الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

التصنيفات

العدد 1178- 12 ربيع الأول 1437هـ - 24 كانون الأول 2015م
بعض الحقوق العملية للرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

بعض الحقوق العملية للرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)
 
مقدمة:

إن الله أكد على لزوم رعاية سمو مقام النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) بآداب قلبية وأخرى عملية، فالمنزلة القلبية للرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) لا يكتفي الله بها بل لا بد من ترشح المقام القلبي للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) على قوى الإنسان الأخرى، وبتعبير آخر إنَّ العلاقة به (صلى الله عليه وآله وسلم) في الباطن يفترض أن تنعكس في ظاهر الإنسان، وما ذلك بأفعال لها علاقة بقوى الظاهر ولا سيما الجوارح؛ ومن هذه الآداب، بل  قل التجليات- على صعيد ظاهر الإنسان المؤمن للإيمان برسولية محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ما يلي:
 
الطاعة والانقياد:
حيث إن كون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رسولاً مؤدياً عن الله رسالته عز وجل، يفترض ليس فقط قبول قوله وتصديقه، بل طاعته للقاعدة العقلية المقررة قرآنا:﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ...[1].

كأن الآية تريد القول إنه لا معنى لإرسال إنسان ما وجعله نبياً ورسولاً ما لم يجعل الله عز وجل له حق الطاعة في أعناق من أرسله إليهم؛ إذ لا الطاعة لأحد إلا إذا جعل الله له من ولايته حصة يوجب بها طاعته على من ولاه عليهم.
على أن العقل يفرض أمراً آخر، وهو أن من كان مرشداً إلى الحق والعدل والصواب والهدى، وناهياً عن الضلال والباطل والظلم والخطأ كذلك طاعته لازمة لأجل حقانية ما يدعو إليه ولكونه متجرداً عن الغرضية والشخصانية ومخلصاً في هدايته ونصيحته.

فللرسول حق الطاعة من جهة رسوليته (صلى الله عليه وآله وسلم) وعن هذا قال تعالى: ﴿..وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ.[2]

ومن جهة كونه مرشداً للحق لإشرافه عليه: (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى...)[3].

ولكونه قائداً مولى من قبل الله تعالى تجب طاعته ولا تجوز مخالفته، بل لا يملك المؤمن برسالته الخيار في أن يخالف أوامره (صلى الله عليه وآله وسلم).

قال تعالى:﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينً[4]

وكذلك لكونه (صلى الله عليه وآله وسلم) النموذج الأكمل للإنسان بحسب ما يريد الله تعالى فشخصه بكافة أبعاده معياراً تقاس عليه النفوس من حيث قربها للنموذج الذي يجب تمثُّله من قبل بني آدم (عليه السلام) كافة. وهذا معنى اتخاذه قدوة وأسوة الذي هو اتباعه وطاعته في أقواله وأفعاله حيث قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ..[5]

ولأن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) يحمل في أخلاقه الأخلاق الإلهية فالله تعالى الرحمن الرحيم والرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) رحمته الواسعة التي عمت العوالم :﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ[6]

ووصف تعالى سيرته في الخلق وتجليات رحمته (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال :﴿فبمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ..[7]

ولما كان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يحمل في صفاته أكمل ما حمل إنسان من تجليات الصفات الإلهية وكان في جهة مقابلة أشد الناس عبودية لله كان إتباعه امتحانا لمحبة الله وموجباً لمحبة الله إذ يقول تعالى:﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ[8]

ومن وجوه طاعته (صلى الله عليه وآله وسلم) وإتباع شرعه جعْلهُ حكماً في المشكلات والخلافات وقبول قضائه فيها، فقال تعالى:﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ...[9]

فلا يكون إيمان المؤمنين كاملاً ما لم يجعلوا الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وقضاءه مرجعاً يحْكمُ به في نزاعاتهم.

بل ثمة شروطاً أخرى ليكمل إيمان المؤمنين غير اللجوء إلى قضائه وشرعه وهو ما أضافه تعالى فأضاف قائلاً:﴿...ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمً[10]

وعلى ما سبق يتضح أن لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حقاً بل حقوقاً عملية هي طاعته والانقياد له واتخاذه قدوة وأسوة وتحكيمه وشريعته في خلافاتنا ومشكلاتنا والرضا بذلك والتسليم.
 
حق عملي وذكري:
ومن الحقوق العملية حق عملي يتعلق باللسان، وهو الصلاة عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ جاء البيان الإلهي بصورة فريدة جعل الله تعالى نفسه وملائكته مثالاً يفترض أن يحتذي به المؤمنون فقال عزّ وجل:﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمً[11]

وروي أن قوماً من أصحابه سألوه عند نزول هذه الآية عليه فقالوا: "يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟" فقال (صلى الله عليه وآله وسلم):" تقولون: " اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد".[12]

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): "لا تصلوا علي الصلاة البتراء" فقالوا: وما الصلاة البتراء؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم):" تقولون: اللهم صلِّ على محمد وتمسكون بل قولوا: اللهم صلِّ على محمد وآل محمد".[13]

فالصلاة عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) لا تكون تامة ما لم يُقرنُ آلُ رسول الله (صلى الله عليه وآله) إليه في الصلاة، وهذا الذي بينه (صلى الله عليه وآله وسلم) مما فرضه الله على المسلمين من الصلاة عليه.
 
خاتمة:
إلى ما ذكرنا من الحقوق العملية والذكرية هناك حقوق أخرى مالية كالأنفال، وكذلك الصدقة على من يريد مناجاته (صلى الله عليه وآله وسلم)، وما فرضه الله له ولذريته في الخمس. تركنا ذكرها لئلا نطيل. على إننا نرجوه تعالى أن يعيننا ويوفقنا لأداء شيء من حقوق رسوله علينا.
 
والحمد لله رب العالمين


[1] سورة النساء، شطر من الآية:64.
[2] سورة الحشر، شطر من الآية:7
[3] سورة يونس، الآية 34.
[4] سورة الأحزاب، الآية:36.
[5] سورة الأحزاب، شطر من الآية:21.
[6] سورة الأنبياء، الآية:107.
[7] سورة آل عمران، شطر من الآية:159.
[8] سورة آل عمران، الآية:31.
[9] سورة النساء، شطر من الآية:65.
[10] سورة النساء، شطر من الآية:65.
[11] سورة الأحزاب، الآية:56.
[12] دعائم الإسلام، ج1، ص9.
[13] الحدائق النافذة(البحراني)، ج8،ص465.

24-12-2015 | 16-24 د | 2450 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net