الهدف: التعرُّف على بعضٍ من حيثيات لِحاق أُمّ
المؤمنين خديجة الكبرى عليها السلام بالرفيق الأعلى.
محاور الخِطبة:
1ــ سابقة نساء العالمين
2 ـــ خديجة (ع) قبل البعثة وبعدها
3ـــ موقِفها في الحصار
4ـــ مال السيدة خديجة (ع)
5 ــــ على سرير الاحتضار
6 ــــ حبّ خديجة (ع) فضيلة حصلت
مطلع الخِطبة:
الحمد لله ربّ العالمين، وأفضل الصلاة وأزكى السلام على أشرف الخلق وأعزّ المرسلين
سيّدنا ومولانا أبي القاسم المصطفى محمّد، وعلى آله الطيّبين الطاهرين.. وبعد؛
قال الله العظيم في كتابه الكريم: {وَالسَّابِقُونَ
السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ}[1].
أيُّها المؤمنون الكرام؛ نحن معكم في هذه البُرهة من الزمن لنقتبس بعض القبسات
النورانيّة من سيرة مولاتنا أُمّ القاسم صفوة النسوة الطيّبات، وفخْر العفائف
المطهّرات، ووزيرة الصدق للصادق الأمين مولاتنا أُمّ المؤمنين خديجة الكبرى عليها
السلام. هي أوسط نساء قريشٍ نسباً[2]، وأمسّ أمهات المؤمنين بالمصطفى رحماً، وأوّل
الخلق به معتقَداً، وقد قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): "خديجة بنت خويلد سابقة
نساء العالمين إلى الإيمان بالله، وبمحمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) "[3].
أيُّها المؤمنون الأفاضل؛ هذا قول الله عَزَّتْ آلاَؤُهُ، وقول خاتم أنبياءه (صلّى
الله عليه وآله)، وليت شعري؛ ماذا يمكن لأمثالنا أن يقولوا بعد قول الله ورسوله في
حقّ سيّدة نساء الجنة صلوات الله وسلامه عليها !! هل نقول هي المرأة النبيلة
الجليلة الأصيلة، العاقلة العقيلة، الكاملة العالمة الباذلة ...، فهي كذلك، وفوق
ذلك والله، وإنّما نعتنا لها بالصفات هو "جُهد العاجز".
ولأجل ذلك، ولأنّ وفاتها (عليها السلام) قد حصلت في العاشر من شهر رمضان سنكتفي في
هذه البُرهة القصيرة من الوقت باستعراض بعضاً ممّا ورد من الروايات الواردة في هذا
الشأن.
خديجة (ع) قبل البِعثة وبعدها؛
قبل أن يبعث الله سبحانه حبيبه المصطفى (ص) بالرسالة الخاتمة؛ رافقت أمّ المؤمنين
خديجة سيّدنا رسول الله (ص) أفضلَ رفقة، وألِفَته أعظم أُلفة، فلم تسؤهُ قطُّ، ولم
تغاضبه قطُّ، ولم ينلها منه عَتبُّ قطُّ، ولا هجر، أدبُها رفيعٌ وخُلُقها جَمّ.
أمّا بعد البعثة النبويّة، فقد كانت أُمّ المؤمنين خديجة الكبرى (ع) بلسَماً
لجراحات رسول الله (ص) وبكلّ ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، ولم يذكر التاريخ على
مراحله المختلفة امرأةً فاضلة وفَّت لزوجها، وأدّت واجباتها تجاهه مثل خديجة (ع)،
فقد أعطت الحنان والحب، والمال والجهد، والمشورة الصادقة الصائبة لرسول الله (ص)
وكانت تحِنُّ عليه وتسري عنه، وتخفّف آلامه وتواسيه في أحرج أوقاته. وكان (ص) ساكِن
القلب إلى وفائها وحبّها ومودّتها، وحبّها له حبّ جدٍّ وإجلال، وحرصٍ وحفاظ، فلا
عجبَ إذا عُدّت أعظمَ سندٍ له أثناء تبليغ رسالة ربّه، والحقّ أنّ مواقفها المشهودة
معه من أشرف المواقف التي تُحمد من امرأة في الأوّلين والآخرين، وقد روي عنه (ص)
أنه قال:"لَقَدْ فُضِّلَتْ خَدِيجَةُ عَلَى نِسَاءِ أُمَّتِي كَمَا فُضِّلَتْ
مَرْيَمُ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ"[4].
قبساتٌ من موقفها في الحصار:
أيُّها الأخوة الكرام؛ لمّا رأت قريش أنّ المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة قد
نزِلوا أرضاً؛ أصابوا بها أماناً من خلال حماية النجاشيّ لهم، وأنّ الإسلام قد فشا
في القبائل، وبدأت دعوة النبي (ص) يعلو شأنها، وانتقل المسلمون إلى مرحلة الجهر
بالتوحيد علانيةً؛ طاش من قريشٍ صوابُها، فأجمعوا على أن يَقتلوا رسول الله (ص)،
فبلغ ذلك عمّه أبا طالب (ع)، فجمع بني هاشم وبني المطّلب، فأجابوه وأعلنوا مِنعتهم
للنبيّ المصطفى (ص)؛ وهدّد أبو طالب بالحرب، فعرفت قريش أنّه لا سبيل لها إلى النبيّ
الهاشميّ (ص)، واجتمعت قريش وكنانة في المحصب، وتقاسموا على الكفر[5]، وذلك ليلة
هلال المحرم سنة سبع من البعثة، وتعاقدوا على بني هاشم وبني المطلب:"ألّا يزوجوا
إليهم، ولا يتزوّجوا منهم، ولا يبيعوهم شيئاً، ولا يبتاعوا منهم شيئاً، ولا
يكلّموهم، ولا يجالسوهم"[6] .
وكتبوا بذلك صحيفة فيها عهودهم ومواثيقهم، وعُلّقت هذه الصحيفة الظالمة في جَوْف
الكعبة تأكيداً على التزام ما فيها؛ إلى أن يُسلّم لهم بنو هاشم رسول الله (ص)،
ليقتلوه ويمثّلوا به!!
ولم تتردّد أُمّ المؤمنين (ع) لحظةً واحدة في ترك منزلها المريح والخروج مع زوجها
العظيم إلى شعب أبي طالب لتركل اخضرار العیش الذي اعتادته برجلِها، وتنسى حظوظ
الدنيا وزهرتَها، وتعيش مع النبي المختار (ص) بين جبلَين وعريْن.
مال السيّدة خديجة (ع)؛
إنّ بطون قريش قطعت عن المُحَاصَرينَ كلّ مقومات العيش، ووضعوا عليهم الجواسيس
والحراس، فلم يدَعوا أحداً من الناس يُدخل عليهم طعاماً ولا شيئاً ممّا يرفق بهم،
وفي هذا الظرف العصيب؛ كان للسيّدة خديجة (ع) الدور المشرِف في تفادي أضرار هذا
الحصار، من خلال وجودها هناك بالأخصّ لمـّا قَلَّ الطعامُ، ونقُصَ الزادُ، وجهد
المسلمون وحلفاؤهم من جرّاء سياسات قريش التي اتّبعتها لإدارة هذا الحصار الخانق،
إلّا أنّ السيّدة خديجة (ع) استطاعت أن توفّر للمحاصرين مستلزمات الصمود،
والمتأمِّل لهذا الظرف العصيب يُمكنه أن يدرك شيئاً ممّا أراده مولانا رسول الله
(ص) بقوله: "ما نفعني مالٌ قطُّ مثلَ ما نفعني مالُ خديجة"[7]، وبوِسع المرء أن
يقدّر خطورة الموقف وصعوبته إذا عرف أنّ هذا الحصار الجائر قد استمرّ على هذا النحو
لثلاث سنين بالتمام والكمال؛ حيث كانت أموال السيّدة خديجة (ع) تُستثمر في معركة
الحياة أو الموت هذه. فكانت تستخدم لتجهيز الممكن من الطعام ولو بأغلى الأثمان
بُغية إنقاذ حياة المحاصَرين والمستضعفين من المسلمين الذين لا يجِدون حيلة، ولا
يهتدون إلى سدّ نفقاتهم سبيلًا؛ حيث لم يكن يصل إليهم شيءٌ إلّا سرّاً مستخفياً به
من أراد صلتَهم من قريش.
ولما لم يستطع المُحَاصِرينَ صدّ المُحَاصَرين وثنيِهِم عن دين الله، ولا عن نُصرة
رسول الله (ص) "رغم موت جماعة منهم"[8]، وبعد أن سطّر بنو هاشم وبنو المطلب
بمقاومتهم الباسلة أروع صفحات الصمود؛ انتهى ذلك الحصار الرهيب بإبطال صحيفة الظلم
والجور، وخرج المُحاصرين بجباهٍ مرفوعة أعزّة منتصرين يتقدّمُهم النبيّ المصطفى
محمّد (ص)؛ وأُمّ المؤمنين خديجة الكبرى (ع).
على سرير الاحتضار؛
انتهى الحصار الذي فرضته قريش على النبيّ الأكرم (ص) وكلّ من حامى دونه، وكان ذلك
على القول الراجح في المحرّم من السنة العاشرة للبِعثة النبويّة. وفي أواخر تلك
السنين العشر الشِداد؛ توفّي مؤمن قريش سيّد البطحاء أبو طالب، وكان على سرير
الاحتضار شخصٌ آخر عزيز جدّاً عند المؤمنين، ذلك كان شخص سيّدتنا ومولاتنا أُمّ
المؤمنين خديجة (ع)، التي لم تلبث إلّا أياماً معدودة من شهر رمضان المبارك[9] حتّى
اعتلّت وطاف بها شبح الموت واشتدّ بها المرض، فكانت طريحة الفراش، ورسول الله (ص)
إلى جانبها يرعاها ويقوم على خدمتها، ويخفّف عنها ويذكّرها بما وعدها الله به في
الجنّة من نعيم، ويحوطها بعطفه وحنانه وشفقته ورأفته، ويؤنِس وحشتها ويقف إلى
جوارها لحظة الاحتضار.
أقدِمي خير مقدَمٍ يا خديجة؛
ما أصعب تلك اللحظات على قلب النبيّ الأكرم (ص)، وهو يرى أنّ وداع أحبّ الخلْق إلى
قلبه قد حان، وأنّ سيّدة النساء أوشكت على الفراق الذي لا بدّ منه، وقد رُويَ أنّه
كان يخاطبها في تلك اللحظات: "أقدمي خيرَ مقدَمٍ يا خديجة، أنتِ خير أمّهات
المؤمنين، وأفضلهنّ، وسيّدة نساء العالمين إلاّ مريم وآسية .. ؛ أسلمتُك يا خديجة
على كُرهٍ منّي، قد جعل الله للمؤمنين بالكُره خيراً كثيراً.
ألحقي يا خديجة بأُمّك حوّاء في الجنّة، وبأُختك سارة أُمّ إسحاق التي آمنت بالله
جلّ جلاله....
أقدمي يا خديجة على أُختك اُمّ موسى وهارون التي ربط الله على قلبها بالصبر لتكون
من المؤمنين..... وأقدمي على أُختك كلثم بنت عمران اُخت موسى وهارون....
وأقدمي على أُختَيكِ يا خديجة؛ على آسية ومريم، لا مثيل لهما من نساء العالمين، وقد
جعلهما الله مثلاً للذين آمنوا من الرجال والنساء, يقتدي بهما كلُّ مؤمن ومؤمنة..."[10].
وبينما الحال كذلك؛ فاضت نفس أمّ المؤمنين خديجة الكبرى (ع)، بين يدَي رسول الله
(ص)، وأسلمت الطاهرة الغرّاء روحها لبارئها لتمضي راضية مرضيّة مبشّرة ببشائر
الصادق الأمين لها: ﴿فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ
مُقْتَدِرٍ﴾[11].
بين آسية ومريم بنت عمران؛
وبعد وفاة خديجة (ع) كانت السيّدة فاطمة (ع) تلوذ بأبيها (ص) وتدور حوله، وتقول:
أبه أين أمّي؟ فنزل جبرئيل (ع)، فقال له: ربّك يأمرك أن تقرئ فاطمة السلام، وتقول
لها: إنّ أمّك في بيت من قصب، كعابه من ذهب، وعمده ياقوتٌ أحمر، بين آسية ومريم بنت
عمران، فقالت فاطمة (ع): إنّ الله هو السلام، ومنه السلام، وإليه السلام[12].
وحزن الحبيب المصطفى (ص) على فِراق زوجته الصابرة الوفية حُزناً يفتّت الأكباد،
وكانت مصيبته بفقدِها من أشدّ المصائب التي مرّت به. وأمر (صلّى الله عليه وآله
وسلّم) بتغسيل أمّ المؤمنين وتكفينها "فغسّلتها المؤمنة الوفيّة أُمّ أيمن حاضنة
رسول الله (ص)، وأُمّ الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب"[13].
الأُمّ الحنون في ثرى الحجون؛
شيّعها رسول الله (ص) وبنو هاشم وبنو أسد، ومن بَقِي من الصحابة في مكّة، ونزل رسول
الله (ص) إلى قبرها، وكان أوّل قبر ينزل إليه، ووضعها في لحدِها بيديه الشريفتَين
في الحجون مقبرة أهل مكّة[14]، ورثاها وأبا طالب مولانا أمير المؤمنين علي (ع)،
فقال:
أَعيْنيّ جُوداً بارَكَ اللَهُ فيكُما عَلى هالِكيْنِ لا تَرى
لَهُما مِثلا
عَلى سَيِّدِ البَطحاءِ وَابنِ رَئيسِها وَسَيدَةِ النِسوانِ أَوَّل مَن
صَلّى
مُهَذَبّةٌ قَد طَيَّبَ اللَهُ خَيمَها مُبارَكَةٌ وَاللَهُ ساقَ
لَها الفَضلا
لَقَد نَصَرا في اللَهِ دينَ مُحَمَّدٍ عَلى مَن بَغى في الدينِ قَد
رَعَيا إِلاَّ[15]
نِعْم القَرين؛
ومن كرامة أُمّ المؤمنين خديجة (رض) على النبيّ (ص) أنّه لم يتزوّج امرأة قبلها،
وجاءه منها أولاد عدّة، ولم يتزوّج عليها قط، إلى أن قضت نحبها، فوجدَ لفقدها،
فإنّها كانت نِعْم القرين[16]. وهذا ممّا لا اختلاف فيه بين أهل العلم بالأخبار،
وفيه دليل على عظم قدرها عنده، وعلى مزيد فضلها لأنّها أغنته عن غيرها، فسلام الله
على روحها الطاهرة حيّةً وميتةً.
حبّ خديجة (ع) فضيلةٌ حصلَت؛
أحبّ مولانا رسول الله (ص) سيّدة النساء خديجة (ع) وأحبّتهُ، وأخلَص لها وأخلَصت لهُ،
فلم يكن يرى في الدنيا من النساء من تعادل خديجة الغرّاء (ع)، فهي التي ما أبدله
الله خيراً منها، وهي التي آمنت به إذ كفر به الناس، وصدّقته إذ كذّبه الناس،
وواستهُ بمالها إذ حرمه الناس، وتحمّلت معه من أجل نشر الدعوة الإسلاميّة طغيان
قريش وجبروتها ومقاطعتها، وكان إخلاصها الفريد، وإيمانها العظيم، وحبّها الفيّاض
حرياً بأن يقابله النبيّ المصطفى (ص) بما يستحقّ من الحب والإخلاص والتكريم والوفاء،
وهذا ما حصل بالفعل. فقد بلغ من حبّه لزوجته خديجة الكبرى (ع)، وعظيم مكانتها في
نفسه الطاهرة أن لا يفارقه حبّها حتى بعد موتِها، وكان (ص) يُجاهر بذاك الحبّ
العظيم ويفتخر به، ويُعدُّه من فضل الله تعالى عليه، ورزقه المقسوم له، وقد تجلّى
التعبير النبويّ عن ذلك مرّات ومرّات منها يوم أغضبته عائشة، فقالت: "خديجة؟"، فقال
الذي أوتي فصل الخطاب (ص):"إِنِّي قَدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا"[17]، هذا كلامه بعين
لفظه، فأَمْعِن النظر فيه، وتفكّر بقوله (ص): "رُزقت"- ولم يقل أحبّها- تجد فيه ما
فيه من غاية التعظيم ونهاية التفخيم، وليس في لغات البشر كلّها أدل من هذا الحديث
على المكانة السامِقة والمنزلة الأثيرة للسيّدة أُمّ المؤمنين خديجة (ع) في نفس
النبيّ الأكرم (ص) حيث اعتبَر- وهو الذي ما ينطِقُ عن الهوى- أنّ حُبّها رزقٌ الله
إليه قد أُعطيه، وطُبِع عليه، ومن البديهيّ وحيث أن رسول الله (ص) هو إمام الشاكرين؛
أن يُحدث للوهاب شكراً على رزقه الكريم وعطاءه العظيم، وهذا ما لا يعلم مبلغه إلا
الله عزّت آلاؤه.
هذا، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمّد
وآله الطاهرين.
[1] سورة الواقعة، الآيات 10-12.
[2] يقال فلان أوسط القبيلة: أعرفهم وأشرفهم نسباً، وأرفعهم محلّاً، وأكرمهم موضعاً.
ويقال: إن الوسيط هو الشريف في قومه، لأنّ النسب الكريم دار به من كلّ جهة وهو وسط،
فالوسط في ذِكْر النسب من أوصاف المدح والتفضيل.
[3] محمّد بن عبد الله الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، ج3، ص203، حديث
484، وعنه الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج2، ص116، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ج14،
ص173.
[4] أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي، فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج7، ص135،
طبعة دار المعرفة، بيروت، وقال: فروى البزار، والطبراني من حديث عمار بن ياسر
رَفَعَهُ: ... الحديث، وهو حديث حسن الإسناد.
[5] محمّد بن إسماعيل البخاري، صحيح البخاري، ج2، ص576، طبعة 3، دار ابن كثير-
اليمامة.
[6] محمّد بن إسحاق، سيرة ابن إسحاق، ج2، ص147، وكلّ أصحاب السيّر الذين ذكروا حصار
قريش لبني هاشم..
[7] الشيخ أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسيّ، الأمالي، ص468، المجلس السادس عشر،
بسنده إلى عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه -أبي رافع مولى رسول الله- عنه (ص).
[8] أحمد بن يحيى بن جابر بن داود البَلَاذُري، أنساب الأشراف، ج1، ص234، بسنده إلى
مجاهد عن عبد الله ابن عباس قال:"حُصرنا في الشعب ثلاث سنين، وقطعوا عنا الميرة،
حتى إنّ الرجل ليخرج بالنفقة فما يُباع شيئاً، حتى مات منّا قوم".
[9] أجمع المؤرّخون وأصحاب السير على أنّ وفاة السيّدة أُمّ المؤمنين خديجة الكبرى
(ع) كانت بعد فكّ الحصار وخروجها إلى دارها؛ واتّفقوا على أنّها توفّيت وأبو طالب
(ع) في عامٍ واحد سُمّي بعام الحزن وعُرِف به في السيرة والتاريخ؛ لكنّهم اختلفوا
في مدّة بقائها على قَيْد الحياة بعد انتهاء الحصار؛ والذي عَيّن ميقاتاً لوفاتها
قد قال: توفّيت خديجة لعشر خلَت من شهر رمضان في السنة العاشرة للبعثة النبوية قبل
الهجرة بثلاث سنوات، وهو القول الأشهر في وفاتها (ع).
[10] الموفق بن أحمد المكي أخطب خوارزم، مقتل الحُسين (ع)، ص 52-54، من جملة حديث
طويل يتضمّن دخول رسول الله (ص) على خديجة (ع) حينما حضرتها الوفاة، وقد رواه
المصنف بسنده إلى أبي أمامة عن النبيِّ (ص).
[11] سورة القمر، الآيتان 54-55.
[12] أبو القاسم الطبراني، المعجم الأوسط، ج1، ص139، حديث رقم 440، بسنده عن
مولاتنا الطهر البتول فاطمة (ع)، والشيخ محمّد بن الحسن الطوسيّ، الأماليّ، ص175،
المجلس السادس، بسنده عن حفيدها الإمام الصادق (ع).
[13] تقي الدين المقريزي، إمتاع الأسماع، ج6، ص30، طبعة1، دار الكتب العلمية، بيروت.
[14] مقبرة الحجون: قال محمّد بن عبد الله الأزرقي: قال جدّي: لا نعلم بمكّة شعباً
يستقبل ناحية من الكعبة ليس فيه انحراف إلاّ شعب المقبرة، فإنّه يستقبل وجه الكعبة
كلّه مستقيماً،... وساق بعضاً مما ورد في السنة ممّا يدلّ على منزلة هذا المكان،
وتفضيله على كثير من بقاع مكّة وغيرها من الأراضي، يراجع أخبار مكة، ج2، ص209، طبعة
دار الأندلس للنشر، بيروت.
[15] ديوان أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب، جمع وترتيب عبد العزيز الكرَم،
ص85، طبعة 1.
[16] شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج2، ص110.
[17] مُسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، صحيح مُسلم، ج4، ص1888، حديث رقم
75-2435، باب 12- فضائل خديجة أُمّ المؤمنين رضي الله تعالى عنها، طبعة دار إحياء
التراث العربي، بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي.