الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1644 23 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 26 تشرين الثاني 2024 م

ضياع القِيم في عصر الغَيبة

وللمظلوم عوناًالكلّ يحتاج إلى الصبر مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة
من نحن

 
 

 

التصنيفات

العدد 1205 - 24 رمضان 1437 هـ - الموافق 30 حزيران 2016 م
ماذا بقي من بركات شهر رمضان؟

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

  الهدف:
 التنبيه من غفلةٍ قد تعتري الصائمين عند آخر الشهر، والإلفات إلى أن عيد الفطر هو يوم عهد يجب التزامه من العباد اتجاه ربّهم، لحفظ بركات شهر رمضان.
 
تصدير:
 عن الإمام الصادق عليه السلام: "خطب أمير المؤمنين عليه السلام يوم الفطر، فقال: "... أبشروا، عباد الله، فقَد غُفر لكم ما سلف من ذنوبكم، فانظروا كيف تكونون فيما تستأنفون"[1].
 
المحاور:
1-شكوى رمضانيّة.
2-الوداع اللائق بشهر رمضان.
3-نعترف بتقصيرنا بحقّه.
4-إستدراك.
5-متى نودّعه؟.
6-في استقبال العيد.
 
شكوى رمضانية:
الذين يصومون ويرون من الشهر الشريف الجوع والعطش فحسب، هؤلاء يكون الشهر بالنسبة إليهم عبئاً يبحثون عن لحظة التخلّص منه. ومع الأسف هؤلاء هم الأغلبية من الناس.

بل أكثر من ذلك، فإنّ هؤلاء يجهدون في سبيل تقطيع أوقات الصوم بالنوم وضيق الصدور، وأحياناً كثيرة، بالحرام حتى إذا ما حانت لحظة الإفطار تراهم يقبلون على ملء أجوافهم حتى التخمة، ثم بالذهاب إلى متابعة ما لا صلة له بالجو الرمضاني المرجوّ.

هؤلاء وآخرون، نجدهم ينتظرون لحظة العيد، حتى يتحلّلوا من مواثيق شهر رمضان، ومن برنامج العبادة والتوجّه إلى الله، ويتحوّل يوم العيد عندهم إلى لحظة انفلات وخروج على كلّ ما له صلة بالشهر الشريف.

لكن، نحن مدعوون إلى أن نكون من أهل هذا الشهر لنحفظ ما كسبناه من فيوض ربّانية، وأُعطيات إلهية،وتجلّيات معنوية، ترتقي بها النفوس إلى مستوى العبودية. نحن مدعوّون إلى حفظ هذا الإرث الرمضاني الأثير لنبني عليه بقيّة السنة، ونرقى في مدارج الوصال مع ربّ العالمين.
 
الوداع اللائق بشهر رمضان:
أهل الله يرتقون في عباداتهم في شهر رمضان، في سبيل بلوغ المعين الربّاني الزلال. حتى إذا ما بلغوا العشر الأواخر من الشهر علموا أنّهم في أواخره، كما أهل الليل، يشدّون على أواسطهم إزرار الجدّ ويشمّرون عن سواعد الاجتهاد، في سبيل إحراز أكبر غنيمة ممكنة. فقد روى أبو بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: " كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل العشر الأواخر شدّ المئزر، واجتنب النساء، وأحيى الليل، وتفرّغ للعبادة".[2]
 
وإنّ أهل الله يحزنون على فوات الشهر وانصرامه، ويبكون لخروجه، أسفاً على ما يتيحه لهم من فرحة القرب والاستزادة فهذا الإمام السجّاد عليه السلام يخاطب الشهر الشريف: " السلام عليك من شهر قربت فيه الآمال،ونشرت فيه الأعمال، السلام عليك من قرينٍ جلّ قدره موجوداً، وأفجع فقده مفقوداً، ومرجو آلم فراقه".[3]

" السلام عليك من أليف آنس مقبلاً فسّر، وأوحش منقضياً فمضّى...

... السلام عليك من مطلوب قبل وقته، ومحزون عليه فوته...

السلام عليك ما كان أحرصنا بالأمس عليك وأشد شوقنا اليوم إليك".[4]
 
نعترف بتقصيرنا بحّقه:
فشهر رمضان مائدة ربّانية، وشرف إلهي أباحه الله تعالى لعباده؛ فهو نعمة كبيرة، مهما جهد العباد في قبالها سعياً لشكرها لما وفوها حقّها.ولذلك، فإن العارفين بقدر هذه النعمة، وعلى رغم بذل وسعهم بإزائها، يعترفون بالتقصير بحقّها، وهو دأب من يعلم أنّ ما وفّق إليه من صالح الأعمال إنّما كان بتوفيق من الله، وأنّ ما اجترجه من المعاصي ومن التقصير والإهمال، إنّما كان من نفسه هو. لذلك، ورد في دعاء الإمام السجّاد عليه السلام في وداع هذا الشهر: " اللهمّ، فلك الحمد إقراراً بالإساءة، واعترافاً بالإضاعة، ولك من قلوبنا عَقْدُ الندم، ومن ألسنتنا صدق الاعتذار...

وأوجب لنا عذرك على ما قصّرنا فيه من حقّك..".[5]

وعلى هذا جرى المؤمنون من أهل الجدّ وطيب الولاء، خلف أئمّتهم وخلف نبيّهم صلى الله عليه وآله وسلم.
 
استدراكه:
على أنّ من عَلِمَ أنّ باب الشهر إلى انغلاق، وأنّ فرحته إلى محّاق يحتال في سبيل استدراك ما يشعر فواته.

وما يطلب لحاقه.ففي الدعاء المروي عن الإمام الصادق عليه السلام في وداع شهر رمضان: "... وهذا شهر رمضان قد تصّرم، فأسألك بوجهك الكريم وكلماتك التامّة، وجمالك وبهائك، وعلوّك وارتفاعك فوق عرشك، أن تصلّي على محمد وآل محمد، وإنْ كان بقي عليّ ذنب لم تغفره لي أو تريد أنت تعذّبني عليه، أو تقايسني به. أو تحاسبني به، أن يطلع فجر هذه الليلة أو يتصرّم هذا الشهر، إلاّ وقد غفرته لي يا أرحم الراحمين".[6]

وعن الإمام السجّاد عليه السلام: "اللهم وما ألمنا به من شهرنا هذا من لَمَم أو إثم، أو واقعنا فيه من خطيئة على تعمّد منّا، أو على نسيانٍ ظلمنا فيه أنفسنا أو انتهكنا به حرمةً من غيرنا، فصلّ على محمد وآله، واسترنا بستره، واعفُ عنّا بعفوك، ولا تنصبنا فيه لأعين الشامتين، ولا تبسط علينا فيه ألسن الطاعنين، واستعملنا بما يكون حطّةً وكفّارةً لما أنكرت منّا فيه".[7]
 
متى نودّعه؟
روى ابن طاووس قال: روى جعفر بن محمد الدوريستي في كتاب (الحسنى) بإسناده إلى جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في آخر جمعة من شهر رمضان. فلمّا بصر بي قال: يا جابر، هذا آخر جمعة من شهر رمضان فودّعه، وقل: اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا إياه فان جعلته فاجعلني مرحوما ولا تجعلني محروما.

فإنّه من قال ذلك ظفر بإحدى الحسنين: إمّا ببلوغ شهر رمضان من قابل، وإمّا بغفران الله ورحمته".[8]

وفي التوقيع الشريف لصاحب الأمر عليه السلام في جواب على مسائل محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري: "العمل في شهر رمضان في لياليه، والوداع يقع في آخر ليلة منه، فأن خاف أن ينقص الشهر جعله في ليلتين".[9]

في اسقبال العيد:
العيد ميثاق وعهد يجب أن يتخذه المؤمنون، لأنّه يأتي بعد عبادة. فعيد الفطر يأتي بعد عبادة الصوم، وعيد الأضحى يأتي بعد عبادة الحجّ،وما على المؤمنين سوى الاجتهاد بتلك العبادة للبناء عليها، والانطلاق إلى الأيام القادمة ممّا يتبقّى من السنة، والسير بنفس روحيّة، تلك العبادة، ليكون العيد يوم فرح وسرور.

يقول الدعاء المروي عن الإمام السجّاد عليه السلام في وداع الشهر الشريف: "اللهمّ اسلخنا بانسلاخ هذا الشهر من خطايانا، وأخرجنا بخروجه من سيئاتنا، واجعلنا من أسعد أهله به، وأجزلهم قِسماً فيه، وأوفرهم حظّاً منه".[10]

ويقول عليه السلام: "...وبارك لنا في يوم عيدنا وفطرنا، واجعله من خير يوم مرّ علينا، أجلبه بالعفو، وامحاه للذنب، واغفر لنا ما خفي من ذنوبنا وما علن ".[11]

"اللهمّ إنّا نتوب في يوم فطرنا، الذي جعلته للمؤمنين عيداً، ولأهل ملتك مجمعاً ومحتشداً، من كلّ ذنب أذنبناه، أو سوء أسلفناه، أو خاطر شرّ أضمرناه، توبة من لا ينطوي على رجوعٍ إلى ذنبٍ ولا يعود بعدها في خطيئة، توبةً نصوحاً خلصت من الشك والارتياب".[12]

فالفرح في العيد هو للعاملين الذين قبل الله أعمالهم في طاعتهم وعبادتهم. فعن الإمام الصادق عليه السلام، قال: "خطب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام يوم الفطر، فقال: أيها الناس، إنّ يومكم هذا يومٌ يثاب فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون، وهو أشبه بيوم قيامكم، فاذكروا بخروجكم من منازلكم إلى مصلاّكم خروجكم من الأجداث إلى ربكم... إن أدنى ما للصائمين والصائمات أن يناديهم ملك في آخر يوم من شهر رمضان: أبشروا عباد الله، فقد غُفر لكم ما سلف من ذنوبكم، فانظروا كيف تكونون فيما تستأنفون".[13]


[1] تنبيه الخواطر من مجموعة ورّا م، ج2، ص 157.
[2] الكافي، الكليني، ج4،ص 1555، ح3.
[3] الصحيفة السجادية، الدعاء45.
[4] نفس المصدر.
[5] م. ن.
[6] البلد الأمين للكفعمي، وداع شهر رمضان، ص323، ط 1،الأعلمي1997.
[7] مصدر سابق.
[8] وسائل الشيعة للحر العاملي،ج15، 37 في استحباب دعاء الافتتاح، ج2، ص365 .
[9] الوسائل، عن الاحتجاج للطبرسي، ص 483، والغيبة للطوسي، ص231.
[10] مصدر سابق.
[11] نفس المصدر.
[12] م.س.
[13] تنبيه الخواطر، من مجموعة ورّام، ج2، ص157.

01-07-2016 | 10-24 د | 3724 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net