الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1644 23 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 26 تشرين الثاني 2024 م

ضياع القِيم في عصر الغَيبة

وللمظلوم عوناًالكلّ يحتاج إلى الصبر مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة
من نحن

 
 

 

التصنيفات

العدد 1195- 13 رجب 1437هـ - 21 نيسان 2016م
الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام) قصة الجهاد والحكم والشهادة

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام) قصة الجهاد والحكم والشهادة

الهدف:

 التعرّف على جانب من جهاد الإمام علي(عليه السلام) وحكومته.
 
المحاور:
- وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وقضية الخلافة
- الإمام علي  من الخلافة إلى الشهادة
- معالم حكومة الإمام عليّ(عليه السلام)
 
تصدير:
 خاطب رسول الله قومه قائلاً: "إنّي واللّه ما أعلم أنّ شاباً في العرب جاء قومه بأفضل ممّا جئتكم به، إنّي قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه فأيّكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصييّ وخليفتي فيكم؟" فلم يجبه أحد فنهض الإمام علي (عليه السلام) ولم يتعدّ عمره 14 عاماً[1] إلا أن رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) كرّر ذلك ثلاثاً ليلقي الحجة على القوم، وكان يقوم علي(عليه السلام) مجيباً، فقام رسول الله فضرب بيده على يد علي وقال في حقّه وبحضور وجهاء بني هاشم المقولة الشهيرة: "هذا عليٌّ أخي ووصيّي وخليفتي فيكم"[2].
 
وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وقضية الخلافة:
لقد نُصّب الإمام علي  (عليه السلام) من قِبَل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)  وبأمره تعالى في مناسبات عديدة لقيادة المسلمين وخلافة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأهمّها هو ما حدث في الغدير. ومن هنا كان من المتوقّع أن يتولّى الإمام عليّ(عليه السلام) الخلافة غير أنّه لم يحدث ذلك من الناحية العملية وأُقصي علي(عليه السلام) عن مركز القرار في قيادة المجتمع الإسلاميّ.

وقد أشار الإمام (عليه السلام) إلى صبره على هذه القضية بدافع الحفاظ على الإسلام، ومنها ما قاله في بداية تسلّم عثمان السلطة: "لقد علمتم أنّي أحقّ الناس بها من غيري، وواللّه لأسلمنّ ما سلمت أُمور المسلمين، ولم يكن فيها جور إلّا عليّ خاصة"[3].

  ويذكر الإمام علي (عليه السلام) في خطبة الشقشقية سبب اختياره للخيار الثاني بهذا النحو: "فَسَدَلْتُ دُونَها ثَوْباً، وَطَوَيْتُ عَنْها كَشحاً، وطَفِقْتُ أرتَئي بَين أن أصولَ بيد جَذّاء، أو أصْبِرَ على طَخية عمياء، يَهْرَمُ فيها الكَبير وَيشيبُ فيها الصَغير، ويَكْدَحُ فيها مؤمِنٌ حَتّى يَلقى ربَّهُ، فَرَأيْتُ أنَّ الصَّبرَ على هاتا أحجى، فصبرتُ وفي العَيْنِ قَذى وَفي الحَلْقِ شَجى، أَرى تُراثي نَهباً"[4].
 
الإمام علي  من الخلافة إلى الشهادة:
بعد تولّي الخليفة الثالث عثمان بن عفان الخلافة ثارت جماعة من الناس على حكومته، واستمرّ حراك الناس حتّى قُتل عثمان، وكانت خلافته قد استمرت نحو اثني عشر عاماً. وكان الناس في هذه المدة يعيشون حالة من الفوضى والضياع، وخلالها كان أصحاب الثورة يراجعون الإمام غير أنّه كثيراً ما كان يُبعد نفسه عن الأنظار، وحيث إنّهم كانوا يطالبونه بقبول بيعتهم وهو ما يزال يرى الظروف غير مناسبة لقبول الخلافة وأنّ الحجّة لم تتمّ عليه بهذا الاقتراح قال: "دعوني والتمسوا غيري فإنّا مستقبلون أمراً له وجوه وألوان لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول، وإنّ الآفاق قد أغامت والحجّة قد تنكّرت، واعلموا أنّي وإن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم، ولم أصغ إلى قول القائل وعتب العاتب، وإن تركتموني فأنا كأحدكم ولعلّي أسمعكم وأطوعكم لمن ولّيتموه أمركم، وأنا لكم وزيراً خيرٌ لكم منّي أميراً"[5]. وحيث قد كثر توافد المسلمين على الإمام (عليه السلام) وازدحامهم عليه واكتظّت داره بهم وازداد إصرارهم عليه، شعر بالمسؤولية ولم ير بدّاً من قبول البيعة. وتحدّث الإمام في خطبة أخرى عن إقبال الناس عليه بحرارة وسرور وعن أسباب قبول الخلافة قائلاً: "... فما راعني إلّا والناس كعرف الضبع إليّ ينثالون عليّ من كلّ جانب حتى لقد وطئ الحسنان[6]، وشق عطفاي مجتمعين حولي كربيضة الغنم، فلمّا نهضت بالأمر نكثت طائفة ومرقت أُخرى وقسط آخرون، كأنّهم لم يسمعوا كلام الله سبحانه يقول: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ. بلى واللّه لقد سمعوها ووعوها، ولكنّهم حليت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها، أما والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر وقيام الحجّة بوجود الناصر، وما أخذ الله على العلماء أن لا يقارّوا على كظّة ظالم ولا سغب مظلوم، لألقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أوّلها، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز"[7].
 
معالم حكومة الإمام عليّ(عليه السلام):
على الرغم من أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قد واجه عقبات في أيّام خلافته إلاّ انّه استطاع بلا شكّ أن يطرح نموذجاً ناجحاً للحكومة وفق تعاليم الإسلام ومعاييره والتي نذكر بعضها بإيجاز:

1- أشار الإمام علي (عليه السلام) إلى أنّ فلسفة قبوله للخلافة هي لأجل إجراء العدالة الاجتماعية في المجتمع على كافة المستويات لا سيما الاقتصادية، والاستفادة من الإمكانات العامة، ومكافحة الفوارق الطبقية الكبيرة في المجتمع.

2- إنّ رؤية الإمام علي (عليه السلام) للحكم تتلخّص في أنّ الحكم والمنصب ليس إلّا وسيلة لخدمة الناس وإحقاق الحقّ ودحض الباطل، لا أنّه طعمة تدرّ الأرباح. وقد التزم الإمام بهذا المنهج إلى أبعد الحدود، حتّى تراه يجتنب عن إعطاء المهام الحسّاسة كالولاية وبيت المال إلى المتعطّشين للسلطة وكسب المال.

3- لقد عاش الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) عند تصدّيه للخلافة غاية الزهد والبساطة في الحياة، كما كان يوصي عمّاله بالاعتدال والعزوف عن زخارف الدنيا وزبرجها. وهذه الخصوصية أي عزوفه عن زخارف الدنيا هي من أبرز خصائصه الذاتية وسيرة حكمه.

4- إنّ المعيار الذي أكّد عليه الإمام (عليه السلام) في انتخاب الولاة والعمّال، هو أن تكون لهم سوابق في الإسلام، وتقوى، وكفاءة في إدارة سدّة الحكم، والتزام بقيم الإسلام وغيرها من المعايير. والشيء الذي لم يخطر ببال الإمام أبداً هو القرابة والعشيرة، كما يتّضح ذلك حينما نصب (51) شخصاً كولاة وممثّلين عنه في الولايات والإمارات المختلفة، فتجد فيهم من المهاجرين والأنصار، وأهل اليمن، والهاشميّ وغير الهاشميّ، والعراقيّ والحجازيّ، الشابّ والكهل، ولا تجد في هذه القائمة أثراً لأسماء الحسن والحسين ومحمد ابن الحنفية وعبد الله بن جعفر (زوج زينب عليها السلام). وعلى الرغم من أنّ الإمام (عليه السلام) كان ينصب عمّالاً وولاة صالحين وكفوئين إلّا أنّه في الوقت نفسه كان يجعل عليهم عيوناً لمراقبة تحرّكاتهم. ومن أبرز تلك النماذج كتاب تقريع بعثه الإمام (عليه السلام) إلى عثمان بن حنيف الأنصاريّ عامله على البصرة وقد بلغه أنّه دعي إلى وليمة قوم من أهلها فمضى إليها[8].

5- لم يكن الإمام يعتقد - وخلافاً لمعظم الزعماء والرؤساء - بأنّ الغاية تُبرّر الوسيلة، ولم يتوصّل إلى أهدافه المقدّسة النبيّلة بوسائل غير مشروعة قطّ، كما يظهر من جوابه لمّا عوتب على التسوية في العطاء وتصييره الناس أسوة فيه من غير تفضيل أصحاب السابقات والشرف: "أتأمروني أن أطلب النصر بالجور فيمن ولّيت عليه؟، والله لا أطور به ما سمر سمير، وما أمّ نجم في السماء نجماً. ولو كان المال لي لسوَّيت بينهم، فكيف وإنّما المال مال الله؟"[9].
 
القتال في ثلاث جبهات:
حمّلت خلافة الإمام (عليه السلام) وقيادته - التي ساد فيها العدل وإحياء المبادئ والقيم الإسلامية الأصيلة - أصحابه عبأ ثقيلاً ما أدّى إلى تشكيل خطٍّ معارض لحكومته، وانتهت هذه المعارضات إلى حدوث ثلاث حروب مع الناكثين والقاسطين والمارقين، وهي:

قتال الناكثين: وقد كان سبب هذه الحرب مع الناكثين (ناقضي العهد) هو أنّ طلحة والزبير اللّذين بايعا الإمام علياً قد طلبا منه أن يولّيهما أعمال البصرة والكوفة، ولكن الإمام رفض ذلك، فتركا المدينة سرّاً والتجآ إلى مكة وجيّشا جيشاً بأموال بيت المال المختلس من قبل بني أُمية وانطلقا نحو البصرة واستوليا عليها. فتحرّك الإمام علي (عليه السلام) تاركاً المدينة لمعالجة أمر الناكثين، فحدثت حرب طاحنة قرب البصرة انتهت بانتصار الإمام عليّ وهزيمة الناكثين، وهذه هي حرب الجمل التي لها مساحة كبيرة في التاريخ، والتي اندلعت سنة 36 هجرية.

قتال القاسطين: كان معاوية قد أعدّ ومنذ فترة سبقت خلافة الإمام علي (عليه السلام) مقدّمات الخلافة لنفسه في الشام، وما إن تسلّم الإمام الخلافة حتّى عزل معاوية عن الشام ولم يرض أن يقرّه عليها لحظة واحدة. وكان حصيلة هذا النزاع أن تقاتل جيش العراق وجيش الشام في أرض تُدعى صفّين. وكان الانتصار لجيش الإمام علي (عليه السلام) لولا خديعة معاوية برفع المصاحف بإشارة من عمرو بن العاص التي أحدثت تمرّداً في جيش الإمام. وفي النتيجة وبعد الاضطراب الكبير في جيش الإمام علي (عليه السلام) وافق على التحكيم، وكان من جهته أبو موسى الأشعري وعمرو بن العاص من جهة معاوية لكي ينظرا في مصالح الإسلام والمسلمين.

قتال المارقين: والمارقون هم أُولئك الذين أصرّوا على قبول التحكيم، وندموا بعد عدّة أيام على ذلك، وطلبوا منه أن ينقض العهد من جهته، غير أنّ الإمام (عليه السلام) لم يكن بذلك الشخص الذي ينقض عهده، ولهذا خرجوا على الإمام ووقفوا ضدّه وقاتلوه في النهروان وقد عُرفوا بالخوارج لذلك. وانتصر الإمام في هذه الحرب، غير أنّ الأحقاد ظلّت دفينة في النفوس. اندلعت هذه الحرب في سنة 38، وعلى رأي بعض المؤرّخين في سنة 39 هجري.


[1] يراجع: ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة: ج 13، ص 234و 235.
[2] الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 217
[3] نهج البلاغة، الخطبة: 74.
[4] نهج البلاغة، الخطبة: 3.
[5] نهج البلاغة، الخطبة: 92.
[6] راجع،  ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة:،ج 1، ص 200.
[7] نهج البلاغة، الخطبة: 3.
[8] نهج البلاغة، الكتاب: 45.
[9] م. ن، 126.

22-04-2016 | 11-21 د | 2459 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net