الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1644 23 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 26 تشرين الثاني 2024 م

ضياع القِيم في عصر الغَيبة

وللمظلوم عوناًالكلّ يحتاج إلى الصبر مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة
من نحن

 
 

 

التصنيفات

العدد 1206 - 02 شوال 1437 هـ - الموافق 07 تموز 2016 م
إحرص على مكاسبك

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تصدير:
عن الإمام الكاظم (عليه السلام): "من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان آخر يوميه شرّهما فهو ملعون، ومن لم يعرف الزيادة في نفسِه كان إلى النقصان أقرب، ومن كان إلى النقصان أقرب فالموت خيرٌ له من الحياة".[1]
 
مقدمة:
قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ.[2]

إن قوله تعالى هذا فيه تحذير للمؤمنين من إبطال أعمالهم بفعل ما يوجب حبط هذه الأعمال ممُثلاً لذلك بجماعة قال فيهم: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ.[3]

وهؤلاء جماعة حَبَطَ عملُهم وأصبح باطلاً وقد ابتلوا بهذا الأمر لضعف إيمانهم وميلهم إلى النفاق فكاد أن ينجر أمرُ بعضهم إلى الارتداد بعد ما تبين لهم من هدى الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومما لا شك فيه أن هؤلاء بل أي إنسان قد يحقق مَكسباً ما في حياته ولكنه يفرط بما حققه من مكاسب، وتتبخر المكاسب وتضيع ثمرة الجهود التي بذلها للحصول عليها.

وفي ذلك ورد في ثواب الأعمال عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "من قال: "سبحان الله" غرس الله له بها شجرة في الجنة، ومن قال: "الحمد لله" غرس الله له بها شجرة في الجنة، ومن قال: "لا إله إلا الله" غرس الله له بها شجرة في الجنة، ومن قال: "الله أكبر" غرس الله له بها شجرة في الجنة،. فقال رجل من قريش: يا رسول الله إن شَجَرنا في الجنة لكثير! قال(صلى الله عليه وآله وسلم): "نعم، ولكن إياكم أن ترسلوا عليها نيراناً فتحرقوها، وذلك أن الله عز وجل يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ[4]".[5]

وعلى ما سبق يتضح أن تحصيل المكسب والوصول إلى المطلب أمرٌ جداً مهم, لكن الأهم وقد يكون هو الأصعب هو الحفاظ على المكاسب وتثميرها وتنميتها وهذا ما تلفت إليه الرواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) حيث قال: "الإبقاء على العمل حتى يخلص أشدّ من العمل".[6]
 
ما هو معنى الحفاظ على المكاسب؟
إن الحفاظ على المكسب مهما كان نوعه سواء كان علمياً، أو عملياً، إجتماعياً أو فردياً أو غير ذلك يكون حقيقة وواقعاً بتثميره، أي تفعيله ومراكمته لأن عدم العمل على مراكمة النجاحات وتنمية المكتسبات سيؤدي بالضرورة إلى تلاشيه وضموره، وذلك لأن ما يعرض على الإنسان من حوادث وحالات نفسية ومعنوية وغير ذلك تشكل ما يشبه عوامل التعرية التي تفتك بالمعتقد والمعنويات والأخلاق والسلوك وقد قال الله تعالى إشارة إلى ذلك: ﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ.[7]

فطبيعة هذا العالم كالزمن دائم التغيّر والتصرّم ,فلا بد أن تكون خطى الإنسان نحو التطور أسرع من دوران عجلة الخسران لئلا يكون في حالة تراجع ويكون عمله في حالة حبط دائم.

وهذا ما أكدته الرواية التي جاء في مقطع منها: (... ومن لم يعرف الزيادة في نفسه كان إلى النقصان أقرب!!).
 
كيف نحافظ على المكاسب؟
تمر علينا المواسم العبادية والروحية كشهر رمضان مثلاً فنستفيد من أجوائه الروحية من صوم وصلاة جماعة وقراءة أدعية، وإرتياد بيوت الله وختم القرآن الكريم وصلاة نوافل لا سيما صلاة الليل، إضافة إلى عادات مثل صلة الرحم وبرّ الوالدين، وتحسين الخُلق ومساعدة ذوي الحاجة، ورحمة الأيتام ثم لا يلبث الشهر أن تنتهي أيامه وتنقضي لياليه فتنتهي مع الشهر عند أغلبنا المكاسب ونتوقف عن كل ما سبق ونعود إلى هجران بيوت الله وكتابه، ونغلق على الفقراء والأيتام أبواب دورهم لا نطرقها بمعونة أو كفّ رحمة إلا إلى شهر رمضان القادم.

ألا يستوقفنا هذا كله لنفكر في كيفية جر بركات شهر رمضان إلى كل عامنا بل إلى كل عمرنا، وذلك بأن نجعل هذا الشهر الشريف وغيره من المواسم الدينية منعطفاً في حياتنا بحيث نجعل ما بعده مختلفاً إيجابياً عما قبله... فما هي الطرق التي بها نحافظ بل نثمر ما حققناه من مكاسب في شهر رمضان؟

الحقيقة أنه يمكن أن نذكر مجموعة أمور على عجل ومنها:

1- المحافظة على التغيّر الإيجابي:
بمعنى عدم التراجع عما حققناه من عادات جديدة لتصبح جزءاً من برامجنا اليومية والأسبوعية والشهرية، وحتى لو كان التغير نسبياً قليلاً إذ المطلوب تأصيله وتثبيته لا أن يكون عابراً في حياتنا وعن ذلك جاء عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "كان علي بن الحسين (صلوات الله عليهما) يقول: إني لأحب أن أداوم على العمل وإن قلّ".[8]

والأفضل هو تنميته وتثميره وليس معنى ذلك زيادة الكم بل قد يكون بتطويره من خلال صفات مُرافِقة للعمل أو صفات عنها يصدر العمل كمسألة الإخلاص واليقين. فقد جاء عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "...إن العمل الدائم القليل على اليقين أفضل عند الله عز وجل من العمل الكثير على غير يقين...".[9]

2- استكمال عملية التغير الإيجابي:
وعدم الجمود على ما حصل من مكاسب إيجابية وذلك بإضافة أعمال أخرى ولا يكون ذلك إلا من خلال إعداد برامج نراجع فيها أهل العلم والخبرة وهو ما يسميه علماء الأخلاق بالمشارطة على أن لا نُكرّه إلى أنفسنا العبادة والطاعة من خلال إجهادها في ذلك وعدم إعطائها شهواتها بالحلال.

3- حصن الإنجازات وذلك بأمور منها:

* تقوية العزم والإرادة: وعدم اقتراف ما يوهنها وذلك من خلال عدم مراودة أمكنة أو مرافقة أشخاص تؤدي مراودة ذلك ومرافقة هؤلاء إلى وَهْنِ العزم وضعف الإرادة من خلال تزيينهم للمعصية، وبالتالي علينا استبدال صحبة السوء بصحبة خير ورفقة هدى وصلاح.

* ملء الأوقات بما ينفع ويفيد: أو على الأقل بما لا يورث عادة سيئة أو خصلة آسرة مما لا ينفع بل قد يكون ضاراً كبعض عادات هذا الزمن مما يسمى بوسائل الإتصال الحديثة التي يغلب على مضمونها الثرثرة التي تمتلىء بالمحرّمات ولا أقل بالشبهات. وبمعنى آخر ضّيق مساحات الفراغ من وقتك ما أمكنك وليكن الغالب عليك الجديّة.

4- عدم اقتراف ما يُبطل العمل
ويأتي في رأسها سوء الخُلُق فعن أبي عبد الله (عليه السلام): " إن حُسن الخلق يذيب الخطيئة كما تذيب الشمس الجليد، وإن سوء الخُلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل".[10]، إضافة إلى العجب والرياء والمنة.

ومما يفسد ويبطل العمل طول الأمل الذي قال فيه أمير المؤمنين (عليه السلام): "ما أطال عبد الأمل إلا أساء العمل".[11]

5- وطّد علاقتك بربك: إن الله عزّ وجل هو مصدر الخيرات وهو الربّ الرحيم وهو المنّان بالعطيات، فحاول أن تنمّي علاقتك بالله وتوطدّها معه من خلال تطوير وتوطيد علاقتك ببيت الله، وبكتاب الله، وبوليّ الله، وأودع الله دينَك وعملك فإنها حينها تكون عند من لا تضيع ودائعه، ومعنى ذلك كله أن يكون عملُك خالصاً لله ليكون عند الله فحينها سيحفظه الله وينمّيه ويوافيك يوم القيامة أكبر وأعظم وأكثر بركة مما يمكن أن يخطر على قلبك وقلب أيّ بشري.

وهذا ما وعد به تعالى بقوله: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين).
 
خاتمة: لا تقبل بالجمود
اسمع ما يقوله أهل بيت العصمة فقد رُوي عن حفص بن غياث، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "إن قَدرتم أن لا تُعرفوا فافعلوا، وما عليك إن لم يُثْنِ الناس عليك أن تكون مذموماً عند الناس إذا كنت محموداً عند الله تبارك وتعالى، إن أمير المؤمنين(عليه السلام) كان يقول: "لا خير في العيش إلا لأحد رجلين: رجلٌ يزداد فيها كل يوم إحساناً، ورجل يتدارك منيّته بالتوبة، وأنىّ له التوبة...".[12]


[1]  بحار الأنوار، العلامة المجلسي،ج68، ص173.
[2] سورة محمد - الآية : 33.
[3] سورة محمد - الآية : 34.
[4] بحار الأنوار، العلامة المجلسي،ج8، ص187.
[5] سورة محمد - الآية : 33.
[6]  ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ج1.
[7] سورة العصر – الآيتان:1- 2 .
[8]  بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج68، ص220.
[9] بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج66، ص400.
[10]  ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ج2، ص 1000.
[11]  بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج70، ص:166.
[12]  بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج75، ص225.

05-07-2016 | 14-34 د | 2566 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net