الهدف؛ التعرّف على بعض الظروف المحيطة بشهادة
الإمام الباقر (عليه السلام)، وبيان فضل الأيّام العشر من ذي الحجة.
محاور الخِطبة؛
1- مطلع الخِطبة.
2- مولد الإمام الباقر (عليه السلام).
3- من معالم نشأته المباركة الميمونة.
4- صور من مظلوميّة الإمام الباقر.
5- شهادة الإمام الباقر (عليه السلام).
6- الأيّام المعدودات في كتاب الله تعالى.
7- يوم التروية.
8- عيد الأضحى.
مطلع الخطبة
الحمد لله ربّ العالمين، وأفضل الصلاة وأزكى السلام على خاتم النبيّين وأشرف الخلق
أجمعين سيّدنا ومولانا رسول الله أبي القاسم المصطفى محمّد، وعلى آله الطيّبين
الطاهرين، وبعد؛
قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا}[1]، وقال عَزَّتْ آلاَؤُهُ :{وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ * ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا}[2].
أيّها المؤمنونَ الكرام؛ في هذا اليوم سنستحضر وإيّاكم قبسات من حياة سيّد من سادات آل محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، حيث سنكون وإيّاكم في هذه البرهة من الوقت مع فرع شجرة النبوّة، ومعْدن العِلم؛ المتحلّي بحِلية الفضائل، والمتخلّي عمّا لا يعد من أكمل الشمائل، باقر العلوم والمعارف، المتفيّء ظلّ ظليلها الوارف، من أشرقت بسنا علومه مطالع بروجه، واشتهر في الأقطار ارتقاؤه على مدارج عروجه، المولى الهمام، عمدة العلماء الأعلام، حامل راية علم الرسول، مولانا الإمام الصابر الذاكر، والخاشع الشاكر أبو جعفر محمد بن علي الباقر (ع) حفيد سيد الأوصياء وسيدة النساء (عليهما السلام).
وأم الإمام الباقر (عليه
السلام) هي السيدة الطاهرة "أم عبد الله" فاطمة[3] بنت سبط النبي (ص) وسيد أهل
الجنة الحسن المجتبى (عليه السلام).
مولد الإمام الباقر (عليه السلام)؛
روى شيخ الطائفة عن جابر الجعفي، قال:"ولد الباقر أبو جعفر محمد بن علي (عليهما
السلام) يوم الجمعة غرة رجب سنة سبع وخمسين"[4].
هو أوّل علويّ من علويَين، وأوّل فاطميّ من فاطميّين؛ أي أنّه المحض الأول من
الإمامين السبطين أبو محمد الحسن، وأبي عبد الله الحُسين (عليهما السلام) حيث إنه
أول من اجتمعت له ولادة منهما (عليهما السلام)، وأخطأ من نسب هذه الأوليّة لعبد
الله بن الحسن المثنى – مع أنه علويّ من علويّين، وفاطمي من فاطميّين -، إلا أنّه
ولد سنة ثمانية وستون (68) للهجرة، بينما ولد الإمام أبي جعفر الباقر سنة سبع
وخمسين (57) من الهجرة النبوية على مهاجرها وأهل بيته أفضل الصلاة وأزكى السلام.
وبعد أن أطلّ على الوجود بنوره الذي عمّ البريّة حمله أبوه زين العابدين إلى مولانا
الإمام الحُسين (عليهما السلام)، فأخذه وقبّله، ومن ثم أذّن في أذنه اليمنى، وقرأ
كلمات الإقامة في أذنه اليسرى، فكان أوّل ما قرع سمع الباقر عليه السلام صوت جدّه
الإمام الحُسين (عليه السلام)، وهو يملي في أذنيه بالكلمات المتضمّنة لكبرياء الله
وعظمته، والشهادة بأنه لا إله إلا الله، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، وسمّاه باسم جده
رسول الله مُحمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وهو على يقين أنه قد طابق الاسم
مسمّاه، وكاد أن ينطق بلفظه معناه؛ فلّله درّه من مولود ما أزكاه، وهنيئاً لمن أئتمّ
به في الطريق إلى الله، فإنّ المصطفى الأكرم قد قال في وصفه:"رجلاً منّي اسمه اسمي،
وشمائله شمائلي يبقر العلم بقراً"[5]؛ أي يتبحّر بالعلم، فيستخرج غوامضه ولبابه،
وأسراره، ويحيط بفنونه.
من معالم نشأته المُباركة الميمونة؛
نشأ الإمام الباقر (عليه السلام)، وترعرع في بيت الرسالة، وعاش مع جدّه الإمام
الحسين (عليه السلام) أربع سنين، "وكفاه شرفاً ما روي عن جابر "الأنصاري" أنّه قال
له، وهو فتى: رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يسلّم عليك، فقيل له: وكيف ذاك؟
قال: كنتُ جالساً عنده، والحسين في حِجره وهو يداعبه، فقال يا جابر يولد له مولود
اسمه علي إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم سيد العابدين، فيقوم ولده، ثم يولد له
ولد اسمه محمد، فان أدركته يا جابر فاقرئه منّي السلام"[6]، وقد عاش الباقر (عليه
السلام) مع أبيه تسعاً وثلاثين سنة؛ لازمه وصاحبه طيلة هذه المدة، وكان يتبعه أتباع
الفصيل أثر أمه[7]، وقد أخذ عنه هديَهُ وعلمه وتقواه، وورعه وزهده وشدّة انقطاعه
وإقباله على الله تعالى، فحاز على محاسِن الخصال الشريفة، والأوصاف الكاملة بحيث
فاق أبناء عصره، وبرز فيها على أهل دهره، "وكان (عليه السلام) من بين إخوته خليفة
أبيه ووصيّه والقائم بالإمامة من بعده، وبرز على جماعتهم بالفضل في العلم والزهد،
والسؤدد، وكان أنبههم ذكراً، وأجلّهم في العامّة والخاصّة، وأعظمهم قدراً، ولم يظهر
عن أحد عن ولد الحسن والحسين (عليهما السلام) من علم الدين والآثار، والسّنة وعلم
القرآن، والسيرة وفنون الآداب ما ظهر عن أبي جعفر؛ وروى عنه معالم الدين بقايا
الصحابة ووجوه التابعين، ورؤساء الفقهاء المسلمين، وصار بالفضل به علماً لأهله؛
تضرب به الامثال، وتسير بوصفه الآثار والاشعار، وفيه يقول القرظي:
يا باقر العلم لأهل التقى ... وخير من لبى على الأجبلِ.[8]
صور من مظلوميّة الإمام الباقر؛
بدأت طفولته عليه السلام، في غمرة جحيم الأحداث المتوالية ضدّ رجالات أهل البيت
النبويّ، ومن والاهم، أمّا الحكم الأموي، فعاصر الباقر أشدّ أدواره ظُلماً، وعانى
عليه السلام منه الكثير؛ فقد عاصر حكم الطاغية يزيد بن معاوية، وأدرك في صِباه
مجزرة كربلاء الدامية، فتجسّدت بين عينيه صور مجازرها الرهيبة، فلم تفارقه، وشهد
حُكم عبد الملك والوليد وهشام ابنيه، كما رأى مسلك الحجّاج ابن يوسف- الذئب من ذئاب
جهنم- ورأى الحصار الذي فرض على أبيه الجليل، وشاهد كيف كان الناس يتحرّكون بكامل
حرّيتهم؛ فيقولون ما يشاؤون ويكتبون ما يشاؤون، إلاّ أهل بيت رسول الله (صلى الله
عليه وآله)، ومن والاهم، ويروى عنه -في هذا الشأن العصيب- أنه قال:
"لم نزل أهل البيت نستذل ونستضام، ونقصى ونمتهن، ونحرم ونقتل، ونخاف ولا نأمن على
دمائنا ودماء أوليائنا، ووجد الكاذبون الجاحدون لكذبهم وجحودهم موضعاً يتقربون به
إلى أوليائهم وقضاة السوء، وعمال السوء في كلّ بلدة، فحدّثوهم بالأحاديث الموضوعة
المكذوبة، ورووا عنا ما لم نقله أو نفعله ليبغضونا إلى الناس، وكان عظم ذلك وكبره
زمن معاوية بعد الحسن عليه السلام، فقتلت شيعتنا بكلّ بلدة، وقطعت الأيدي والأرجل
على الظنة، ومن ذكر بحبّنا والإنقطاع إلينا سجن أو نهب ماله، أو هُدمت داره، ثم لم
يزل البلاء يشتدّ ويزداد إلى زمن عبيد الله بن زياد قاتل الحسين، ثم جاء الحجّاج
فقتلهم كلّ قتله، وأخذهم بكلّ ظنّة وتهمة، حتى إنّ الرجل يقال له: زنديق أو كافر
أحب إليه من أن يقول: شيعة علي، وحتى صار الرجل الذي يذكر بالخير، ولعلّه يكون ورعا
صدوقا يحدث بأحاديث عظيمة من تفضيل بعض ما قد سلف من الولاة، ولم يخلق الله شيئاً
منها، ولا كانت ولا وقعت، وهو يحسبها أنّها حقّ لكثرة من قد رواها ممّن لم يعرف
بكذب ولا قلّة ورع"[9].
وارث زين العابدين وخليفته
لقد توفّرت في شخصية الإمام أبي جعفر عليه السلام جميع الصفات الكريمة التي أهّلته
لزعامة هذه الأمّة، حيث تميّز هذا الإمام العظيم بمواهبه الروحية والعقلية العظيمة
وفضائله النفسية والأخلاقية السامية ممّا جعل صورته صورة متميّزة من بين العظماء
والمصلحين، كما تميّز بحسبه ونسبه الوضّاح، وبكلّ ما يمكن أن يسمو به الانسان، فكان
جامعاً للكمالات الإنسانيّة في سيرته وسلوكه، وكان المؤهّل للإمامة العظمى بعد أبيه
الإمام زين العابدين (عليه السلام)، فلمّا رحّل السجّاد علي بن الحسين عليهما
السلام، إلی الرفيق الأعلی عام (95) هـ شهيداً مسموماً مظلوماً، نهض الإمام الباقر
عليه السلام بأعباء إمامة المسلمين، ورغم الظروف المأساوية استطاع (عليه السلام) أن
يربّي عددًا كبيرًا من الفقهاء والعلماء والمفسرين حيث كان المسلمون يقصدونه من
شتّى بقاع العالم الإسلامي وقد دانوا له بالفضل بشكل لا نظير له، ولم يعش منعزلاً
عن أحداث الساحة الإسلامية، وخاض الإمام الباقر عليه السلام صراعاً مريراً ضدّ
العقائد المُنحرفة التي نشطت في عصره، وساهم بشكل إيجابي في توعية الجماهير ضدّ هذه
الانحرافات الفكريّة والعقائدية، وتحريك ضمائرها وهو يسعى لرفع شأنها وإحياء
كرامتها بالبذل المادي والعطاء المعنوي كآبائه الكرام وأجداده العظام، ولم يقصر
عنهم عبادة وتقوى، وصبراً وإخلاصاً وجهاداُ، وكان قدوة شامخة للجيل الذي عاصره،
ولكلّ الأجيال التي تلَته، وكان الأمر كما قال والده العظيم:"فإلى من يفزع خلف هذه
الأمّة وقد درست أعلام هذه الملّة، ودانت الأمّة بالفرقة والاختلاف، يكفّر بعضهم
بعضاً، والله تعالى يقول: (وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا
مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ)، فمن الموثوق به على إبلاغ الحجّة وتأويل
الحكم؟ إلاّ أعدال الكتاب وأبناء أئمّة الهدى ومصابيح الدجى، الذين احتجّ الله بهم
على عباده، ولم يدع الخلق سدى من غير حجّة، هل تعرفونهم أو تجدونهم إلاّ من فروع
الشجرة المباركة وبقايا الصفوة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، وبرأهم
من الآفات، وافترض مودتهم في الكتاب"[10].
الإمام الباقر، وعلماء زمانه
لقد عاش الإمام محمد الباقر (عليه السلام) طيلة حياته يفيض من علمه على الأمّة
المسلمة، ويرعى شؤون الجماعة الصالحة، مقدّماً لها كلّ مقوّمات تكاملها، وأسباب
رشدها وسموها، رغم أنّ عصره قد كان من أدقّ العصور الإسلامية، وأكثرها حساسيةً حيث
نشأت فيه الكثير من الفرق الإسلاميّة المنحرفة، وعمّت الناس ردّة قويّة إلى حمية
الجاهلية، فعادوا إلى المفاخرة بالآباء والأنساب، ممّا أثار العصبيّات القبلية،
وأذكى حكام بني أميّة نار الصراعات القيسيّة واليمانيّة، وانتشرت مظاهر التّرف
واللهو والغناء، والثراء الفاحش غير المشروع، وقد تصدّى الإمام عليه السلام لكلّ
هذه الانحرافات كي يحفظ لدين جدّه المصطفى نقاءه وصفاءه، واهتمّ برعاية مدرسة «أهل
البيت النبوي». فالتفّ حول الإمام الباقر العلماء والحفاظ، ونهلوا من صافي علومه
ومعارفه في العقيدة والفقه والتفسير والحديث الشريف، وعلوم الكلام، ولا غرابة، فقد
جاء في الحديث المأثور عنه عليه السلام أنه قال:"إن رسول الله (صلى الله عليه وآله
وسلم) أنال في الناس، وأنال وأنال ، وإنَّا أهل بيت عندنا معاقل العلم، وأبواب
الحكم، وضياء الأمر"[11] .
ومعنى قوله (عليه السلام): أنال أي: أعطى وأفاد في الناس العلوم الكثيرة، لكن عند
أهل البيت معيار ذلك والفصل بين ما هو حقّ أو مفترى، وعندهم تفسير ما قاله رسول
الله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، فلا ينتفع بما في أيدي الناس إلّا بالرجوع إليهم
صلوات اللّه عليهم؛ والمعاقل: جمع معقل، وهو الحصن والملجأ، أي نحن حصون العلم،
وبنا يلجأ الناس فيه، وبنا يوصل إليه، وبنا يضىء الأمر للناس.
ولذلك ترى العلماء يقصدونه من كلّ أُفق بحثاً عن علمه الإلهي حتى روي عن عبد الله
بن عطاء أنه قال:"ما رأيت العلماء عند أحد قط أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن علي (عليهما
السلام)"[12]
مرحلة من حياة الإمام الباقر:
إنّ دراسة حياة الإمام الباقر (عليه السلام) تكشف لنا، أنَّ مرحلته كانت من أشدِّ
المراحل التي مرّت على العالم الإسلاميّ آنذاك، وهي مرحلة انتقال الخلافة من
الأمويين إلى العباسيّين، والتي عاش فيها المسلمون صراعاً عنيفاً انتهى بسقوط العهد
الأمويّ وبداية العهد العباسيّ، والإمام الباقر (عليه السلام) هو الذي استطاع أن
يُغني الواقع الإسلاميّ في العمق والامتداد، ذلك أنَّ الظروف السياسيّة، كانت بين
وقت وآخر تضغط على الأئمة، فتحول بينهم وبين أن يزيدوا في عطائهم المحمدي في ما
يتضمّنه الإسلام من عقائد وقضايا، ومفاهيم ومناهج، ووسائل وأهداف، فلقد كانت
مشكلتهم مع أكثر من حاكم في تلك المراحل، هي أنَّ هؤلاء الحكام الظلمة كانوا يعرفون
ما يملكه أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) من غنى الفكر والروح، وصحّة السيّر
والسلوك في الطريق إلى الله، وهذا ممّا لو اطّلع الناس عليه لأقبلوا عليهم كما
يُقبل الظامىء على الماء، ولذلك ناصب ملوك بني أميّة العداء للإمام الباقر (عليه
السلام) كما "ناصبوا العداء لآبائه الكرام من قبل"[13]، وأقدموا على سبّ أمير
المؤمنين علي (عليه السلام) على المنابر، بحجّة "أنّ الأمر لا يستقيم إلا بذلك"[14]،
وفي أواخر الحكم الأمويّ كان الأمويّون في صراعهم مع العباسيين مشغولين عن الباقر (عليه
السلام) من أجل الحفاظ على ملكهم، كما انشغل العباسيّون عن ابنه الإمام الصادق (عليه
السلام) من أجل تأسيس ملكهم؛ ولذلك اندفع الإمامان الباقر والصادق عليهما السلام،
ليُغنيا الساحة الإسلامية بما وهبهما الله من علم، وعلمهما هو من علم رسول الله
صلّى الله عليه وآله؛ فالله أعطى رسوله صلّى الله عليه وآله، علم ما أراد أن يبلّغه
مما يحتاجه الناس، والأئمة (عليهم السلام) أخذوا من رسول الله (صلى الله عليه وآله)
ذلك كلَّه.. وفي تلك الفترة، وعلى الرغم من كلّ الصعوبات لم يأل الإمام الباقر جهداً
حتّى أضاء للسائلين الطريق، ونهج لهم المنهج، فأخذوا منه مناسكهم، وسائر مسائلهم،
وأظهر (عليه السلام) "من مخبئات كنوز المعارف، وحقائق الْأَحْكَام، وَالْحكم
واللطائف مَا لَا يخفى إِلَّا على منطمس البصيرة أَو فَاسد الطوية السريرة، وَمن ثمَّ
قيل فِيهِ هُوَ باقر الْعلم وجامعه وشاهر علمه؛ وعمرت أوقاته بِطَاعَة الله، وَله
من الرسوخ فِي مقامات العارفين مَا تكل عَنهُ أَلْسِنَة الواصفين، وله كلمات كثيرة
في السلوك والمعارف لا تحتملها هذهِ العجالة"[15]
الإمام الباقر، والملك العضوض
قضی الامام الباقر عليه السلام عليه السلام، زهاء السنتين من فترة إمامته التي
امتدّت تسع عشرة سنة، في حکم الوليد بن عبد الملك وسنتين في عهد سليمان بن عبد
الملك -هي مدّة حکمه- ثم تولّی عمر بن العزيز قيادة الحکم الاموي، ورغم قصر أيّامه
في الحکم، إلّا أنّ مواقفه من أهل البيت عليهم السلام، کان فيها شيء من الاعتدال،
حيث رفع سبَ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من علی المنابر، بعد أن
سنَه معاوية وعمَمه علی الأمصار، فصار سنَة يستن بها سلاطين بني أمية وخطبائهم کما
أعاد فدکاً - وهي منحة الرسول الاکرم صلّی الله عليه وآله وسلّم إلی ابنته سيّدة
نساء العالمين فاطمة سلام الله عليها- إلی الإمام الباقر عليه السلام معتبراً أمر
مصادرتها من لدن الحکام السابقين لا مبرّر له، ولم يدُم حُکمه أکثر من سنتين وخمسة
أشهر إذ أنّه مات في ظروف غامضة بعد أن دسّ بنو أمية السمّ لولده عبد الملك فقتلوه.
وتولّی الحُکم بعد عمر بن
عبد العزيز؛ يزيد بن عبد الملك المشهور تاريخياً بلهوه وخلاعته، وربما کان انشغاله
بأعماله الصبيانيّة ومجُونه لم يعطه فرصة للتصدّي لمسيرة الإسلام الأصيلة التي
يقودها الإمام الباقر عليه السلام، ثم جاء هشام بن عبد الملك الذي تولی الحُکم بعد
أخيه، وقد کان فظّاً جاهلي الطباع ناقماً على آل الرسول ينصب لهم العداء غشوم ظالم،
وظلوم غاشم، خليفة الطاغية يزيد في أفعاله، ومتّبع منهجه في أقواله وأحواله، محتوٍ
على الفساد، منطوٍ على الإنكاد، ممتلىء منه البذا، متضلّع من الأذى، لم يخلق الله
تعالى في قلبه شيئاً من الرحمة فينتزع، ولم يودع الله لسانه لفظاً من الخير فيستمع،
دخل عليه زيد بن عليّ بن الحسين (عليهم السلام) يوماً، فكان مما قال له: "ما فعل
أخوك البقرة؟ فغضب زيد حتى كاد يخرج من إهابه، ثم قال: سماه رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم باقراً، وتسميه بقرة! لشد ما اختلفتما؛ لتخالفنه في الآخرة كما
خالفته في الدنيا، فيرد الجنة وترد النار"[16].
وكان هشام بن عبد الملك قد أعاد أيّام يزيد والحجّاج الدمويّة، لذا تصدّی له أنصار
أهل البيت عليهم السلام من خلال انتفاضة الشهيد زيد بن علي بن الحسين عليه السلام
التي کانت صدی لثورة الإمام الحسين عليه السلام وامتداداً لها، فاستشهد هو وأصحابه،
وأمر الطاغية هشام بصلب جثته، فبقي معلّقاً أربعة أعوام ثم أنزل فأحرق،[17]، وذرّ
رماده في نهر الفرات، ثم راح هشام بن عبد الملك يلاحق أنصار الإمام الباقر عليه
السلام، ومريديه واحداً بعد الآخر، فأصدر أمراً إلی واليه علی الکوفة يقضي بقتل
جابر بن يزيد الجعفي الذي کان من کبار العلماء، ومن أبرز تلامذة الإمام غير أن
الباقر عليه السلام قد أفشل المخطط بأن أوصل لتلميذه كتاباً يأمره فيه بالتظاهر
بالجنون کطريق وحيد لضمان نجاته من القتل، وهکذا کان إذ راح جابر يلعب مع الصبيان
متظاهراً بالجنون، وسمع والي الکوفة شهادة ثقاته عندما قالوا:"کان رجلاً له فضل
وعلم وجنَ، وهو دائر في الرحبة، ورأه الوالي بعينه جابر على القصب يلعب مع الصبيان"[18].
مَجَانِيـنُ إِلا أنَّ سِـرَّ جُنُونِهـمْ ... عَزيزٌ عَلى أعْتَابِه يَسْجُدُ
العَقْلُ
شهادة الإمام الباقر (عليه السلام)
إنّ هشام بن عبد الملك کان واثقاً من أنّ مصدر الوعي الإسلامي الصحيح إنما هو
الإمام الباقر (عليه السلام)، وأنّ وجوده حرّاً طليقاً سيمنحه مزيداً من الفرص لرفد
الحرکة الاصلاحية في الأمة، لذا اتّجه المکر الاموي نحو اعتقال الإمام الباقر (سلام
الله عليه)، وإبعاده عن مدينة جدّه المصطفی صلّى الله عليه وآله، التي أجمعت هي
والحجاز عموماً علی إجلاله والتمسك به، وهکذا حمل الإمام عليه السلام وابنه الصادق
عليه السلام إلی دمشق بأمر السلطة الاموية لإيقاف تأثيره في الأمّة المسلمة، وأودع
في أحد سجون الحکم هناك؛ غير أنّ تأثيره الفکري والروحي فيمن التقی بهم هناك حمل
السلطة الاموية علی إطلاق سراحه، وعندما لم يحقق التضييق الأمويّ غاياته الدنيئة ضدّ
الإمام الباقر (عليه السلام)، ولم يستطع منعه من النهوض بمهامه الرساليّة العظمی؛
رأت السياسة المُنحرفة أنه ليس لها عن اغتياله من بديل؛ وهکذا دسّ إليه السمّ
بوساطة إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بأمر من عمّه هشام بن عبد الملك، فرحل
الباقر إلی ربّه الأعلی سبحانه شهيداً صابراً محتسباً يوم الاثنين السابع من ذي
الحجّة سنة 114 هجريّة، وقال خليفته ووارثه الصادق (عليه السلام):"قبض محمد بن علي
الباقر، وهو ابن سبع وخمسين سنة، في عام أربع عشرة ومائة؛ عاش بعد علي بن الحسين
عليهما السلام تسع عشرة سنة وشهرين"[19].
ودُفن (عليه السلام) في البقيع بالمدينة المنوّرة عند أبيه الإمام زين العابدين،
وعمّ أبيه الحسن بن عليّ عليهم صلوات الله عليهم أجمعين، وفقدت الأمّة بذلك إماماً
من أهل بيت النبيّ الأکرم صلّی الله عليه وآله وسلّم، وغُصنا شامخاً من الشجرة
النبويّة الطيّبة والعِترة المصطفويّة الطاهرة.
الأيّام المعدودات في كتاب الله تعالى
إنّ شهر ذي الحجّة هو شهر من أشرف الشهور، ويكفي دلالة على ذلك تعظيم النبيّ الأكرم
(صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمّة المعصومين(عليهم السلام) له، واهتمامهم فيه
بالعبادة اهتماماً بالغاً، وقد ورد فيما روي عنهم أنّ العشر الأوائل من أيّامه هي
الأيّام المعدودات في قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ﴾[20].
وعن فضيلة هذه العشر الأوائل من ذي الحجّة، روي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله
وسلم) أنه قال:"ما من أيّام، العمل الصالح فيها أحبّ إلى الله من أيام العشر- يعني
عشر ذي الحجة- قالوا: يا رسول الله؛ ولا الجهاد في سبيل الله، قال (صلى الله عليه
وآله وسلم): ولا الجهاد في سبيل الله، إلاّ رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع"[21].
ومن مستحبّات هذه الأيّام
1- صلاة مخصوصة: رواها الإمام الصادق عن صاحب
الذكرى الإمام الباقر (عليهما السلام)، فقال: قال لي أبي محمد بن علي (عليهما
السلام)، يا بني لا تتركن أن تصلّي كلّ ليلة بين المغرب والعشاء الآخرة من ليالي
عشر ذي الحجة ركعتين تقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد مرة واحدة، و
هذه الآية : ﴿وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ
فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ
اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ﴾[22]،
فإذا فعلت ذلك شاركت الحاج في ثوابهم، وإن لم تحج"[23].
2- الصوم: للتسعة الأوائل منه، ومنها اليوم
الأول، فقد روي أنه يعدل صوم ثمانين شهراً، ويوم الثامن وهو يوم التروية، فقد روي
أنه كفارة لذنوب ستين سنة، وصوم التسعة جميعاً يعدل صوم الدهر.
3- الدعاء: ومن أهمّ ما ينبغي أن يُفعل في هذا
الشهر، ما روي عن الشيخ المفيد (رضوان الله عليه) بإسناده إلى الإمام أبي جعفر
الباقر (عليه السلام) حيثقال:"إن الله أهدى إلى عيسى بن مريم (عليهما السلام) خمس
دعوات، جاء بها جبرائيل عليه السلام في أيام العشر، فقال: يا عيسى أدع بهذه الخمس
دعوات، فإنه ليس عبادة أحب إلى الله تعالى من عبادته في أيام العشر- يعني عشر ذي
الحجة:
أوّلهن: أشهد أن لا إله
إلاّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير،
والثانية: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أحداً صمداً لم يتّخذ صاحبة
ولا ولداً، والثالثة: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أحداً صمداً، لم
يَلِد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، والرابعة: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كلّ
شيء قدير، والخامسة: حسبي الله وكفى، سمع الله لمن دعا، ليس وراء الله منتهى، أشهد
لله بما دعا، وأنّه بريء ممن تبرأ، وأنّ لله الآخرة والأولى. وقد بيّن النبي
عيسى(عليه السلام) أنّ من قال الأولى مائة مرّة لا يكون لأهل الأرض عمل أفضل من
عمله، وكان أكثر العباد حسنات يوم القيامة، ومن قال الثانية مائة مرّة كأنما قرأ
التوراة والإنجيل اثني عشر مرّة وأعطي ثوابهما، ومن قرأ الثالثة مائة مرّة كتب له
بها عشرة آلاف حسنة، ومحا عنه عشرة آلاف سيئة ورفع له بها عشرة آلاف درجة ويصلي على
من قالها سبعون ألف ملك، ومن قال الرابعة مائة مرّة ينظر الله إلى قائلها ومن نظر
الله تعالى إليه فلا يشقى، ولمّا سأل عيسى (عليه السلام) جبرائيل (عليه السلام) عن
ثواب الخامسة قال: "هي دعوتي"[24].
يوم التروية
ويوم التروية هو: اليوم الثامن من ذي الحجة، وسمّي بذلك لأنّ الناس يتروون فيه
الماء لما بعده يعني يستسقون فيه الماء ليوم عرفة وأيّام منى. ومن هذا اليوم إلى
آخر أيام التشريق لكلّ يوم من هذه الأيام الخمسة اسم خاص، فالثامن يوم التروية،
والتاسع يوم عرفة، والعاشر يوم النحر، والحادي عشر يوم القر، والثاني عشر يوم النفر
الأول، والثالث عشر يوم النفر الثاني.
روي عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال:"لما كان يوم التروية قال جبرئيل لإبراهيم (عليهما السلام) تروه من الماء، فسميت التروية"[25].
وروي عنه (عليه السلام) أنه قال:"لم يكن بعرفات ماء، وكانوا يستقون من مكة من الماء لريهم، وكان يقول بعضهم لبعض: ترويتم ترويتم، فسمي يوم التروية لذلك"[26].
ويوم التروية له علاقة مع
الإمام الحُسين (عليه السلام) حيث أنه هو اليوم الذي انطلق فيه الإمام الحسين (عليه
السلام) صوب دار شهادته، فخرج من مكّة المكرمة [27] بعد أن طاف بالبيت سبعاً وسعى
بين الصّفا والمروة، وأحلّ من إحرامه وجعلها عُمرةً مُفردة لعدم تمكّنه من إتمام
الحجّ لأنّ يزيداً دسّ مع الحاجّ رجالاً وأمرهم أن يغتالوا أبي عبد الله الحسين،
وقد قال (عليه السلام): "والله لا يدعونني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي، فإذا
فعلوا سلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من فرم المرأة"[28]، ولو لم يخرج
لهُتِكتْ حُرمة البيت، وقد صرّح (عليه السلام) بهذه الغاية لعبد الله بن عبّاس لما
أراد منعه من الخروج إلى العراق، فقال صلوات الله عليه:"لئنْ أُقتل بمكان كذا وكذا،
أحَبُّ إليَّ من أنْ تستحلَّ بي حرم الله ورسوله"[29]، فلمّا عزم على الخروج إلى
العراق قام خطيباً ليلة الثامنة من ذي الحجّة، فقال: "الحمد لله وما شاء الله، ولا
قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم، وصلّى الله على رسوله، خُطَّ الموتُ على وُلْدِ آدمَ
مَخطَّ القلادة على جيد الفتاة، وما أوْلهني إلى أسلافي اشتياق يعقوبَ إلى يوسف،
وخُيِّرَ لي مَصرعٌ أنا لاقيه، كأنّي بأوصالي تُقطّعها عُسلانُ الفلوات (ذئاب
الفلوات) بين النّواويس وكربلاء فيملأنَ منّي أكراشاً جَوْفاً وأجربةً سَغْباً، لا
مَحيص عن يوم خُطّ بالقلم، رضا الله رضانا أهل البيت، نصبرُ على بلائه، ويُوفّينا
أُجور الصّابرين؛ لن تشذ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لحمته؛ هي مجموعة
له في حظيرة القدس، تقر بهم عينه، وينجز لهم وعده؛ ألا ومَنْ كان فينا باذلاً
مُهجَتَهُ مُوطّناً على لقاء الله نَفْسَهُ، فلْيَرْحَلْ معنا، فإنّي راحلٌ مُصبحاً
إن شاء الله تعالى"[30]، وخرج بأهله ووُلده ومن تبعه من شيعته.
يوم النحر "عيد الأضحى"
ويأتي ثمرة رحلة عبادية في طاعة الله تعالى، تتمثَّل بالهجرة إليه، والتخلّي عن كلّ
ما يربط المسلم بعالم الدنيا، حيث ينزع عن نفسه كلّ مظاهرها وزينتها، ويلبس ثوب
الإحرام، الذي لا يفترق كثيرًا عن كفنه حين موته، بل هو إشارة إليه وكناية عنه،
وتشبيه به، كأنّه يستعدّ للّقاء الأكبر طائعًا مختارًا، متنقلاً بين المشاعر
المقدّسة والأماكن المطهرة، فإذا أنهى رحلته برمي الجمرات، ورجم الشياطين، تأسيًّا
بأبي الأنبياء إبراهيم (عليه السلام) عندما تمثّل له الشيطان في تلك الأماكن، ثم
أتمَّها بالذبح أو النحر، خرج إلى العيد معلنًا فرحه، ومحتفلاً بنجاحه لأنّه قد فاز
بغفران الله تعالى، فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): "للحاج والمعتمر إحدى ثلاثة خصال: إمّا
أن يقال له قد غفر لك الله ما مضى وما بقي، وإمّا أن يقال له قد غُفر ما مضى
فاستأنف العمل، وإمّا أن يقال له قد حُفظتَ في أهلك وولدك وهي أخسَّهن"[31]، وعليه
فيصح أن يقال أيضًا: إنّ يوم النحر هو عيد لمن غفر الله له، ولا يمكن أن يكون عيدًا
لغير المؤمن، أو لمن لا يتوقع مغفرة من الله تعالى، أو من لم يعمل لها الأعمال التي
تضعه في معرض الغفران والرحمة، ولا يغيبن عنكم ما ورد عن الإمام أمير المؤمنين علي
عليه السلام أنه قال: "وكلّ يوم لا يُعصى الله فيه، فهو يوم عيد"[32].
هذا؛ وصلى الله على خير خلقه نبيّنا المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين.
[1] سورة النساء، الآية
54.
[2] سورة فاطر، الآيتان 31-32.
[3] السيدة فاطمة بنت الإمام الحسن عليه السلام من زُمرة أولياء الله الذين شاء لهم
الحقّ سبحانه وتعالى العظمة، وقد قال في حقّها الإمام أبي عبد الله جعفر الصادق
عليه السلام:"كانت صديقة لم يدرك في آل الحسن (ع) امرأة مثلها"، يراجع الكافي للشيخ
الكليني، ج1، ص469.
[4] أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي، مصباح المتهجّد وسلاح المتعبّد، ج2،
ص801، طبعة:1، مؤسّسة فقه الشيعة، بيروت.
[5] ثقة الإسلام الشيخ محمد بن يعقوب الكليني، الكافي، ج1، ص469، طبعة 4: دار الكتب
الإسلامية، طهران.
[6] أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي، الصواعق المحرقة، ج2، ص585- 586، طبعة:1،
مؤسسة الرسالة، بيروت.
[7] إشارة إلى عظيم ملازمته لمنهج والده الإمام زين العابدين عليه السلام.
[8] الشيخ المفيد مُحمد بن مُحمد بن النعمان العكبري، الإرشاد في معرفة حجج الله
على العباد، ج2، ص158-159، طبعة:1، مؤسسة آل البيت (ع)، مؤتمر الشيخ المفيد، قم.
[9] عز الدين بن هبة الله بن محمد بن محمد ابن أبي الحديد المدائني، شرح نهج
البلاغة، ج11، ص43-44، طبعة:1، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، قم.
[10] ابن حجر الهيتمي، الصواعق المحرقة، ج2، ص444.
[11] الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان العكبري، الإختصاص، ص307-308، طبعة:1،
المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، قم.
[12] أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، ج3،
ص185-186، طبعة:4، دار الكتاب العربي، بيروت.
[13] إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي، البداية والنهاية، ج13،
ص210، طبعة: دار الفكر.
[14] شمس الدين الذهبي، تاريخ الإسلام، ج3، ص460-461، طبعة:1، دار الكتاب العربي،
بيروت.
[15] ابن حجر الهيتمي، الصواعق المحرقة، ج2، ص585- 586.
[16] عز الدين بن هبة الله بن محمد بن محمد ابن أبي الحديد المدائني، شرح نهج
البلاغة، ج3، ص286-287، وأبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى:
276هـ)، عيون الأخبار، ج1، ص312، طبعة: دار الكتب العلمية، بيروت.
[17] شمس الدين الذهبي، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ج3، ص415، طبعة:1،
دار الغرب الإسلامي، بيروت.
[18] الشيخ الكليني، الكافي، ج1، ص396-397، ومحمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني،
مناقب آل أبي طالب، ج4، ص191، طبعة:1، علامة، قم.
[19] الشيخ الكليني، الكافي، ج1، ص472.
[20] سورة البقرة، الآية 203.
[21] السيّد عليّ بن موسى بن جعفر بن محمد ابن طاووس الحُسيني، إقبال الأعمال، ج1،
ص317، طبعة:2، دار الكتب الإسلامية، طهران.
[22] سورة الأعراف، الآية 142.
[23] السيد ابن طاووس، إقبال الأعمال، ج1، ص317.
[24] السيد ابن طاووس، إقبال الأعمال، ج1، ص323-324.
[25] الشيخ الكليني، الكافي، ج4، ص207.
[26] الشيخ الصدوق أبو جعفر محمد بن علي بن الحسبن بن موسى بن بابويه القمي، علل
الشرائع، ج2، ص435، طبعة:1، مكتبة داوري، قم، ورواه في سفره الخالد "من لا يحضره
الفقيه"، ج2، ص196، طبعة:2، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، قم.
[27] الشيخ الكليني، الكافي، ج4، ص535، وعز الدين عليّ بن أبي الكرم محمّد الشيباني
"ابن الأثير الجزري"، الكامل في التاريخ، ج3، ص149، طبعة:1، دار الكتاب العربي،
بيروت.
[28] ابن الأثير الجزري، الكامل في التاريخ، ج3، ص149، وأبو جعفر محمد بن جرير
الطبري، تاريخ الأمم والرسل والملوك، ج3، ص300، طبعة:1، دار الكتب العلمية، بيروت.
[29] سليمان بن أحمد بن أيوب أبو القاسم الطبراني، المعجم الكبير، ج3، ص119، حديث
2859، طبعة:2، مكتبة العلوم والحكم، الموصل، وابن عساكر الدمشقي، تاريخ دمشق، ج14،
ص211، وقال نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي: رواه الطبراني، ورجاله
رجال الصحيح، يراجع مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ج9، ص192، حديث:15131، طبعة مكتبة
القدسي، القاهرة.
[30] أبو سعد منصور بن الحسين الآبي الرازي (المتوفى 421 ه)، نثر الدر في
المحاضرات، ج1، ص228، طبعة: دار الكتب العلمية، بيروت، والسيّد عليّ بن موسى بن
جعفر بن محمد ابن طاووس الحُسيني، اللهوف على قتلى الطفوف، ص60-61، طبعة:1، نشر
جهان، طهران، والقاضي النعمان بن محمد بن حيون المغربي، شرح الأخبار، ص146.
[31] عبد الله بن جعفر الحميري، قُرب الإسناد، ص108، حديث 339، طبعة:1، مؤسسة آل
البيت (ع)، قم.
[32] ابن أبي الحديد المدائني، شرح نهج البلاغة، ج20، ص73.