الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1644 23 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 26 تشرين الثاني 2024 م

ضياع القِيم في عصر الغَيبة

وللمظلوم عوناًالكلّ يحتاج إلى الصبر مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة
من نحن

 
 

 

التصنيفات

العدد 1204 - 17 رمضان 1437 هـ - الموافق 23 حزيران 2016 م
في ليلة القدر أطلبوا الغايات الكبرى

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تصدير:
أبو عبد الله عليه السلام يقول لأبي بصير: "يا أبا محمد، وفد الحاج يُكتب في ليلة القدر، والمنايا والبلايا، والأرزاق، وما يكون إلى مثلها من قابل...".[1]
 
الهدف:
التعريف بأهمية الإقبال على إحياء ليلة القدر، والشعور بالتشرف بالعمل بها، ثمّ التعرف على أفضل ما ينبغي طلبه من الله فيها.
 
محاور الموضوع:
1- أوّل السنة وآخرها.
2- ليلة تقرير المصير.
3- أيّة ليلة هي ليلة القدر؟
4- أفضل ما ينبغي طلبه ليلة القدر.
5- فزت وربّ الكعبة.
 
أوّل السنة وآخرها:
نحن نعلم أنّ للناس حساباتهم واعتباراتهم في مبدأ السنة وآخرها. وأنّ هناك من يعتمد تاريخاً بعينه ليكون بداية سنته ونهايتها. ولذلك كان عندنا التقويم الغربي الذي يعتمد حركة الشمس معياراً في حسابه، والتقويم الإسلامي الذي يعنمد يوم الهجرة النبوية مبدأ للسنة ومن المسلمين من يعنمد القمر فتسمى سنتهم أو تقويمهم بالهجري القمري، ومنهم من يعتمد الشمس وتسمى سنتهم أو تقويمهم بالهجري الشمسي. وهناك تقويمات أخرى تعتمد اعتبارات مختلفة.

وبحسب ما ورد من الروايات فإن لله تعالى حساباً خاصّاً يعتمده ومعياراً مختلفاً في مبدأ السنة ونهايتها. فإن المعيار هو تقدير الأمور التي شاء الله لها بحسب حركة الحياة، أن تقع في خلال مدّة سنة. والحساب الذي يعنمده الله تعالى مبدأ هو ليلة خاصة جعل لها سبحانه، مكانة ومنزلة خاصّة. وجعل للعمل بها والتفرّغ له فيها أجراً خاصاً وثمرة خاصّة. هذه الليلة هي ليلة القدر.

فعن رفاعة، عن الصادق عليه السلام أنه قال: "ليلة القدر هي أول السنة وآخرها".[2]

وفي حديث آخر عن رفاعة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "رأس السنة ليلة القدر، يكتب فيها ما يكون من السنة إلى السنة".[3]

وفي حديث ثالث عن عمر الشامي، عن أبي عبد الله عليه السلام: "إنّ عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض، فغرّة الشهور شهر رمضان، وقلب شهر رمضان ليلة القدر...".[4]
 
ليلة تقرير المصير:
علي بن إبراهيم عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن الفضيل بن يسار وزرارة ومحمد بن مسلم، عن قمران، أنّه سأل أبا جعفر ﴿الباقر﴾ عليه السلام عن قول الله عزّ وجلّ: " ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ[5]؟ قال: نعم، ليلة القدر، وهي في كلّ سنة في شهر رمضان، في العشر الأواخر، فلم ينزل القرآن إلا في ليلة القدر. قال الله عزّ وجلّ: ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ.[6] قال: يقدّر في ليلة القدر كلّ شيء يكون في السنة إلى مثلها من قابل، من خير وشرّ، وطاعة ومعصية، ومولود وأجل أو رزق. فما قدر في تلك السنة وقضي فهو المحتوم، ولله عزّ وجلّ فيه المشيّة. قال: قلت: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ[7]. أيّ شيء عنا بذلك؟ فقال: العمل الصالح فيها من الصلاة والزكاة وأنواع الخير خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر. ولولا ما يضاعف الله تبارك وتعالى للمؤمنين ما بلغوا، ولكن الله يضاعف الحسنات".[8]

وفي حديث آخر للكليني، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد ﴿بن يحيى﴾، عن الحسين بن سعيد ﴿الأهوازي﴾، عن فضالة بن أيوب، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما ﴿الباقر أو الصادق﴾ عليهما السلام قال: "... وسُئِل عن ليلة القدر؟ فقال: تنزّل فيها الملائكة والكَتَبَة إلى السماء الدنيا، فيكتبون ما يكون في أمر السنة، وما يصيب العباد، وأمره عنده موقوف له وفيه المشيئة، فيقدم منه ما يشاء ويؤخّر منه ما يشاء، ويمحو ويثبت وعنده أمّ الكتاب".[9]

وفي رواية أبي حمزة الثمالي، قال: " كنت عند أبي عبد الله عليه السلام... فقال له أبو بصير" جعلت فداك الليلة التي يُرجى فيها ما يرجى؟... فقال: يا أبا محمد ﴿أبو بصير﴾، يا أبا محمد، وفد الحاج يُكتب في ليلة القدر، والمنايا والبلايا، والأرزاق، وما يكون إلى مثلها من قابل...".[10]
 
أيّة ليلة هي ليلة القدر؟
لقد أكّدت روايات كثيرة أنّ ليلة القدر ليست ليلة معيّنة بذاتها، فهي الليالي العشر الأخيرة من الشهر الشريف. وهي عند الأخوة السنّة ليلة السابع والعشرين منه. إلاّ أن الروايات الواردة من طرف أئمة الهدى عليهم السلام، لا تجعلها ليلة بعينها، إنما تردّدها بين ليلة تسع عشرة ﴿ولو كان الشهر تسعة وعشرين يوماً تكون أول الليالي العشر الأخيرة﴾، وليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين من هذا الشهر. وما ذلك الترديد سوى زيادة في تشويق العبد للتفرغ للعمل الصالح، ليمحض الله اهتمامه وطاعته في هذه الليلة، وفي ذلك رفع لقدر المؤمن وتشريف له بهذه العبودية.

فعن محمد بن يعقوب الكليني، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد ﴿بن يحيى﴾، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن حسّان بن مهران، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "سألته عن ليلة القدر؟ فقال: إلتمسها في ليلة إحدى وعشرين أو ليلة ثلاث وعشرين".[11]

وفي رواية أخرى عن طريق محمد بن حمران، عن سفيان بن السمط، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: "الليالي التي يرجى فيها من شهر رمضان؟ فقال: تسع عشرة، وإحدى وعشرين، وثلاث وعشرين...".[12]

وفي رواية تبيّن مدى الترابط بين الليالي الثلاث، بالإسناد إلى علي بن الحكم، عن ابن بكير، عن زرارة قال: "قال أبو عبد الله عليه السلام: التقدير في ليلة تسع عشرة، والإبرام في ليلة إحدى وعشرين، والإمضاء في ليلة ثلاث وعشرين".[13]

ولكن ما يتيحه الله لعباده، وما يمكن أن يملأ به العباد أوعيتهم من رشحات الأنس وتجليّات الوصال، أعظم من أن يحول دونه عدد الليالي التي يسافر فيها أهل القلوب المتوثّبة والنفوس الطامحة. ففي رواية محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي بصير قال: "قال أبو عبد الله عليه السلام: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل العشر الأواخر شدّ المئزر، واجتنب الليل، وتفرّغ للعبادة".[14]
 
أفضل ما ينبغي طلبه ليلة القدر:
إنّ أعزّ ما ينبغي للمؤمن العاقل طلبه في ليلة القدر هو فكاك الرقبة من النار، والفوز بالجنة. وهذا لا يكون إن أراده ميسّراً إلا إن غفر الله ذنوبه. وهو ما تشير إليه الكثير من الأحاديث باعتباره ثواباً لعمل ليلة القدر.

فعن محمد بن أبي عمير قال: "قال موسى بن جعفر عليه السلام: من اغتسل ليلة القدر وأحياها إلى طلوع الفجر خرج من ذنوبه".[15]

وفي حديث آخر عن أبي جعفر بن محمد بن علي بن موسى، عن آبائه عليهم السلام، قال: "قال أبو جعفر الباقر عليه السلام: من أحيى ليلة القدر غُفرت له ذنوبه ولو كانت عدد نجوم السماوات ومثاقيل الجبال ومكاييل البحار".[16]
ومثله أحاديث كثيرة.

وقد تقدّم أن ليلة القدر يقدّر الله فيها ما سيكون إلى مثلها من قابل، فليسأل العبد ربّه خاتمة حسنة وعاقبة منجية ليدرك بالموت الفوز بلقاء الله.
 
فزت وربّ الكعبة:
وهذا ما ادركه عليّ عليه السلام عندما وقع سيف ابن ملجم المرادي على هامته. وهو الذي كان متوجّهاً بكلّ كيانه إلى ميقات ربّه تعالى. حيث يروي في البحار أنّه عليه السلام، كان في تلك الليلة في بيت ابنته أمّ كلثوم، وسمعته يقول وهو خارج:
أشدد حيازيمك للموت***فإنّ الموت لاقيكا
ولا تجزع من الموت***إذا حلّ بناديكا
ولا تغترّ بالدهر***وإن كان يواتيكا
كما أضحكك الدهر***كذاك الدهر يبكيكا
[17]

وقال عندما ضربه ابن ملجم: "فزتُ وربِّ الكعبة".[18]


[1] الكافي الكليني/ج4، ص156.
[2] الكافي/ج4، ص160،ح11، ومن لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق/ج2، ص151، ح452.
[3] التهذيب للشيخ الطوسي/ج4، ص332، ح1042.
[4] فضائل الأشهر الثلاثة للشيخ الصدوق/ص87، ح66. والوسائل للشيخ محمد بن الحسن الحرّ العاملي/ج15، ص353، باب 31 من استحباب الجدّ والاجتهاد في ليلة القدر.
[5] سورة الدخان، الآية:3.
[6] سورة الدخان، الآية:4.
[7] سورة القدر، الآية:3.
[8] الكافي للكليني/ج4، ص157، ح6. والفقيه/ج2، ص151، ح455 وعنه الوسائل/ج10، ص351.
[9] الكافي/ج4، ص157/ح3، الفقيه/ج2 ص102، ح458. وعنها الوسائل/ج10، ص350.
[10] الكافي الكليني/ج4، ص156. والفقيه/ج2، ص102/ ح459، والتهذيب/ج3، ص258.
[11] الكافي/ج4، ص156،ح1.
[12] الفقيه/ج2، ص103،ح460.
[13] الكافي/ج4، ص549،ح8.
[14] الكافي/ ج4، ص155، ح3.
[15] وسائل الشيعة/ج15، ص398،ج11، عن فضائل الأشهر الثلاثة للشيخ الصدوق/ص137،ح146.
[16] فضائل الأشهر الثلاثة/ص118، ح114.
[17] البحار للمجلسي/ج42، ص276.
[18] تاريخ دمشق لابن عساكر/ج3، ص203، والإمام والسياسة لابن قتيبة/ج1، ص160 وغيرها الكثير من المصادر.

23-06-2016 | 16-33 د | 2393 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net