الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1644 23 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 26 تشرين الثاني 2024 م

ضياع القِيم في عصر الغَيبة

وللمظلوم عوناًالكلّ يحتاج إلى الصبر مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب- السنة الخامسة عشرة- العدد: 810- 3 ذو الحجة 1429 هـ الموافق 2 كانون الأول 2008 م
الفلسفة الاجتماعية للعيد

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع الرئيسة:
-المحبة والفرحة والإيثار في العيد
-الضيافة والتزاور في العيد
-التواضع روح الإلفة والإكرام في العيد
-سنن العيد وآدابه

الهدف:
التعرّف إلى الأبعاد الاجتماعية للعيد، وإلى سننه وآدابه.

تصدير الموضوع:
ورد في الدعاء "اللهم أسألك بحق هذا اليوم، الذي جعلته للمسلمين عيداً، ولمحمدّ صلى الله عليه وآله وسلم ذخراً وشرفاً وكرامةً ومزيداً...".

مقدمة
العيد هو كل يوم فيه جمع، واشتقاقه من: عاد يعود، كأنهم عادوا إليه، ويقال: عيَّد المسلمون: شهدوا عيدهم، قال ابن الأعرابي: سُمِّيَ العيد عيداً لأنه يعود كل سنة بفرحٍ مجدد1. وعيّدتُ تعييداً شهدت العيد، والمستفاد من النصوص أن أعياد المسلمين بالمعنى المصطلح أربعة لا غير وهي: عيد الفطر، ويوم النحر المسمى بعيد الأضحى في اليوم العاشر من ذي الحجة، ويوم الجمعة من كل أسبوع، وعيد الغدير وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة.

وقد جاء في الحديث عن المفضّل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: "كم للمسلمين من عيد؟ فقال: أربعة أعياد، قال: قلت: قد عرفت العيدين والجمعة، فقال لي: أعظمها وأشرفها يوم الثامن عشر من ذي الحجة..." بالإشارة إلى عيد الغدير.

الفلسفة الاجتماعية للعيد:
تتجلى الجوانب الاجتماعية للعيد في الإسلام في جوانب عدة أهمها:

1-المحبة والفرحة والإيثار في العيد:
العيد مناسبة كريمة لتنمية بذرة الحب والعطف والمعروف والإحسان، في وقت يشكو الناس فيه الجفاء وقسوة الطباع، فإن العيد فرصة لنسمو بأخلاقنا إلى الآفاق الرحبة التي أرادها لنا ديننا، مشبعين بروح السماحة واليسر والعطف على الجميع، ولنتلاقى بروح الرغبة الحقيقية في التصافي والتواد والتراحم.

فهو يومُ الأطفال يفيض عليهم بالفرح والمرح، ويوم الفقراء يلقاهم باليسر والسعة، ويومُ الأرحام يجمعها على البر والصلة، ويومُ المسلمينَ يجمعهم على تجديد أواصرَ الحب، ودواعي القرب، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يؤمن عبد حتى يحب للناس ما يحب لنفسه من الخير".

وفي هذا كلِّه تجديدٌ للرابطة الاجتماعية على أقوى ما تكون من الحب، والوفاء، والإخاء، وفيه أروعُ ما يُضفي على النفوس من البهجة، وعلى الأجسام من الراحة، وتذكيرٌ لأبناء المجتمع بحق الضعفاء والعاجزين: حتى تشمل الفرحةُ بالعيد كلَّ بيت، وتعمَّ النعمةُ كلَّ أسرة، وإلى هذا المعنى الاجتماعي يرمُزُ تشريعُ صدقة الفطر في عيد الفطر، ونحر الأضاحي في عيد الأضحى، فإن في تقديم ذلك قبل العيد، أو في أيامه إطلاقاً للأيادي الخيّرة في مجال الخير، فلا تشرق شمسُ العيد إلا والبسمةُ تعلو كلَّ شفةٍ، والبهجةُ تَغمُرُ كلَّ قلبٍ.

2-الضيافة والتزاور في العيد:
العيد فرصة فريدة للتزاور والتلاقي وتفقّد الأهل والأحبة والجيران. فقد اعتبر الدين الإسلامي أن الزيارة والضيافة أدبان هامان من الآداب الاجتماعية التي حثّ عليها الإسلام، وحرص على تزاور المؤمنين واستقبال بعضهم البعض. لأن التزاور يعزّز أواصر الأخوة والألفة والمحبة، ولذا جاء في الأحاديث الشريفة ما يؤكّد على التزاور والضيافة، فمن آداب الإسلام المتفق على رجحانها في الشريعة أن يتزاور المؤمنون، وأن يكرموا بعضهم البعض بما يملكون من قدرة وإمكانية ولو بكلمة طيبة. يقول النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم: "الزيارة تنبت المودة" 2. ويقول الإمام علي عليه السلام: "لقاء الإخوان مغنم جسيم وإن قلّوا"3.

ويقول نبيّنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم: "من زار أخاه المؤمن إلى منزله لا حاجة منه إليه كتب من زوّار الله، وكان حقيقاً على الله أن يكرم زائره"4.

ويروي الإمام الباقر عليه السلام عن آبائه عن جدّه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "حدثني جبرائيل عليه السلام أن الله عزّ وجلّ أهبط إلى الأرض ملكاً فأقبل ذلك الملك يمشي حتى وقع إلى باب عليه رجل يستأذن على ربّ الدار. فقال له الملك: ما حاجتك إلى ربّ هذه الدار؟ قال: أخٌ لي مسلم زرته في الله تبارك تعالى. فقال له الملك: ما جاء بك إلا ذاك؟ قال: ما جاء بي إلا ذاك. قال: فإني رسول الله إليك وهو يقرئك السلام ويقول: وجبت لك الجنة، وقال الملك: إن الله عزّ وجلّ يقول: أيما مسلم زار مسلماً فليس إيّاه زار بل إيّاي زار وثوابه عليّ الجنة"5.

3-التواضع وروح الإلفة والإكرام في العيد:
كثيرة هي الأحاديث التي تحثّ وترغّب المسلم في الاهتمام بالآخرين، ولطافة التعامل معهم، فالدين المعاملة. فإنّ التآلف مع الآخرين، والتعامل الحسن معهم، وحسن الأخلاق، لهي من علامات الإيمان. فقد قال النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ أحبكم إلى الله الذين يألفون ويؤلفون، وإنّ أبغضكم إلى الله المشاؤون بالنميمة، والمفرّقون بين الإخوان" 6، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً".

والعيد فرصة ثمينة لتكريس ثقافة التزاور والضيافة والاستضافة لأنها من باب تكريم المؤمن، وإدخال السرور على قلبه بلا فرق بين الزائر والموزور، أو بين الضيف والمضيف. وللاهتمام بالحضور والمشاركة في المناسبات الخاصة في الأفراح والأتراح عند إخواننا وأبناء مجتمعنا خصوصاً فيا لمدن بلا فرق بين المناسبات الدينية وغيرها مع مراعاة الضوابط الشرعية.

ولهذا ينبغي إكرام المؤمن والمسلم بتلبية دعوته، وعدم الاقتصار على الحضور والمشاركة عند طبقة اجتماعية خاصة. يقول صلى الله عليه وآله وسلم: "حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، وإتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس"...

من سنن يوم العيد وآدابه:
الأول: أن تكبّر بعد صلاة الصّبح وبعد صلاة العيد فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوله: "زيّنوا العيدين بالتهليل والتكبير والتحميد والتقديس".
الثاني: أن تدعو بعد فريضة الصّبح بدعاء "اللّهُمَّ إني تَوَجَّهتُ إليك بِمُحّمَّد إمامي" إلخ وقد أورد الشيخ هذا الدعاء بعد صلاة العيد.
الثالث: الغسل ووقت الغسل من الفجر إلى حين أداء صلاة العيد.
الرابع: تحسين الثياب واستعمال الطيب والأصحار في غير مكّة للصلاة تحت السماء فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوله: "إن الله يحب إذا خرج عبده المؤمن إلى أخيه أن يتهيأ له وأن يتجمّل"7، وقد ورد التأكيد في النصوص على أن خير لباس كل زمان لباس أهله8.
ومما قاله الإمام الصادق عليه السلام لعبيد بن زياد: "إظهار النعمة أحب إلى الله من صيانتها، فإيّاك أن تتزيّن إلا في أحسن زيّ قومك..."9.
الخامس: أن لا تخرج لصلاة العيد إلا بعد طلوع الشمس، وأن تدعو بما ورد من الأدعية الخاصة في العيدين...
السادس: زيارة الإمام الحسين عليه السلام، قال الإمام الصادق عليه السلام: "من زار قبر الحسين عليه السلام ليلة من ثلاث ليالي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخّر، ليلة الفطر، وليلة الأضحى، وليلة النصف من شعبان".
السابع: الأضحية: الأضحية من الأعمال المستحبة، قال الإمام علي عليه السلام في فضلها: "لو علم الناس ما في الأضحية لاستدانوا وضحّوا، إنّه ليغفر لصاحب الأضحية عند أول قطرة تقطر من دمها".


1-لسان العرب، 3-913.
2-بحار الأنوار، ج2، ب91، ح6
3-بحار الأنوار، ج47، ب12، ح61
4-بحار الأنوار، ج57، ب18، ح77
5-المصدر نفسه، ج95، ب32، ح93
6-إحياء علوم الدين، ج2، ص160
7-بحار الأنوار، 97
8-راجع فروع الكافي، ج6
9-مكارم الأخلاق، 1/ 8402/ 637

17-03-2010 | 23-56 د | 3800 قراءة

الإسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
لوحة المفاتيح العربية
رمز التأكيد


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net