الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1644 23 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 26 تشرين الثاني 2024 م

ضياع القِيم في عصر الغَيبة

وللمظلوم عوناًالكلّ يحتاج إلى الصبر مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة
من نحن

 
 

 

التصنيفات

العدد 1191- 14 جمادى الثانية 1437هـ - 24 آذار 2016م
السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) أوج الملكوت الإنساني

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) أوج الملكوت الإنساني

الهدف:

التعرّف على مكانة الزهراء (عليها السلام) ومنزلتها عند الله تعالى.

المحاور:
- أسماؤها؛ الزهراء، البتول.
- الزهراء (عليها السلام) كائن ملكوتي.
- بلوغ مقام الصدّيقين بالعبودية.
- بيت فاطمة وبركاته.
- ولادة الزهراء (عليها السلام) يوم المرأة.
- بضعة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وشبيهته.

تصدير:
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «أما ابنتي فاطمة، فإنها سيّدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، وهي بضعة مني، وهي نور عيني، وهي ثمرة فؤادي، وهي روحي التي بين جنبي، وهي الحوراء الأنسية، متى قامت في محرابها بين يدي ربّها جلّ جلاله زهر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض، ويقول الله (عزّ وجلّ) لملائكته: يا ملائكتي، انظروا إلى أمتي فاطمة سيّدة إمائي قائمة بين يديّ ترتعد فرائصها من خيفتي وقد أقبلت بقلبها على عبادتي، أشهدكم أني قد أمّنت شيعتها من النار.. »[1].

الزهراء (عليها السلام):
يستفاد من جملة الأحاديث والأخبار أنّ فاطمة (عليها السلام) عرفت بالزهراء لجمال هيئتها والنور الساطع في غرّتها، فهي مزهرة كالشمس الضاحية، ومشرقة كالقمر المنير سُئل الإمام الصادق عليه السلام عن فاطمة عليها السلام لِمَ سمّيت الزهراء؟ فقال عليه السلام: «لاَنّها كانت إذا قامت في محرابها زهر نورها لاَهل السماء، كما يزهر نور الكواكب لاَهل الأرض».

وقال الشاعر:
أضاءت بها الأكـــوان والأرض والسما * قـــديماً وفـي الدنيا وفـي النشأة الاُخرى
ومازال فـي الأدوار يشـــرق نورهـــــــا * ومـن أجل ذاك النور سميت الزهرا

وقال آخر:
شعّت فلا الشمس تحكيها ولا القمـــر * زهـراء من نــــــورها الأكوان تزدهر.

البتول(عليها السلام):
البتل في اللغة: القطع، وهو يرادف الفطم من حيث المعنى، وقد عرفت الزهراء عليها السلام بهذا الاسم لتفرّدها عن سائر نساء العالمين بخصائص تميزت بها، كما تدل عليه الأحاديث وأقوال أهل اللغة.

ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: «إنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم سُئِلَ ما البتول؟ فإنّا سمعناك يا رسول الله تقول: إنّ مريم بتول وفاطمة بتول .

فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): البتول التي لم تر حمرةً قط ـ أي لم تحض ـ فإنّ الحيض مكروه في بنات الأنبياء»[2]، وتنزيهها عن الحيض باعتباره أذىً يشير إلى علوّ مقامها وإلى خصوصية تفردت بها عن سواها، لاَنّها من أهل البيت الذين طهرهم ربهم من الرجس تطهيراً، وهو أمر غير مستبعد لكثرة المؤيدات له في الأحاديث والآثار .

وبالاسناد عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّ ابنتي فاطمة حوراء آدمية، لم تحض ولم تطمث»[3].

وفي رواية:«يا أسماء، إنّ فاطمة خلقت حورية في صورة إنسية»[4].

وقد أضاف أهل اللغة عدة دلالات أخرى تحكي عن منزلة الزهراء عليها السلام التي لا يدانيها أحد من نساء الاُمّة، وفيما يلي بعضها:
منها: لانقطاعها عن نساء زمانها وعن نساء الاُمّة فضلاً وديناً وحسباً وعفافاً، وهي سيدة نساء العالمين، وأُمّ أولاده (صلى الله عليه وآله وسلم).
ومنها: المنقطعة عن الدنيا إلى الله تعالى، وبه لقّبت فاطمة أيضاً.

الزهراء (عليها السلام) كائن ملكوتي:
‏ ليست الصديقة (عليها السلام) كباقي الخلق ولا امرأة عادية وإنما في عالمها الباطني المعنوي كائن ملكوتي تجلّى في الوجود بصورة إنسان، وظهر على هيئة امرأة، بما اجتمع فيها من المظاهر الإلهية والأبعادالمعنوية والجوامع الملكوتية، يقول الإمام الخميني: (قده): «إن مختلف الأبعاد التي يمكن تصوّرها للمرأة وللإنسان تجسّدت في شخصية فاطمة الزهراء (عليها السلام) لم تكن الزهراء امرأة عادية، كانت امرأة روحانية ملكوتية كانت إنساناً بتمام معنى الكلمة.. حقيقة الإنسان الكامل، لم تكن امرأة عادية بل هي كائن ملكوتي تجلى في الوجود بصورة إنسان، بل كائن جبروتي ظهر على هيئة امرأة... »[5].

بلوغ مقام الصدّيقين بالعبودية:
إن قيمة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) تكمن في عبوديتها لله، ولولا عبوديتها لما اتّصفت بالصديقة الكبرى، فالصدّيق هو الشخص الذي يظهر ما يعتقده ويقوله على سلوكه وفعله، وكلما كان هذا الصدّيق أكبر، كانت قيمة الإنسان أكثر، فيكون صدّيقًا، كما قال تعالى: ﴿فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ حيث جاء ذكر الصديقين بعد النبيّين.

فكانت هذه العظيمة صديقة كبرى، أي أفضل صدّيقة، وكانت صدّيقيتها بعبادتها لله، فالأساس هو عبادة الله؛ وهذا لا يختص بفاطمة الزهراء (سلام الله عليها) فحتى أبوها الذي يعد مصدر فضائل المعصومين جميعًا، والذي يشكل أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء (سلام الله عليهما) قطرات بحر وجوده المتلاطم، إنما كانت قيمته عند الله بفضل عبوديته (اشهد أن محمدًا عبده ورسوله) فقد جاء ذكر العبودية قبل الرسالة، بل إن الرسالة إنما أعطيت له لعبادته، لأن الله تعالى يعلم بمخلوقه وما تصنع يداه، أفلسنا نقرأ في زيارة الزهراء (سلام الله عليها): «امتحنك الله الذي خلقك قبل أن يخلقك»؟[6]

بيت فاطمة وبركاته:
إنّ الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي كان خليفة المسلمين وحاكم بلاد قد تقدّر مساحتها بعشرة أضعاف مساحة إيران.. إذ كانت تمتد من الحجاز الى مصر وأفريقية وجزء من أوروبا أيضاً، إنّ هذا الخليفة الإلهي عندما كان يتواجد بين الناس كان كأحدهم ويجالسهم كما نجلس الآن الى جوار بعض، بل أنه لم يفترش حتى مثل هذا، إذ لم يكن عنده حسبما يروى غير جلد كبش اتخذه هو والصدّيقة الزهراء فراشاً في الليل وكان يضع عليه علف ناقته في النهار[7].

ولادة الزهراء (عليها السلام) يوم المرأة:
إذا ما اقتنعتن أيتها السيدات وأبناء شعبنا قاطبة بأن يكون هذا اليوم يوماً للمرأة، إذا ما قبلتن أن يكون يوم مولد الصدّيقة الزهراء بما تتسم به من كمالات ومنزلة يوماً للمرأة، فهذا يعني استعدادكن لتحمّل أعباء مسؤوليات جسام كالتي اضطلعت بها الصدّيقة الزهراء، ومنها مسؤولية الجهاد، فالصدّيقة الزهراء جاهدت خلال تلك الفترة الوجيزة قدر استطاعتها، ولابد لكنّ من الاقتداء بسيرتها لكي تترجمن إيمانكن بيوم مولدها يوماً للمرأة، أي أن يتجلى يوم مولد فاطمة الزهراء يوماً للمرأة حقاً، ينبغي الاقتداء بزهدها وتقواها وعفافها وجميع الخصال التي اتصفت بها، يجب اتباع سيرتها إذا ما آمنتن بهذا اليوم، أما إذا تقاعستن عن اتباعها فيجب أن تعلمن أنكن لم تعشن يوم المرأة، فما لم تؤمّن بهذا لن تدخلن في يوم المرأة ولن تنلن هذا الشرف.[8]

بضعة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وشبيهته:
كانت الزهراء (عليها السلام) تشبه أباها (صلى الله عليه وآله وسلم) خلقاً وأخلاقاً ومنطقاً، وقد وصفها الصحابة المعاصرون لها بأنّها كانت كأبيها (صلى الله عليه وآله وسلم) في مشيته وجلسته وسمته وهديه ما تخطي منه شيئاً .

عن أنس بن مالك، قال: لم يكن أحد أشبه برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الحسن ابن علي وفاطمة عليهما السلام[9].

وعن عائشة، قالت: ما رأيت أحداً أشبه سمتاً ودلاًّ وهدياً وحديثاً برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في قيامه وقعوده من فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)[10].

وكانت الزهراء عليها السلام المثل الأعلى في خَلْقِها وخُلُقِها وسموها وتفوّقها في كل الفضائل والصفات الإنسانية العليا على جميع نساء أهل الدنيا، حتى بلغ من كمالها أن وصفها النبي صلى الله عليه وآله وسلم مراراً وتكراراً بالحورية، فسبحان من خصّها بما خصّها وفضّلها على نساء العالمين .


[1] - الأمالي، الشيخ الصدوق، المجلس: 24 / 100
[2] - مناقب ابن شهرآشوب 3: 330
[3] - ذخائر العقبى: 26.
[4] - كشف الغمة 1: 463.
[5] - من كلمة للإمام الخميني بمناسبة يوم المرأة: 16/5/1979
[6] - من كلمة لسماحة القائد في ذكرى مولد سيّدة نساء العالمين (عليها السلام) 1426م.
[7] - من حديث للقائد في 4/7/1979 .
[8] - الإمام الخميني، من حديث في جمع من الأخوات بمناسبة يوم المرأة: 2/3/1986.
[9] - مسند أحمد 3: 164.
[10] - مستدرك الحاكم 4: 272.

24-03-2016 | 14-08 د | 2740 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net