الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

التصنيفات

العدد 1338 - 10 جمادى الأولى 1440 هـ - الموافق 17 كانون الثاني 2019م
من معالم مكانة المرأة في الإسلام

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

من معالم مكانة المرأة في الإسلام

محاور الخطبة
- مساواة المرأة والرجل في الإنسانيّة.
- تبرئة المرأة من بعض التهم.
- تكريم المرأة في الإسلام.
- حفظ حقوق المرأة.
- شبهاتٌ وردودٌ.
- السيّدة فاطمة (ع) مثالٌ للمرأة الرائدة.

مطلع الخطبة
الصلاة والسلام على سيّدنا محمّدٍ وآله الطيّبين الطاهرين.

قال الله -تعالى- في محكم كتابه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبً[1]

وقال -سبحانه-: ﴿إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً[2]

أيّها الأحبّة،
آياتٌ عديدةٌ تؤكّد لنا مكانة المرأة في الإسلام، وكيف أنّ ديننا العظيم قد أعطى لها دورها، وأرشدها إلى ما ينبغي أن تكون فيه وعليه، لتكون حركتها حركةً فاعلةً في المجتمع البشريّ، بالموازاة مع ما كُلِّف به الرجل من أفعال وأعمال تضمن سير الإنسانيّة جمعاء في طرق الخير والتقدّم.

وإذا ما أردنا بيان المفردات التي أَولى الإسلام فيها أهميّةً للمرأة في حفظ كيانها ومقامها، يمكن لنا أن نخرج بنقاطٍ عديدةٍ ومتنوّعةٍ، نختصرها بالآتي:

1- مساواتها للرجل في الإنسانيّة

قد يتعجّب بعض الناس من هذا العنوان. صحيح، له أن يعجب، ولكن لو أردنا أن نذكر كيف كانت الأقوام تتعامل مع المرأة قبل الإسلام، وكيف استمرّ التعامل معها إلى قرونٍ قريبةٍ، بل حتّى يومنا هذا، حيث يتعاملون معها في بعض المجتمعات بمثابة السلعة، تتعرّض للعرض والطلب، فحينها ستعلمون أنّ إثبات هذا الأمر للمرأة من الأمور الهامّة والرئيسة. وقد قال الله -تعالى-: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ[3].

2- تبرئتها من بعض التّهم
يدرج على ألسن الناس -وهو ممّا توارثته بعض المجتمعات من أديانها- بأنّ المرأة كانت سببًا في شقاء الرجل، مذ وشت حوّاءُ بآدم (عليه السلام)، حتّى أكل من الشجرة، فأُخرِج مّما كان فيه من نعيمٍ في الجنّة.

وهذه التّهمة لا وجود لها في الإسلام. والدليل على ذلك، قوله -تعالى-: ﴿وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ * فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ * فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا...[4].

فالنهي كان لهما معًا، وكذلك الإقدام على الأكل من الشجرة كان منهما معًا، وليس هناك ما يدلّ، في القرآن أو السنّة المطهّرة، على أنّ ذلك كان بِحَثِّ حوّاء لآدم (عليهما السلام) على فعل ذلك.

3- تكريمها
بالنظر إلى ما كانت عليه نظرةُ المجتمعات تجاه المرأة قبل الإسلام، حيث كانوا يتشاءمون من ولادتها، قال -تعالى-: ﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ[5]، بل كان الرجل يتوارى عن أنظار الناس، إذا ما وُلِدَت له فتاةٌ، وكأنّه قد فعل عارًا. قال -تعالى-: ﴿يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ[6]. وإنّه -للأسف- ما زال بعضهم يحمل في نفسه هذه النظرة السلبيّة تجاه المرأة، فنرى بعض الناس يمتعضون إذا ما وُلِدَت لهم فتاة!
وإنّنا نجد تكريمَ الإسلام للمرأة في كلّ موضعٍ كانت فيه:

1-  أكانت بنتًا،
كما في قول رسول الله (ص): "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ )ص(: نِعْمَ الْوَلَدُ الْبَنَاتُ مُلْطِفَاتٌ مُجَهِّزَاتٌ مُونِسَاتٌ مُبَارَكَاتٌ مُفَلِّيَات‏"[7].

2- أم كانت زوجةً،
كما في قول رسول الله (صلّى الله عليه وآله): " خَيْرُ الرِّجَالِ مِنْ أُمَّتِي الَّذِينَ لَا يَتَطَاوَلُونَ عَلَى أَهْلِيهِمْ وَيَحِنُّونَ‏ عَلَيْهِمْ وَلَا يَظْلِمُونَهُمْ ثُمَّ قَرَأَ الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلى‏ بَعْض‏"[8]. وكذلك قول أمير المؤمنين عليّ (ع): "الْمَرْأَةَ رَيْحَانَةٌ وَلَيْسَتْ بِقَهْرَمَانَة"[9].

3-  أم أُمًّا،
كما في قوله -تعالى-: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهً[10]، وقوله -تعالى-: ﴿فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمً[11]. ومن جميلِ ما نُقِلَ عن رسول الله (ص) أنّ رجلًا جاء إليه، "فقال: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صِحَابَتِي؟ قَالَ: أُمُّكَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: أُمُّكَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: أَبُوك‏"[12].

4- حفظ حقوقها
وقد حفظ الإسلام حقوق المرأة جميعها، منها:
- حقّها في التعلّم، كما عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: "طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ"[13]، وهي تشمل الرجل والمرأة على حدٍّ سواء.
- حقّها في الإرث، أكانت زوجةً أم بنتًا أم أمًّا. (تُبَيّن ذلك بعض آيات سورة النساء).
- حقّها في العمل، فأجاز لها العمل، بما يتناسب مع كرامتها وحفظ كيانها، وعدم تعرّضها للأذى والإهانة، وهذا ما تتساوى فيه مع الرجل.
- حقّها في اختيار الزوج، فإنّ الفتاة البالغة لها الحقّ في رفض من يخطبها أو قبوله، فلا يقع الزواج صحيحًا دون إذنها ورضاها.

شبهات
يقول بعض الناس: ما سرّ اختلاف الديّة بين ديّة المرأة والرجل، وما سرّ اختلاف نسبة الإرث بينهما، وما سرّ حقّ الطلاق الموكل به الرجل؟

نقول وباختصار
إنّ الاختلاف في الديّة، وكذلك الأمر في تقسيم الإرث، يرجع إلى العوامل الاجتماعيّة، التي تفرض على الرجل أن يكون المسؤول والمعنيّ في تدبير أمور المعاش لأسرته وأهله، وهذا ما هو متعارفٌ عليه في المجتمعات البشريّة عبر الأزمان حتّى هذا الزمن، وهذا ما يُحتِّم كون ديّته أعلى من ديّة المرأة.

أما موضوع الطلاق، فإنّ هذا الحقّ يكون للرجل دون المرأة، فيما لو لم تُعطَ المرأةُ الوكالة في تطليق نفسها. وبالتالي، إذا ما كانت المرأة موكَلةً في تطليق نفسها بسببٍ معيّنٍ أو بشكلٍ مطلقٍ، فحينها يكون الطلاق بيدها، ضمن الشروط والضوابط المذكورة في كتاب الوكالة والطلاق في الفقه الإسلاميّ.

من هذا المنطلق، فإنّ بعض الشبهات التي تُلقَى بوجه الإسلام، ليست إلّا شبهاتٍ ضعيفةً وسطحيّةً، لم يعتمد أصحابُها الدقّة والتأمّل في ما يحكم به هذا الدين الحنيف.
 
أيّها الأحبّة،
إنّ لدينا نماذج رائدةً من نساء رساليّات، تجسّدت فيهنّ معاني الإنسانيّة كلّها، حتّى أصبحن مضرب مثلٍ للرجال والنساء، وقدوةً وأسوةً لهم على حدٍّ سواء، أكان ذلك على مستوى العلم، أو الجهاد، أو الحياة الاجتماعيّة والأسريّة والأخلاق.

السيّدة فاطمة (عليها السلام) مثالُ المرأة الرائدة
ومَن أرفعُ مكانةً من سيّدة نساء العالَمين، السيّدة فاطمة بنت محمّدٍ المصطفى (صلّى الله عليه وآله)؟

إنّ السيّدة فاطمة (عليها السلام)، قد لعبت الأدوار جميعها التي تُظهر لنا أنّ للمرأة كيانها ومقامها ودورها في المجتمع البشريّ، في أن تُعطي وتقدّم على أكثر من صعيدٍ، وأكثر من جهةٍ.

فقد كان البنت الصالحة التي حنّت وعطفت، وكانت خير معينٍ لأبيها المصطفى (صلّى الله عليه وآله)، حتّى كُنّيَت بـِ "أمّ أبيها"[14].

وكانت الزوجة الصالحة، التي ما أغضبت زوجَها مرّةً، وما نقصت له حقًّا من حقوقه عليها، فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: " فَوَاللَّهِ مَا أَغْضَبْتُهَا وَلَا أَكْرَهْتُهَا عَلَى أَمْرٍ، حَتَّى قَبَضَهَا اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- وَلَا أَغْضَبَتْنِي وَلَا عَصَتْ لِي أَمْرًا. وَلَقَدْ كُنْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهَا، فَتَنْكَشِفُ عَنِّي الْهُمُومُ وَالْأَحْزَان‏"[15].

وكانت العالِمة المحدّثة التي حدّثَت بأحاديث أبيها، حتّى أصبحت ملاذًا للنساء في التعرّف على أحكام دينهنّ وعقائدهنّ.

وكانت صاحبة المواقف التاريخيّة، حين وقفت وخطبت خطبتها الشهيرة في مسجد أبيها (صلّى الله عليه وآله) أمام جموع الصحابة والمسلمين، حتّى أبكت أعينهم، لشدّة وقع كلامها على القلوب.

وفضلًا عن ذلك كلّه، فقد كانت مثالًا للعفّة والطهارة والتقوى، ولم تَقِف هذه المفاهيم والسمات الأخلاقيّة الدقيقة كلّها، أمام قيامها بما عليها تجاه مجتمعها.

لهذا، فإنّ الإسلام يدعو المرأة دومًا، وفي مفردات شريعته المباركة كلّها، أن تتحرّك في الدائرة التي أَوْلاها الله إيّاها، وأعطاها نعمًا عديدًة من طاقات وقدرات وسمات، تستطيع من خلالها أن تكون فاعلة في مجتمعها.

وأعظم دليلٍ على أنّها قادرةٌ على ذلك، هو ما كانت عليه شخصيّة السيدة الزهراء (صلوات الله عليها)، التي يمكن للمرأة أن تتّخذها قدوةً لها وأسوةً.
 
[1] سورة النساء، الآية1.
[2] سورة البقرة، الآية30.
[3] سورة الحجرات، الآية13.
[4] سورة الأعراف، الآيات 19-21.
[5] سورة النحل، الآية58.
[6] سورة النحل، الآية59.
[7] الكلينيّ، الكافي، ج6، ص5.
[8] الطبرسيّ، مكارم الأخلاق، ص217.
[9] نهج البلاغة، ج3، ص57.
[10] سورة الأحقاف، الآية15.
[11] سورة الإسراء، الآية23.
[12] صحيح البخاريّ، ج4، ص1516.
[13] الكلينيّ، الكافي، ج1، ص30.
[14] المجلسيّ، بحار الأنوار، ج43، ص19.
[15] المجلسيّ، بحار الأنوار، ج43، ص134.

17-01-2019 | 10-28 د | 1528 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net