الهدف: التعرّف على بعضٍ من فضائل شهر رمضان،
وقَبَسات من سيرة مؤمن قريش أبي طالب (ع).
محاور الخطبة:
1ــ في ضيافة الله عَزَّتْ آلاَؤُهُ.
2 ـــ ثواب إجابة دعوة الله تعالى.
3ـــ التكليف النبويّ والتوجيه المصطفويّ.
4ـــ كثرة الإستغفار والدعاء في رمضان.
5 ــــ أفضل الأعمال في شهر رمضان.
6 ــــ التأهيل لوعد الله:
مطلع الخطبة:
الحمد لله ربّ العالمين، وأفضل الصلاة وأزكى السلام على أشرف الخلق وأعزّ المرسلين
سيدنا ومولانا أبي القاسم المصطفى محمّد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وبعد:
قال الله العظيم في كتابه الكريم: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ
لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا
أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ
فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ
تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي
أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى
وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ
مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ
الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ..}[1].
في ضيافة الله عَزَّتْ آلاَؤُهُ:
معشر الإخوة الكرام؛ لقد أظلّكم شهرٌ عظيم، له في نفوس الصالحين بهجة،
وفي قلوب المتعبّدين فرحة، وحسبكم في فضائله أنّ أوّله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخِره
عتقٌ من النّار، وهو بعدُ أشرف شهور العام، وقد فرض الله علينا فيه الصيام، وقال
عنه خير الأنام (صلّى الله عليه وآله الكرام):"أيّها النّاس، إنّه قد أقبل إليكم
شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة؛ شهرٌ هو عند الله أفضل الشهور، وأيّامه أفضل
الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات هو: شهرٌ دُعيتُم فيه إلى
ضيافة الله، وجُعِلتُم فيه من أهل كرامة الله .."[2].
والحقّ أنّ هذه الدعوة -إلى ضيافة الله- ما مثلها دعوة، وقد تُرك لنا الخيار فيها،
هل نستجيب لها أو لا نستجيب.
ثواب إجابة دعوة الله:
إنّ الصوم ترويضٌ للغرائز وضبطٌ للنوازع، وقد فرضه الله تعالى في شهرٍ
كثير البركات، عظيم الخيرات، جعل فيه الفوائد الجمّة التي ينبغي للمسلّم أن يغتنمها،
فإن قام بذلك كان من أهل كرامة الله سبحانه الذين لبّوا دعوة الله لضيافته في هذا
الشهر الفضيل، ولأنّ الناجحين عند العقلاء هم الذين يتحمّلون التكاليف ويصبرون في
الشدائد نتشرّف بأن نضع بين أيديكم "ثواب إجابة دعوة الله" خذوها في سراح ورواح،
ينفجر منها عمود الصباح، نطق بها باب مدينة العلم أمير المؤمنين عليّ(عليه السلام)،
فقال:"اعلموا أنّ من يتّقِ الله يجعل له مخرجاً من الفتن ونوراً من الظلم، ويُخلّده
فيما اشتهت نفسه، ويُنزله منزل الكرامة عنده في دار إصطنعها لنفسه، ظلّها عرشه،
ونورها بهجته، .... فبادروا بأعمالكم تكونوا مع جيران الله، رافَقَ بهم رسله،
وأزارهم ملائكته، وأكرم أسماعهم عن أن تسمع حسيس نار أبداً، وصان أجسادهم أن تلقى
لغوباً ونصباً، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم..."[3].
تكليف نبويّ وتوجيه مصطفويّ:
أيّها المؤمنون الكرام: إنّ الصيام ضبطٌ محكمٌ للشهوات، وإستعلاءٌ على
كثير من الرغبات، ويُعد خير زادٍ للروح ومتاع للقلب وحافزاً تسمو به همم المؤمنين
إلى ساحات المقرّبين، والمحفوظ من السيرة النبوية المباركة أنّمولانا رسول الله (صلّى
الله عليه وآله وسلّم) قد وقف خطيباً في آخر جمعة من شهر شعبان، ليبيّن للأمّة بنود
البرنامج الذي ينبغي أن يلتزمه أبناؤها في شّهر رمضان المبارك، فقال (صلّى الله
عليه وآله وسلّم):"فاسألوا الله ربّكم بنيّات صادقة، وقلوب طاهرة، أن يوفّقكم
لصيامه، وتلاوة كتابه، فإنّ الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم، واذكروا
بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه. وتصدّقوا على فقرائكم ومساكينكم. ووقّروا
كباركم، وارحموا صغاركم، وصِلوا أرحامكم، واحفظوا ألسنتكم، وغضّوا عمّا لا يحلّ
النّظر إليه أبصاركم، وعمّا لا يحلّ الإستماع إليه أسماعكم.
وتحنّنوا على أيتام الناس يُتحنَّن على أيتامكم. وتوبوا إلى الله من ذنوبكم،
وارفعوا إليه أيديكم بالدّعاء في أوقات صلواتكم، فإنّها أفضل الساعات، ينظر الله عزّ
وجلّ فيها بالرحمة إلى عباده؛ يُجيبهم إذا ناجَوه، ويُلبّيهم إذا نادَوه، ويستجيب
لهم إذا دعَوه ..."[4].
ولا يغيبنّ عنكم أيّها الأحبّة ما رُوي عن الذي ما ينطق عن الهوى (صلّى الله عليه
وآله وسلّم) أنّه قال:"أنتم في ممرّ الليل والنهار في آجالٍ منقوصة وأعمالٍ محفوظة،
والموت يأتيكم بغتةً، فمن يزرع خيراً يحصد غبطة، ومن يزرع شرّاً يحصد ندامة"[5].
كثرة الإستغفار والدعاء في رمضان:
أيّها الأحبّة: روى الإمام الصادق (عليه السلام) عن أبيه عن آبائه (عليهم
السلام) قال أمير المؤمنين (عليه السلام):"عليكم في شهر رمضان بكثرة الإستغفار
والدعاء، فأمّا الدعاء فيُدفع عنكم به البلاء، وأمّا الإستغفار فتُمحى به ذنوبكم"[6].
فبادروا يرحمكم الله بكثرة الإستغفار والدعاء في هذا الشهر العظيم، واعلموا أنّ من
نعم الله علينا أن مدّ في أعمارنا لنُدرك خيرات هذا الشهر المبارك، فبلوغ رمضان
نعمةٌ كبرى، يقدّرها حقّ قدرها الصالحون، ولذلك يتوجّب علينا الإستفادة منها تمام
الفائدة.
أفضل الأعمال في شهر رمضان:
قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : قلت يا رسول اللهما أفضل الأعمال
في هذا الشهر؟ فقال يا أبا الحسن، أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله
عزّ وجلّ"[7].
من أهمّ المراقبات التي ينبغي أن نوليها إهتماماً خاصّاً في شهر رمضان، مسألة الورع
والإحجام عن المحرّمات لِما له من أهميّة خاصّة، إذ اتّفق علماء الأخلاق على أنّ
إجتناب النفس للرذائل والمحرّمات يُعدّ أساساً للبناء الأخلاقيّ الذي سيُقام على
أرض النفس الإنسانيّة، ولذلك جاء في مضامين الروايات الشريفة ما يُفهم منه أنّ
الورع أساس الدين وشيمة المخلصين والحصن الحصين، وقد ورد عن الإمام عليّ(عليه
السلام) أنّه قال:"ورع الرجل على قدر دينه"[8].
أيها المؤمنون الكرام: إنّ الورع عن محارم الله سبحانه لا يقلّ درجة عن التقرّب إلى
الله بالفرائض, وقد رُوي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال:"فيما ناجى الله
عزّ وجلّ به موسى (عليه السلام)؛ يا موسى ما تقرّب إليّ المتقرّبون بمثل الورع عن
محارمي، فإنّي أُبيحهم جنات عدن لا أُشرِك معهم أحداً"[9].
التأهيل لوعد الأولياء:
اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، اللهمّ وهذا شهر رمضان : اللَّهمَّ
اشْحَنْهُ بِعِبَادَتِنَا إِيَّاكَ، وَزَيِّنْ أَوْقَاتَهُ بِطَاعَتِنَا لَكَ،
وَأَعِنَّا فِي نَهَارِهِ عَلَى صِيَامِهِ، وَفِي لَيْلِهِ عَلَى الصَّلاةِ
وَالتَّضَرُّعِ إِلَيْكَ، وَالْخُشُوعِ لَكَ، وَالذِّلَّةِ بَيْنَ يَدَيْكَ، حَتَّى
لا يَشْهَدَ نَهَارُهُ عَلَيْنَا بِغَفْلَةٍ، وَلا لَيْلُهُ بِتَفْرِيطٍ. اللَّهمَّ
أَهِّلْنَا فِيهِ لِمَا وَعَدْتَ أَوْلِيَاءَكَ مِنْ كَرَامَتِكَ، وَأَوْجِبْ لَنَا
فِيهِ مَا أَوْجَبْتَ لِأَهْلِ الْمُبَالَغَةِ فِي طَاعَتِكَ، وَاجْعَلْنَا فِي
نَظْمِ مَنِ اسْتَحَقَّ الرَّفِيعَ الأعْلَى بِرَحْمَتِكَ"[10].
ونسأل الله العظيم أن يجعلنا وإيّاكم من الذين يغتنمون مواسم الخيرات، وما فيها من
فضائل الشهور والأيّام والساعات، ومن الذين يتقرّبون إلى مولاهم بما فيها من
الطاعات، {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ
وَالْمُؤْمِنُونَ }[11].
في شهر رمضان من السنة العاشرة للبعثة، وبعد خروج رسول الله (ص) والمحاصرين معه في
شُعَب أبي طالب، وفيما كان شعر سيد البطحاء أبي طالب (ع) يملأ منازل قريش:
يا شاهد الله عليَّ فاشهدِ آمنت بالواحد ربِّ
محمّد
من ضلَّ في الدين فإنّي مهتد يا ربِّ فاجعل في الجنان موردِ
نزل الأمين جبرئيل قائلاً لرسول الله (ص):"إن الله يأمرك أن تخرج من هذه القرية
الظالم أهلها فإنّ ناصرك قد مات".
أبو طالب ومولد النبي الأكرم (ص):
عن الإمام أبي عبد الله الصادق(ع)، عن أبيه (ع) قال: عقّ أبو طالب عن
رسول الله (ص) يوم السابع ودعا آل أبي طالب، فقالوا: ما هذه ؟ فقال: هذه عقيقة أحمد،
قالوا: لأيّ شيء سمّيته أحمد ؟
قال: سمّيته أحمد لمحمّدة أهل السماء والأرض له"[12].
قال علي بن زيد بن جدعان: تذاكروا أيّ بيتٍ من الشعر أحسن، فقال رجل: ما سمعنا بيتاً
أحسن من قول أبي طالب:
وشقّ له من إسمه ليُجلَّه ... فذو العرش محمودٌ وهذا
محمّد .[13]
أبو طالب ووديعة عبد المطلب:
إذا كانت كفالة أبي طالب لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قد
بدأت مع بلوغه الثامنة من عمره المبارك بعد وفاة جدّه عبد المطلب، فإنّ مسؤوليّة
أبي طالب عن النبيّ المصطفى (ص) قد بدأت من الساعة الأولى لمولده الشريف، وهذا ما
رُوي عن حفيدته السيّدة زينب (عليها السلام) عن أبيها الإمام أمير المؤمنين علي (ع)
قال:"سمعتُ أَبا طالب، يُحَدِّثُ أنَّ آمِنةَ بنت وهب، لما ولَدَت النبيّ (ص)،
جاءَهُ عبد الْمُطَّلب، فأخذه وقبّلهُ، ثُمَّ دفعه إلى أبي طالب، فقال: هو وديعتي
عندك ليكُوننَّ لإبْنِي هذا شَأنٌ، .. "[14].
نهض أبو طالب بحقّإبن أخيه المصطفى (ص) على أكمل وجه، وضمّه إلى وُلدِه، وقدّمه
عليهم، واختصّه بفضلٍ وإحترام وتقدير، وبعد أن بعثه الله تعالى بشيراً ونذيراً، كان
يمنعه ويحميه حماية تعدّت الحدود المألوفة بين أبناء العشيرة والعصبيّات القبليّة،
ولا يمكن تفسيرها بها مطلقاً، فإنّه لا يوجد في هذا العالم كلّه عمّ من الأعمام قد
تكفّل إبن أخيه وحماه خمسين عاماً، وظلّ طيلة حياته يعزّ جانبه، ويُصادق ويُخاصم من
أجله.
على حبّ أبي طالب:
قال حذيفة بن اليمان: كان النبيّ (ص) يقول لعقيل:"إنّي لأحبّك يا عقيل
حبَّين؛ حبّاً لك، وحبّاً لحبّ أبي طالب إيّاك"[15].
وقال إبن عباس: قال عليّ (ع) لرسول الله (ص): يا رسول الله إنّك لتحبّ عقيلاً ؟ قال:"
إي والله، إنّي لأحبّه حبَّين: حبَّاً له، وحبّاً لحبّ أبي طالب له، وإنّ ولده ((مسلّم))
لمقتولٌ في محبّة ولدك، فتدمع عليه عيون المؤمنين، وتُصلّي عليه الملائكة المقرّبون،
ثمّ بكى رسول الله (ص) حتّى جرت دموعه على صدره، ثمّ قال: إلى الله أشكو ما تلقى
عترتي من بعدي"[16].
ما عشتَ أراكَ الدهرُ عجباً:
فمن الغريب جداً السؤال عن إيمان هكذا شخصيّة كانت متقدّمة جداً في
المراحل العمليّة، فضلاً عن العقائديّة، وكان طليعة الإيمان في زمن يندر فيها
المتديّنون، وكان درعاً للرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم في زمن عزّت فيه الدروع !
وهو أمرٌ واضحٌ جليّ من سيرة النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم.
وقال الإمام أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام):"والله؛ ما عبد أبي، ولا جدّي عبد
المطّلب، ولا هاشم، ولا عبد مناف صنماً قطّ"، قيل له: فما كانوا يعبدون؟ قال: "كانوا
يصلّون إلى البيت على دين إبراهيم (عليه السلام) متمسّكين به"[17].
وسُئل الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) عن أبي طالب أكان مؤمناً، فقال: نعم،
فقيل له: إنّ ههنا قوماً يزعمون أنّه كافر، فقال:" واعجباً أيطعنون على أبي طالب أو
على رسول الله (ص)؟ وقد نهاه الله أن يقرّ مؤمنة مع كافر في غير آية من القرآن، ولا
يشكّ أحد أنّ فاطمة بنت أسد من المؤمنات السابقات، وأنّها لم تزل تحت أبي طالب حتى
مات أبو طالب رضي الله عنه"[18].
صحوة الطالب في ردّ الشبهات عن أبي طالب:
هذا ومن شاء الوقوف على المزيد من التحقيقات والأقوال في إيمان سيّد
البطحاء، فليرجع إلى الجزء السابع من موسوعة الغدير للشيخ الأميني، وإلى كتاب منية
الراغب في إيمان أبي طالب للشيخ محمّد رضا الطبسي النجفي، وكتاب الحجّة على الذاهب
إلى تكفير أبي طالب للسيّد فخار بن معد الموسوي، وكتاب صحوة الطالب في ردّ الشبهات
عن أبي طالب للشهيد الدكتور عماد عبد الكريم سرور الحمويّ رحمه الله،وخلاصة القول
إنّ إيمان أبي طالب حقيقة ثابتة لا يرتاب فيها إلاّ مريض القلب والإيمان.
ونضيف على تلك الأقوال : إنّ المتيقّن من سيرة الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيته عليهم السلام أنّهم ما كانوا ليُحابّون أحداً على حساب الدين، وشاهدُه أنّهم يبرؤون من كلّ مشرك لم يؤمن بالله وبالرسول ولو كان من أقرب الناس إليهم وهذا أبو لهب ـ وهو عمّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ينزل فيه قرآن يُتلى: "تبّت يدا أبي لهب وتبّ" إخباراً من الله تعالى بأنّه لن يؤمن وأنّ مصيره بئس المصير سيصلّى ناراً ذات لهب. وأمّا أبو طالب رضي الله عنه ، فقد شهد النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم والأئمة عليه السلام ـ ـ بإيمانه وأنّ الله أتاه أجره مرّتين حيث بذل وجوده في خدمة نبيّ الإسلام بل والدعوة إلى الإسلام، فلا بدّ أن تمنحنا سيرته القوّة في حفظ خط الإسلام، والوقوف بثبات في مواجهة المستكبرين الذين يريدون إكفاء الإسلام على وجهه وإضعافه.
هذا، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمّد وآله الطاهرين.
[1]سورة البقرة، الآيات
183-185.
[2]الشيخ الصدوق محمّد بن عليّ بن بابويه القمّي، فضائل الأشهر الثلاثة، ص76، حديث
59، طبعة:1، مكتبة داوري، قم.
[3]عزّ الدين بن أبي الحديد المدائنيّ، شرح نهج البلاغة، ج10، ص116-123، طبعة:1،
مكتبة آية الله المرعشي النجفي، قم.
[4]الشيخ الصدوق، فضائل الأشهر الثلاثة، ص76، حديث 59.
[5] أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي، الأمالي، ص473، المجلس السابع عشر، طبعة:1،
دار الثقافة، قم.
[6] الشيخ الصدوق، فضائل الأشهر الثلاثة، ص76، حديث 59.
[7]الشيخ الصدوق، فضائل الأشهر الثلاثة، ص78-79، حديث 61.
[8]عليّ بن محمّد الليثي الواسطي، عيون الحكم والمواعظ، ص 503.
[9] الشيخ محمّد بن يعقوب الكليني، الكافي، ج2، ص80، طبعة 4، دار الكتب الإسلاميّة،
طهران.
[10]السيّد عليّ بن موسى "إبن طاووس"، إقبال الأعمال، ج1، ص، طبعة2، دار الكتب
الإسلاميّة، طهران.
[11]سورة التوبة، الآية 105.
[12]الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج6، ص34، وروى البيهقي ذلك في دلائل النبوة، ج1، ص113،
عن عبد المطلب (ع)، والخبر عند إبن عساكر في تاريخ دمشق، ج3، ص81، ونقله إبن كثير
الدمشقي في البداية والنهاية، ج2، ص264.
[13]إبن عساكر، تاريخ دمشق، ج3، ص33، من طبعة دار الفكر.
[14]أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، دلائل النبوة، ج1، ص138، حديث 81،
طبعة:2، دار النفائس، بيروت، بسنده إلى السيّدة فاطمة بِنت الْحُسينِ، عَن عمَّتِها
عقيلة الهاشميين السيّدة زينب بنت عليٍّ، عن أبيها أمير المؤمنين (ع) قَال: سمعتُ
أَبا طالب، يُحَدِّثُ أنَّ آمِنةَ بنت وهب، لَمّا ولدت النبيّ (ص)، ... إلى أن قال:
ثُمَّ أمر فنُحِرت الجزائر، وذُبِحت الشَّاء، وأُطعِمَ أهلُ مكة ثلاثاً، ثمّ نُحِرَ
في كُلّ شعب من شعابِ مكَّة جزُوراً، لا يُمنعُ مِنهُ إِنسان، ولَا سبعٌ، وَلَا
طائِرٌ.
[15]الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحَين، ج3، ص667، حديث رقم: 6465، طبعة
دار الكتب العلميّة، عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، كما رواه الطبراني في المعجم
الكبير، وإبن سعد في الطبقات الكبرى، وغيرهم.
[16]الشيخ الصدوق محمّد بن عليّ بن بابويه، الأمالي، ص128-129، طبعة 6، كتابجي،
طهران.
[17] الشيخ الصدوق محمّد بن عليّ، كمال الدين وتمام النعمة، ج1، ص174-175، ح32،
طبعة:2، الدار الإسلاميّة.
[18] الحافظ المسنِد السيّد فخار إبن معد بن فخار بن أحمد الموسوى الحائري، الحجّة
على الذاهب إلى كفر أبي طالب، ص123-124، ورواه عنه المجلسي في بحار الأنوار، ج35،
ص115، وذكره إبن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة.