الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب- السنة الخامسة عشرة- العدد: 887- 10جمادى الآخرة 1431 هـ الموافق 25 أيار2010م
تضحياتُ الأم بين أم البنين وأمهات شهداء المقاومة

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع الرئيسة:
- تعريف بأم البنين.
- أم البنين تقدّم أولادها فداءً للحسين عليه السلام.
- أمهات شهداء المقاومة يقدمْنَ أولادهن فداءً للحسين عليه السلام أيضاً.

الهدف:
التعرّف على مدرسة الأمهات في التضحية والفداء من خلال نموذج أم البنين.

تصدير الموضوع:
قال العباس لأخوته يوم العاشر من المحرم: "يا بني أمي تقدّموا للقتال، بنفسي أنتم، فحاموا عن سيّدكم حتى تستشهدوا دونه، وقد نصحتم لله ولرسوله...".


1- من هي أم البنين
أمّ البنين هي (فاطمة) الكلابيّة من آل الوحيد، وأهلُها هم من سادات العرب وأشرافهم وزعمائهم وأبطالِهم المشهورين، وأبوها أبو المحلّ واسمُه حزام بن خَالد بن ربيعة، فهي تنحدر من آباء وأخوال عرفهم التاريخ وعرّفهم بأنّهم فرسانُ العرب في الجاهليّة، وهمُ الذين عناهم عقيلُ بن أبي طالب بقوله لأخيه الإمام عليّ عليه السلام: "ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس.

زوجة أمير المؤمنين عليه السلام: كانت أم البنين رضي الله عنها قد بلغت درجة من الفضل والكمال حيث رضي أمير المؤمنين عليه السلام بخُلُقها ودينها، فأقدم على الزواج منها...وكانت أم البنين رضي الله عنها زوجةً في غاية الأدب والأخلاق، فقد قالت لعلي أمير المؤمنين عليه السلام، لا تُسْمِني فاطمة!، لأن الحسن والحسين وزينب وام كلثوم عليه السلام يتذكرون أمهم ويتأثرون بذلك، ولذا سمّاها عليه السلام بـ (أم البنين) ـ على ما هي العادة عند العرب من الكنية ـ لا باعتبار الانطباق الخارجي، بل باعتبار الانتخاب، والله سبحانه رزقها أربعة أولاد (مثل بدور الدجى) فصاروا مفخرة البشرية إلى يوم القيامة.

2- أم البنين تقدّم أولادها فداءً للحسين عليه السلام
استشهد أولادها الأبطال -أبناء أمير المؤمنين عليه السلام- جميعاً في نصرة أخيهم الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء يوم عاشوراء وهم:
أكبرُهم: (العباس) عليه السلام ويُكنّى بـ (أبي الفضل) وهو آخر من قتل من الأربعة، حيث قدَّمهم بين يديه فقتلوا جميعاً. وقد كان للعباس عليه السلامعقب ولم يكن لأخوته الثلاثة، وكان رجلاً جميلاً حتى لقّب بـ (قمر بني هاشم).. وكان شجاعاً جسيماً بحيث يركب الفرس المطهّم ورجلاه تخطان الأرض خطاً، وكان لواء الإمام الحسين عليه السلام معه يوم استُشهد، ولقِّب بـ (السقّاء) لأنه استسقى الماء من الأعداء لأخيه الحسين عليه السلام وعائلته ولكن إستُشهد قبل أن يوصل الماء إليهم، وكان قد جاء بالماء من نهر علقمة، وقد ذكر أصحاب المقاتل شيئا عن بطولة أولاد أم البنين ومواساتهم للإمام الحسين عليه السلام وكيفية استشهادهم، فقالوا:

إنه لما رأى العباس عليه السلام كثرة القتلى في أهله وفي أصحاب الحسينعليه السلام ـ بالنسبة إلى عددهم القليل ـ قال لأخوته الثلاثة من أبيه وأمه، عبد الله وجعفر وعثمان: "يا بني أمي تقدّموا للقتال، بنفسي أنتم، فحاموا عن سيّدكم حتى تستشهدوا دونه، وقد نصحتم لله ولرسوله" 1، فقاتل عبد الله وعمره خمس وعشرون سنة فقتل بعد قتال شديد. ثم تقدم جعفر بن علي عليه السلام وعمره تسع عشرة سنة وقاتل قتال الأبطال حتى قتل.ثم تقدم عثمان بن علي عليه السلام وعمره إحدى وعشرون سنة وقاتل قتالاً شديداً حتى قتل. وكان الإمام الحسين عليه السلام يحملهم من أرض المعركة إلى الخيمة كما جرت العادة في ذلك اليوم، ولكنه عليه السلام لم ينقل العباس عليه السلام وتركه في مصرعه حيث ضريحه الآن، وذلك لأسباب مذكورة في مظانّها.

ولما وصل خبر استشهادهم إلى أمهم ـ أم البنين ـ في المدينة المنورة بكتهم بكاءً مرّاً، لكن كان بكاؤها لهم أقل من بكائها على الحسين عليه السلام وذلك في قصة مشهورة...

3- أمهات شهداء المقاومة يقدمن أولادهن فداءً للحسين عليه السلام أيضاً
يتسع لفظ التضحية للكثير من الأنواع والأشكال ، فالتضحية ألوان متعددة وأشكال متنوعة بالمال والوقت والجهاد والأهل والعشيرة؛ ومن أبرز هذه الأنواع:

أ - التضحية بالنفس: وهي أعلى أنواع التضحية، وفيها يجود المسلم بنفسه لله سبحانه وتعالى، يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 2.

ب- التضحية بالمال: وثاني هذه الأنواع من التضحية هو التضحية بالمال، سواء على سبيل الواجب المقدّر شرعا في صور الخمس و الزكاة وغيرها من الموارد، أو في صورة الصدقات التطوعية التي يخرجها المسلم طائعاً مختاراً طمعاً فيما عند الله تعالى. يقول الله تعالى: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَّشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ 3.

ج- التضحية بالأحبّة وفلذات الأكباد: وهذا النموذج هو ما يصدق على تضحيات أمهات الشهداء، حيث يقدمن الأنفس العزيزة لأبنائهن بفخر واعتزاز، وهن وحدهن يدركن شعور الأم الحقيقي وعاطفتها الخاصة في هذه الحالة،كيف لا والأم هي التي حملت ابنها حيث لا يحمل أحد أحداً، وأطعمته من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحداً، ووقته بسمعها وبصرها، ويدها ورجلها وشعرها وبشرها، وجميع جوارحها..

وهذا ما يميّز تضحية الأم بأغلى ما تملك - أولادها- عن باقي التضحيات، ويجعلها في الرتبة والمقام الأعلى من بين التضحيات بالأنفس ، ويعطيها المقام الاجتماعي الرفيع في الدنيا ، ويمنحها شرف وسام أم الشهيد عند الله تعالى.

3- دلالات تضحيات الأم بانها
- الوعي والمسؤولية: فما تملكه الأم من وعي تجاه قضايا الأمة، يجعلها شريكة أساسية في مواجهة الظالمين، والدفاع عن الأرض والكرامات والأعراض، وهي لهذه الغاية تسترخص أغلى ما عندها فتقدّم أبنائها شهداء.

- الوفاء والإخلاص: إن الأم تملك إيماناً قوياً وولاءً لآل بيت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، وأقل واجب تقوم به هو مواساتها لهم، حيث استرخصوا الدنيا وما فيه في سبيل نصرة دين محمدصلى الله عليه واله وسلم، فهذه أم البنين تقدّم أبنائها الأربعة نصرة للحسينعليه السلام، في سبيل إصلاح دين محمدصلى الله عليه واله وسلم، وقلع الظلم الأموي، وهكذا باقي أمهات الشهداء في كربلاء...

- الثبات والشجاعة: فاتخاذ مثل هذا القرار ليس أمراً سهلاً وبسيطاً، ولا شك أنه يتطلّب شجاعة راسخة، وثباتاً على المبادىء، وإلا لما أمكن لها أو لغيرها الاستمرار في هذه المسيرة. وهذا ما نفهمه بوضوح في سيرة أمهات شهداء المقاومة الإسلامية في لبنان، حيث نجد أنهن قدمن الابن الوحيد تارة، وأبنائها الاثنين أو الثلاثة تارة أخرى، إضافة إلى تصريح أكثر من أم شهيد بأنها مستعدة لتقديم ما بقي من أبنائها. ومن الواضح أنهن استلهمن هذه المواقف من سيدتهم زينب عليها السلام عندما وقفت يوم العاشر من المحرّم معلنة "اللهم تقبّل منّا هذا القربان، و خذ منا حتى ترضى".


1- انظر الحسين عليه السلام قتيل العبرة" مقتل الشيخ عبد الزهراء الكعبي، ص106).
2- التوبة: 111
3-البقرة :261

15-06-2010 | 03-41 د | 4218 قراءة

الإسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
لوحة المفاتيح العربية
رمز التأكيد


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net