الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

التصنيفات

العدد 1370 - 27 ذو الحجة 1440 هـ - الموافق 29 آب 2019م
كيف نستعدّ لإحياء عاشوراء؟

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق


محاور الخطبة
- عاشوراء بوصلة النهج القويم
- الاستعداد لإحياء عاشوراء
- الاستعداد الروحيّ والمعنويّ
- الاستعداد الثقافيّ والفكريّ
- حذارِ من مثيري البلبلة في عاشوراء!
- رفع الرايات ولبس الثياب السود

مطلع الخطبة
عن الإمام الباقر (عليه السلام)، قال: "كان النبيّ (صلّى الله عليه وآله) في بيت أمّ سلمة -رضي الله عنها-، فقال لها: لا يدخل عليّ أحد. فجاء الحسين (عليه السلام) وهو طفل، فما ملكت معه شيئاً حتّى دخل على النبيّ (صلّى الله عليه وآله)، فدخلت أمّ سلمة على أثره، فإذا الحسين على صدره، وإذا النبيّ (صلّى الله عليه وآله) يبكي، وإذا في يده شيء يقلّبه، فقال النبيّ (صلّى الله عليه وآله): يا أمّ سلمة، إنّ هذا جَبرئيل يُخبرني أنّ هذا مقتول، وهذه التربة التي يُقتل عليها، فضعيها عندك، فإذا صارت دماً فقد قُتل حبيبي! فقالت أمّ سلمة: يا رسول الله، سل اللهَ أن يدفع ذلك عنه. قال: قد فعلت، فأوحى الله -عزّ وجلّ- إليّ: أنّ له درجة لا ينالها أحدٌ من المخلوقين، وأنّ له شيعة يَشْفَعون فيُشَفَّعون، وأنّ المهديّ من ولده، فطوبى لمن كان من أولياء الحسين، وشيعته هم والله الفائزون يوم القيامة!"[1].

وعن الإمام الرضا (عليه السلام) قال: كان أبي (صلوات الله عليه) إذا دخل شهر المحرّم، لا يُرى ضاحكاً، وكانت الكآبة تغلب عليه حتّى يمضيَ منه عشرة أيّام، فإذا كان يوم العاشر، كان ذلك اليومُ يومَ مصيبته وحزنه وبكائه، ويقول: هو اليوم الذي قُتِل فيه الحسين -صلوات الله عليه-!"[2].

أيّها الأحبّة،
ها هي أيّام عاشوراء الحزينة قد أقبلت، أيّام إحياء مصيبة الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه.

وإنّ ذلك يحتّم علينا أن نستعدّ لإحياء تلك الذكرى الأليمة بما يليق بها وبمكانتها وعظمتها؛ فإنّ في أيّامها ولياليها لَعِبَراً كثيرةً، ينبغي على المرء أن يتّخذها فرصةً ومحطّةً هامّة في حياته، للتحلّي بالمبادئ الإنسانيّة والأخلاقيّة والعقائديّة التي تُقوّم مسار علاقته بالله –سبحانه وتعالى- وبالحياة الدنيا، وأن يتخلّى في الوقت عينه عن الصفات السيّئة والذميمة، التي تقع في طريق الإنسان وتضعه في غير المسار الذي ينبغي أن يكون عليه.

عاشوراء بوصلة النهج القويم
وإنّ عاشوراء نفسها بأحداثها، تُعتبر بوصلةَ الإنسان في سلوكه ومبادئه وتبنّيه للنهج الذي يريد سلوكه في هذه الحياة، فأولئك الذين فقهوا حقيقة الدّين والإنسانيّة قد اتّبعوا إمامَهم الحسين (عليه السلام) وساروا في الالتحاق بموكبه حتّى لقوا الشهادة.
أمّا أولئك الذي تثبّتت فيهم الأخلاق الذميمة، أو الجهل بحقائق الأمور وعدم البصيرة، فقد خذلوا الإمام وساروا في موكب يزيد بن معاوية!

إنّ ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) لم تكن مجرّد معركة عسكريّة، سُفك فيها الدّم ولمعت فيها سيوف المقاتلين، إنّما كانت مدرسةً عُظمى، بدأت إعطاءَ دروسِها منذُ انطلاقةِ الإمامِ من مدينة جدّه (صلّى الله عليه وآله)، مروراً بمكّة المكرّمة، إلى أن وصل المسيرُ به إلى أرضِ الطفّ، حيث الواقعةُ الأليمة.

الاستعداد لإحياء عاشوراء
إنّ استقبال أيّام عاشوراء يُحتّم علينا أن نستعدّ لها على أكثر من صعيد وجهة، ولنا في ذلك أن نضع عناوين ثلاثة تُعتبر قواعدَ أساسيّة للإحياء الحقيقيّ لمصيبة الإمام أبي عبد الله (عليه السلام):

1- الاستعداد الروحيّ والمعنويّ
إنّ أوّل ما ينبغي للمرء أن يتنبّه له في استعداده لاستقبال عاشوراء، هو أن يستعدّ من الناحية الرّوحيّة والمعنويّة؛ ذلك أنّ لهذه الأيام صبغة روحيّة، تجلّت في مواقف الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه (رضوان الله عليهم أجمعين).
وإذا ما أراد المرء أن يتأثّر بتلك المواقف وأن يكون لها وقعٌ في قلبه، فلا بدّ إلّا أن يعمد إلى تطهير نفسه من الأدران التي تصيب ذلك القلب، وأن يشحذ همّته لتلقّف الطيّب ممّا يسمعُه من سيرة هذا الإمام العظيم، وحينها تتحرّك مشاعرُه وأحاسيسُه، ممّا يؤدّي إلى تغيير ما في داخله.

ولكن كيف يتهيّأ روحيّاً؟
- أن يتأسّى بالإمام (عليه السلام) في حرصه على قراءة القرآن والدّعاء والاستغفار والصلاة حتّى في أحلك الظروف، وقد دلّنا -سلام الله عليه- في ذلك على ضرورة وعظمة التوجّه إلى الله وذكره – سبحانه-، حتّى يجلو القلب ويلين، ويصبح أكثر قابليّة لتلقّي المعنويّات.
- أن يحصر فكرَه وتأمّلاتِه واهتماماتِه بهذه الذكرى، كي يعيشَها بقلبِه ووجدانِه.
- أن يُخلص في نيّته وكلّ ما يقوم به في سبيل إحياء هذه الأيام.

2- الاستعداد الثقافيّ والفكريّ
وهناك أيضًا استعدادٌ ثقافيّ وفكريّ، حيث إنّ إحياءَ عاشوراء هو إحياءٌ للفكر والقلب، إحياءٌ للدّروس العظيمة التي تركها لنا الإمام (عليه السلام) في الإيمان بالله والتوكّل على الله والإنسانيّة والنخوة والغيرة والشجاعة، وليست مجرّد ذكرى للبكاء والعاطفة. ومن هنا، فإنّه يتحتّم على المؤمن أن يعمد إلى قراءة عاشوراء ببعدِيها الفكريّ والعقائديّ.

ومن الطرق التي تُسهم في فهم عاشوراء فكريّاً:
- الاطّلاع على أمّهات الكتب التي تحكي سيرة ومواقف الإمام الحسين (عليه السلام)، وما هي الأهداف الرئيسة التي دفعت الإمام (عليه السلام) إلى التحرّك بوجه يزيد وأعوانه.
- المشاركة في النّدوات الفكريّة التي تتناول واقعة الطفّ بالتحليل والتفصيل.
إنّ كلّ هذا يُسهم في فهم عاشوراء، فلا تبقى حينها مجرد ذكرى للعاطفة.

حذارِ من مثيري البلبلة في عاشوراء!
أيّها الأحبّة،
مع بداية كلّ موسم عاشورائيّ، يبدأ بعض المغرضين أو بعض أصحاب الأقلام -جهلاً أو عمداً- ببثّ بعض الشبهات التي لا طائل منها ولا جدوى، تتعلّق ببعض مظاهر عاشوراء وتفاصيل أحداثها من الناحية التاريخيّة، كسند هذه الرواية أو تلك، وحقيقة هذا الموقف أو ذاك، وغالباً ما تكون هذه الشبهات في أمور ليست أساسيّة وليست ضروريّة، لا ينتج عنها سوى التشكيك وإثارة البلبلة بين الموالين، حتّى ينحرف توجّههم القلبيّ والعاطفيّ بل والفكريّ، من عاشوراء إلى التلهّي بمثل هذه الشبهات.

إنّنا في هذه الخطبة، لسنا في مقام التفصيل في هذه النقطة بالتحديد، ولا في مقام الردّ على ذلك، إنّما في مقام لفت نظر الموالين إلى أن لا ينجرّوا إلى مثل هذه الأطاريح التي يثيرها بعضهم عمداً أو جهلاً، والتي تعمل على حرف الهدف من إحياء هذه المناسبة الأليمة.

نعم، لا شكّ في أنّ بعض الأمور والمسائل تحتاج إلى التأمّل والنقاش، وهذا حقّ طبيعيّ لكلّ من أراد ذلك، لكن أن يكون الأمر خاضعاً لقاعدة الاستفسار والفهم والمعرفة الصحيحة، وليس التشكيك والإلغاء وإثارة البلبلة...

3- الاستعداد المادّيّ والميدانيّ
إنّ أبرز مصاديق إحياء عاشوراء هو إقامة مجالس العزاء على الإمام الحسين (عليه السلام)، وقد ورد العديد من الرّوايات التي تحثّ على ذلك، وقد دأب الأئمّة الأطهار (عليهم السلام) على إقامة هذه المجالس للبكاء على الإمام أبي عبد الله (عليه السلام).
ومن البديهيّ -أيّها الأحبّة- أن تكون هذه المجالس منسجمةً ولائقة من الناحية الشكليّة والظاهريّة والمادّية مع عظمة الذكرى وأهمّيّتها.

وهذا ما يتطلّب العمل على تجهيز أماكن العزاء واستقبال المعزّين بالإمام أبي عبد الله -سلام الله عليه-، من الناحية المادّيّة على أكمل وجه.

رفع الرايات ولبس الثياب السود
ويدخل ضمن الاستعداد المادّيّ -وهو أمر أساس لا ينبغي التهاون فيه البتّة-، رفعُ الرايات السود واللافتات التي تعبّر عن الحزن والأسى بشهادة سبط رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وأن يعمد أفراد المجتمع الرجال منهم والشباب والنساء بل والأطفال إلى لبس الثياب السوداء، ممّا لها من أثر عميق على إحياء هذه المناسبة.

[1] الشيخ الصدوق، الأمالي، ص 203.
[2] المصدر نفسه، ص 191.

28-08-2019 | 15-36 د | 1533 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net