الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1647 15 جمادى الثانية 1446 هـ - الموافق 17 كانون الأول 2024 م

السيّدة الزهراء (عليها السلام) نصيرة الحقّ

وَهِيَ الْحَوْرَاءُ الْإِنْسِيَّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع مختلف فئات الشعب بشأن التطوّرات في المنطقةانتظار الفرجمراقباتمراقباتيجب أن نكون من أهل البصائر ومن الصابرين كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء القيّمين على مؤتمر إحياء ذكرى شهداء محافظة أصفهانفَمَا وَهَنُوا وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا

العدد 1646 08 جمادى الثانية 1446 هـ - الموافق 10 كانون الأول 2024 م

وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ

من نحن

 
 

 

التصنيفات

العدد 1465 13 ذو القعدة 1442 هـ - الموافق 24 حزيران 2021م

الغيرة الممدوحة

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق



الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين.

أيّها الأحبّة،

إنّ صفةَ الغيرة من الصفات التي يُعرَف بها المؤمن، وقد مُدِح أصحابُها على لسان النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار (عليه السلام)، حتّى عُدَّت أساساً في صفات المؤمنين الأتقياء، فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): «إذا لم يَغَرِ الرّجل، فهو منكوس القلب»[1]، فهي بذلك صفة ملازمة لمن سلم قلبُه من الآفات، وتحلّى بالتقوى والإيمان.

هي صفة يتّصف بها الباري -سبحانه وتعالى-، كما عن الإمام الصادق (عليه السلام): «إنّ الله – تبارك وتعالى- غيور، يحبّ كلَّ غيور، ولِغيرته حرّم الفواحش، ظاهرَها وباطنَها»[2]. وكذلك الأنبياء والأئمّة الأطهار (عليهم السلام)، هم أيضاً موصفون بالغيرة، فعن النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله): «كان إبراهيم غيوراً، وأنا أغير منه، وجدع الله أنفَ من لا يغار على المؤمنين والمسلمين»[3].

نلاحظ إزاء هذه الأحاديث أنّ الغيرةَ أمرٌ عظيم وخطير، وأنّها من الصفات الجليلة الّتي لا بدّ للمؤمن من التحلّي بها، لما لها من آثار طيّبة تُسهم في بناء مجتمع آمن.

الغيرة من الشجاعة
إنّ الغيرةَ ثمرةٌ من ثمرات مروءة النفس وشجاعتها التي تأبى الارتهان للآخرين، وتأبى جعل العرض والمال وغيرهما غرضاً للطامحين، ولو بأدنى درجاته؛ لذلك هي ليست حكراً على العرض فحسب، إنّما لها ارتباط أيضاً بالدين والمقدّسات والأرض والمال، فإنّ ذلك كلّه ينبغي حفظه وحمايته من عيون الأعداء وأطماعهم، وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): «على قدر الحميّة تكون الغيرة»[4].

الغيرة على النساء
إنّ ما نودّ الحديث عنه في هذه العجالة، هو الغيرة المتعلّقة بالنساء، في وقت ينتشر فيه الفساد من كلّ جانب، وتقع بعض الوسائل الإعلاميّة ووسائل التواصل المختلفة في مقدّمة ما ينبغي الحذر والتحذير منه؛ ذلك أنّها موضع من مواضع انزلاق نفوس الكثيرين والكثيرات ممّن لا يراعون حدود الله، حتّى أصبح المعروف فيها منكراً، والمنكر معروفاً!

ولا يُقصَد بالنساء، من كنّ على قرابة بالرّجل وصلة به، كالزوجة والبنت والأمّ والأخت فحسب، إنّما تشمل جميع النساء، نساء المجتمع الذي يعيش فيه الإنسان، فإنّ عليه أن يكون غيوراً عليهنّ، يحفظهنّ ويحميهنّ من الطامعين.

هذا، وإن كان الخطاب عادة ما يُوجَّه إلى كلّ صاحب شأن بأهله ونسائه، فعلى كلّ رجل أن يغار على زوجته وأمّه وأخته وابنته، وكلّ من له بهنّ صلة قرابة، وبهذا تنتشر هذه السمة الطيّبة في المجتمع عامّة، كما في الكثير من البيئات الإسلاميّة.

بين الغيرة وسوء الظنّ
قد يُساء استخدام الغيرة عند بعض الناس، ويخلط بين الممدوحة منها والمذمومة، فتصل به الحال إلى سوء الظنّ والتشكيك بنسائه من دون أي مبرّر أو بيّنة، فيبني على ما يحتمله مواقفَ خطيرة، تصل إلى حدّ الظلم والاستبداد!

وهذا ما يمكن إدراجه تحت عنوان سوء الظنّ، بأن يسيء المرءُ الظنّ بزوجته أو ابنته، فيضيّق عليها ويتصرّف بما لا يُرضي الله، وهذا في الحقيقة من الأمور المحرّمة التي نهى عنها الله -سبحانه-، إذ قال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ﴾[5].

وعن الرّسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله): «من الغيرة غيرة يبغضها الله ورسوله، وهي غيرة الرجل على أهله من غير ريبة»[6].

وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): «لا تكثر الغيرة على أهلك، فترمى بالسوء من أجلك»[7].

وعنه (عليه السلام) في وصيّته لابنه الإمام الحسن (عليه السلام): «إيّاك والتغاير في غير موضع الغيرة! فإنّ ذلك يدعو الصحيحة منهنّ إلى السقم، ولكن أحكم أمرهنّ، فإن رأيت عيباً فعجّل النكير على الكبير والصغير»[8].

ممّا الغيرة؟
إنّما تكون غيرة الرجل على المرأة في ما كان محرّماً أو ما كان مقدّمة للحرام، أمّا في ما أحلّه الله -سبحانه- فلا موضع للغيرة حينئذٍ، كما عن الإمام الصادق (عليه السلام): «لا غيرة في الحلال»[9].

وأيضاً في ما يخشى منه الوقوع في ما لا ينبغي، كتواجد المرأة في أماكن غير مأمونة الجانب؛ لذلك نٌهي عن تواجد المرأة في مواضع معيّنة، كالسوق المكتظة ممّا لا تُراعى فيها حرمات الله -تعالى-، فقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله: «ألا تستحيون أو تغارون؟! فإنّه بلغني أنّ نساءكم يخرجن في الأسواق يزاحمن العلوج»[10].

ومن ذلك أيضاً الشواطئ المختلطة التي يتواجد فيها الرجال الأجانب، والتي عادة لا تراعى فيها الحشمة والعفّة، ما يضع المرأة في حرج شديد؛ لذلك فإنّ المؤمن التقيّ لا يقصد مثل تلك الشواطئ، ولا يرضى بأن تذهب نساؤه إليها خشية الوقوع في المحذور.


[1] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج5، ص536.
[2] المصدر نفسه، ج5، ص536.
[3] الشيخ النراقيّ، جامع السعادات، ج1، ص239.
[4] الواسطيّ، عيون الحكم والمواعظ، ص327.
[5] سورة الحجرات، الآية 12.
[6] الشيخ النراقيّ، جامع السعادات، ج1، ص242.
[7] المصدر نفسه، ج1، ص242.
 [8] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج 5، ص537.
[9] المصدر نفسه، ج5، ص538.
[10] أحمد بن حنبل، مسند أحمد، ج1، ص133.

24-06-2021 | 10-11 د | 1105 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net