 08 جمادى الثانية 1446 هـ - الموافق 10 كانون الأول 2024 م

وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ

العدد 1645 01 جمادى الثانية 1446 هـ - الموافق 03 كانون الأول 2024 م

الجهاد ذروة سنام الإسلام

فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع التعبويّين، بمناسبة حلول أسبوع التعبئةإنَّ ‌اللهَ مَعَ الصّابِرينمراقبات
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب- -العدد 1035-13 جمادي الأولى 1434 هـ الموافق 26 آذار 2013 م
الدعاء وموانع الاستجابة

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

بسم الله الرحمن الرحيم

الهدف:
التعريف بمنزلة الدعاء من الشخصية الإيمانية، ومدى تأثيره في حياة وعاقبة صاحبه، ثم بيان بعضٍ من أسباب عدم الاستجابة عند الدعاء.

محاور الموضوع:
1 ـ أفضل العبادة.
2 ـ الدعاء مصباح النجاح.
3 ـ الدعاء سلاح كلّ مؤمن.
4 ـ ترك الدعاء استكبار.
5 ـ لكن، لماذا عدم الاستجابة؟
6 ـ موانع استجابة الدعاء.

الدعاء وموانع الاستجابة:
تصدير الموضوع: قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ1.

ـ أفضل العبادة:
قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِين 2.ورد في تفسير الآية،عن رسول الله صلى الله عليه واله: "إنّ الله تبارك وتعالى، كان إذا بعث نبيّاً قال له: إذا أحزنك أمر تكرهه فادعني أستجب لك، وإنّ الله أعطى أمّتي ذلك، حيث يقول: "ادعوني أستجب لكم"3.
وعن الإمام الباقر عليه السلام: "إنّ الله عزَّ وجلَّ يقول: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِين، قال: هو الدعاء، وأفضل العبادة الدعاء"4.

ـ الدعاء مصباح النجاح:
عن أمير المؤمنين عليه السلام: الدعاء مقاليد الفلاح ومصابيح النجاح5، وعنه عليه السلام: "الدعاء مفتاح الرحمة ومصباح الظلمة"6.
ولم يطلب الله تعالى من عباده أن يتقرّبوا إليه بشيء إلاّ لأنّ فيه نفعاً وفائدة تعود عليهم، بل جعل الله تعالى في مثل الدعاء سلاحاً، يمكن للعبد أن يحمي نفسه به من تسلّط الشيطان الرجيم. فعن أمير المؤمنين عليه السلام: "أكثر من الدعاء تسلم من سَوْرَة الشيطان"7.

ـ الدعاء سلاح كلّ مؤمن:

في المواجهة المستديمة بين العباد وبين متاعب الحياة، وبين البشر وبين التحدّيات التي لا تنفكّ تعترض السبيل، ومع الأحزان والخسارات وحالات الفقد لا تخلو منها مسيرة إنسانٍ، هذا من جهة، ومن جهة ثانية، في سبيل تحقيق السلامة وتحصيل الأمان في الأخطار، وفي سبيل حيازة الموارد المطلوبة لكلّ فرد، له ولمن يعوله وينفق عليه. ومن جهة ثالثة، في سبيل استنزال الرحمة الإلهية، واستدرار الصفح من غضبة الجبار، وفي سبيل استحقاق الرضا الرباني، في سبيل كلّ ذلك، لا بد من سلاح أمضى، ووسيلة أقوى، يتم من خلالها تطويع المصاعب، وتذليل المتاعب، واستدراج الأماني، وتحقيق المطالب، جعل الله تعالى الدعاء باباً لتحقيق كلّ ذلك، وسلاحاً يحمي، حتى الأنبياء عليهم السلام، فضلاً عن المؤمنين.فعن أمير المؤمنين عليه السلام: "نِعْمَ السلاحُ الدعاء"8.وعن أبي الحسن الرضا عليه السلام: "عليكم بسلاح الأنبياء، فقيل: وما سلاح الأنبياء؟ قال: الدعاء"9.

وفي حديث يجمع كلّ هذه المعاني عن رسول الله صلى الله عليه واله: "ألا أدلّكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم ويدرّ أرزاقكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: تدعون ربّكم بالليل والنهار، فإن سلاح المؤمن الدعاء"10.

ـ ترك الدعاء استكبار:
من جهة، حبّب الله تعالى إلى عباده أن يدعوه بأصناف الدعوات وفي مختلف الأحوال والأوقات، وبكل الألسنة واللغات، متحرّرين من أيّ تكلّف، متجاوزين كل السدود والحواجز؛ ومن جهة ثانية، اعتبر التارك لدعاء ربّه أعجز الناس، فعن رسول الله صلى الله عليه واله: "إنّ أعجز الناس من عجز عن الدعاء"11.

إنّ التارك للدعاء عاص، فقد ورد عنه صلى الله عليه واله: "ترك الدعاء معصية" 12. ولقد صنّف الله تعالى هذه المعصية ـ ترك الدعاء ـ استكباراً، وهذا ما صرّحت الآية: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ. فضلاً عن أنّ تارك الدعاء سوف يحرم من آثاره وبركاته وتوفيقاته الدنيوية، عن الأخروية.

ـ لكن، لماذا عدم الاستجابة؟
مع كلّ هذا الحثّ على الدعاء، ومع الوعد الصريح بالاستجابة، فإنّ دعاء الكثير من الناس نجد أنّه لا يُستجاب، وكذلك، فإنّ الكثير من الموانع التي يدعو فيها الإنسان فإنه لا يرى أثراً لهذا الدعاء، فلماذا لا يستجيب الله دعاءهم؟ هل المانع من الله تعالى، وهو القادر على كلّ شيء، السامع لكل صوت، الجواد الكريم الذي لا تنقص خزائنه ـ بالعطاء، ولا تزيده كثرة العطاء إلا جوداً وكرماً؟ أم أنّ المانع في الحقيقة هو في الداعي لا في المدعو؟

ـ موانع استجابة الدعاء:
فيما يلي، سوف نجمل، ما أمكن، موانع استجابة الدعاء، ليعرف العبد أين يكمن سبب الصدّ:
1 ـ ترك الدعاء في الرخاء:
قال تعالى: ﴿وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَآئِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون13. وفي الحديث: "أوحى الله تعالى إلى داود صلوات الله عليه: أذكرني في أيام سرّائك حتى أستجيب لك في أيام ضرّائك" 14.

2 ـ الدعاء بلا عمل:

لا ينبغي التواكل من قبل العبد ثم يدعو للحصول على ما يريد من الله، فيجب عليه أن يعمل الكثير ثم يرفق ذلك بالدعاء. فعن رسول الله صلى الله عليه واله: "يكفي من الدعاء مع البرّ ما يكفي الطعام من الملح" 15. والدعاء بلا عمل ليس منه نتيجة. فعنه صلى الله عليه واله: "الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر" 16.

3 ـ عدم الإخلاص في النية:
فعن الصادق عليه السلام: "إنّ العبد إذا دعا الله تبارك وتعالى بنيّة صادقة وقلبٍ مخلصٍ استجيب له بعد وفائه بعهد الله عزَّ وجلَّ. وإذا دعا الله عزَّ وجلَّ لغير نيّةٍ وإخلاصٍ لم يُستَجبْ له. أليس الله تعالى يقول: ﴿وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْفمن وفى أوفي له" 17.

4 ـ عدم الإقبال على الله:

عن رسول الله صلى الله عليه واله: "إعلموا أنّ الله لا يستجيب دعاء من قلبٍ غافلٍ لاهٍ" 18.

5 ـ أكل المال الحرام:
عن الإمام الصادق عليه السلام: "إذا أراد أحدكم أن يُستجاب له فليطيّبْ كسبه، وليَخْرج من مظالم الناس، وإنّ الله لا يُرفَعُ إليه دعاء عبدٍ وفي بطنه حرام أو عنده مظلمةٌ لأحدٍ من خلقه" 19.
وعن رسول الله صلى الله عليه واله: "أَطِبْ كسبك تُستجبْ دعوتك، فإنّ الرجل يرفع اللقمة إلى فيه (حراماً) فما تُستجاب له دعوة أربعين يوماً" 20.

6 ـ المعصية:

فعن الإمام الباقر عليه السلام: "إنّ العبد يسأل الله الحاجة فيكون من شأنه قضاؤها إلى أجلٍ قريبٍ أو إلى وقتٍ بطيء، فيذنب العبد ذنباً فيقول الله تبارك وتعالى للمَلِِك: لا تقضِ حاجته واحرمه إيّاها، فإنّه تعرّض لسخطي واستوجب الحرمان مني"21.

7 ـ ظلم العباد:
عن أمير المؤمنين عليه السلام: "إنّ الله عزَّ وجلَّ أوحى إلى عيسى ابن مريم عليه السلام: قل للملأ من بني إسرائيل... إني غير مستجيب لأحدٍ منكم دعوةً ولأحدٍ من خلقي قِبَلَه مظلمة"22.


1-غافر: 60.
2-غافر، الآية: 60.
3- قرب الإسناد للحميري، ص84، ح277.
4- الكافي للكليني، ج2، ص466، ح1.
5- تنبيه الخواطر من مجموعة ورّام للأمير أبي فراس، ج2، ص154.
6-بحار الأنوار، للعلاّمة المحدّث الشيخ محمد باقر المجلسي (قدس)، ج93، ص300، ح37.
7- البحار، ج78، ص9، ح64.
8- غرر الحكم ودرر الكَلِم للقاضي الآمدي، الحكمة رقم 3260.
9- الكافي، ج2، ص418، ح5.
10-مكارم الأخلاق، للطبرسي، ج2، ص8، ح198.
11- الأمالي للشيخ الطوسي، ص89، ح126.
12- تنبيه الخواطر، مصدر سابق، ج2، ص120.
13-يونس: 12.
14- البحار، ج93، ص38، ح6.
15- البحار، ج93، ص305، ح1.
16-ن.م، ص312، ح17.
17-الاختصاص للشيخ المفيد، ص242.
18- البحار، ج93، ص321، ح31.
19- البحار، ج93، ص321، ح31.
20-البحار، ج93، ص373، ح16.
21-البحار، ج73، ص329، ح11.
22-الخصال، للشيخ الصدوق، ص337، ح40.

29-03-2013 | 13-35 د | 3074 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net