الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1647 15 جمادى الثانية 1446 هـ - الموافق 17 كانون الأول 2024 م

السيّدة الزهراء (عليها السلام) نصيرة الحقّ

وَهِيَ الْحَوْرَاءُ الْإِنْسِيَّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع مختلف فئات الشعب بشأن التطوّرات في المنطقةانتظار الفرجمراقباتمراقباتيجب أن نكون من أهل البصائر ومن الصابرين كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء القيّمين على مؤتمر إحياء ذكرى شهداء محافظة أصفهانفَمَا وَهَنُوا وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا

العدد 1646 08 جمادى الثانية 1446 هـ - الموافق 10 كانون الأول 2024 م

وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ

من نحن

 
 

 

التصنيفات

العدد 1464 06 ذو القعدة 1442 هـ - الموافق 17 حزيران 2021م

وَلَا تَفَرَّقُوا

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق



الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين.

نبارك لصاحب العصر والزمان الإمام المهديّ المنتظر (عجّل الله فرجه)، والإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، والأمّة الإسلاميّة جمعاء، ذكرى ولادة الإمام الثامن، الإمام عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام).

أهمّيّة وصايا الأولياء
أيّها الأحبّة،
كثيراً ما كان لوصايا الأولياء الصالحين أثرٌ في نفوس الناس، وهم يوجّهون ويرشدون فيها عباد الله - تعالى- إلى محاسن الأخلاق ومحامد الأفعال، ويُضيئون بها دربَ من رام السير والسلوك نحو الله، يُنبّهون ويُحذّرون ويُنذرون، حتّى غدت هذه الوصايا ذات تأثير عظيم، تخشع عند ذكرها القلوب، وتهفو إلى التغيير النفوس؛ وذلك كلّه أنّها خرجت على ألسنة أناس عاشوا لله في وجودهم كلّه، فكان لكلّ ما يقولونه وقعٌ عظيمٌ وأثرٌ بالغٌ.

هكذا كان الأئمّة المعصومون (عليهم السلام)، كان كلّ واحد منهم كجدّه المصطفى (صلّى الله عليه وآله) حريصاً على المؤمنين، لا يبخل عليهم في الوعظ والنصح والإرشاد والهداية. وقد تمثّل ذلك في العديد من نصائحهم المباركة على شكل وصايا، حفظها الموالون وأوردوها في أمّهات كتبهم، ومنها ما عن الإمام الرضا (عليه السلام) في وصيّته لعبد العظيم الحسنيّ: «يَا عَبْدَ الْعَظِيمِ، أَبْلِغْ عَنِّي أَوْلِيَائِيَ السَّلَامَ، وقُلْ لَهُمْ أَنْ لَا تَجْعَلُوا لِلشَّيْطَانِ عَلَى أَنْفُسِهِمْ سَبِيلًا، وَمُرْهُمْ بِالصِّدْقِ فِي الْحَدِيثِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، وَمُرْهُمْ بِالسُّكُوتِ وتَرْكِ الْجِدَالِ فِي مَا لَا يَعْنِيهِمْ وَإِقْبَالِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ وَالْمُزَاوَرَةِ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ قُرْبَةٌ إِلَيّ، وَلَا يَشْغَلُوا أَنْفُسَهُمْ بِتَمْزِيقِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً؛ فَإِنِّي آلَيْتُ عَلَى نَفْسِي أَنَّهُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ وَأَسْخَطَ وَلِيّاً مِنْ أَوْلِيَائِي دَعَوْتُ اللَّهَ لِيُعَذِّبَهُ فِي الدُّنْيَا أَشَدَّ الْعَذَابِ، وَكَانَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ»[1].

الوحدة وعدم التفرقة
فلنقف عند جزء من هذه الوصيّة المباركة، حين قال: «وَمُرْهُمْ بِالسُّكُوتِ... وَإِقْبَالِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ وَالْمُزَاوَرَةِ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ قُرْبَةٌ إِلَيّ، وَلَا يَشْغَلُوا أَنْفُسَهُمْ بِتَمْزِيقِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً».

فإنّه (عليه السلام) يوصي بشيء عظيم للغاية، لطالما دعا إليه الإسلامُ في كتابه الكريم، وعلى لسان نبيّه الأكرم (صلّى الله عليه وآله)، والأئمّة الأطهار (عليهم السلام)، سواء أكان من خلال أقوالهم أم سيرتهم وسلوكهم، ألا وهو وحدة صفّ المسلمين، وعدم تفرّق بعضهم بعضاً.

قال الله -تعالى- في كتابه الكريم: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُو﴾[2].

وعن الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله): »مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم كمثل الجسد، إذا اشتكى بعضُه تداعى سائره بالسهر والحُمّى«[3].

هذا، وثمّة الكثير من الشواهد الواضحة التي تؤكّد ضرورة الوحدة، وأن تكون علاقة المسلمين في ما بينهم علاقة أخوّة ومحبّة.

وفي طريق ذلك، وضع الإسلام العديد من الأمور الداعمة لوحدة الصفّ والتلاحم، فأمر بكلّ ما يؤدّي إلى الإلفة والمحبّة بين المؤمنين، كالتزاور وصلة الرحم والتكافل وقضاء الحوائج، وإدخال السرور على الآخرين. ونهى عن كلّ ما يؤدّي إلى التفرقة والخصام والجفاء، كالغيبة والنميمة والبهتان والفتنة وكشف العورات، وكذلك قذف المحصنات والشتم والسباب.

الفحش والتعرّض للأعراض
لا بدّ من الوقوف عند واحدة من أهمّ تلك الأوامر والنواهي، والتي تُعَدّ آفة يقع في شباكها الكثيرون، وتُسهِم في التفرقة والجفاء، ألا وهي السباب والتعرّض للأعراض.

فقد يبدأ بعض الناس عند كلّ نزاع يحدث بين فردين هنا أو فريقين هناك، بتراشق الشتائم والإهانات، حتّى يصل بعضها إلى التعرّض للأعراض، وهنّ لا ناقة لهنّ ولا جمل!

وقد يكون النزاع سياسيّاً أو ماليّاً أو ربّما دينيّاً، مهما كان شكل النزاع ونوعه، فإنّه لا بدّ من حفظ اللّسان من التعرّض للأعراض، فضلاً عن الإهانات والشتائم بشكل عام، التي ينهى عنها ديننا الحنيف.

فإنّ مثل هذه الشتائم، علاوة على أنّها تزرع الأحقاد في النفوس، وتؤجّج الفتنة والجفاء أكثر فأكثر، فإنّها قد تؤدّي إلى فتنة كبرى، يُسفك فيها الدم وتعمّ عندها الفوضى.

لذلك، أمر الإسلام بحفظ اللّسان، ونهى عن الشتيمة والسباب بشكل مطلق، فلا يتوهّمنّ أحد أنّ من كنّا معه على نزاعٍ فإنّه يحقّ لنا حينها أن نتعرّض لعرضه، أو نوجّه كلمات الفحش والبذاءة، حتّى وإن كان الطرف الآخر صاحبَ لسان سليط، فإنّه مع ذلك لا ينبغي ردّ شتيمة الفحش بمثلها.

عن الإمام زين العابدين (عليه السلام): «إنّ لسانَ ابن آدم يشرف على جميع جوارحه كلّ صباح، فيقول: كيف أصبحتم؟ فيقولون: بخيرٍ إن تركتنا، ويقولون: الله الله فينا! ويناشدونه ويقولون: إنّما نُثاب ونُعاقَب بك»[4].

وعن الإمام الصادق (عليه السلام): «معاشر الشيعة، كونوا لنا زيناً، ولا تكونوا علينا شيناً، قولوا للناس حسناً، واحفظوا ألسنتكم، وكفّوها عن الفضول وقبيح القول»[5].

وعن الإمام الباقر (عليه السلام): «قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): إنّ الفحش لو كان مثالاً، لكان مثال سوء»[6].


[1]  العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج71، ص230.
[2]  سورة آل عمران، الآية 103.
[3]  الفيض الكاشانيّ، المحجّة البيضاء، ج3، ص357.
[4]  الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج2، ص115.
[5]  الشيخ الصدوق، الأمالي، ص484.
[6]  الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج2، ص234.

17-06-2021 | 11-21 د | 1205 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net