الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1644 23 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 26 تشرين الثاني 2024 م

ضياع القِيم في عصر الغَيبة

وللمظلوم عوناًالكلّ يحتاج إلى الصبر مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة
من نحن

 
 

 

التصنيفات

العدد 1424– 21 محرم 1442 هـ - الموافق 10 أيلول 2020م

البعد التربويّ في شخصيّة الإمام زين العابدين (عليه السلام)

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق



الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين.

أيّها الأحبّة،

لم تقتصر حركة الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين (عليه السلام)، على نشر ثقافة عاشوراء وواقعة الطفّ، ولم تقتصر أيضاً على التوجيه الروحيّ والمعنويّ عبر الدعاء، والذي نُقِل عنه العديد من الأدعية العظيمة والجليلة، والتي ساهمت وتُسهِم في إشباع الروّح والعقل بما يودي بالإنسان إلى إصلاح نفسه، ومعرفة ربّه -سبحانه-.

فإنّ الإمام (عليه السلام)، علاوةً على ما تقدّم، فقد برزت حركته التبليغيّة، وهي تحمل طابعاً تربويّاً واضحاً، تجلّى في حركته وإرشاداته ومواعظه، وقد تركّز ذلك على الجانب الأخلاقيّ، في ظلّ الانحدار الكبير الذي عانى منه المجتمع الإسلاميّ في تلك الحقبة من الزمن؛ وذلك بفعل السياسات المنحرفة التي اتّبعتها الأنظمة الحاكمة والمستبدّة.

فلو قرأنا شخصيّة الإمام السجّاد (عليه السلام)، لوجدنا العديد من الصفات التي تحلّى بها (عليه السلام) وحثّ عليها، منها:

العفو
رُوي أنّه وقف على عليّ بن الحسين (عليهما السلام) رجلٌ من أهل بيته، فأسمعه وشتمه! فلم يكلّمه، فلمّا انصرف، قال (عليه السلام) لجلسائه: «قد سمعتم ما قال هذا الرجل، وأنا أحبّ أن تبلغوا معي إليه، حتّى تسمعوا ردّي عليه»، فقالوا له: نفعل، ولقد كنّا نحبّ أن تقول له ونقول.

فأخذ (عليه السلام) نعليه ومشى، وهو يقول: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾، فعلمنا أنّه لا يقول له شيئاً.

فخرج (عليه السلام) حتّى أتى منزلَ الرجل... فقال (عليه السلام): «قولوا له: هذا عليّ بن الحسين»؛ فخرج إلينا متوثِّباً للشرّ، وهو لا يشكّ أنّه إنّما جاءه مكافئاً له على بعض ما كان منه، فقال له عليّ بن الحسين (عليهما السلام): «يا أخي، إنّك كنتَ قد وقفت عليّ آنفاً، فقلتَ وقلت، فإن كنتَ قلتَ ما فيّ فأستغفرُ اللهَ منه، وإن كنتَ قلتَ ما ليس فيّ فغفرَ اللهُ لك»، فقبّل الرجلُ ما بين عينيه، وقال: بل قلتُ فيك ما ليس فيك، وأنا أحقّ به[1].

التفكّر
حيث كان يشدّد على أن يتفكّر الإنسان في ما يقدم عليه أو يحجم عنه، ضماناً للعاقبة الحسنة والرأي القويم، وممّا ورد عنه (عليه السلام): «الفكرة مرآةٌ تُري المؤمنَ سيّئاتِه فيقلع عنها، وحسناتِه فيكثر منها، فلا تقع مقرعة التقريع عليه، ولا تنظر عين العواقب شزيراً[2] إليه»[3].

العلم والتعلّم
وكان يدعو إلى العلم والتزام الحكمة، مبيّناً فضل العلم وأهله، عنه (عليه السلام): «سادة النّاس في الدنيا الأسخياء، وفي الآخرة أهل الدّين، وأهل الفضل والعلم؛ لأنّ العلماءَ ورثةُ الأنبياء»[4].

وكان (عليه السلام) إذا جاءه طالب علم، قال: «مرحباً بوصيّة رسول الله (صلّى الله عليه وآله)»، ثمّ يقول: «إنّ طالبَ العلم إذا خرج من منزله لم يضع رجلَه على رطب ولا يابس من الأرض، إلّا سبّحت له إلى الأرضين السابعة»[5].

الحذر والمراقبة الذاتيّة
كان (عليه السلام) يدعو إلى أن يراقبَ المرء أيَّ تصرّف يقوم به، وأن لا يُقدِم على ما يكون طريقاً لنفثات الشيطان ووساوسه وخداعه، ورد عنه (عليه السلام): «ليس لك أن تقعد مع من شئت؛ لأنّ الله -تعالى- يقول: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾[6]. وليس لك أن تتكلّم بما شئت؛ لأنّ الله يقول: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾[7]، وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «رحِم الله عبداً قال خيراً فغَنِم، أو صمت فسَلِم»، وليس لك أن تسمع ما شئت؛ لأنّ الله يقول: ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولً﴾[8]»[9].

نبذ العصبيّة
عمد الأمويّون في سياستهم إلى بثّ التفرقة بين المسلمين، وقد استخدموا أساليب شتّى في سبيل ذلك، ومنها العصبيّة، فقدّموا العرب على غير العرب، أسدوا إليهم زمام الإدارة والحكم في البلاد، وسرت آفة العصبيّة في جموع من العرب، حتّى تُرجمت في حياتهم الاجتماعيّة، في الزواج والعطيّة وخدمة الرعيّة، بل في رواية الحديث... وفي ذلك كلّه، كان العربيُّ مقدّماً على غيره!

لكنّ الإمام زين العابدين (عليه السلام) عمد إلى بثّ روح الإلفة بين المسلمين، وأن لا يكون ثمّة تفرقة بينهم على أساس اللون والنسب والعرق، استناداً إلى كتاب الله: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾[10]، ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُو﴾[11].

وقال نافع بن جبير له (عليه السلام): إنّك تجالس أقواماً دوناً!

فقال (عليه السلام): «إنّي أجالس من أنتفعُ بمجالسته في ديني»[12].

[1] الشيخ المفيد، الإرشاد، ج2، ص146.
[2]  الشزر: نظرة الغاضب.
[3]  السيّد المرعشي، شرح إحقاق الحقّ، ج12، ص104.
[4]  ابن كثير، البداية والنهاية، ج9، ص125.
[5]  الشيخ الصدوق، الخصال، ص518.
[6]  سورة الأنعام، الآية 68.
[7]  سورة الإسراء، الآية 36.
[8]  سورة الإسراء، الآية 36.
[9]  العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج2، ص116.
[10]  سورة الأنبياء، الآية 92.
 [11]  سورة آل عمران، الآية 103.
[12]  ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج3، ص300.

10-09-2020 | 02-26 د | 1333 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net