الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1644 23 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 26 تشرين الثاني 2024 م

ضياع القِيم في عصر الغَيبة

وللمظلوم عوناًالكلّ يحتاج إلى الصبر مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب-السنة العشرون العدد 1063-1 ذو الحجة 1434 هـ-8تشرين الأول 2013 م
من وصايا الإمام الصادق عليه السلام إذا أردت الحج فجرد قلبك من كل شاغل

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

بيتُ الله مَجْمَعُ العظمةِ والجَلال

محاور الموضوع
ـ توطئة
1. طواف الحاج بالبيت كطواف الملائكة بالعرش.
2. الحج المبرور لا يعدله شيء ولا جزاء له إلا الجنة.
3. ما بلغت ما يبلغ الحاج.
4. لا خلاص إلا بالإخلاص.
5. يا زرارة بيت يحج قبل آدم بألفي عام.

الهدف

بيان ما يكُون عليه الحاجّ والمعتمر من ثواب ومقامات.

تصدير الموضوع:
ووقفوا مواقف أنبيائه وتشبهوا بملائكته المطيفين بعرشه.

توطئة

روى ثقة الإسلام الكليني عن يونس قال: كان ابن العوجاء... قدم مكة متمرداً وإنكاراً على من يحج، وكان يكره العلماء مجالسته ومسائلته لخبث لسانه وفساد ضميره، فأتى أبا عبد الله عليه السلام فجلس إليه في جماعة من نظرائه، فقال يا أبا عبد الله إن المجالس أمانات، ولا بد لكل من به سعال أن يسعل، أفتأذن لي في الكلام؟ فقال عليه السلام: تكلم، فقال الحاكم تدوسون هذا البيدر، وتلوذون بهذا الحجر، وتعبدون هذا البيت المعمور بالطوب والمدر، وتهرولون حوله هرولة البعير إذا نفر؟ إن من فكر هذا وقدّر علم أن هذا فعل أسسه غير حكيم ولا ذي نظر، فقل فإنك رأس هذا الأمر وسنامه وأبوك أُسُّه وتمامه.

فقال له أبو عبد الله عليه السلام: "إن من أضلّه الله وأعمى قلبه استوخم الحق ولم يستعذبه، فصار الشيطان وليَّه وقرينه وربَّه، يورده مناهل الهلكة ثم لا يصدره، وهذا بيت استعبد الله به خلقه ليختبر طاعتهم في إتيانه، فحثهم على تعظيمه وزيارته، وجعله محل أنبيائه وقبلةً للمصلين إليه، فهو شعبة من رضوانه وطريق يؤدي إلى غفرانه، منصوب على استواء الكمال ومجمع العظمة والجلال، خلقه الله قبل دحو الأرض بألفي عام فأحقُّ من أطيع في ما أمر وانتهى عما نهى عنه وزجر الله، منشئ الأرواح والصور"1.

1- طواف الحاج بالبيت كطواف الملائكة بالعرش:
نحن لم نر كيفية طواف الملائكة بعرش الرحمن فضلاً عن رؤية العرش إلا أننا آمنا بذلك اعتماداً على ما نقله إلينا القرآن والسند من صور ومشاهد كما جاء في الآية الخامسة والسبعين من سورة الزمر حيث يقول: ﴿وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ومن السنة ما جاء على لسان أمير المؤمنين وسيد المتقين عليه السلام حيث قال في معرض الحديث عن فلسفة فرض الحج فقال: "وفرض عليكم حج بيته الحرام الذي جعله قبلة للأنام يردونه ورود الأنعام، ويألهون إليه ولوه الحمام جعله الله سبحانه علامة لتواضعهم لعظمته وإذعانهم لعزته، واختار من خلقه سماعاً أجابوا له دعوته، وصدقوا له كلمته، ووقفوا مواقف أنبيائه، وتشبهوا بملائكته المطيفين بعرشه، يحرزون الأرباح في متجر عبادته ويتبادرون عنده موعد مغفرته2".

2- الحج المبرور لا يعدله شيء ولا جزاء له إلا الجنة3:
أفضل من كتب فيه وأوضح من حكى عنه هو الشيخ محمد حسن الجواهر في مقدمة كتاب الحج من موسوعته الفقهية جواهر الكلام فقال: "الحج الذي هو من أعظم شعائر الإسلام، وأفضل ما يتقرب به الأنام إلى الملك العلّام، لِمَا فيه من إذلال النفس وإتعاب البدن، وهجران الأهل والتغرّب عن الوطن، ورفض العادات وترك اللذات والشهوات، والمنافرات والمكروهات وإنفاق المال وشدّ الرحال. وتحمل مشاق الحل والإرتحال ومقاسات الأهوال، والإبتلاء بمعاشرة السفلة والأنذال، فهو حينئذٍ رياضة نفسانية وطاعة مالية وعبادة بدنية، قولية وفعلية وجودية وعدمية، وهذا الجمع من خواص الحج من العبادات التي ليس فيها أجمع من الصلاة، وهي لم تجتمع فيها ما إجتمع في الحج من فنون الطاعات ومن هنا ورد أن الحج المبرور لا يعدله شيء ولا جزاء له إلا الجنة، وأنه أفضل من عتق سبعين رقبة4"5.

3- ما بلغت ما يبلغ الحاج:
ثم تعرّض صاحب الجواهر للهيئة التي يجب أن يكون عليها الحاج وبيان ثوابه وهو ينجز بعض مناسكه مستنداً في ذلك ومعتمداً على بعض الأخبار فقال: في خبر محمد بن مسلم: "من قدم حاجاً حتى إذا دخل مكة دخل متواضعاً فإذا دخل المسجد قصّر خطّاه من مخافة الله عزَّ وجلَّ فطاف بالبيت طوافاً وصلى ركعتين كتب الله له سبعين ألف حسنة، وحطّ عنه سبعين ألف سيئة ورفع له سبعين ألف درجة، وشفّعه في سبعين ألف حاجة، وحسب له عتق سبعين ألف رقبة، قيمة كل رقبة عشرة آلاف درهم"6.

وفي خبر معاوية ابن عمار عن أبي عبد الله عن أبية عن آبائه عليه السلام: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقيه أعرابي فقال: يا رسول الله إني خرجت أريد الحج ففاتني وأنا رجل مميل صاحب مال، فمرني أن أصنع في مالي ما أبلغ به مثل أجر الحاج فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "انظر إلى أبي قبيس فلو أن أبا قبيس لك ذهبة حمراء أنفقته في سبيل الله ما بلغت ما يبلغ الحاج، ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: إن الحاج إذا أخذ في جهازه لم يرفع شيئاً ولم يضعه إلا كتب الله له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات، فعد رسول الله كذا وكذا موقفاً إذا وقفها الحاج خرج من ذنوبه، ثم قال: أنى لك أن تبلغ ما يبلغ الحاج، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: "ولا تكتب عليه الذنوب أربعة أشهر وتكتب له الحسنات إلا أن يأتي بكبيرة"7.

4- لا خلاص إلا بالإخلاص:
ثم ذكر العلامة النجفي ما ينبغي أن يكون عليه الحاج، فقال: نعم ينبغي المحافظة على صحة هذه العبادة المعظمة بتصحيح النية، لأن الحج موضوع على الإعلان، ومعدود في هذه الأعصار من أسباب الرفعة والإفتخار والأبهة والإعتبار، بل هو مما يتوصل به إلى التجارة والإنتشار ومشاهدة البلدان والأمصار، والإطلاع على أحوال الأماكن والديار، فيخشى عليه من تطرف هذه الدواعي الفاسدة المبطلة للعمل في بعض الأحوال، ولا خلاص من ذلك إلا بالإخلاص، ولا إخلاص إلا بالخلو من شوائب العجب والرياء، والتجرد عن حب المدح والثناء، وتطهير العبادات الدينية عن التلويث بالمقاصد الدنيوية، ولا يكون ذلك إلا بإخراج حبّ الدنيا من القلب، وقصر حبه على حب ّالله تعالى، ويكون ذلك هو الداعي إلى العمل، وهو ملاك الأمر ومدار الفضل، والطريق العلمي إليه واضح مكشوف8.

5- يا زرارة بيت يحج قبل آدم بألفي عام:
بعد أن تعرض في الجواهر إلى وجوب التفقه بأحكام الحج، نقل عن زرارة الرواية التالية: يا زرارة بيت يحج قبل آدم بألفي عام تريد أن تفنى مسائله في أربعين عاماً"9.

خاتمة:

أتموا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حجّكم:

قال أبو الصلت الهروي: "قلت لعلي بن موسى الرضا عليه السلام: يا ابن رسول الله ما تقول في الحديث الذي يرويه أهل الحديث أن المؤمنين يزورون ربهم من منازلهم في الجنة؟ فقال عليه السلام: يا أبا الصلت، إن الله تبارك وتعالى فضل نبيه محمداً صلى الله عليه وآله وسلم على جميع خلقه من النبيين والملائكة، وجعل طاعته طاعته، ومتابعته متابعته، وزيارته في الدنيا والآخرة زيارته، فقال عزَّ وجلَّ: ﴿مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ10.

﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ11، وقال النبي من زارني في حياتي أو بعد موتي فقد زار الله، درجة النبي في الجنة أربع الدرجات، فمن زاره إلى درجته في الجنة من منزله فقد زار الله تبارك وتعالى". وقال يحيى بن يسار: "حججنا فمررنا بأبي عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: حاج بيت الله وزوار قبر نبيه وشيعة آل محمد، هنيئاً لكم".

وقال عامر بن عبد الله: "قلت لأبي عبد الله، إني ززرت جمّالي دينارين أو ثلاثة على أن يمر بي إلى المدينة، فقال: قد أحسنت ما أيسر هذا، تأتي قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتسلم عليه، أما إنه يسمعك من قريب، ويبلغه عنك من بعيد".


1- الكليني.
2- نهج البلاغة.
3- وسائل الشيعة، وكتاب الحج باب 41، ح 3، والمستدرك باب 24، ح22.
4- الوسائل، باب وجوب الحج، باب 43، ح3.
5- جواهر الكلام، ح17، مقدمة الحج، ص214.
6- الوسائل، كتاب الحج، باب وجوب الحج، باب 23، ح3.
7- الوسائل، باب الوجوب، الحج، باب42، ح1.
8- جواهر الكلام، النجفي، ج17، ص216 217.
9- جواهر الكلام النجفي، ج17، ص217 218.
10- سورة النساء، الآية: 80.
11- سورة الفتح، الآية: 10.

12-10-2013 | 12-01 د | 3118 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net