الهدف: التعرّف على مفهوم قسوة القلوب وأسبابه وآثاره وعلاجه
مطلع الخِطبة
قال اللهُ تعالى في محكمِ كتابِه المجيد: بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم:
(أَفَمَنْ
شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ
لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)
[1]. صدق اللهُ العليُّ العظيم
سنتاول في هذه الخطبة النقاط الآتية
ما هو المرادُ مِن القَسوة؟ وما هي آثاره؟ وما هي أسبابه؟ وما هو منشأُ التشديدِ في
الآيةِ الشريفةِ على مبغوضيَّةِ هذه الصِّفة؟ وكيف صارتِ القسوةُ من مُوجباتِ
الضَّلال؟ ولماذا توعَّدتْ الآيةُ الواجدَ لهذه السجيّةِ الذّميمةِ بالعذابِ
الأليم؟
تفصيل المحاور:
1. ما هو المُراد من القاسية قلوبهم؟
القسوة لغة تعني الصّلابة، ولذلك تُطلق صفة (قاسية) على الأحجار الصّلبة. وحينما
تضاف (القسوة) إلى القلب، فإنّها تعني غلظته بالجفاء عن قبول الحق، فيُطلق لفظ
(القاسية) على القلوب الّتي لا تُظهر؛ أي إستجابة لنور الحق والهداية، ولا تلين ولا
تستسلم لها، ولا تسمح بنفوذ نور الهدى إليها. قال تعالى: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ
مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ
الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا
يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ
خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)[2]، وقال تعالى:
(فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ
وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[3].
فقسوة القلب تعني ذهاب الّلين والرّحمة والخشوع من الإنسان؛ بسبب أغشية الجهل
والذّنوب الّتي تتراكم على القلب، فتكون مانعة من قبول الحقيقة، وتقبّل الوعظ
والنّصيحة، والاهتداء إلى الطّريق القويم. لأجل ذلك؛ حذّرت الشّريعة الإسلامية
منها، وحذّرت المؤمنين من الاتّصاف بها، فقال تعالى: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ
آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ
وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ
الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ)[4]. ووبّخت اليهود
بما عُرفوا به من قسوة القلب ؛وما نتج عنها من آثار وخيمة، فقد جاء في التفسير
المنسوب للإمام الحسن العسكري (ع) في تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ
مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) ، قال (ع): "
يقول الله: يبست قلوبكم - معاشر اليهود - كالحجارة اليابسة، لا ترشح برطوبة، أي
أنّكم لا حق الله تؤدّون، ولا أموالكم تتصدّقون، ولا بالمعروف تتكرّمون، ولا للضيف
تقرّون ولا مكروبا تغيثون، ولا بشيء من الانسانية تعاشرون وتواصلون"[5].
2. قسوة القلوب: مرضٌ ومنشأٌ للأمراض!
القسوةَ هي مِن أسوءِ الأمراضِ التي تَعتري القلبَ، ومن أشدِّها فتكًا بدينِ
الإنسانِ وإنسانيتِه، ذلك لأنَّ القسوةَ منشأٌ -أولاً- للكثيرِ من الذنوبِ، وهي
المولِّدُ -ثانيًا- للكثيرِ من الأمراضِ القلبيَّة، فحين يُصابُ القلبُ بداءِ
القَسوةِ يجدُ الإنسانُ نفسَه غيرَ مبالٍ بأوامرِ الله تعالى وزواجرِه، لذلك فهو
يَرتكبُ كبائرَ الذنوبِ دونَ اكتراثِ، وهو على استعدادٍ لأنْ يقترفَ أيَّ ذنبٍ مهما
تعاظَم، لأنَّ الذنبَ إنَّما يُرتكبُ نتيجةَ عدمِ الخوفِ من اللهِ تعالى، والقلبُ
القاسي لا يستشعرُ الخوفَ من الله..
وردَ عن الإمامِ الباقرِ (ع) أنَّه: "ما ضُرِبَ عبدٌ بعقوبةٍ أعظمُ من قَسوةِ
القلب"[6]، ويقولُ الرسولُ الكريم (ص) فيما رُويَ عنه: "إنَّ أبعدَ الناسِ من اللهِ
القلبُ القاسي"[7]، ويقولُ أميرُ المؤمنين (ع) فيما رُوي عنه: "مِن أعظمِ
الشَّقاوةِ القَّساوةُ"[8]. فالقَساوةُ بحسبِ توصيفِ الرواية شِقوةٌ، كما أنَّ
كثيرًا من الأمراضِ شقاواتٌ، لكنَّ أعظمَ تلك الشَقاواتِ قسوةُ القلب، فالقلبُ حين
يقسو، يُصبحُ واجدُه غيرَ مبالٍ بقطيعةِ رَحِمَه -وهي مِن أشدِّ الذنوب-، وحين يقسو
القلبُ، فإنَّ صاحبَه لن يُبالي في أنْ يظلمَ أقرباءَه -فضلاً عن البُعداء -..
فقاسي القلبِ لا يتأثّم بالظلمِ والبغي والتعدِّي، ولهذا فهو يَحرِمُ الفقيرَ من
حقِّه ولا يرى في ذلك غَضاضةً، ويستغفلُ أخاه المؤمنَ فيغُشُّه أو يَغبِنُه أو
يحتالُ عليه فيقتطعُ جزءً من مالِه ثم لا يشعرُ بالندم، وقد يسلبُ اليتيمَ أموالَه،
بل قد يتعسفُ فيُلحقُ الأذى بمَن هم دونِه ويظلُّ بعد ذلك مبتهجًا راضيًا عن
نفسه...
3. عمى القلب والنُّكتة السّوداء
ورد عن الإمامِ الباقر (ع): "مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وفِي قَلْبِه نُكْتَةٌ
بَيْضَاءُ، فَإِذَا أَذْنَبَ ذَنْباً خَرَجَ فِي النُّكْتَةِ -البيضاء- نُكْتَةٌ
سَوْدَاءُ، فَإِنْ تَابَ ذَهَبَ ذَلِكَ السَّوَادُ، وإِنْ تَمَادَى فِي الذُّنُوبِ
زَادَ ذَلِكَ السَّوَادُ حَتَّى يُغَطِّيَ الْبَيَاضَ، فَإِذَا غَطَّى الْبَيَاضَ
لَمْ يَرْجِعْ صَاحِبُه إلى خَيْرٍ أَبَدًا، وهُوَ قَوْلُ اللَّه عَزَّ وجَلَّ:
﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾[9]"[10].
فالنكتةُ البيضاء: ترمزُ ظاهرًا إلى الفطرةِ التي فُطر الناسُ عليها، فالإنسانُ
حينَ يُولد يكونُ طاهرَ القلبِ، مُبرءاً من كلِّ مرضٍ قلبيّ، فإذا ما أذنبَ الذنبَ
تلوَّثت فِطرتُه -وهو ما عبَّرتْ عنه الروايةُ بالنكُّتةِ السوداء-، فإذا ما آبَ
ورجعَ وتابَ إلى اللهِ -عزَّ وجل- طهُرَ قلبُه بعد تلوُّثِه وعاد إليه صفاؤه بعد
تكدُّرهِ بالذنب، أمَّا إذا لم يثُبْ إلى رشدِه، ولم يرجعْ إلى ربِّه، فإنَّ أثرَ
الذنبِ الذي كدَّر صَفوَ قلبِه يبدأُ في الإتِّساعِ والانتشار، فتُصبحُ تلك النكتةُ
السوداءُ دائرةً، ثم تتوسَّعُ تلك الدائرةُ، وكلَّما أذنبَ الإنسانُ ذنباً ازدادتْ
تلك الدائرةُ اتساعًا، حتَّى تُغطِّي تمامَ القلب. يقولُ الإمام الباقر (ع) بحسبِ
الرّواية: عندئذٍ لا يرجعُ إلى خير. وهو مصداقُ قولِه تعالى:
﴿كَلَّا بَلْ رَانَ
عَلَى قُلُوبِهِم﴾.
4. آثار قسوة القلب
إنَّ الأمراض القلبيَّة - ومنها قَسوةُ القلب -من الأمور المُكتَسبةِ الّتي يَبتلي
بها الإنسانُ نتيجة َسوءِ اختياره، فليس لأحدٍ أنْ يقولَ: هكذا أنا، خُلِقتُ قاسيَ
القلب! فإنَّ ذلك لا يصحُّ، فالإنسانُ لا يُخلقُ قاسيَ القلب، بل يطرأُ عليه هذا
الدّاءُ لسوءِ صنيعه وقبيح عملِه.
وينجم عن قسوة القلب جملة من الآثار السلبيّة، تعرّضت إلى ذكرها النّصوص الإسلامية،
منها:
أ. فُقدان القِيَم والصّفات الإنسانيّة: من حُسن الجوار وإكرام الضّيف وإغاثة
المكروب، والتّعدي على حقوق الآخرين؛ وما شاكل ذلك.
ب. الاضطرابات النّفسية والقلق المخيِّم على الرّوح، ممّا يؤدّي إلى سلب الخشوع
وعدم الإقبال على الله تعالى في العبادة. يقول تعالى: (فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ
قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)[11]. ولا شكّ أنّ
الضّلال والابتعاد عن الهُدى الإلهي هو منشأ للكثير من الاضطرابات النفسيّة؛ حيث
روي عن الإمام أبي جعفر الباقر (ع) قال: "إنّ لله عقوبات في القلوب والأبدان: ضنكٌ
في المعيشة ووهنٌ في العبادة. وما ضُرب عبدٌ بعقوبة أعظمُ من قسوة القلب "[12].
ج. فُقدان المصداقية في القول والفعل، وتكون الخيانة هي الصّفة المتغلّبة عند قاسي
القلب. يقول تعالى: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا
قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا
مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا
قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
الْمُحْسِنِينَ)[13].
د. قسوة القلب تفسح المجال واسعًا للشيطان أن يتّخذ من قلب الإنسان سكَنًا له،
فيزيّن له المعاصي، ويُرديه في مهاوي الهلَكات. يقول تعالى: (فَلَوْلَا إِذْ
جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ
الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[14].
ه.جمود العين عن البكاء: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "ما جفّت الدّموع إلّا
لقسوة القلوب، وما قَسَت القلوب إلّا لكثرة الذّنوب"[15].
5. أسباب القسوة:
الأسبابِ الّتي تنشأُ عنها قسوةُ القلب عديدة نقتصرُ على بعضِها نظرًا لكثرتِها:
الأولُ: هو كثرةُ الذُّنوب
وهو أشدُّ الأسبابِ تأثيرًا في حدوثِ القسوةِ واستحكامِها في القلب.. يقولُ أميرُ
المؤمنين (ع): فيما يُروى عنه: "ما قَسَتِ القلوبُ إلّا لكثرةِ الذنوب"[16], فحين
يُذنبُ الإنسانُ ذنبًا ثم يُلحقُه بآخرَ ويَجترحُ بعدَهما ذنبًا ثالثًا ورابعًا؛
فإنَّ أثرَ هذه الذنوبِ المتعاقبةِ هو حدوثُ القسوةِ في قلبِه ولكنَّها بمرتبةٍ
ضعيفة، تشتدُّ كلَّما أضافَ إلى ذنوبِه ذنبًا، فإذا كَثُرت ذنوبُه وأحاطتْ به
وأوبقتْه؛ كان أثرُها الفتكَ بالقلبِ فيُصبحُ حينذاكَ ميِّتًا وهو تعبيرٌ آخر عن
القسوةِ، ويقولُ الرسولُ الكريمُ (ص): فيما يُروى عنه: "أربعٌ يُمتنَ القلبَ:
الذنبُ على الذنب ..."[17]، فالذّنوبُ حين تتراكمُ فإنَّها تحجُبُ القلبَ عن
الموعظةِ، وعن التأثُّرِ، وعن الرِّقةِ، وعن الرَّحمةِ، وعن كلِّ ما يُميِّز
الإنسانية، ويصبحُ هذا الإنسانُ متوحِّشًا، عينًا كما هو الحيوانُ المفترس؛ ويقولُ
علي (ع) فيما يُروى: "من قلَّ ورعُه ماتَ قلبُه، ومَن ماتَ قلبُه دخلَ النار"[18].
الثَّاني: طول الأمل
وأما السّببُ الثاني من أسبابِ القسوةِ فهو طولُ الأملِ، ففي المأثور- فيما ناجى
اللهُ به موسى (ع)-: "يا موسى (ع) لا تُطوِّل في الدّنيا أَمَلك؛ فيقسو قلبُك،
والقاسي القلبِ منًي بعيدٌ"[19]، ويقول أمير المؤمنين، (ع) فيما يُروى عنه: "مَن
يأملُ أنْ يعيشَ غداً، فإنَّه يأملُ أنْ يعيشَ أبداً. ومَن يأملُ أنْ يعيشَ أبداً
يَقسو قلبُه، ويَرغبُ في دُنياه"[20].
ليس طولُ الأملِ إلَّا كالذّنبِ، فكما أنَّ الذَّنب يُؤلَفُ، فيُنسي الآخرة،
ويُوجِبُ قسوَةَ القلبِ، فكذلك طولُ الأمل؛ إذ يبدأُ أملُ الإنسانِ حقيرًا محدودًا،
ثم لا يلبثُ أنْ يكبُرَ أملُه، وكلَّما كبُر أملُه كلَّما نسيَ ربَّه ونسيَ ما
يُراد منه، وحينذاك تتراكمُ الحُجُبُ على قلبِه، كما أفاد أمير المؤمنين(ع): يأملُ
أنْ يعيشَ غدًا، ثم يأملُ أنْ يعيشَ أبدًا..
وطول الأمل يُنسي الآخرة! يقولُ أميرُ المؤمنين (ع) فيما يُروى عنه: "أيُّها الناسُ
إنَّ أخوفَ ما أخافُ عليكم اثنتانِ: إتِّباعُ الهوى، وطولُ الأمل. فأمَّا إتِّباعُ
الهوى فيصُدُّ عن الحقِّ، وأمَّا طولُ الأملِ فيُنسي الآخرة"[21].
الثالث: الغفلة
ومن أسبابِ قسوةِ القلبِ الغفلةُ، يُروى عن الإمامُ الباقرُ (ع) أنَّه قال لجابرِ
الجعفي: "إيَّاك والغفلةَ، ففيها تكونُ قساوةُ القلب"[22]. والغفلة تعني أنَّ
يَذهلَ الإنسانُ عن آخرتِه، ولا يتأمَّلُ فيما سيؤولُ إليه أمرُه، والغفلة هي أنْ
يخلوَ القلبُ من استحضارِ أنْ اللهَ تعالى مطَّلعُ على سرِّه وعلانيته وما يقول وما
يفعل؛ وهي سبب رئيس للمعصية، لأنَّ الإنسانَّ عندما يغفلُ عن ربِّه فإنَّه سيعصيه،
وأمّا عندما يراقبُ اللهَ تعالى ويشعر أنَّه مطَّلع عليه فإنَّ هذا الشعور قد
يمنعُه من مقارفة المعصية.
مِنْ مظاهر قسوة القلب في العصر الحاضر
ويتجلّي ذلك في عصرنا الحاضر: في التّهاون بالمـُنكرات، والمرور عنها مرور الكرام،
بل قد تبلغ القسوة في الانسان حدًا يلتذُّ بالمعصية والعياذ بالله تعالى، كما قال
صلّى الله عليه وآله: "... رأيتم المعروف مُنكرًا والمُنكر معروفًا"[23].
والتّهاون في مسألة الدّم، والقتل، كما يشاهد في بعض البلاد الإسلامية من أنّ
الأعراف تتحكّم في مسألة الدّم بما يخالف الشريعة الإسلامية، وبما يدلّ على قسوةٍ
مستحكمةٍ في القلوب.
وعدم المبالاة بشأن المظلومين من الشّيعة في أنحاء العالم، والمهجّرين والمضّطهدين،
والمطردين، والمهاجرين، وغيرهم الكثير.
العلاج
أهم علاج لقسوة القلوب أن يتفقّد الإنسان قلبه ليتأكّد من سلامته من القسوة، خصوصًا
في مواطن العبادة، ويرى مدى إقباله على الله تعالى وإخلاصه في عبادته، وكذا يتفقّده
في أمور الدّنيا وما يتعلّق بزينتها وزخارفها، ومدى تعلُّقه بها، ويسعى في بناء
ذاته وتهذيب نفسه، لا سيما بترك الأسباب الموجبة لقسوة القلب. وقد روي أنّ رجلًا
جاء إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال: يا رسول الله، أشكو إليك قسوة
قلبي فقال (صلّى الله عليه واله): "اطّلع على القبور واعتبر بيوم النّشور"[24].
[1] سورة الزمر، الآية 22.
[2] سورة البقرة، الآية 74.
[3] سورة الأنعام، الآية 43.
[4] سورة الحديد، الآية 16.
[5] التفسير المنسوب للإمام الحسن العسكري (ع)، ص 283.
[6] الحراني، تحف العقول، ص296.
[7] الشيخ الطوسي، الأمالي، ص3.
[8] الليثي الواسطي، عيون الحكم والمواعظ، ص 469.
[9] سورة المطففين، الآية 14.
[10] الشيخ الكليني، الكافي، ج 2، ص 273.
[11] سورة الزمر، الآية 22.
[12] الحراني، تحف العقول، ص296.
[13] سورة المائدة، الآية 13.
[14] سورة الأنعام، الآية 43.
[15] الشيخ الصدوق، علل الشرائع، ج1، ص81.
[16] المصدر نفسه.
[17] الشيخ الصدوق، الخصال، ص 228.
[18] نهج البلاغة، تحقيق الصالح، ص 536.
[19] الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص329.
[20] ابن الأشعث، الجعفريات، ص 240.
[21] نهج البلاغة، تحقيق الصالح، ص 83.
[22] الحراني، تحف العقول، ص 285.
[23] الشيخ الكليني، الكافي، ج5، ص 59.
[24] الشيخ الديلمي، إرشاد لقلوب، ج1، ص12.